اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة السابعة وَ الـثَلآثُـونَ / الإخوة ۞
قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوآ بين أخويكم )
فإذا ما دبَّ نزاع بين طرفين فعلينا أن نصلح بينهما لا أن نشعل نار الفتنة لتعود هذه الخوة ، ولذا نرى أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عند قدومه إلى المدينة أصلح بين قبيلتي الأوس و الخزرج .
وهذا يتطلب من المؤمن أن يقبل عذر أخيه ، لا أن يحقد عليه ، فعن أمير المؤمنين "عليه السلام" : ( إقبل عذر أخيك فإن لم يكن له عذر فإلتمس له عذراً ) ولذا ورد ( أعظم الوزر منع قبول العذر ) و برواية ( لا تعجل الذنب بالعقوبة و إجعل بينهما للإعتذار طريقاً ) و برواية عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ( من إعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه ، فلم يقبل منه لم يرد عليَّ الحوض )
وإذا لم يقبل الإعتذار فإنه يكون من شرار الناس فقد ورد في الرواية ( شر الناس من لا يعفو عن الزلة ) و في رواية ( قلة العفو أقبح العيوب و التسرع إلى الإنتقام أعظم الذنوب )
وهناك ضرورات لتقوية هذة الأخوة ، نذكر منها :
1-زيارته: ففي الرواية ( من زآر مؤمناً في بيته كمن زار الله في عرشه ) و برواية ( من زار أخاه في بيته ، قال الله عز وَ جل له : أنت ضيفي و زائري ، عليَّ قُراك ، قد أوجبت لك الجنة بمحبتك إياه ) .
و برواية : ( ليس شيء أنكى لإبليس من زيارة الإخوان بعضهم لبعض ) .
و ورد عنهم "عليهم السلام" ( من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي إخوانه ، تكتب له ثواب زيارتنا ) .
2-أداء التحية : ورد في الرواية : ( للسلام سبعون حسنة ، تسع و ستون للمبتدئ ، و واحدة للراد ، و إن أحسن فعشر )
وقد ورد أن ( أبخل الناس من بخل بالسلام ) و ورد أن ( الله عز و جل يحب إفشاء السلام ) ، ( وإن من التواضع أن تسلم على من لقيت )
3-المصافحة : ورد في الراوية : ( ما تصافح مؤمنان إلَّا و تحاتت عنهما ذنوبهما ).
و عن رسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ( مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة ) وعن الإمام الصادق "عليه السلام" ( إن المؤمنين إذا إلتقيا فتصافحا أنزل الله بينهما مئة رحمة تسعة و تسعون لأشدهما حباً لصاحبه ، و إذا إعتنقا غمرتهما الرحمة ) وعن أبي عبدالله "عليه السلام" ( لكم في تصافحكم مثل أجُور المجاهدين )
وعنه "عليه السلام" ( إن من تمام التحية للمقيم المصافحة ، و تمام التسليم على المسافر المعانقة ) و عنه "عليه السلام" ( إن لكم لنوراً تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبَّله في موضع النور من جبهته ) .
4-مجالسته : ورد عن أبي جعفر "عليه السلام" ( إجتمعوا و تذاكروا تحفُّ بكم الملائكة ) وعن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- ( من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها ، و فرَّج عنه كربته ، لم يزل في ظل الله الممدود ، و عليه الرحمة ما كان في ذلك )
و قال لقمان "عليه السلام" لإبنه ( يابني ، إختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله فإجلس معهم ، فإن تكن عالماً نفعك علمك ، و إن تكن جاهلاً علَّموك ، ولعل الله أن يظلَّهم برحمة فتعمُّك معهم ، و إن رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم ، فإنك إن تكن عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تكن جاهلاً يزيدوك جهلاً ، ولعل الله أن يظلَّهم بعذاب فيعمُّك معهم )
و ورد أن ( خير الجلساء من يذكِّركم الله رؤيته ، و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله ) .
5-ضيافته : عن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- ( من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماء و الفردوس و جنة عدن غرسها الله بيده ) وعن أبي عبدالله "عليه السلام" ( من أشبع جائعاً لم يدر أحد من خلق الله ماله من الأجر في الآخرة ) .
6-مراعاة الآداب في المجلس : فلا نقطع عليه كلامه ورد في الرواية ( من عرض لأخيه المؤمن في حديثه فكأنما خدشه في وجهه ) .
7-مواساة الممؤمن : ورد في الرواية ( أحبب لأخيك ماتحبه لنفسك ، و إكره له ما تكره لها )
ولذا إذا أصاب المؤمن هم و غم ، ينبغي أن يتأثر لأجله ، أقول : إذاً لا لوم على محمد بن الحنفية لما يودِّع أخاه و إمامه الحسين "عليه السلام" إلى القتل ، بحيث لا يراه بعد ذلك ، أن يتصدع قلبه و ينفطر فؤاده .
و لذا عاد إلى المدينة كئيباً حزيناً مريضاً و إشتدت علة محمد حتى صار يُغمى عليه ، ولهذا كانوا يُخفون عنه الأخبار التي ترد عن الإمام الحسين "عليه السلام" لأنها أخبار محزنة و مزعجة إلى أن أفاق محمد ذات يوم من إغمائه فسمع الضجة و الصراخ و العويل و البكاء ، فقال : مالي أرى المدينة تضج بأهلها ؟ فقال له أحد غلمانه : يابن أمير المؤمنين إن أخاك الحسين قد عاد من العراق ، فقال محمد : عاد أخي فلماذا الناس يبكون ؟ قال الغلام : إن أهل الكوفة قتلوا ابن عمه مسلم بن عقيل و الناس يعزُّونه بمسلم .
قال : لِمَ لا يأتي إليَّ ابن والدي وأنا مريض ؟ قيل له : لعله ينتظر خروجك ، ينتظر أن يراك في صفوف المستقبلين مع الناس ، قال : سعياً على الرأس لا سعياً على القدم ، غلمان أسرجوا لي الفرس ، أُسرجت الفرس أقاموا محمداً أركبوه على ظهر الفرس ، و خرج محمد يتوكأ على غلاميه حتى صار خارج المدينة .
لما علم الإمام زين العابدين "عليه السلام" بخروج عمه محمد جمع اليتامى الذين هم كانوا في الأسر ، و أعطى لكل طفل لواءًا أسوداً و أمرهم أن يستقبلوا بتلك الألوية السوداء عمَّه محمد .
أقبل الأطفال عليهم ثياب سود بأيديهم أعلام سود ، أحاطوا بفرس محمد لمَّا نظر إليهم أحسَّ بالشر ، صاح قُتل سيدنا ، قُتل عزنُّا ، قُتل أبو عبدالله ، فعلتها بنو أمية ثم وقع من على ظهر فرسه إلى الأرض مغمى عليه .
فتراكض الأطفال إلى الإمام زين العابدين "عليه السلام" يابن رسول الله أدرك عمك قبل أن تفارق روحه الدنيا ، أقبل زين العابدين أخذ رأس عمه وضعه في حجره ، سقطت قطرات من دموع زين العابدين على وجه محمد أفاق ، قال : عليُّ هذا ؟! قال : نعم ياعم ؟ قال : يابن أخي أين أبوك الحُسين ؟! قال : ياعم جئتك وما معي إلا أطفال يتامى و نساء أرامل ، ياعماه لو تنظر إلى أخيك وهو يستغيث فلا يُغاث و يستجير فلا يُجار قتل وهو عطشان ، فصرخ محمد بن الحنفية حتى غشي عليه فلما أفاق من غشيته ، قال : قصَّ عليَّ يابن أخي ما أصابكُم .
فجعل الإمام السجاد "عليه السلام" يقص على عمه و عيناه كأنهما ميزابان و بيده منديل يمسح به دموعه
بينما هم في الكلام إذ وصلت زينب أم المصائب محمَّلة في قلبها جبال من الأحزان و الآلام لما نظر إليها محمد بن الحنفية ماكاد يعرفها لأن الدهر و المصائب غيَّراها ؟ لما نظر إليها : من هذة ؟ زينب الهاشمية ؟ و إذا بها تقول : لا يا أخي أنا زينب المسيبة .
لما نظرت إلى أخيها محمد ، صاحت : أخي محمد سلبونا ، أخي محمد أسرونا ، ساروا بنا من بلدٍ إلى بلد .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ