اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أحد يستطيع إطفاء أنوارهم عليهم الصلاة و السلام
بصائر الدرجات قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عثمان ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن محمد بن يحيى ، عن صالح بنا سعيد قال : ( دخلت إلى أبي الحسن عليه السلام فقلت : جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك ؛ حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك ! فقال : ها هنا أنت يابن سعيد ، ثم أومأ بيده فقال : انظر ، فنظرت فإذا بروضات آنيقات ، وروضات ناظرات فيهن خيرات عطرات ، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون ، وأطيار وظباء وأنهار تفور ، فحار بصري والتمع ، وحسرت عيني ، وقال : حيث كنا فهذا لنا عتيد ، ولسنا في خان الصعاليك ).
صحيفة الأبرار _ الجزء الرابع
إسحاق الجلاب عرف بالعسكر وعيد ببغداد
وفيه قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق الجلاب قال : ( اشتريت لأبي الحسن غنما كثيرة ، فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه ، فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني ، ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدتي ، وكان ذلك يوم التروية ، فكتب إلي :تقيم غدا عندنا ثم تنصرف ، قال : فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده ، وبت ليلة الأضحى في رواق له ، فلما كان في السحر ؛ أتاني فقال لي : يا إسحاق قم ، فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد ، فدخلت على والدتي وأتاني أصحابي ، فقلت لهم : عرفت بالعسكر وخرجت إلى العيد ببغداد ) ، هي .
صحيفة الأبرار _ الجزء الرابع
يأتي جواب الإمام عليه الصلاة والسلام
عن الأسئلة وهي تحت المصلاة
وفيه قال روى عن محمد بن الفرج قال : قال لي علي بن محمد عليه السلام : ( إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها ، وضع الكتاب تحت مصلاك ودعه ساعة ، ثم أخرجه وانظر فيه ، قال : ففعلت ، فوجدت جواب ما سألت عنه موقعا فيه ).
أقول : ويشابه هذا ما رواه السيد ابن طاوس في كشف المحجة من كتاب الرسائل الكليني رحمه الله عمن سناه قال : ( كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام إن الرجل يجب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي إلى ربه ، قال : فكتب إن كان لك حاجة ؛ فحرك شفتيك ، فإن الجواب يأتيك ) .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
صحيفة الأبرار _ الجزء الرابع
زوال الشك بالإمام عليه الصلاة والسلام
لما عثر على الأثر والسيف
في الخرائج روى أبو محمد البصري ، عن أبي العباس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمد قال : ( كنا أجرينا ذكر أبي الحسن عليه السلام فقال لي : يا أبا محمد لم أكن في شيء من هذا الأمر ، وكنت أعيب على أخي وعلى أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم والشتم ، إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن عليه السلام ، فخرجنا إلى المدينة ، فلما خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل وكان يوما صائفا شديد الحر ، فسألناه أن ينزل ، فقال : لا ، فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب ، فلما اشتد الحر والجوع والعطش فينا ؛ ونحن إذ ذاك في أرض ملساء لا نرى شيئا ، ولا ظل ولا ماء نستريح إليه ، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه ، فقال : مالكم أحسبكم جياعا وقد عطشتم ؟ فقلنا : إي والله يا سيدنا وقد عيينا يا سيدنا ، قال: عرسوا وكلوا واشربوا ، فتعجبت من قوله ونحن في صحراء ملساء لا نرى فيها شيئا نستريح إليه ، ولا نرى ماء ولا ظلا ، قال : مالكم عرسوا ؟ فابتدرت إلى القطار لأنيخ ، ثم التفت إذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظل تحتهما عالم من الناس وإني لأعرف موضعهما ، أنه أرض براح قفراء ، وإذا بعين تسيح على وجه الأرض أعذب ماء وأبرده ، فنزلنا وأكلنا وشربنا واسترحنا ، وإن فينا من سلك ذلك الطريق مرارا ، فوقع في قلبي ذلك أعاجيب وجعلت أحد النظر إليه وأتأمله طويلا ، وإذا نظرت إليه تبسم وزوي وجهه عني ، فقلت في نفسي : والله لأعرفن هذا كيف هو ، فأتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي ووضعت عليه حجرين ، وتغوطت في ذلك الموضع وتهيأت للصلاة ، فقال أبو الحسن : استرحتم ؟ قلنا : نعم ، قال : فارتحلوا على اسم الله ، فارتحلنا فلما أن سرنا ساعة رجعت على الأثر ، فأتيت الموضع فوجدت الأثر والسيف كما وضعت والعلامة ، وكأن الله لم يخلق ثم شجرة ولا ماء وظلالا ولا بللا ، فتعجبت من ذلك ورفعت يدي إلى السماء فسألت الله بالثبات على المحبة والإيمان به والمعرفة منه ، وأخذت الأثر ولحقت القوم ، فالتفت إلي أبو الحسن عليه السلام وقال : يا أبا العباس فعلتها ؟ قلت : نعم يا سيدي ، لقد كنت شاكا ، ولقد أصبحت وأنا عند نفسي من أغنى الناس بك في الدنيا والآخرة ، فقال : هو كذلك هم معدودون معلومون ، لا يزيد رجل ، ولا ينقص رجل ).
صحيفة الأبرار _ الجزء الرابع
أبو الحسن عليه الصلاة والسلام
يصعد إلى السماء ويأتي بأحد مخلوقاته
عن دلائل الطبري ، عن عبد الله بن محمد قال : حدثنا عمارة بن زيد قال : ( قلت لأبي الحسن عليه السلام : أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي بشيء ليس في الأرض لنعلم ذلك ؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتى غاب ، ثم رجع ومعه طير من الذهب في أذنه أشرفة من ذهب ، وفي منقاره درة وهو يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، قال : هذا طير من طيور الجنة ، ثم سيبه فرجع ).
صحيفة الأبرار _ الجزء الرابع