
الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
يا الله
لبيك يا رسول الله
الاحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بولاية امير المؤمنين متمسكين ، وللحجة ممهدين ، وبالحق ناطقين ، وللظلم رافضين، وللشهادة طالبين، وللجنة مع محمد وال محمد داخلين .
اكمل معكم على بركة الله الحلقة الثانية من بحثنا( التمحيص الالهي والمنزلق الخطير )
اتناول بهذه الحلقة شرح القانون الثاني والثالث الاسباب الطبيعية والمعجزات.
بينت امرا مهما فيما سبق وبقي الاخر هنا نعيد اول الامرين ونعززه بالثاني ،الاول : ان القانونين ساريا المفعول في قضية الامام المهدي عليه السلام ، سواء قانون الاسباب الطبيعية او قانون المعجزات .
الثاني : مدى ارتباط قانون الاسباب الطبيعية بالقانون الذي تكملت عنه سلفا ، هو قانون الاختبار والتمحيص وسوف اقدم مقدمة لذلك .
المعجزة : وهي الامر الخارق للعادة المتحققة على يد المعصوم كـ ( النبي ) من اجل اظهار الحق وبيانه للناس ليلتفتوا ، والمعجزات لها دخل في بحثنا بقدر حيث قال الولي الطاهر محمد الصدر ( قدس) في موسوعته المقدسة : ( ان المعجزة انما تحدث عند توقف اقامة الحق عليها ، اما مع عدم هذا التوقف وامكان انجاز الامر بدون المعجزة فانه لا تحدث بحال ) .
وبذلك اشار المولى المقدس ( قدس) الى الطريق الاخر من القانون وهو السبب الطبيعي والذي هو علة للاختبار والتمحيص لانه مع الامر المعجز لافضل للملتفت ، اما مع عدمه فكل الخير للملتفتين وبهذا اتضح مدى ارتباط القانونين فيما بينهما وان احدهما يكمل الاخر .
السبب الطبيعي : هو الامر المظهر للحق من دون الحاجة لاي امر معجز ، وجمعه الاسباب وتسمى بالاسباب الطبيعية في محل بحثنا بشكل مطلق تقريبا .
فالمعجزات والاسباب الطبيعية وان كانا قانونين منفصلين ولكننا دمجناهما بقانون واحد للتوقف الموجود بينهما وللربط الوثيق بينهما ، نعم ان القارىء الكريم لموسوعة المولى المقدس شهيد الله محمد الصدر( قدس) حين يتعرض لقانون الاسباب الطبيعية وقانون المعجزات ولعبض المواقف من سيرة الامام المهدي عليه السلام ، التي تحتاج الى احد هذين القانونين ، يرى ان الولي الطاهر يذهب في الاعم الاغلب من المواقف التي يمر بها الامام المهدي عليه السلام ، الى انها تسير بالاسباب الطبيعية ، واما الامر المعجز فانه يكون ناجزا اذا توقف السبب الطبيعي عن العمل ، وهو نادر كما في مثل قضية الصيحة وغيرها من القضايا التي تكون قبل عصر الظهور بل حتى في عصر الظهور ، وايضا بعده ، ولنا ان نسال سؤالا: هل ان السيرة العلمية لحياة الانبياء السابقين ولحياة المعصومين ، كانت في نطاق الاسباب الطبيعية او ضمن اطار القانون المعجز كما هو الحال في الكلام المتقدم للقضية المهدوية ؟
فنقول في جواب ذلك : ان سيرة الانبياء والمعصومين عليهم السلام العلمية كانت ضمن اطار قانون الاسباب الطبيعية اثناء الاختبار والتمحيص الالهي الابتدائي ، بدليل زلل ووقوع الكثير منهم وغفلتهم عن الحقيقة الواضحة للاخرين الذين التفتوا الى صوابهم ، ولكن في نهاية المطاف كان يتخذ قانون المعجزات طريقه لحل النزاعات كما قرانا في قصص الانبياء عليهم السلام الموجودة في القران الكريم ، لانه في حينها هو الطريق الوحيد لكمال الاطروحة الالهية .
اما في قضية الامام المهدي عليه السلام فعلى العكس تماما ، فان قانون الاسباب الطبيعية سيكون هو القانون الساري المفعول دائما ، واما الامر المعجز فلا يحصل الا نادرا ، وذلك لان الاختبار والتمحيص اكبر في اخر الزمان ، اي في زمن الامام المهدي عليه السلام ، لعله قولهم سلام الله عليهم : ( ان امرنا صعب مستصعب) وربما اكثر من ذلك سيكون التمحيص في قضية الامام المهدي عليه السلام في الاعم الاغلب ضمن اطار القانون الطبيعي ، وعلى طول الخط والله اعلم .
فعندها يكون الاختبار والتمحيص من نوع ثان ، وبعبارة اخرى ان الاختبار والتمحيص في ايام الامام المهدي عليه السلان سيكون في بدايته وفي اثنائه وفي اخره خاضعا لقانون الاسباب الطبيعية ولا يتعدها الى الامر المعجز ، الا اذا توقفت الاطروحة العادلة عليه ، ولا اعتقد انها بحاجة اليه .
لما لهذا الامر من فائدة لنفس الاختبار لانه سيكون على مستوى عال وراق يحتاج من يدخله ان يكون محصنا تحصينا جيدا كي ينجح به ، لذلك سنرى كثرة المنزلقين في هذا الاختبار والتمحيص كما راينا البعض ! وعلى مدى العصور الثلاثة ( الغيبة الصغرى – الغيبة الكبرى- عصر الظهور) . ولا تستغبروا من ذلك لاننا لابد ان نتجرد من العاطفة الى العقل ، والا سيصعب علينا تفهم المسيرة المهدوية في ذلك الزمان ، لانها واقعا صعبة الفهم بل انها قد لاتخطر على بال احد الان ، وان خطرت فتصديقها يحتاج توفيقا من الله تعالى ، وهذا التوفيق لابد له من مقدمة ( مو نايم للظهر وبس ثريد وتبريد ) بل يحتاج الى خلوص النية والعمل الحقيقي الجاد في خط مستقيمتجاه الباري جل وعلاه .
لذلك نقول اللهم ارزقنا حسن العاقبة ودوام التوفيق بل ووفقنا لحسن العاقبة ودوام التوفيق برحمتك يا ارحم الراحمين .
القانون الرابع ياتي باذن الله .
احبتي ارجو المعذرة ان اطيل بتلك الحلقات لاسيما ان البحث سيطول نوعا ما ، وانا على يقين ان الاعم الاغلب ليس لهم صبر على اتمام البحث او قراءة حلقاته بدقة وتمعن بل والتفكر ببعض مفرداتها ، واعلموا انني ابذ جهدا لا يعلمه الا الله تعالى فضلا عن العناء من انقطاع الكهرباء المستمر ، ولكن انطلاقا من زكاة العلم انفاقه لا اريد غير رضا الله والتوفيق بحسن العاقبة ، لا اطلب من ذلك شهرة او رياءا او سمعة او جاها ، بل يجب علينا جميعا ان نكرس كل طاقاتنا من اجل نصرة القضية المهدوية وتوعية المجتمع عليها ، لا اقول اننا بعصر الظهور ( كذب الوقاتون ) بل يجب يجب يجب ان نكون على استعداد للظهور باي لحظة باي لحظة كما لو كان موعد الظهور فجر اليوم فهل نحن مستعدون لذلك الاختبار والتمحيص الالهي ؟! .
هبة الله

لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
