
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعلن لكم من جديد عن إنطلاق الباقة الثانية : في رحاب مولانا علي بن الحسين زين العابدين (ع) ... لنتناول في كل حلقة زهرة من هذه الباقة .. المعطرة بذكرى ... وبذكر الصلاة على محمد وآل محمد نفتتح معكم ....

هذا ابن خيـر عباد الله كلهـم *** هذا التقـي النقـي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه *** بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا

الإمام علي السجاد ... إبن سيد شباب أهل الجنة آلا وهو الحسين الشهيد بكربلاء ... الإمام الذي أحنت ظهره المصائب ..
ونحلت جسمه النوائب ... وأقرحت جفونه عظم الآلام و دموع الحزن والأسى ...

فبالرغم من ذلك كله .. لم يترك دعاء .. لم يترك نافلة .. لم يترك صلاة مستحبة ... حتى قيل أنه يسجد لله في اليوم الواحد والليلة الواحدة ألف ركعة ...

قال الزهري «ما رأيت قرشياً افضل منه».
وقال: «ما رأيت أفقه منه».
قال ابن المسيب: «ما رأيت أورع منه».
قال طاووس اليماني: «رأيت في جوف الليل رجلا متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول:
ألا أيها المأمول في كل حاجة *** شكوت اليك الضر فاسمع شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي *** فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
فزادي قليل لا أراه مبلّغي *** أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتيت بأعمال قباح ردية *** فما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المُنى *** فأين رجائي ثم اين مخافتي
قال: فتأملته فإذا هو علي بن الحسين».
وقال: «دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل يصلي ما شاء الله تعالى، ثم سجد سجدة فأطال فيها، فقلت: رجل صالحٌ من بيت النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك. قال طاووس: فوالله ما صليت ودعوت فيهن في كرب إلاّ فرج عني».
وقال طاووس: «رأيته يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحداً رمق السماء بطرفه وقال: الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في عرصات القيامة، ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكّ، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى علي، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني؟ فواسوأتاه غداً من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي لم أتب، أما آن لي أن استحي من ربي؟ ثم بكى، ثم أنشأ يقول:
أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي ثم أين محبتي
أتيت بأعمال قباح ردية *** وما في الورى خلق جنى كجنايتي
ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خرّ الى الأرض ساجداً فدنوت منه وشلت رأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده فاستوى جالساً وقال: من ذا الذي اشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون! أبوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله قال: فالتفت الي وقال: هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي وامي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان ]عبداً [حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان قرشياً، أما سمعت قوله تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ) والله لا ينفعك غداً الاّ تقدمة تقدمها من عمل صالح».

