اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثَلآثُـونَ / الـعِلْـم وَ الـعُـلَـمَـآءَ ۞
قال الله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِى اْلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ اْلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْألْبَابِ ) و كفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم ، لا سيما علم التوحيد .
وقال سبحانه : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * اْلَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) وهذة الأية دليل على شرف العلم و أنه أول مِنَّة إمتنَّ الله بها على ابن آدم بعد خلقه
و قال تعالى ( يَرْفَعِ اللهُ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ اْلَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وعن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ( من أحب أن ينظر إلى عُتقاءِ الله من النار فلينظر إلى المتعلمين ، فوالذي نفسي بيده ما مِنْ متعلم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة ، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ، و يمشي على الأرض وهي تستغفر له ، و يمسي ويصبح مغفوراً له )
و برواية ( عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد ) و برواية ( الراوية لحديثنا يشدُّ به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد ) و عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( إنَّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر و البحر فإذا طمست أوشك أن تضل الهداة ) .
أجُـورهُـم وَ ثَـوآبَـهُـم /
( كان معنا بالرفيق الأعلى ) – ( جاء على رأسه تاج من نور يضيء لجميع أهل العرصات ) – ( يوحي الله إلى الملائكة اجعلوا بكل حرف علمه ألف ألف قصر ) – ( أفضل من مائة ألف ركعة يصليها بين يدي الكعبة ) – ( أفضل من جهاد الروم و الترك ) – ( أفضل من ألف عابد و ألف ألف عابدة ) – ( يقال له قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك ) – ( أولئك هم الأفضلون عند الله ) – ( يخاطبه الله وجبت لك أعالي الجنان )
و بـ رواية : حمل رجل هدية إلى الإمام الحسن "عليه السلام" فقال له : ( أيهما أحب إليك ؟ أرد عليك بدلها عشرين ضعفاً ( عشرين ألف درهم ) ، أو أفتح لك باباً تقهر به فلاناً الناصبي في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ، و إن أحسنت الإختيار جمعت لك بين الأمرين و إن أسأت خيَّرتك ) فقال الرجل : ( فثوابي في قهر الناصبي قدره عشرون ألف ألف مرة ) فقال الرجل : أُريد الكلمة فأعطاه "عليه السلام" الكلمة و عشرين ألف درهم .
ومن أبـرز صِـفـات الـعـلـمـاءَ /
1-حب أهل البيت "عليهم السلام" و الدفاع عن خطهم : ورد في الرواية ( مايعذب الله هذه الأمة إلا بكتمان علمائها فضائل علي بن أبي طالب "عليه السلام" )
تصفهم الروايات : ( علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس و عفاريته يمنعوهم من الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس و النواصب )
وفي رواية ( المنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس و مردته ومن فخاخ النواصب ) وفي رواية ( من قوى مسكيناً في دينه ضعيفاً في معرفته على ناصب ) وفي رواية ( من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا ) وفي رواية ( ان يغيث في الدنيا مسكيناً من محبينا من يد ناصب
2-الجد و التحصيل : فأين تجد عالماً فقيهاً خصص أسبوعاً واحداً للسفر انتزعه من بين أعوام الجهد و السعي الدؤوب ولكنه مع ذلك لم يترك هذه الفرصة سُدىً بحجة أنه مخصص للإستجمام و الراحة و الفراغ من الشغل و العمل ، فتجده يُؤلف في الطريق كتاباً مختصراً في غاية الجودة و الأهمية كما هو الحال بالنسبة إلى العلامة الحلي ( رحمه الله ) .
و أين تجد عالماً لم يترك مواصلة كتابة موسوعته الفقهية حتى عندما يذهب لتشييع ولده ، فإذا وجد فرصة مختصرة أثناء التشييع مضى يكتب رسالته الفقهية كما هو الحال بالنسبة لصاحب الجواهر ( رحمه الله ) .
3-العناية من أهل البيت "عليهم السلام" : كما ورد في الرواية : ( لا نعد العالم عالماً حتى يكون ملهماً ) فقد ورد أن السيد عبدالله شبر أهدى إليه الإمام الكاظم "عليه السلام" قلماً في المنام فكان سبباً في كثرة مؤلفاته و كذلك الشيخ جعفر الششتري أطعمه الإمام الحسين "عليه السلام" شيئاً من الحلوى في المنام ، ففتح الله عليه من عناياته و كراماته مايحير العقول .
وهناك أيضاً عنايات بسبب حالات معينة : بسبب التهجد بالليل ، مثلاً : يُروى عن الشيخ محمد تقي المجلسي أنه كان يتهجد ليلاً فحصل عنده حالة روحية تيقن معها بإستجابة دعائه ، فإلتفت حوله فسمع فسمع صوت ولده الشيخ محمد باقر في المهد ، فدعا له : اللهم إجعله مروَّجاً لشريعتك و هكذا وُفق ولده و كتب موسوعة بحار الأنوار .
4-عدم حب الدنيا و التعلق بحطامها : كما ورد في الحديث القدسي : يا داوود لا تجعل بيني و بينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدك عن سبيلي ) فأين تجد عالماً مرجعاً تنصب بين يديه ملايين الملايين من الأموال و الحقوق الشرعية وهو مع ذلك لا يصرف منها إلا مايسد به رمقه دون زيادة تحفظاً على أموال المسلمين و حقوق الفقراء و المستضعفين ، كما فعل الشيخ الأنصاري "رحمه الله" وقد أُهِدي إليه بيتاً فجعله مسجداً .
5-التواضع : فكلما إزداد العالمُ علماً كلما إزداد تواضعاً ، جاء في الخبر : مرَّ الإمام الباقر "عليه السلام" في الشام على حلقة للنصارى فقعد بينهم ، فخرج عليهم راهبٌ و إلتفت إلى الإمام الباقر "عليه السلام" وقال : أنت منَّا أم من الأمة المرحومة ؟ فقال "عليه السلام" : من الأمة المرحومة ، فقال الراهب : من علمائها أم من جهَّالها ؟ فقال "عليه السلام" : لستُ من جهَّالها .
عزيزتـ/ـي الفاطمي/ـة : إنظر إلى شدة تواضع الإمام الباقر "عليه السلام" فلم يقل إنه من علمائها بل قال : لست من جهَّالها مع إنه باقر علوم الأولين و الأخرين .
روى شيخنا الكاشي ( قده) عن أستاذه الفيروز آبادي أنه كان جالساً في مجلس وإذا به يقوم فيتعجب الحاضرون ماذا يريد ؟! و إذا به يتوجه نحو الماء يريد أن يشرب ، فلم يكلَّف أحداً بإحضار الماء .
6-كثرة العبادة : فقد ورد عن العلامة الكلباسي الأصفهاني أنه كان يحيي ليالي السنة كلَّها على أنها ليالي القدر
و ورد عن العلامة الأميني أنه كان إذا تشرف بزيارة الإمام الرضا "عليه السلام" كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و ورد عن السيد بحر العلوم أنه مافرش له فراش في ليل قط .
7- الورع : ورد عن المقدس الأردبيلي أنه رجع ماشياً من الكاظمين "عليهم السلام" إلى النجف ولم يركب الدابة التي كان قد إستأجرها لأن أحدهم كلَّفه بحمل رسائل إلى أحد أقربائه في النجف فخاف أن لا يسامحه صاحب الدابة بهذا الحمل الزائد .
وأما إذا انحرف العالم فإنه يَغرق و يُغرق ، و يضل و يُضل ، ويصبح طحناً لرحى جهنَّم كما ورد عن أمير المؤمنين "عليه السلام" ( إن في جهنم رحى تطحن ، أوما تسألوني ماطحنها ؟ قالوا : وما طحنها ؟ قال "عليه السلام" : العلماء الفجرة ، و القراء الفسقة . . )
و لذلك هاجم القرآن العلماء المنحرفين و نعتهم تارة بالحمير و أخرى بالكلاب و ذلك لشدة خطرهم ، لأن الدين أمضى سلاح في ضرب الدين ، فلو سمعت زنديقاً سكيراً فاسقاً يسب و يغتاب عالماً فاضلاً ما إلتفت إليه ولا لهذيانه ، أما إذا بدر ذلك التهجم و الإفتراء من رجل يتزيَّ بزي الدين فقد يصدقه الناس .
عمر بن سعد يقف يوم عاشوراء ليصلي ، و بالمقابل كان الإمام الحسين يصلي ، بعد الصلاة صاح عمر بن سعد : ياحسين إنها لا تقبل منك ، صلاتُك باطلة ، فيها إشكال شرعي ، فتأملوا من يحكم ببطلان صلاة الحُسين "عليه السلام" .
ومن هؤلاء العلماء المنافقين " شريح القاضي " الذي خذَّل الناس عن نصرة هاني بن عروة و مسلم بن عقيل ، ولذا بقي مسلم وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين ومع ذلك سلام الله عليه أظهر شجاعة و بسالة نادرة الوجود ، الخبراء يقولون : موقف مسلم أشد من مواقف أمير المؤمنين "عليه السلام" ومن مواقف الحسين "عليه السلام" لأنهما كانا يقاتلان في فسحة من الأرض في متسع من الأرض و العدو المرئي و مكشوف أمامهم ، أما مسلم " عليه السلام " كان يقاتل في أزقة و طرقات ، فإستحقَ حقاً أن يُلقَب بِـ " سفير الإمام الحُسين " سلآم الله عليهمآ .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ