اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـتـاسِـعـه وَ الـعِـشُرونَ / تـارك الـولايـة ۞
ورد في الحديث القدسي : ( ولاية علي بن أبي طالب حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ) فالخارج عن حصن الولاية عرضة للنقمات الإلهية و يصدق عليه أنه :
1- ظالم : ( أَن لَّعْنَةُ اللهُ عَلَى اْلظَّالِمِينَ * اْلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ ) فالسبيل هم أهل البيت "عليهم السلام" نقرأ في دعاء الندبة : ( فكانوا هم السبيل إلى رضوانك ) و نقرأ أيضاً : ( أين السبيل بعد السبيل ) وفي الزيارة الجامعه ( أنتم السبيل الأعظم ) و نخاطب صاحب الزمان "عج" ( يابن السبل الواضحه )
2- مشرك : ورد في الزيارة الجامعة ( ومن وحّده قبل عنكم ) فمعنى ذلك أن كل من لم يقبل عنكم لم يوحّده ، و بالرواية ( من ترك ولايته كان ضالاً مضلاً ومن جحد حقه كان مشركاً )
3- كافر و ملحد : بأعظم أصل حيث جاء في الحديث ( بني الإسلام على خمس ... والولاية وما نودي بشيء مثل مانودي بالولاية ) و برواية ( لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولاية علي بن أبي طالب ) وعن رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - ( ياعلي من مات وهو يبغضك لم يكن له من الإسلام نصيب ) وعنه - صلى الله عليه وآله وسلم - ( ولا يبغضك الا كافر ) و برواية ( لا دين لمن دان بإمام غير عادل ) و برواية آخرى ( إنَّ الجاحد لولاية علي كعابد الوثن )
4- لا يُقبل له عمل : كما قال تعالى ( وَاْلَّذينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَ أَضَلَّ أعَمَالَهُمْ ) و قال تعالى ( وَ مَن يَكْفُرْ بِالْإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) و الإيمان علي بن أبي طالب "عليه السلام" كما عبر عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم الخندق بقوله ( برز الإيمان كله إلى الشرك كله )
و نقرأ في زيارة الإمام صاحب الزمان "عج" ( أشهد أن بولايتك تقبل الأعمال و تُزكى الأفعال و تُضاعف الحسنات و تُمحى السيئات ، فمن جاء بولايتك و إعترف بإمامتك قُبلت أعماله و صُدقت أقواله و تضاعفت حسناته و مُحيت سيئاته ومن عدل عن ولايتك وجهل معرفتك و إستبدل بك غيرك كَبهُ الله على مِنخَرِه في النار ولم يقبل الله له عملاً ولم يُقم له يوم القيامة وزناً )
5- على غير الحق : حيث ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( علي مع الحق و الحق مع علي ) و يقول تعالى : ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقَّ إِلَّا اْلضَّلَالُ ) فكل من لم يكن في خط علي فهو في الضلال ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ اْلرَّحْمَانُ مَدّاً )
6- على غير القرآن : لأن ورد في الرواية : ( علي مع القرآن و القرآن مع علي )
7- لص : لأنه لم يأت البيوت من أبوابها كما هو صريح قوله تعالى ( وَلَيْسَ البِرُّ بِأنَ تَأْتُواْ اْلبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَ لَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَ أْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) وهذا المعنى يؤكده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : ( أنا مدينة العلم و عليُّ بابها ) .
8- يشدد عليه عند الإحتضار : حيث ورد أن أمير المؤمنين "عليه السلام" يلتفت إلى ملك الموت و يقول له ( أشدد عليه أما إنه كان مبغضاً لنا )
9- يمنع ورود الحوض : ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( ياعلي لتردنّ عليّ الحوض و شيعتك راضين مرضيين و يرد عليّ أعداؤك ظامئين مقمحين ) .
10- لا يمكنه إجتياز الصراط : جاء في تفسير قولة تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسؤولُونَ ) يُسألون عن ولاية علي بن أبي طالب "عليه السلام" وفي رواية ( من أتى بها جاز وإلا زُجَّ في النار على أم رأسه ولم ينفعه شيء ) بينما المحب لأمير المؤمنين "عليه السلام" إذا زلت به قدم ثبتت له أخرى فعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( ياعلي ماثبت حبّك في قلب مؤمن إلا و ثبتت قدماه على الصراط يوم تزل به الأقدام ) .
11- يحمل أثقال سيئة : حيث ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها كثرة السيئات وبغض علي بن أبي طالب سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات )
12- صحيفته بشماله : لأن المؤمن كتابه بيمينه و ورد في الرواية ( عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب فينتج بطبيعة الحال أنه من لم يكن موالياً لعلي "عليه السلام" سوف يعطى كتابه بشماله .
13- يمنع من دخول الجنة : عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( لا يجوز أحد إلى الجنة مالم يكن بيده صك براءة من النار من علي بن أبي طالب ) .
14- يحشر مع أئمته : حيث قال تعالى ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإمأمِهِمْ ) .
15- في الدرك الأسفل من النار : حيث قال تعالى ( إِنَّ المُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) و المنافق هو مبغض علي كما صرَّح بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( ياعلي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر )
16- رفيق الشياطين : على حد تعبير الأئمة "عليهم السلام" ( حقيق على الله أن لا يجعل عدونا و الجاحد لولايتنا رفيق الشياطين و الكافرين و بئس أولئك رفيقاً ) و في الحديث القدسي ( لا يبغضه أحد من عبادي أو عدل عن ولايته إلا و أبغضته و أدخلته النار ) و برواية ( يؤتى بجاحد علي "عليه السلام" يوم القيامة أصم و أعمى و أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ينادي : يا حسرتاه على ما فرّطت في جنب الله و ألقي في عنقه طوق من نار و لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة وعلى كل شعبة شيطان يتفل في وجهه من جوف قبره إلى النار ) .
17- الخلود في النار : حيث ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر فيخرج من الإيمان و يوجب الخلود في النار ) .
ولأهمية الولاية نرى أن الإمام زين العابدين "عليه السلام" ركَّز في خطبته في الشام على فضائل أمير المؤمنين "عليه السلام" و ذلك عندما قال "عليه السلام" ( يايزيد إئذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا و لهؤلاء الجالسين أجر و ثواب ) فأبى يزيد فقال الناس : يا أمير ائذن له ليصعد فلعلنا نسمع منه شيئاً ، فقال لهم : إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلا بفضيحتي و فضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وماقدر مايحسن هذا الفتى ؟ فقال : إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقاً .
ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون و أوجل منها القلوب ، فقال فيها :
(( أيها الناس أعطينا ستاً و فُضلنا بسبع : أعطينا العلم و الحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين و فُضلنا بأن منَّا النبي المختار محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ومنا الصديق و الطيار ومنا أسد الله و أسد الرسول ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذة الأمه و سيدا شباب أهل الجنة ومنا هاديها ومنا مهديها .
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي : أنا ابن مكة و منى ، أنا ابن زمزم و الصفا أنا إبن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا إبن خير من إئتزر و إرتدى ، أنا ابن خير من إنتعل و إحتفى ، أنا ابن خير من طاف و سعى ، أنا ابن خير من حج و لبى ، أنا ابن من حُمل على البراق في الهوا ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، انا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدني ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى .
أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا إله إلا الله ، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين وبايع البيعتين و صلى القبلتين و قاتل ببدر و حنين ولم يكفر بالله طرفة عين
أنا ابن صالح المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين و نور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكائين وأصبر الصابرين و أفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين ، أنا إبن المؤيد بجبرائيل المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين و المجاهد أعداءه الناصبين و أفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب و إستجاب لله و لرسوله من المؤمنين و أقدم السابقين و قاصم المعتدين و مبيد المشركين و سهم من مرامي الله على المنافقين و لسان حكمة العابدين .
وناصر دين الله و ولي أمر الله و بستان حكمة الله و عيبة علم الله ، سمح سخي ، بهلول زكي أبطحي رضي مرضي ، مقدام همام صابر صوام مهذب قوام شجاع قمقام ، قاطع الأصلاب ، مفرق الأحزاب ، أربطهم جناناً ، و أطبقهم عناناً و أجرأهم لساناً ، و أمضاهم عزيمة ، و أشدهم شكيمة ، أسد باسل ، غيث هاطل ، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة و إقتربت الأعنة طحن الرحى ، و يذروهم ذرو الريح الهشيم .
ليث الحجاز صاحب الإعجاز ، وكبش العراق ، الإمام بالنص و الإستحقاق ، مكي مدني ، أبطحي تهامي ، حنيفي عقبي ، بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى ليثها ، وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين مظهر العجائب ، مفرق الكتائب و الشهاب الثاقب و النور العاقب ، أسد الله الغالب مطلوب كل طالب ذاك جدي علي بن أبي طالب ، أنا إبن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين أنا ابن الطهر البتول أنا ابن بضعة الرسول ... ))
إلى هذة الساعه عرف الناس أنه من أبناء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من أبناء علي "عليه السلام" لكنهم ماعرفوا أنه من أبناء الحسن أم من أبناء الحسين إلى أن قال : (( ... أنا إبن المقتول بكربلاء ، أنا إبن العطشان حتى قضى ، أنا ابن المذبوح حتى قضى ، أنا ابن المرمل بالدما ، انا ابن من بكى عليه الجن في الظلما ، أنا ابن من ناحت عليه الطيور في الهوا ، أنا ابن من رأسه بأرض و جسده بأخرى ، أنا ابن من حُملت نساؤه من كربلاء إلى الشام تُهدى ...))
لم يزل يقول : أنا ابن ، أنا ابن .. حتى ضجّ الناس بالبكاء و النحيب ، وخشي يزيد وقوع الفتنة فأمر المؤذن أن يؤذن ، فلما قال المؤذن : الله أكبر ، قال عليَّ بن الحُسين "عليه السلام" ( كبرت كبيراً لا يقاس و لا يدرك بالحواس ولا شيء أكبر من الله ) فلما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال علي بن الحُسين "عليه السلام" ( شهد بها شعري و بشري و لحمي و دمي و كخي و عظمي ) فلما قال المؤذن : أشهد أن محمداً رسول الله ، إلتفت الإمام زين العابدين من أعلى المنبر إلى يزيد و قال : ( يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك ؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت و كفرت و إن قلت أنه جدي فلم قتلت عترته و سبيت عياله ؟ )
فتواقع الناس على الإمام زين العابدين "عليه السلام" هذا يقبل يديه و هذا يقع على قدميه هذا يقول : سيدي إعذرني إني لما دخلتم لمدينة رميناكم بالحجارة ، ثم خرج الإمام "عليه السلام" و إلتقى بالمنهال بن عَمرو ، يقول المنهال : كنت اتمشى في أسواق دمشق و إذا أنا بعلي بن الحسين "عليه السلام" يمشي و يتوكأ على عصا في يده و رجلاه كأنهما قصبتان و الدم يجري من ساقيه و الصفره قد علت عليه
قال المنهال : فخنقتني العبرة فإعترضته و قلت له : كيف أصبحت يابن رسول الله ؟ قال "عليه السلام" ( يا منهال وكيف يصبح من كان أسيراً ليزيد بن معاوية ، يامنهال والله مُنذ قتل أبي ، نساؤنا ماتشبع بطونهن ، و لا كَسون رؤوسهن ، صائمات النهار ، نائحات الليل )
ثم قال له : ( يامنهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يُذبح أبناءهم و يستحي نساءهم أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منهم و تفتخر قريش على العرب بأن محمداً منهم ، وإنا عترة محمد أصبحنا مقتولين مذبوحين مأسورين مشردين شاسعين عن الأمصار كأننا أولاد ترك أو كابل هذا صباحنا أهل البيت ، يامنهال المكان الذي نحن فيه ليس له سقف ، والشمس تصهرنا ، فأفر منها سويعه لضعف بدني و أرجع إلى عماتي و أخواتي خشية على النساء )
قال المنهال : فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني و إذا أنا بإمرأة قد خرجت من الخربة وهي تنادي : إلى أين تمضي يا قرة عيني ، فتركني و رجع إليها فسألت عنها فقيل لي : هي زينب بنت علي .
بناتُ زيادِ في القصُور مصَونة و آل رسول الله في الفلوآتِ
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ