زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة (3) وقد قامت العقيلة زينب بالدَور الأكبر في ثورة أخيها الحسين بحملها لواء الحرب النفسيّة التي تمّمت حرب أخيها العسكريّة ، وشكّلت معها الوجه الآخر لهدفٍ واحد ألا وهو إحقاق الحقّ ، وتقويض الدولة الاُموية التي مثّلت انتهاك السنّة وتحريف العقيدة ، وفساد الحكم في كلّ زمان ومكان .
ولو لَم تقم زينب (عليها السّلام) بدَورها الصعب الذي قامت به لَما زادت الواقعة ونتائجها عن واقعة ونتائج أيّة معركة تدار فيها الأيدي والسّيوف ، وتصهل فيها الخيل ، والرأي الأمثل في هذه الحكمة ـ حكمة خروج الحسين بحرمه وما تلاها من استلام زينب لراية الكفاح ـ إنّما كان هو الهدف الذي سيتحقق بعده كلّ أهداف الثورة ؛ إذ لولا خروج زينب وحرائر وعقيلات آل البيت هذا الخروج الدرامي المفجع لَما كان للهزّة الضميريّة هذا التوجّع المؤلم ، ولم يكن ليتسنّى لها الدخول على ابن زياد في قصر الإمارة لتعلن أمام الحشد صرختها التي هي في مضمونها صرخة مشتركة مع صوت أخيها الحسين (عليه السّلام) , فتقول : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا .
ولا كان بإمكانها الوقوف أمام يزيد وهو فوق متّكئ سلطانه وجبروته وإلقاء خطبتها البليغة التي تحمل عبق الصدق، فتتآلف لها النفوس، وتتألّب لها الضمائر وتتوغّر معها الصدور على يزيد وطغمته ، فتكون بذلك قد بذرت بذرة الثورة في الصدور إلى أن يحين موعد انفجارها .
وسيّد الشهداء (عليه السّلام) كان ينظر إلى المستقبل نظرته إلى كتاب مفتوح ، وكان عالِماً بأنّ خذلان شيعته لن يدوم أبد الدهر ، وكان في خروجه وإخراج الحرم معه إنّما يراهن على حيويّة الضمائر الإسلاميّة التي لن تجد مندوحة ولا أعذاراً في لوم نفسها على التقصير ، سواء عن سكوتها على مباغي الاُمويّين ، أم في عدم نصرتها للثائر الحسين الذي قام يحطّم الوثنيّة الجاهليّة الجديدة التي امتطت الإسلام لتحقيق مآربها ، ومحقت ذريّة الرسول صاحب هذه الرسالة باسم خلافة مزيّفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على أم المصائب ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
بارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد