♣【 البستان الثاني / الوسائل إلى الله عز وَ جل ( الوسائل الحُسينيَة ) 】♣
الوسائل العامه وَ ربطها بالوسائل الحُسينية
قال الله تعالى ( وَابْتَغُوآْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) فهناك عدة وسائل تُقرِّب العبد من الله زلفى و تجعله في مصاف الأولياء ، منها :
1- العبادة : قال تعالى : ( اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) هذا الخطاب ورد على لسان مئة و أربعه و عشرين ألف نبي و على لسان الأوصياء و العلماء
عزيزتـ/ـي الفآطمي/ـه ينبغيَ لك أن تلاحظ نفسك في أي عبادة أنت ؟ فأنت لست من عباده المكرمين و لا من عباده المصطفين ... {
و المؤسف أننا عبدنا من دونه عدوه و عدونا ، و ليتنا إكتفينا بذلك بل عبدنا الهوى ، الدينار ، الدرهم ، ومالا يحصي عدده .
فـ علينا أن نتقرب إلى الله عز وَ جل بِـ مختلف الطاعات و العبادات من صلاة و صومٍ و حج و زكاة و دعاء وما إلى غير ذلك من أنواع العبادات و القُربات وَ يمكن من خلال الإمام الحُسين "عليه السلام" أن ندخل في جميع أنواع العبادات . .
فمثلاً : إذا زرته "عليه السلام" حصل لك من مراتب عبادهِ المكرمين (الملائكة) تسبيحهم و تقديسهم وطول عبادتهم إلى يوم القيامة و تكون الملائكة نوّاباً عنك في زيارة الحُسين "عليه السلام" إلى يوم القيامة .
و إذا زرته حصلت لك مراتب عباده المصطفين (الأنبياء) لأن زيارة الحُسين توجب الكون في درجة الأنبياء و الأوصياء و الأكل معهم على موائدهم ( من زار قبر الحسين بن علي "عليه السلام" عارفاً بحقه كتبه الله في عليين – وفي رواية – أعلى عليين ).
بل بواسطة الزيارة يحصل لك ثواب العبادات كلها ، من صلاة و زكاة و حج و عمرة و جهاد و مرابطة و صدقات و آداب و مستحبات و ثواب عبادة العمر كلِّه بل الدهر كله .
أ-الصلاة : ( صلوات سبعين ألف ملك يصلُّون عند قبره و ثواب صلاتهم للزائرين له ) .
ب-الزكاة : ( يحصل لك بكل زيارة ثواب ألف زكاة متقبلة ) .
ج-الحج : يحصل لك بزيارته "عليه السلام" ثواب : ( حجة ، حجتان ، عشرون ، ثمانون ، مئة ، بكل خطوة حجة و بكل رفع خطوة عمرة وَبرِوآيَة : بل كل قدم مئة حجة مقبولة و مئة عمرة مبرورة ) وهذا التفاوت في الأجر ناشئ من إختلاف حالة الزائر أي بحسب درجة إيمانه و معرفته بآلِ محمد "عليهم السلام" و بِـ مدى إخلاصه و شدة شوقه لِـ تلك العتبات العاليات
د-الصدقة : ( في زيارته ثواب ألف صدقة مقبولة )
ح-الصوم : في زيارته "عليه السلام" ( ثواب ألف صائم )
م-الإعانة في سبيل الله : ( من زاره كان كمن حمل ألف فرس في سبيل الله مسرَّجة ملجمة )
ر-الجهاد : في زيارته "عليه السلام" ( أجر ألف شهيد من شهداء بدر )
ف-العتق : في زيارته "عليه السلام" ( ثواب عتق ألف نسمة أريد بها وجه الله )
هـ-الذكر و التسبيح : فقد ورد ( أن الله يخلق من عرق زوّار الحُسين "عليه السلام" كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله و يقدسونه ) و ثوابُ ذلك لزائرهِ و في زيارته ( إدراك ثواب الذاكرين لله من الملائكة المقربين )
ذ-صلة الرحم : في زيارته "عليه السلام" صلة لرحم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - .
ن-زيارة المؤمن : ففي زيارته "عليه السلام" زيارة لسيد المؤمنين
ت-عيادة المريض : في عيادته "عليه السلام" عيادة لجريح عطشان بل عيادة لمقطع الأعضاء .
ك-إدخال السرور : عن الصادق "عليه السلام" ( لو يعلم زائر الحُسين "عليه السلام" مايدخل على رسول الله وما يصل إليه من الفرح )
2- الإنفاق : ( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) من مقومات التجارة الرابحه مع الله عز وَ جل : الإنفاق في سبيله قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ أَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) فعلينا أن نبادر إلى هذة التجارة الرابحة قبل فوات الفرصة فالدنيا كما ورد في الرواية ( سوق ربح فيه قومٌ و خسر آخرون ) و يكون ذلك بتحويل هذا المال إلى حسنات في بنك الآخرة و إلا لا ننتفع به شيئاً كما قال تعالى ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ) و يكون هذا المال حسرةً علينا بل يتحول إلى جمر نُكوى بهِ في نار جهنم
كان بعض علمائنا إذا أراد أن يتصدق يخرج المال من جيبه و يخاطب الناس : خذوا هذا المال لئلا يتحول إلى حيات و عقارب في جيبي
وعن طريق سيد الشهداء "عليه السلام" نحصل على جميع أنواع الإنفاق / ففي الرواية ( من سقي الماء في عاشوراء عند قبره يُكتب له ثواب سقي عسكر الحسين "عليه السلام" ) و برواية ( إذا أنفق في جهازه يُعطيَه الله بكل درهم أنفقه مثل أُحد من الحسنات و يخلف عليه أضعاف ماأنفق و يصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه ) وفي رواية ( يجب لهم بالدرهم ألف و ألف و ألف حتى عدّ عشرة ، ثم قال : و رضا الله خير له ، و دعاء محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – و دعاء أمير المؤمنين "عليه السلام" و دعاء الأئمة "عليهم السلام" خيرٌ له )
3- الجهاد : ( وَجَاهِدُواْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) و عن أمير المؤمنين "عليه السلام" الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصةِ أوليائه ) وفي رواية ( فوق كل ذي برِّ برٌّ حتى يقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر ) و يمكن عن طريق أبي عبدالله الحسين "عليه السلام" أن نحصل على ذلك
جاء في رواية أنَّ للباكي على الحُسين " عليه السلام" ( بكل قطرة أجر مئة شهيد ) وفي رواية الإمام الرضا "عليه السلام" للريان بن شبيب : ( إن سرَّك أن يكون لك من الأجر مثل لمن إستشهد مع الحسين "عليه السلام" فقل متى ماذكرته ياليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً ) وَ برواية ( إذا زرت الحُسين "عليه السلام" ليلة عاشوراء وبتَّ عنده لقيت الله ملطخاً بالدم كمن قتل معه )
4-الإستغفار : ( وَسَارِعُوآْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) ورد عن أمير المؤمنين "عليه السلام" ( تعطروا بالإستغفار يرحمكم الله لئلا تفضحكم روائح الذنوب ) و برواية ( الإستغفار صابون الخطايا ) و بالحسين "عليه السلام" تحصل أسرع مغفرة فـ في الرواية ( من بكى على الحسين "عليه السلام" فخرج من عينيه مثل جناح البعوض من الدمع غفر الله له جميع ذنوبه ) بل يحصل على إستغفار الحسين "عليه السلام" وجده و أبيه وأمه و أخيه كما ورد ( أنه "عليه السلام" عن يمين العرش ينظر إلى زوَّاره و الباكين عليه و يستغفر الله لهم و يسأل جده و أباه أن يستغفروا الله لهم )
5-الدعاء : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً ) و ورد في الروايات ( الدعاء مفتاح الرحمة ) – ( الدعاء مخ العبادة ) – ( الدعاء سلاح المؤمن ) – ( الدعاء يرد البلاء ) – ( الدعاء جند من أجناد الله المجندة ) فإذا زرت الحُسين "عليه السلام" تنال دعاء رسول الله و دعاء الملائكة و كذلك تنال دعاء الصادق "عليه السلام" ( اللهم إرحم تلك العيون التي سالت حزناً لنا ) بل في رواية ( إن زائره ماوضع قدمه على شيء إلاّ دعا له )
6-السبيل : ( فَمَن شَآءَ اتَّخذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ) و الحُسين عليه السلام السبيل الأعظم و الصراط الأقوم وأقرب السبل و أيسر السبل
7-النصرة : ( كُونُوآْ أَنصَارَ اللهِ ) الله أجل من أن يحتاج إلى نصرة ، فنصرة أوليائه و دينه هي نصرته جلّ و علا ، فـ زيارة الحُسين "عليه السلام" نصرة له و البكاء عليه نصرة له و إقامة عزائه نصرة له و تمني نصرته نصرة له و السجود على تربته نصرة له .
إن الذي فاز بالنصرة الحقيقية للإمام الحُسين "عليه السلام" هم أولئكَ الفئة الذيَن هُم على إستعداد لـ تقديم الغالِ و النفيسَ لـ خدمَته وَ إبقاءَ منبرَه يصدَح عالياً لِـ نصرَة قضيته " أسمى قضية في هذا الكون " فـ يُروى قصة قصيرة في فضل خادم الإمام الحُسين "عليه السلام"
(( كان هناك عالم قال إنه جاء يوماً إلى مجلس درسه ليعطي درساً في البحث الخارج كالعاده و لكن في ذلك اليوم أعطى درساً بقي في نفوس الطلاب و لا أعتقد يزيله شيء و موعظة رسمت للطلاب ولمن سمعها طريق الوصول إلى الجنة .. إعتلى العالم المنبر للإلقاء الدرس و فجأة بدأ بسرد أيات من الشعر عن أبي عبدالله الحسين و بـشكل تعزية ، طال ذلك لمدة من الزمن ، لا الطلاب تعلق على فعل العالم و لا العالم يتكلم بغير ذكر الحسين فقال لطلابه : تتسااءلون عن سبب فعلي هذا ؟ قالوا : بالطبع أنت تعلم أننا نحب الإمام الحسين إلا أننا جئنا إليك لسماع الدرس وإذا ما أردنا سماع تعزية عن روح أبي عبدالله الحسين لدفعنا لأحد الأخوة فإن أصواتهم أحن ولهم في التعزية باع واسع وهذه شغلتهم .. قال العالم : في الحقيقة البارحة ليلاً كنتُ نائماً و رأيت رؤيا هي التي غيرت مجرى حياتي ، حيث ماسمعتموه اليوم ستسمعونه كل يوم قبل الدرس !
" رأيت نفسي قد توفيت و القيامة قامت و جاء الحساب إلا أن الحساب هو : الأئمة على أبواب الجنة يُدخلون من كانت أوصافه مطابقة لـ الإمام ، بدأت أفتش عن باب أدخل من خلاله فـ هذا باب الإمام علي و هذا باب الإمام الحسن و هذا باب الإمام الحسين ... إلخ { .
إلا أن الذي لفت لفت نفسي فإن أبا عبدالله الحُسين يدخل كل إلتماس بلا أي قيود أو حدود و إن الناس عند باب الإمام تركض جامحه و وجدت فجأة صف من الناس طويل له أول ولا آخر له ، تعجبت و سألت الصف لأي الأئمة ؟ جاء الجواب : إنه لـ الإمام الصادق فقيه أهل البيت .. تقدمت لأرى لما التأخير في الحساب ، إندهشت عندما شاهدت الإمام الصادق يسأل الشيخ و يقول : أفتيت في اليوم الفلاني فتوى ، مادليلك عليها ؟ فيجيب فيشكل عليه ، يرد عليك كذا و مردود بكذا و الرواية ضعيفة و مسندها ضعيف و و إلخ {.
فقلت في نفسي : المسألة عند الإمام الصادق عويصة و الدخول إلى الجنة إن لم يكن مستحيل فهو طويل ولن ينتهي ، الحل هو الدخول إلى الجنة من باب الإمام الحسين فعندما وصلت إلى باب الإمام ، قال الإمام الحسين : سيدنا أنتم العلماء تدخلون من باب الإمام الصادق فهو يحاسب العلماء ، قلت : سيدي باب الصادق صعب الدخول منه ، و أنا أريد أن أدخل كما تدخل الناس من بابك .
قال : من يدخل من بابي خدامي في المجالس السقائين للماء في مجالس التعزية قرائين العزاء و اللطمية الذين يقيمون مجالساً للعزاء و المحيين لشعائري ، ثم إستيقظت و أنا أقول لكم : لا أريد الدخول من باب الإمام الصادق و لا أريد أن يحاسبني ، بل أريد أن أدخل الجنة بعنوان " خادم الحسين " قارئ عزاء و ليس عالم ))
وَنحنُ نرفعَ صرخآتَنا من منبرنآ الفاطميَّ الحُسينيَّ لِـ نقول { لبيك يا حسين ، لبيك ياحسين ، لبيك ياحسين }
إلهي بِـ حق الحسين و مصيبة الحُسين ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ غربة الحُسين ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ عطشَ الحُسين ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ شباب الحُسين ، إلهي بِـ حق الحسين وَ أنصار الحُسين ، إلهي بِـ حق الحسين وَ رضيع الحسين ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ أعضاء الحُسين المقطعات ، إلهي بِـ حق الحسين وَ الدماء السائلآت ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ النحُور المنحُورات ، إلهي بِـ حق الحُسين وَ النساء المسبيات ، إلهي بِـ حق البآكينَ على الحُسين وَ الدمُوع الجارية على مُصيبة الحسين وَ بحق الصآرخين النادبين " يـا حُـسـيـن " اللهُم قربَ وَ عجل فيَّ فرِجَ مولآنآ صآحِب العصِر وَ الزمآنَ ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مُشرفَة أحلىْ رَوضَة بآلعآلِمَ / النُور الحُسينيَّ
نسألكم الدُعآءَ