بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في القرآن الكريم عددٌ كبيرٌ من المصطلحات والمفاهيم التي تشكّل بناءً معرفيّاً شامخاً، نحتاج نحن المخاطبين بالوحي القرآنيّ إلى فهم دقائقه، لنكون في عبودية الله وتقواه على الدوام، فيما لا نزال بحاجةٍ إلى الاقتراب أكثر من كلمات الله تعالى لنفهمها ونتدبّرها؛ وحيث نتوقّف في هذه المقالة عند مفهوم "الأرض".
1-تأتى كلمة "الأرض" في القرآن الكريم بمعنى الكوكب الأرضيّ، وتكون في الأغلب مرتبطةً بالسماوات. وقد تُشير إلى إعجازٍ علميٍّ عن خلق السماوات والأرض؛ فنظريّة الانفجار الكبير ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى «أولم يرَ الذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما». وجاءت الإشارة إلى كرويّة الأرض في قوله تعالى:«خلق السماوات والأرض بالحقّ يكوّر الليل على النّهار ويكوّر النّهار على الليل»؛ وفي قوله تعالى:«والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي».
كذلك يأتي الحديث عن الأرض منفردةً، بمعنى الكوكب أيضاً في قوله تعالى عن الساعة: «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها».
2 ـ وتأتي الأرض في القرآن بمعنى اليابسة، وثمّة آيةٌ تُشير إلى نظريّة زحزحة القارات، وهي: «أو لم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها».
3 ـ وتأتي الأرض بمعنى الأرض المزروعة «وأيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّاً». ومنه قوله تعالى: «إنّها بقرة لا ذلول تثير الأرض»...
4 ـ وتأتي بمعنى المنطقة المعمورة كقوله تعالى: «الذي جعل لكم الأرض فراشاً». ويقول تعالى: «ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض». والمفهوم أنّ الفساد الذي يقع من النّاس يختصّ بما يستطيعون الوصول إليه في الكوكب الأرضيّ...
ومن علامات السّاعة قوله تعالى:«حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا»... والمفهوم أنّ الأرض المزخرفة هي الجزء المعمور من الأرض .. وإنّ كان قوله تعالى:«وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها» يرجع إلى الكوكب الأرضيّ بأكمله.
5 ـ وتأتي كلمة الأرض لتفيد مكاناً محدّداً نفهمه من السياق ... ففي قصّة يوسف، حين كان في مصر، يقول الله تعالى:«وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض»؛ وقال:«اجعلني على خزائن الأرض»، ثمّ قال:«فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي»، والأرض هنا تعني مصر بالتحديد...
وفي قصّة موسى، يقول تعالى عن مصر: «إنّ فرعون علا في الأرض»، «واستكبر هو وجنوده فى الأرض»...
وعن فلسطين يقول تعالى:«ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم»...
وتأتي كلمة الأرض لتدلّ على أماكن محدّدة في الجزيرة العربيّة، مثل المدينة، وقوله تعالى: «على الثلاثة الذين خلّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت». ومثل حنين: «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت»... وكان قوم "عاد" في الجزيرة العربيّة، يقول الله تعالى عنهم: «فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ».
6 ـ وتأتي كلمة الأرض لتدلّ على أرضٍ لم تأتِ بعد، حين تأتي القيامة فيدمّر الله تعالى الأرض والسّماوات، ويستبدلها بأرضٍ أخرى، وسماواتٍ أخرى: «يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا لله الواحد القهّار».
وتحدّث القرآن عن الأرض القادمة الباقية، فقال عنها:«والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماء مطوّياتٌ بيمينه»...
وعن لقاء الله تعالى في ذلك اليوم، وحيث الحساب، يقول تعالى:«يومئذٍ يودّ الذين كفروا وعصوا الرّسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً»...
ويدخل البشر الجنّة أو النّار، خالدين في دارٍ واحدةٍ منهما، ما دامت السّماوات والأرض؛ يقول الله جلّ وعلا:«خالدين فيهما ما دامت السّماوات والأرض»، فهكذا قال تعالى عن أهل الجنّة وأهل النّار...
ويقول تعالى عن الصّالحين أنّهم سيرثون الأرض القادمة المليئة بالجنان، وهذا وعد الله تعالى، الذى جاء في كلّ الكتب السّماويّة:«ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون».
::::: سماحة اية الله الفقية السيد حسين الصدر :::::
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في القرآن الكريم عددٌ كبيرٌ من المصطلحات والمفاهيم التي تشكّل بناءً معرفيّاً شامخاً، نحتاج نحن المخاطبين بالوحي القرآنيّ إلى فهم دقائقه، لنكون في عبودية الله وتقواه على الدوام، فيما لا نزال بحاجةٍ إلى الاقتراب أكثر من كلمات الله تعالى لنفهمها ونتدبّرها؛ وحيث نتوقّف في هذه المقالة عند مفهوم "الأرض".
1-تأتى كلمة "الأرض" في القرآن الكريم بمعنى الكوكب الأرضيّ، وتكون في الأغلب مرتبطةً بالسماوات. وقد تُشير إلى إعجازٍ علميٍّ عن خلق السماوات والأرض؛ فنظريّة الانفجار الكبير ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى «أولم يرَ الذين كفروا أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما». وجاءت الإشارة إلى كرويّة الأرض في قوله تعالى:«خلق السماوات والأرض بالحقّ يكوّر الليل على النّهار ويكوّر النّهار على الليل»؛ وفي قوله تعالى:«والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي».
كذلك يأتي الحديث عن الأرض منفردةً، بمعنى الكوكب أيضاً في قوله تعالى عن الساعة: «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها».
2 ـ وتأتي الأرض في القرآن بمعنى اليابسة، وثمّة آيةٌ تُشير إلى نظريّة زحزحة القارات، وهي: «أو لم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها».
3 ـ وتأتي الأرض بمعنى الأرض المزروعة «وأيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّاً». ومنه قوله تعالى: «إنّها بقرة لا ذلول تثير الأرض»...
4 ـ وتأتي بمعنى المنطقة المعمورة كقوله تعالى: «الذي جعل لكم الأرض فراشاً». ويقول تعالى: «ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض». والمفهوم أنّ الفساد الذي يقع من النّاس يختصّ بما يستطيعون الوصول إليه في الكوكب الأرضيّ...
ومن علامات السّاعة قوله تعالى:«حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا»... والمفهوم أنّ الأرض المزخرفة هي الجزء المعمور من الأرض .. وإنّ كان قوله تعالى:«وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها» يرجع إلى الكوكب الأرضيّ بأكمله.
5 ـ وتأتي كلمة الأرض لتفيد مكاناً محدّداً نفهمه من السياق ... ففي قصّة يوسف، حين كان في مصر، يقول الله تعالى:«وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض»؛ وقال:«اجعلني على خزائن الأرض»، ثمّ قال:«فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي»، والأرض هنا تعني مصر بالتحديد...
وفي قصّة موسى، يقول تعالى عن مصر: «إنّ فرعون علا في الأرض»، «واستكبر هو وجنوده فى الأرض»...
وعن فلسطين يقول تعالى:«ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم»...
وتأتي كلمة الأرض لتدلّ على أماكن محدّدة في الجزيرة العربيّة، مثل المدينة، وقوله تعالى: «على الثلاثة الذين خلّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت». ومثل حنين: «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت»... وكان قوم "عاد" في الجزيرة العربيّة، يقول الله تعالى عنهم: «فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ».
6 ـ وتأتي كلمة الأرض لتدلّ على أرضٍ لم تأتِ بعد، حين تأتي القيامة فيدمّر الله تعالى الأرض والسّماوات، ويستبدلها بأرضٍ أخرى، وسماواتٍ أخرى: «يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا لله الواحد القهّار».
وتحدّث القرآن عن الأرض القادمة الباقية، فقال عنها:«والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماء مطوّياتٌ بيمينه»...
وعن لقاء الله تعالى في ذلك اليوم، وحيث الحساب، يقول تعالى:«يومئذٍ يودّ الذين كفروا وعصوا الرّسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً»...
ويدخل البشر الجنّة أو النّار، خالدين في دارٍ واحدةٍ منهما، ما دامت السّماوات والأرض؛ يقول الله جلّ وعلا:«خالدين فيهما ما دامت السّماوات والأرض»، فهكذا قال تعالى عن أهل الجنّة وأهل النّار...
ويقول تعالى عن الصّالحين أنّهم سيرثون الأرض القادمة المليئة بالجنان، وهذا وعد الله تعالى، الذى جاء في كلّ الكتب السّماويّة:«ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون».
::::: سماحة اية الله الفقية السيد حسين الصدر :::::
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
