التخطيط المنتج للدولة العالمية، يعمل عمله سواء وجدت الحرب العالمية أم لا، ولا تعتبر هذه الحرب معيقة له بأي حال. وذلك إن الشروط الأساسية لليوم الموعود أو الدولة العالمية ثلاثة، لاتضر بها الحرب، وستكون متوفرة جميعا في ذلك اليوم: الأول: وجود الأطروحة العادلة الكاملة التي تكون قابلة للتطبيق في تلك الدولة.
إن هذه الحرب سوف لن يتسنى لها المضاء على كل المفكرين الحاملين لهذه الأطروحة، بل ولا الكثيرمنهم.إذ أنهم يعيشون في بلدان صغيرة ومنزوية عن تيار الدول الكبرى، وليست لهم أية مشاركة في الحرب مهما كانت بعيدة. وإنماالخسارات الكبرى في الأنفس والأموال والحضارة ستكون للدول والجيوش المشاركة، وخاصة الكبرى منها. الثاني: وجود القائد المؤهل للقيادة العالمية يومئذ، وهو متوفر في شخص
الإمام المهدي (عليه السلام). وهو ممن لاتناله الحرب العالمية بسوء طبقا لكل المذاهب الإسلامية المؤمنة به.أما إذا ذهبنا إلى الرأي العامي القائل بميلاده في حينه، فيكون خلال
الحرب العالمية غيرموجود، أو موجودا ولا يقتل، لوضوح أن من يقتل في هذه الحرب لا يصلح للمهدوية. بعدها... وإنما يوجد المهدي فيمن لا يقتل، بطبيعة الحال.وأما إذا ذهبنا إلى الرأي الإمامي القائل بطول عمر المهدي (عليه السلام) وغيبته... فقد برهن على ضرورة طول العمر والغيبة له، حتى يتسنى له عمق القيادة العالمية بعد ظهوره. كماأن كل ما له تسبيب إلى مصلحة تلك القيادة، فهو ضروري الوجود في التخطيط الإلهي. ومعه يكتسب الإمام المهدي (عليه السلام) حصانة خاصة ضد هذه الحرب، من اجل دوام بقائه لأجل قيامه بوظيفته الأساسية في المستقبل المشرق. وليس معنى كونه محصنا ضد هذه الحرب كونه لا يموت حتى مع استعمال السلاح ضده. وإنما- في الأغلب- بمعنى: انه يستطيع شخصيا التخطيط الخاص لأجل نجاته من ضرر الحرب، وهذا التخطيط واجب عليه لأجل حفظ حياته للمستقبل الموعود.
الثالث: وجود العدد الكافي من المخلصين الذين يمكنهم السيطرة على العالم في اليوم الموعود، تحت القيادة المهدوية.والحرب العالمية تكون مؤكدة لظروف التمحيص هذه، لأنها الدليل الكبير على فشل القوى المادية المزيفة بكل أشكالها ومعسكراتها، الأمر الذي يوجب دعم إيمان المؤمنين وإيضاح الفكرة للرأي العام العالمي، وبالتالي يوجب تزايد العدد المطلوب، وترسيخ إخلاص الموجود منهم.
وأما حول القضاء عليهم في هذه الحرب ولو صدفة، فالحديث عنه ليس بأعقد من الحديث عن الموت الاعتيادي الذي سيواجهونه كما يواجه غيرهم. والجواب على كل حال واحد، وهو أن ظروف التمحيص ستكون باقية وعميقة ومستمرة حتى توجب أن يوجد في جيل واحد مشترك كل العدد الكافي من هؤلاء الممحصين. فان قضى الموت على بعضهم بسبب الحرب أو غيرها، أمكن الانتظار فترة أخرى حتى يوجد البديل الكافي ويتكامل العدد؟ إذ ليس للتخطيطات بطبيعتها أمد خاص أو تاريخ محدد تقف عنده.
(من كتاب اليوم الموعود)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرج وليك المنتظر عليه السلام
بارك الله بجهودكم الجباره
موضوع رائع
اثقل الله به ميزان اعمالكم وجعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي الكريمة ام حنان وجزاكِ الله كل خير موفقين دومــاً