اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـحَـآديَـة وَ الـثَلآثُـونَ / الـبَـرزَخْ ۞
قال الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونَ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَ مِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
البرزخ : وهو الفاصل بين شيئين ، أي الوسط بينهما كما قال تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) و عالم الرزخ هو العالم الذي يتوسطه عالمي الدنيآ و الآخرة و مدته من وقت الموت إلى البعث كما ورد في الرواية ( إذا قبضه الله صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا ) في قالب من نور غير هذا البدن الترابي ، أجساد شفافة لا يمكن رؤيتها .
و السؤال المهم أين يقع عالم البرزخ ؟ وهل هو جزء من عالمنا ؟
عالم البرزخ هو ضمن عالم الدنيا ، كما ورد في الرواية ( جنة من جنات الدنيا تطلع فيها الشمس و القمر ) ، ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَ عَشِيّاً ) و كذلك بالنسبة إلى نار البرزخ يقول تعالى ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَ عَشِيّاً وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوآْ ءَالَ فِرْعَوَنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
و السؤال الآخر أين تذهب الأرواح ؟!
أرواح المؤمنين إلى وادي السلام ، حسبما أفاد الإمام الصادق "عليه السلام" في جوابه لذلك الرجل الذي سأله عن أخيه فقال : إن أخي ببغداد و أخاف أن يموت بها فقال "عليه السلام" ( ماتبالي حيثما مات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض ولا غربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام )
وبراوية : ( في حجرات الجنة يأكلون من طعامها و شرابها ) و التعبير بالقبر ، بالحفرة مداراة للناس .
أما أرواح الكفار فقد جاء في الرواية أنها : ( تجتمع في وادي برهوت وراء اليمن ) و برواية ( في حجرات النار يأكلون من طعامها و يشربون من شرابها ) .
ومن جملة الأسئلة هل تلتقي الأرواح فيما بينها ؟
نعم ، فقد جاء في الرواية : ( إن الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة تتعارف و تتساءل ، فإذا قدِمت الروح على الأرواح يقال : دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم . . . )
وأيضاً من جملة الأسئلة : هل تسمع الأرواح أصواتنا ؟ ويفهمون كلامنا ؟
نعم ، فقد ورد أن الميت لما يُصلي عليه يسمع الكلام ، وكذلك أثناء تشييع جنازته يسمع حتى خفق النعال ، وقد ورد أيضاً أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وقف على بئر بدر و صار يخاطب الكفار بأسمائهم ، و يقول – صلى الله عليه وآله وسلم - : لقد وجدت ما وعدني ربي حقاً ، فهل وجدتم ماوعدكم ربكم حقاً ؟! فقال له عمر : أويسمعونك ؟! فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ما أنت بأسمع لي منهم ؟!
وبرواية ( إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا و أجابوكم ، و إن زرتوهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم ) .
والملاحظة المهمه جداً : إن إنكار البعصً لهذا الأمر لا يغير الحقيقة بل تبقى ثابتة فلو أن إنساناً أنكر وجود الشمس ، فهل يعني ذلك إنعدام الشمس ؟!
وكذلك عدم رؤيتنا لهذه العوالم لا يغيرها ولا ينفيها فجهل الجاهل بقوة الكهرباء ، لا يمنع أن تصعقه إذا مسها ، و كذلك جهلُنا بعمل الطائرة لا يمنع هبوطها و عملها و حركتها .
وكذلك الجهل بحقيقة تَكوُّن الجنين من إلتقاء النطفة بالبويضة لا يوقف عجلة الحياة
ومما يدعو إلى العجب أن البعض يتسرع و يقول : أنا لا أؤمن بالبرزخ لأنه أمر غيبي ؟!
و الجواب : إن العلم كله قائم على الغيب فالجاذبية التي لولاها لطرنا في الفضاء هي أمر غيبي ، و إلا كيف هي ؟ و أين هي ؟ لا نعلم .
إننا نعيش وسط عوالم مخفية و مستورة عنا ، وعدم إطلاعنا عليها لا يمنع من وجودها .
ومن هذه العوالم عالم البرزخ الذي لابدَّ من الإنتقال إليه و مما يدعو إلى القلق ، و إلى الخوف و الإضطراب أن الأعمال تتجلى في عالم البرزخ ، يقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ليلة أُسري بي إلى السماء رأيت : ( أقواماً بين أيديهم لحم خبيث و لحمٌ طيب يأكلون الخبيث و يدعون الطيب و ذلك لأنهم كانوا يأكلون الحرام و يدعون الحلال ) - ( و رأيت أقواماً لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم و هؤلاء هم الهمَّازون اللمَّازون ) – ( ورأيت أقواماً ترضخ رؤوسهم بالحجارة و هؤلاء كانوا ينامون عن صلاة العشاء ) كيف بالذي لا يصلي ؟!
( ورأيت أقواماً تقذف النار في أفواههم و تخرج من أدبارهم و هؤلاء كانوا يأكلون أموال اليتامى ظلماً ) – ( و رأيت أقواماً لا يقدرون أن يقوموا من عظم بطونهم و هؤلاء كانوا يأكلون الربا ) – ( و رأيت أقواماً صُمَّت أسماعهم و خؤلاء كانوا يسمعون الغيبة ) – ( و رأيت نساءً معلقات بألسنتهن وهن المؤذيات لأزواجهن و المغنيات ) .
لذلك أحبائي الفاطميينَ أقول لكُم / من يسافر إلى دولة يجهز أوراقه فكيف بمن يسافرُ إلى عالم آخر ؟ فعلينا أن ندقق بأعمالنا و حساباتنا ، لأن الناقد بصير ؟!
يقول الإمام الصادق "عليه السلام" ( علمت أن الموت يداهمني فإستحضرت )
وبقي سؤال أخير وهو : هل يمكن إنكشاف عالم البرزخ لنا و نحن ضمن هذا العالم ؟!
والجواب : بإمكان الإنسان إذا وصل إلى حالة من الصفاء الروحي ، أن تتكشف له الوقائع و حقائق الأمور ومن جملة ماينكشف له عالم البرزخ ، و هذا ماحصل لجملة من الأولياء الصالحين ، الذينَ ذُكرتَ قصصهم في كتاب ( دار السلام ) .
و مما يؤكد هذا الأمر أن الإمام الحسين "عليه السلام" كشف لأصحابه ليلة العاشر من المحرم عن عالم البرزخ و أراهم منازلهم في الجنة .
أقول " هنيئاً هنيئاً لهُم " تلكَ الصفوة التيَّ بذلتَ نفسَها وَ مالهَآ وَ أهلهَا فيَّ نصَرة سبطَ النبيَّ المصطفىْ – صلى الله عليه وآله وسلم – وَ ريحآنَة الرسُولَ الإمام المظلوم الشهيد الغريبَ الحُسين بن عليَّ "عليهما السلام" .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ