اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللهم عجل لوليك الفرج

3- توفير الدفء العاطفي:
يحتاج الطفل إلى الحب والعطف والحنان من والديه كما يحتاج إلى الطعام والشراب، فالغذاء العاطفي (الحب والعطف والحنان) ضروري جداً لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولا قلقة؛ فالطفل الذي يتلقى الحب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية، في حين أن من يفقد الحب والعطف يصاب بعقد نفسية خطيرة.
فقد قال رسول الله: (أحبوا الصبيان وارحموهم) وعنه أيضاً قال: (من قبَّل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة)
وروي أن رسول الله - لما قبل الحسن والحسين فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم -: ما عليَّ إن نزع الله الرحمة منك!
وروي: كان رسول الله يقبل الحسن والحسين فقال عيينة - وفي رواية غيره: الأقرع بن حابس -: إن لي عشرة ما قبلت واحداً منهم قط، فقال: من لا يرحم لا يرحم. وفي رواية حفص الفراء: فغضب رسول الله حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك! من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا.
ويعلمنا النبي أيضاً أهمية توفير الدفء العاطفي للأطفال،فقد روى الليث بن سعد: أن النبي كان يصلي يوماً في فئة والحسين صغير بالقرب منه وكان النبي إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك رجليه وقال: حل حل، وإذا أراد رسول الله أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه فإذا سجد عاد على ظهره وقال: حل حل، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته فقال يهودي: يا محمد إنكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن، فقال النبي: أما لو كنتم تؤمنون بالله وبرسوله لرحمتم الصبيان، قال فإني أؤمن بالله وبرسوله، فأسلم لما رأى كرمه من عظم قدره.
ومن عطف النبي على الأطفال أنه كان يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة، أو يسميه، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده.
وهذا يدل على أهمية توفير الحب والعطف والحنان للأطفال، إذ أن لذلك أثراً بالغاً في تكامل شخصية الطفل، وفي زيادة الثقة بالنفس، وفي تفتح القدرات العقلية ونموها، وفي خلق التوازن في نفسية الطفل، واستقرار الحالة الأخلاقية لديه.
وإذا كان الحب والعطف ضرورياً لنمو روح الطفل وتكامل شخصيته، إلا أن الإفراط فيه له أضـرار كثيرة على الطفل؛ من أهمها الإعجاب الزائد بالنفس، وتزايد حالة الغرور، وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، والتصرف بميوعة غير لائقة... الخ.
والمطلوب هو التوازن في الحب والعطف والحنان، فالنقص في تغذية الطفل بذلك كزيادته مــضر بشخصيته، فلا شيء كالاعتدال في الحب والعطف والحنان يساهم في تحقيق التربية المتوازنة في حياة الطفل.

4- التربية المتوازنة:
تحتاج التربية السليمة إلى التوازن الدقيق في التعامل مع الأطفال، فالقسوة الشديدة على الأطفال كما الليونة المفرطة لها أضرار جسيمة على مستقبل الأطفال وبناء شخصياتهم.
((وقد دلت الإحصائيات على أن عدداً كبيراً من المجرمين ينتمون إلى بيوت كانت القسوة فيها هي القانون المعمول به، وكان الضرب وإلحاق الأذى هو الوسيلة التربوية))
وقد نهى النبي عن التعامل مع الأطفال بالقسوة والشدة، فقد روي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب وهي مرضعة الحسين قالت: أخذ مني رسول الله حسيناً أيام رضاعه، فحمله فأراق ماء على ثوبه، فأخذته بعنف حتى بكى، فقال: (مهلاً يا أم الفضل إن هذه الإراقة الماء يطهرها، فأي شيء يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين ).
إذ أن الكبح ليس هو الطريقة الصحيحة لتربية الطفل فإنه يؤدي إلى إثارة القلق في نفس الطفل الـذي هو من أقسى ألوان الصراع النفسي.. إن عقاب الطفل لا يؤدي - على الأكثر - إلى تعديل سلوكه، وإنما يؤدي إلى أضرار جسيمة.
إن أحسن وسيلة لتربية الطفل هي التربية المهذبة الهادئة فإنها تؤدي إلى سلامة صحته الجسمية والعقلية.
ومن الضروري أيضاً الابتعاد عن الليونة المفرطة فإنها لا تقل خطراً عن القسوة الشديدة لأنها تؤدي إلى تنشئة الطفل على عدم الإحساس بالمسؤولية، وعدم التقيد بأية ضوابط أو معايير قيمية أو أخلاقية،وعدم الاكتراث بحقوق الآخرين، وضعف الاعتماد على الذات.
أما القسوة الشديدة فإن أخطارها واضحة حيث تؤدي بالطفل إلى التصرف بخشونة وغلظة، والإصابة بالأمراض والعقد النفسية، كما قد تؤدي إلى ارتكاب أعمال إجرامية.
وأفضل وسيلة للتربية السليمة هو التربية على قاعدة (حزم بلين).

5- احترام شخصية الطفل:
إن احترام شخصية الطفل تكرس لديه الثقة بالنفس، والشعور بالراحة، وتنمي مواهبه القيادية؛ في حين أن التعامل مع الطفل باستخفاف،والتقليل من مكانته، واعتباره مجرد جاهل لا يفهم شيئاً،يؤدي بالطفل إلى العقد النفسية، و الإصابة بالاضطراب والقلق، والشعور بالنقص والدونية.
وقد كان النبي على عظمته ومكانته الرفيعة يحترم الأطفال كي يزرع في شخصياتهم الثقة بالنفس،وتنمية ذواتهم، فقد روي عن أبي عبد الله قال: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبي فقال: الحمد لله، فقال له النبي: بارك الله فيك.
ويتجلى موقف النبي باحترام وتكريم الأطفال في قراءة الرواية التالية: عن انس، و عبد الله بن شيبة عن أبيه: أنه دعي النبي إلى صلاة والحسن متعلق به، فوضعه النبي مقابل جنبه وصلى، فلما سجد أطال السجود فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول الله فلما سلم قال له القوم: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها كأنما يوحى إليك فقال: لم يوَح إليَّ ولكن ابني كان على كتفي فكرهت أن أعجله حتى نزل، وفي رواية عبد الله بن شداد أنه قال: (إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) لقد كان أطفال الناس أيضاً يحوزون احتراماً وتكريماً من قائد الإسلام العظيم، وكان يبذل لهم من العناية بمشاعرهم الروحية وعواطفهم ما يبذله لأولاده. عن أبي عبد الله أنه قال: صلى رسول الله بالناس الظهر، فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف، قال له الناس: هل حدثَ في الصلاة حدث؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خففت في الركعتين الأخيرتين، فقال لهم: أما سمعتم صراخ الصبي؟!
وهكذا نجد النبي العظيم يطيل في سجدته تكريماً للطفل تارة، ويخفّف في صلاته تكريماً للطفل أيضاً تارة أخرى، وهو في كلتا الصورتين يريد التأكيد على احترام شخصية الصبي وتعليم المسلمين طريق ذلك.
ومما سبق من السيرة النبوية في تعامل النبي مع الأطفال يتضح لنا أن من الأساليب المهمة في التربية هو التعامل مع الطفل كإنسان له مشاعر وعواطف وأحاسيس، ومن ثم يجب احترام شخصية الطفل، لأن ذلك يساهم في رسم شخصيته في المستقبل. أما التعامل معه من دون أي اعتبار لمشاعره وعواطفه فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد أطفال معقدين ومضطربين نفسياً وعقلياً، وهذا له مخاطر جسيمة على الأطفال أنفسهم وعلى المجتمع أيضاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الشيخ د.عبدالله اليوسف
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن

صورة
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
نسيم الحوراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 10284
اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة نسيم الحوراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بجهودك جعلها الله في ميزان حسناتكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49621
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

ياغياث المستغيثين أغثني بـ سفينة النجاة الإمام المنتظر المهدي أدركني
بارك الله فيكِ اختي علي الموضوع الرائع و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي أم محمد اسأل الله أن يوفقكم لكل خير ويسدد خطاكم
دمتم بحب ورعاية الزهراء
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

اختي الكريمة بارك الله فيكِ في الدنيا والاخرة على هذا الجهد القيم وفقكِ الله ورعاكِ, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم

وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
ولعنة‌ الله‌ على أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الان‌ إلى قيام‌ يوم‌ الدين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
**محبة الزهراء**
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2148
اشترك في: الاثنين مايو 25, 2009 10:03 am

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة **محبة الزهراء** »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
الحزن لحسين وأيتامه الحسن ناسين الآلآمه
على المسموم مهمومة الحسن مظلوم من يومه
صورة العضو الرمزية
دموعي حسينية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4360
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 3:30 pm

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة دموعي حسينية »

صورة
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صورة
سلمــــت أناملكـــــــم الولائيــــــة الطـــــاهرة
دمتم وداااام إبداعكــــــم لا عدمنا طلتكم النورانية
قضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدي ومولاي أبي الضيم الإمام الحسين (( عليه السلام ))
رزقكم الله تعالى في الدينا زيارته وفي الآخرة شفاعته
صورة

نسأل الله لكم دوام الموفقيـــــة والســـــداد
دمتم بحفظ الله ورعايته

صورة
لقد أشتقــــــــــت لكم أحبتــــــــــــي
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: الرسول الأعظم (ص) والتعامل مع الأطفال (2) والاخير

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم ولنا الاجر فى استشهاد الامام محمد الجواد (ع)
رحم الله والديكم على المرور العطر
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“