ورغم أنّ الإمام الجواد (عليه السلام) كان معجزة بذاته ، حيث تصدى لإمامة المسلمين وهو صبي لم يبلغ السابعة من عمره ، فإنّ الله جّل جلاله أجرى على يديه كرامات أخرى في مناسبات عديدة لكي يتم بها الحجة على العباد ويقطع بها ألسنة المعاندين وتطمئن بسببها قلوب الموالين.
وإليك بعض مصاديقها(1):
1 ـ قال أبو هاشم: ودخلت معه ذات يوم بستاناً فقلت له: جعلت فداك، إني مولع بأكل الطين، فادع الله لي، فسكت ثم قال لي بعد أيام ابتداءً منه ـ: «يا أبا هاشم، قد أذهب الله عنك أكل الطين ».
قال أبو هاشم: فما شيء أبغض اليّ منه.
2 ـ قال الراوي: «مضى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم، لم يكن يعرفها غيري وغيره، فأرسل إليّ أبو جعفر(عليه السلام): «إذا كان في غد فائتني. فأتيته من الغد، فقال لي: مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم ؟. فقلت: نعم.
فرفع المصلّى الذي كان تحته، فإذا تحته دنانير فدفعها اليّ، وكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم».
3 ـ قال الراوي: « كنت بالمدينة، وكنت اختلف الى أبي جعفر (عليه السلام) وأبو الحسن (عليه السلام) بخراسان، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلّمون عليه، فدعا يوماً الجارية، فقال: قولي لهم: يتهيأون للمأتم.
فلمّا تفرّقوا قالوا: ألا سألناه مأتم مَن ؟
فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك، فقالوا: مأتم مَن ؟
قال: مأتم خير مَن على ظهرها.
فأتانا خبر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بعد ذلك بأيّام، فإذا هو قد مات في ذلك اليوم».
4 ـ قال الراوي: كتب إليّ أبو جعفر (عليه السلام): « إحملوا إليّ الخمس، فإني لستُ آخذه منكم سوى عامي هذا».
فقبض (عليه السلام) في تلك السنة.
------------------------------------------------
1- نقلنا هذه المصاديق عن إعلام الورى بأعلام الهدى: 97 ـ 100، ومستدرك عوالم العلوم: 23/218.
2- مريم (19): 12.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد