اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـتـاسِـعَـة وَ الـثَلآثُـونَ / الـفُـرِقَـة آلـنَـآجِـيَـة ۞
ورد عن أمير المؤمنين "عليه السلام" أنه قال في بعض مناجاته ( آه لبعد السفر ، آه لوحشة الطريق ، آه لقلة الزاد ) أي سفر هذا الذي يشير إليه أمير المؤمنين "عليه السلام" ، إنه سفر من هذا العالم حيث تغمض العين و تفتحها في عالم الآخرة .
سفر من هذا العالم إلى القبر ، و من القبر إلى عالم البرزخ ، و سفر من البرزخ إلى عالم الحشر ، و سفر من الحشر إلى النشر ، و سفر من الموقف إلى مقر الحساب ، وسفر من موقف الحساب إلى موقف الميزان ، و سفر من موقف الميزان للمرور على الصراط ، الصراط الذي يمّر في وسط جهنم و يصل إلى الجنة .
في السفر الأخير ، السؤال المهم : كيف نحقق لأنفسنا النجاة من النار و الفوز بالجنَّة ؟!
يمكن لنا إجراء التقسيم حتى يتحقق لنا القسم الناجي من النار يقيناً و قطعاً .
أولاً : نقسَّم أهل العالم إلى مسلمين و غير مسلمين ، ثم نسأل : هل يمكن النجاة لغير المسلمين ؟ كيف يمكن والله عز وَ جل يجيب بأوضح عبارة فيقول : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الْإِسْلَامُ ) ، ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْأَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
فقد تحقق أن النجاة منحصر بالمسلمين لا غير ، ولذا قال تعالى ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) فإذا إنحصرت لنجاة للمسلمين و حُكم على سواهم بالمجرمين ، فالمجرمون هم أصحاب النار يقيناً ، يقول الله تعالى ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَ سُعُرٍ ) ، ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) .
ثانياً : نقسِّم المسلمين إلى ثلاث و سبعين فرقة ، كما قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ( ستفترق أمتي إلى ثلاث و سبعين فرقة ، واحدة ناجية و الباقي في النار ) ، ولما وقع الإفتراق وقع الإختلاف ..
فإما أن يكونوا على :
1-الحق جميعهم : وهذا ممنوع فلو كانوا على الحق جميعهم لما إختلفوا ولما تفرَّقوا و الرواية قالت : ( واحده ناجية ) ولم تقل الجميع .
2-الضلال جميعهم : لا يمكن ذلك لأنه هناك فرقة ناجية .
3- محق و مبطل : فوجب النظر لمعرفة الصادق من الكاذب .
فالمسلمون بعد رحيل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- على قسمين : قسم إتبع علياً بن أبي طالب و تولاه و قسم تولَّى من سواه .
و السؤال : هل يحتمل النجاة لمن تولَّى غير عليَّ "عليه السلام" ؟!
لا يمكن ، لأن نبي الأسلام –صلى الله عليه وآله وسلم – يقول ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق و هوى )
ولو قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ) ولم يكمل ، لكان ممكن أن نحتمل وجود سفينة أخرى ، ولكنه – صلى الله عليه وآله وسلم – حصر النجاة بسفينة أهل البيت "عليهم السلام" عندما قال : ومن تخلف عنها غرق و هوى .
والنبي –صلى الله عليه وآله وسلم- يقول بإجماع المسلمين : ( علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه كيفما دار )
فإذا ثبت أن علياً مع الحق فقد ثبت أن كل من ترك علياً و تولَّى سواه فهو من أهل الضلال ، بالدليل القاطع و البرهن الساطع ، لأن الله تعالى يقول : ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )
يقول الشيخ الشوشتري : الأئمة "عليهم السلام" كلهم سفن النجاة ولكن سفينة الحُسين "عليه السلام" أسرع و الأئمة "عليهم السلام" كلهم أبواب النجاة ولكن باب الحُسين "عليه السلام" أوسع ، ولذا علينا أن نتعلق بأذيال سيد الشهداء "عليه السلام" من خلال زيارته و إقامة مجالسه و البكاء عليه .
بعض علمائنا السيد حيدر الحلي كان متوجهاً لزيارة الإمام الحُسين "عليه السلام" وفي أثناء الطريق طلع عليه سيد عليه سِيماء الجلالة و الوقار ، فقال يا سيد : أنشدني قصيدتك بالحُسين "عليه السلام" ، يقول السيد فجعلت ألأوح له بيدي وأقول :
مـات الـتصـبـر بـ إنتـظـارك أيهـا المحيـي الشـريـعـه
فـ إنهض فـما أبقـى التصبـر غـيـر أـحشـاء جـزوعـه
فـ السيـف إن بـه شـفـاء قـلـوب شـيـعـتـك الـوجـيـعـه
كـم ذا الـقـعـود و ديـنـكـم هـدمـت قـواعـده الـرفـيـعــة
تـنـعـى الـفـروع أصـولـه و أصـولـه تـنـعـى فـروعـــه
مـاذا يـهـيـجـك إن صـبـرت لـ وقـعـة الـطـف الـفظيعـة
أتـرى تـجـيء فـجـيـعـة بـ أمـض مـن تـلـك الفـجيـعــه
حيث الحُسين على الثرى خيل العـدى طحنت ضلوعـه
قــتــلــتــه آل أُمــيـةٍ ظــآم إلــى جــنــب الــشــريــعــه
و رضـيـعـه بـ دم الـوريـد مـخـضـب فـ إطـلـب رضيعه
يقول السيد حيدر : لما وصلت إلى هذا البيت إلتفت إليَّ و قال : يا سيد حيدر لا تكمل مالي طاقة على سماع باقي المصيبة ! قلت : من أنت سيدي ؟ قال : ياسيد حيدر أنا إمامك صاحب العصر و الزمان ، قلت : متى الفرج سيدي ؟ قال : ياسيد حيدر أنتظر أمر الله ، مُر الشيعة أن يدعوا لي بالظهور .
يقول السيّد : و لعل الإمام تذكر في تلك الحال بيوت آل عقيل ، بيوت آل جعفر خالية من الرجال حتى من الطفل الرضيع .
من بقي في الدار ؟ سوى فاطمة العليلة ، بينما هي في الدار و إذا بالباب يُطرق ، أقبلت نحو الباب و إذا بعمتها زينب على الباب و عليها ثياب السواد .
صاحت : عمه زينب أين والدي ؟ فقالت لها : عمه عظم الله لك الأجر بأبيك الحسين فلقد خلفناه بأرض كربلاء جثة بلا رأس فصاحت فاطمة : وا أبتاه واحُسيناه .
دخلت زينب إلى الدار وجدتها موحشة مقفرة
ألا لا تُزان الدار إلّا بأهلها على الدار من بعد الحسين سلآم
منـازل كانـت نـيـرات بـ أهلها فأصبحـت عليها غبرة و قتــام
لمَّا دخلت زينب دار أبي عبدالله "عليه السلام" ومعها بنات رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- صحن صيحة واحدة : أي واحسيناه أي وا مظلوماه أي وا غريباه .
صارت زينب "عليها السلام" تجول في الدار تعاين الدار خالية من الأهل ، من الأحبة ليس فيها أحد من الرجال ، محراب أخيه الحُسين خالي ، مهد عبدالله الرضيع خالي فتختنق زينب بعبرتها
يا دار وين حسين راعيك وين البطل عباس يحاكيك
وين العشيرة و الزلم بيك و هسّا غراب البيِن ناعيك
يا دار عزّيني و أعزّيك
قيل : إنه بينما زينب في الدار و إذا بأعرابي على باب الدار ، خرجت إليه العقيلة زينب "عليها السلام" : أخ العرب ما تريد ؟ قال : أمة الله أنا صاحب عيال ، آتي في كل سنة آخذ رزقي و رزق عيالي من الإمام الحُسين "عليه السلام" سيدتي أين الحُسين ؟! يتي غداً ؟ قالت : لا ، قال : هل يأتي بعد غد ، بعد شهر ،، إلى أن قال بعد سنة ؟ فما زالت سيدتي العقيلة تجيبة بـ لا ؟ إلى أن قال الأعرابي : سيدتي قولي إذاً مات الحُسين ؟ قالت : نعم أخ العرب عظّم الله لك الأجر بالحسين فلقد خلفناه بأرض كربلاء جثة بلا رأس
مأجور يلتنشد على حسين خوي لقصدته بكرلاء رهين
عيوني تصـد علـى المقبليـن يخطر بالي ويـاهم حسيـن
كـل من لها غايب سنة ثنين و أنا غايبي ما يرد بالحـين
خوي شنهو العذر لو جاك طلاب ولو ناخت ضيفك على الباب
شقولـن يا خـويه و شنهـو الجـواب أقول أهل هـ البيـت غيـاب
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ