اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49621
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار
«ما أكثر الضّجيج، وأقلَّ الحجيج»
هذه القصّة مُعرَّبة من الفارسيّة من كتاب (مطلع أنوار)، الجزء الأوّل، الصفحة 117-119، وهو كتاب يمثّل الدورة المحقّقة والمنقَّحة للمكتوبات الخطيّة: المراسلات، والمواعظ، لسماحة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطّهراني قدّس سره، وقد تمّت مطابقة القصّة مع المتن الفارسي للكتاب.
جديرٌ بالتَّذكير، أنً العلّامة الطّهراني فقيهٌ عارف، كما شَهد له الإمام الخامنئي دام ظلّه، وهو كبير تلامذة السيّد الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان)، وأستاذ الشَّهيد مطهَّري رضوان الله عليهم أجمعين.


تكمُن أهميّة هذه الرواية للقصّة في توثيق السيّد الطّهراني لها، بذِكْرِ تفاصيل تُعزِّز الثّقة بمضمونها، علماً بأنّ العِبرة هامّة جداً حتّى في فرض عدم الثّبوت، وتتلخّص العِبرة في ضرورة الحَذَر من «وَهْم الإنتظار»، و«وَهْم الولاية» الذي هو ذات الحذر من ادّعاء الإيمان، و«إخراج النّفس من حدِّ التّقصير»، لأنّه يتنافى مع قوله تعالى: ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلَّا وهم مشركون﴾ يوسف:106.
المُنتظِرون الحقيقيّون قليل، وواجبنا في عصر الغَيْبة أن نُهذِّب أنفسنا طلباً لرضا الله تعالى، وقد أَمَرنا سبحانه أن نأتي البيوت من أبوابها فنطلب رضا إمام زماننا، لأنّه صاحب الأمر الذي يتنزَّل في ليلة القدر، من دون أن نقع في وَهْم الوصول إليه، والإستعداد لنصرته عليه السلام، بل نرجو ذلك ونَحذَر من سُوء العاقبة، ونخاف من ذنوبنا ومساوىء الأخلاق.


والمقياس هو «الرِّسالة العمليَّة والأحكام الشرعيَّة»: فهي حدود الله تعالى التي يَظهر عليه السلام لتطبيقها، ﴿..يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل..﴾ الأنعام:158.

القصة
قال السيّد الطّهراني قدّس سرّه:
نقل الآغا «مير جهاني» هذه الحكاية (وهو من وُعّاظ خراسان الشَّهيرين، ومن محترمي العتبة الرضويّة المقدّسة، كما أنّه رجلٌ عالم)، وقد سمع «العبد» [السيّد الطهراني يقصد نفسه] هذا النَّقل أيضاً من الميرزا «أحمد مصطفى سَنْگر» في النّجف الأشرف، ومن سائر الأصدقاء، وهو كما يلي:

كان في الحِلّة رجلٌ كثير العبادة والزّهد، وكان عالِماً، وكان يدعو النّاس إلى انتظار فرج حضرة بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وكان يدعوهم إلى البكاء والنُّدبة والدُّعاء بتعجيل الظُّهور، إلى أن وصل الأمر بجماعة منهم -وقد كان همُّهم وغمُّهم الدُّعاء للفَرَج- إلى تشكيل مجالس خاصّة للدُّعاء بذلك والقيام عليها، واشتروا كلّهم سيوفاً، انتظاراً لظهور الإمام. كان إسم ذلك الرجل «الشّيخ علي الحِلّاوي»، وإلى الآن وبعد سنين، ثمّة مقام للإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه ما يزال قائماً في منزله.
في أحد الأيّام، كان الشّيخ عليّ ذاهباً من الكاظميَّين إلى الحِلّة، فتشرّف في الطّريق بلقاء الإمام وأظهر له كثيراً من الأدب، وطلب منه الظُّهور.
فقال له الإمام: إنَّ العِدّة التي وَعد ربِّي أن تتوفّر، لم تجهز إلى الآن، والثّلاثمائة وثلاثة عشر لم يَكتملوا بعد.
فقال له: روحي فداك. الآن يوجد في الحِلّة أكثر من ألف شخص ينتظرون الفَرَج، وإن تَظهروا فإنّ جميع هؤلاء الأشخاص الذين يُشكّلون المجالس باستمرار، والذين ينقطعون إلى البكاء بسبب فراقكم، سيكونون في رِكابكم المُبارَك، وهم مُستعدُّون لخدمتكم.
فقال له الإمام: ليس الأمر كما تقول، ولا يوجد في الحِلّة من المحبِّين لي أكثر من شخصَيْن، أحدهما أنت والثّاني شابٌّ قصَّاب، ومع ذلك إذا ذهبتَ إلى الحِلّة، فاجمع كلّ المُدّعين في منزلك وبشِّرهم بِقُدومي، ومن غير أن يَتنبّه أحد، أحضِر خروفَين إلى سطح المنزل واربطهما قبل أن يأتوا، وانتظِر حتّى آتي.
دخل الشّيخ عليّ مدينة الحِلّة، ودعا النَّاس إلى منزله وبشَّرهم بحضور الإمام عليه السلام. اجتمع المُحبُّون وابتهجوا .. رشُّوا العطر .. أشعلوا البخور .. وزيَّنوا المكان بالأنوار، وكانوا يَعدُّون اللّحظات انتظاراً لحضور الإمام عليه السلام.
في هذه الأثناء تحرّك نورٌ أخضر من جهة القِبلة، إلى أن نزل إلى سطح منزل الشّيخ عليّ.
خرج الإمام من خلال هذا النُّور، واستقرَّ في سطح المنزل.
نادى الإمام الشابّ القصّاب أوّلاً، فصعد إلى السَّطح وأمره بذبح أحد الخروفَين بالقرب من الميزاب. قام الشَّاب بذبح الخروف، فجرى الدَّم في الميزاب، فقال الجميع لبعضهم: يا للعَجَب، لقد قَتَل الإمامُ الشّابَّ! نخشى أن يناديَنا الإمام ويذبحنا على السّطح نحن أيضاً!!
وفي هذه الأثناء نادى الإمامُ الشّيخَ عليّ، فصعد إلى السّطح، فقال له الإمام: شيخ عليّ، إذبح الخروف الآخر بالقرب من الميزاب، فذبح الخروف وجرى دمه في الميزاب، فسَيْطر الخوف والوحشة على النّاس، وصار كلٌّ منهم يقول لصاحبه: لقد قُتل الشّيخ عليّ أيضاً، سيقوم الآن الإمام بدعوتنا ثمّ يقطع رؤوسنا واحداً واحداً، فخاف كلّ واحدٍ منهم على نفسه، كلٌّ منهم إلى زاوية بحيث لا يراه أحد، واختار طريقاً للهرب.
شيئاً فشيئاً إنسحبوا كلُّهم ولم يبقَ أحد منهم، فقال الإمام: يا شيخ عليّ، نادِ أصحابك لكي يأتوا وينصروني، وادْعُهم لكي يأتوا إلى السّطح. وطالت مناداة الشّيخ عليّ، لكنّه لم يسمع جواباً، فأشرف على الدار، فإذا به لا يَجْد ولو شخصاً واحداً في المنزل!!
قال الإمام عليه السلام: أهؤلاء هُم الأنصار الذين كنتَ تَظنّ أنّهم لا يَقِرُّ لهم قرارٌ لِغَيْبتي، وأنّهم جميعهم حاضرون لِشرب كأس الشَّهادة في ركابي؟!


«شعائر»
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
فاطمة جنة علي
كادر المنبر الفاطمي
مشاركات: 9742
اشترك في: الثلاثاء إبريل 12, 2011 7:41 am
مكان: عراق اهل البيت ع والمقدسات ((مركز دوله الامام المهدي عج ))

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة فاطمة جنة علي »

شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
صورة
ان ماأردت الفوز بالعلياء والمكارم فاسجد وقل بفاطم بفاطم بفاطم
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن

صورة
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
المستجيره بالحسين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5005
اشترك في: الاثنين سبتمبر 20, 2010 12:31 am

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة المستجيره بالحسين »


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرج وليك المنتظر عليه السلام

صورة

بارك الله بجهودكم الجباره
موضوع رائع
اثقل الله به ميزان اعمالكم

وجعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام

صورة
أميري حُسين ونِعْمَ الأَميرْ
صورة العضو الرمزية
وردة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 22947
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2010 7:36 pm
مكان: الروح موطنها الحسين

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة وردة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اختي الكريمة
كل الشَكـرعلى مـآ قدمتم ويسَلمو على النقـل والمجهود آلطيب
وبارككم المولى ورعاكم وقضى حوائجكم بحق محمد و آل محمد
دمتم برعاية الزهراء..
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر ..
يــاأباالفضل
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا الله ..يا محمد ..يا علي..يا فاطمة ..يا حسن ..يا حسين..يا مهدي
قصة مؤثرة جداً
بارك الله فيكم ورحم الله والديكم
على الطرح النوراني المتميز جداً
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

جازاكم الله عنا خير الجزاء في الدنيا والاخرة, وسلمت اناملكم الكريمة
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
سناء العترة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 8577
اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 8:57 am
مكان: ارض المحبة

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة سناء العترة »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لطرحكم القيم

اللهم أنت ثقتي في كلّ كرب ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقّة وعدّة
صورة
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49621
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30263
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: الإنتظار الحقيقي، ووَهْمُ الإنتظار

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكِ العافية أختي العزيزة أنوار فاطمة الزهراء بارك الله فيكِ وجزاكِ الله كل خير
صورة

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“