فلسفة وجود الإمام(عج) أثناء الغيبة
من جملة الأسئلة التي تطرح حول عقيدة الشيعة في الإمام المهدي(عج):
الإمام(عج) هو قائد وإمام، فكيف يمكن للإمام الغائب أن يلعب دور القائد فيما وجوده بينهم سيكون مفيداً إذا كان على اتصال مستمر مع أتباعه؟ وبعبارة أخرى إن حياة الإمام(عج) في مرحلة الغيبة هي حياة خاصة، وليست حياة اجتماعية، فما هي الفائدة العامة للناس إذاً من وجود هذه الذخيرة الإلهية؟ وهل مفهوم غياب الإمام(عج) يعني أن وجوده عبارة عن روح غير مرئية أو أمواج خفية؟ وهل يتلاءم هذا الأمر مع العلم؟
لكل من هذه الأسئلة الهامة إجابات شافية إذ يجب القول وبوضوح إن غياب الإمام(عج) لا يعني أن له وجوداً غير مرئي في عصر الغيبة، بل للإمام حياة طبيعية عينية وخارجية ويميزه العمر الطويل، لا بل الإمام(عج) يتحرك في المجتمع ويعيش في أماكن متعددة.
الإمام(عج) يعيش في المجتمع إلا أنه مجهول الهوية، وفرق كبير بين غير المرئي وغير المعروف.
نعود إلى العنوان الأساس، فإن فَقْدَ هذه الحياة مقبول عند الشخص العادي إلا أنه غير مقبول عند القائد. هذا وتتحدث الروايات حول الفائدة من وجود الإمام الغائب: عن الرسول (ص) أنه قال: «إي والذي بعثني بالنبوة إنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس إذا جلّلها السحاب» .
طبعاً فوائد أشعة الشمس كثيرة حيث تحرك دورة الحياة عند الحيوانات والإنسان والنباتات وذلك على مستوى النمو، التغذية، التوليد، الحس، الحركة، حركة الدم في العروق،... والكثير الكثير من الفوائد التي تترتب على أشعة الشمس سواء وصلت بشكل مباشر أم غير مباشر إذ يؤدي عدم وجودها إلى الظلام والموت.
وهذه الفوائد تحصل عند وصول شعاع الشمس وإن كان بشكل غير مباشر. والدليل على ذلك أن المناطق التي تختفي فيها الشمس وراء الغيوم لمدة ستة أشهر، تبقى آثارها التي أشرنا إلى بعض منها موجودة، حيث نشاهد الحياة والنمو والطاقة والنبات والفاكهة... وهذا يعني أن الشمس المختفية وراء الغيوم تحمل فوائد أيضاً. هذا هو حال «المشبه به» أي الشمس، ولكن ما هو حال «المشبه» أي القائد الإلهي في مرحلة الغيبة؟ الحقيقة إن للأشعة المعنوية لوجود الإمام(عج) آثاراً عديدة عند وجودها خلف غيوم الغياب، نفهم من خلالها فلسفته الوجودية على الرغم من عدم حضوره وقيادته المباشرة.
وهذه الآثار عبارة عن:
* إضفاء الأمل إن وجود قائد إلهي في أي معركة هو سبب للأمل وباعث للحرارة في عروق الأتباع حيث يشكل الدافع لمزيد من العمل والحركة. فإذا ما انتشر خبر مقتل القائد في الواقع فإن الأمر سيؤدي إلى تفرّق الجيش مهما كان عظيماً. ورئيس المجتمع أو الدولة يبقى سبباً في حياة وحركة وانتظام وهدوء المجتمع حتى لو كان مسافراً أو مريضاً، وينقلب الأمر عند انتشار خبر وفاته. ووجود هذا القائد، سبب وجود الأمل والاستعداد عند المنتظرين. نضيف إلى هذا الأمر ما ذكرته بعض الروايات من أن الإمام(عج) يراقب أعمال أتباعه في مرحلة الغيبة ويتعرف إلى أحوالهم وهذا يجعل الأتباع في حالة يقظة دائمة.
* الحفاظ على دين الله يشير الإمام علي (ع) في إحدى خطبه إلى ضرورة وجود القائد الإلهي في كل عصر وزمان ويقول: «اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهراً مشهوراً وإما خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته» . إن انقضاء الزمان واختلاط السلائق والأفكار الشخصية بالأمور الدينية ووجود اتجاهات مختلفة ذوات ظواهر خادعة ووجود مذاهب منحرفة وامتداد أيدي المفسدين إلى المفاهيم السماوية، كل ذلك يساهم في تغيير بعض هذه المفاهيم والنيل من أصالتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرج وليك المنتظر عليه السلام
بارك الله بجهودكم الجباره
موضوع رائع
اثقل الله به ميزان اعمالكم وجعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
بارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد