*** أجوبته ***
1- سأله الابرش : عن قوله تعالى : ( يوم تبدل الارض غير الارض ) ما الذي يأكل الناس و يشربون الى ان يفصل بينهم يوم القيامة ؟
فقال عليه السلام : يحشر الناس على مثل قرصة الارض فيها انهار متفجرة ، يأكلون و يشربون حتى يفرغ من الحساب
2- سأله محمد بن مسلم : لم جعل البينة في النكاح ؟
فقال عليه السلام : من اجل المواريث
3- قيل له ما الموت ؟
فقال عليه السلام : هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا انه طويل مدته
و تخليد لتلك الذكرى المفجعه لنرد بعض من سيرته المباركه والتي تبين جانب من حسن خلقه الشريف وجانب من علمه الجم خازن علم النبوة والإمامه سلام الله عليه إن ذكر الخير كنتم اوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهى
كان رجل من أهل الشام يتردّد على مجلس الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) ؛ وكان يقول له : لا يوجد أحد في الأرض أبغض إليّ منكم
وإنّ طاعة الله وطاعة رسول الله في بغضكم
ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ ، وأن حضوري مجلسك هو لحسن أدبك
وكان الإمام في كل مرّة يقول له خيراً أو يقول له : لن تخفى على الله خافية
ومرّت أيام انقطع فيها الرجل الشامي ، فافتقده الإمام وسأل عنه فقال بعضهم : إنه مريض
ذهب الإمام لعيادته ، وجلس عنده يحدّثه وسأله عن علّته ونصحه الإمام بتناول الأطعمة الباردة ، ثم انصرف
مضّت أيام ونهض الشامي من فراشه بعد أن عوفي من مرضه ، فكان أول شيء فعله هو أن انطلق إلى مجلس الإمام واعتذر إليه ، وأصبح من أصحابه
السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله
باقر العلوم ( عليه السلام ) يتفجر العلم بين جوانبه بغزارة ، فلا يتوقف حَدُّه ، ولا يَقلُّ مَدَاه
وللإمام الباقر ( عليه السلام ) مواقف كثيرة تَدلُّ على سعة علمه ، وغزارة معرفته
ومنها حينما اجتمع القسيسون والرهبانيون ، وكان لهم عالم يقعد لهم كل سنة مرة يوماً واحداً يستفتونه فَيُفتيهم
عند ذلك لَفَّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) نفسه بفاضل ردائه ، ثم أقبل نحو العالِم وقعد ، ورفع الخبر إلى هشام
فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع ، فينظر ما يصنع الإمام ( عليه السلام )
فأقبل وأقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بالإمام ( عليه السلام ) ، وأقبل عالِم النصارى وقد شَدَّ حاجبيه بخرقه صفراء حتى توسطهم ، فقام إليه جمع من القسيسين والرهبان يُسَلِّمون عليه
ثم جاءوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه والإمام ( عليه السلام ) بينهم ، وكان مع الإمام ولده الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام )
فأدار العالِم نظره وقال للإمام ( عليه السلام ) : أمِنَّا أم من هذه الأمة المرحومة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( من هذه الأمة المرحومة )
فقال العالِم : من أين أنت ، أَمِنْ علماءها أم من جهالها ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لَستُ من جُهَّالها )
فاضطرب اضطراباً شديداً ، ثم قال للإمام ( عليه السلام ) : أسألك ؟
فقال (عليه السلام ) : ( اِسأل )
فقال : من أين ادَّعَيتم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ، ولا يُحدِثون ولا يبولون ؟ وما الدليل على ذلك من شاهدٍِ لا يجهل ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( الجَنِين في بطن أمه يأكل ولا يحدث )
فاضطرب النصراني اضطراباً شديداً ، ثم قال : هلا زَعمتَ أنَّك لست من علمائها ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( وَلستُ من جُهَّالها )
وأصحاب هشام يسمعون ذلك
ثم قال : أسألك مسألة أخرى
فقال ( عليه السلام ) : ( اِسأل )
فقال النصراني : من أين ادَّعيتم أن فاكهة الجنة غضَّة ، طريَّة ، موجودة غير معدومة عند أهل الجنة ؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( دَليلُ ما نَدَّعيه أن السِّراج أبداً يكون غضاً ، طرياً ، موجوداً غير معدوم عند أهل الدنيا ، لا ينقطع أبداً )
فاضطرب اضطراباً شديداً ، ثم قال : هَلاَّ زعمتَ أنَّك لستَ من علماءها ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ولستُ من جُهَّالها )
فقال النصراني : أسألك مسألة أخرى
فقال ( عليه السلام ) : ( اِسأل )
فقال : أخبرني عن سَاعَة لا من ساعات اللَّيل ولا من ساعات النهار ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( هي الساعة التي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يَهدَأ فيها المُبتَلى ، ويرقد فيها السَّاهر ، ويَفيقُ المغمى عليه
جعلها الله في الدنيا دليلاً للراغبين ، وفي الآخرة دليلاً للعالمين ، لها دلائل واضحة ، وحجة بالغة على الجاحدين المتكبرين الناكرين لها )
فصاح النصراني صيحة عظيمة ، ثم قال : بقيت مسألة واحدة ، والله لأسألنَّكَ مسألة لا تهتدي إلى رَدِّها أبداً
قال الإمام ( عليه السلام ) : ( سَل ما شِئت ، فإنَّك حانِثٌ في يمينك )
فقال : أخبرني عن مولودين ، وُلِدا في يوم واحد ، وماتا في يوم واحد ، عُمْر أحدهما خمسين سنة ، والآخر عُمرُه مِائة وخمسين سنة
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( ذلك عُزير وعُزيرة ، وُلِدا في يوم واحد ، فلمَّا بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين سنة مَرَّ عُزير على حماره وهو راكبه على بلد اسمُهَا ( انطاكية ) ، وهي خاوية على عروشها .فقال : أنَّى يحيي هذه الله بعد موتها ، فأماته الله مِائة عام ، ثم بعثه على حماره بعينه ، وطعامه وشرابه لم يتغير
وعاد إلى داره ، وأخوه عُزيرة وَوِلْدَه قد شاخوا ، وعُزير شاب في سِن خمسة وعشرين سنة
فلم يزل يذكر أخاه وولده وهم يذكرون ما يذكره ، ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنين والشهور
وعُزيرة يقول له وهو شيخ كبير ابن مِائَة وخمسة وعشرين سنة : ما رأيت شاباً ، أعلم بما كان بيني وبين أخي عُزير أيام شبابي منك
فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض ؟
فقال يا عُزيرة : أنا عُزير أخوك ، قد سخط الله عليّ بقول قلتُهُ بعد أن اصْطفاني الله وهداني
فأماتني مِائة سنة ثم بعثني بعد ذلك لتزدادوا بذلك يقيناً ، أن الله تعالى على كل شيء قدير ، وهذا حماري ، وطعامي ، وشرابي ، الذي خرجت به من عندكم ، أعاده الله تعالى كما كان ، فعند ذلك أيقنوا
فأعاشه الله بينهم خمسة وعشرين سنة ، ثم قبضه الله تعالى وأخاه في يوم واحد
فنهض عالِم النصارى عند ذلك قائماً ، وقام النصارى على أرجلهم ، فقال لهم عالمهم : جِئْتموني بأعلم منّي ، وأقعدتموه معكم ، حتى هَتَكني وفضحني ، وأعلم المسلمين بأنه أحاط بعلومنا ، وأن عنده ما ليس عندنا
والله لا كلمتكم من كلمة واحدة ، ولا قعدت لكم إن عشت بعد هذه ، فتفرقوا
في هذا الموقف نكتشف مدى سعة علم الإمام ( عليه السلام ) ، ورغم ما بلغه من علم فإنه متواضع ، ولا يعتبر نفسه عالماً ، فمن تواضع لله رفعه
فقد وصل ( عليه السلام ) بالعلم درجة تعجز العقول عن إدراكها ، وتعجز الألسُنُ عن وصفها
دمـعـي على الخدين حزناً هما *** لـبـاقـرِ الـعلمِ و للمسلما
حـزنـاً وقـفتُ وقفتَ الحائرِ *** أبـكي و أجري مدمعَ الناظري
لـمـسـلـمِ المظلومِ و الباقرِ *** شـيـدتُ فـي قـلبي لهم مأتما
*****
سـهم المصايب صابني ابمهجتي *** و زود ونيني و حسرتي و لوعتي
لـذرف عـله الباقر دمه دمعتي *** فـالـرزءُ فـيـهِ مفجعاً مؤلما
شهادة الإمام (ع)
على الرغم من انصراف الإمام الباقر إلى العلم ونشر الدين فإنّ حكّام بني أميّة لم يكونوا يتحملون وجوده ؛ خاصّة يعد أن عرف الناس فضله وعلمه ، وبهرتْهم شخصيّتُه الأخلاقية والإنسانية ، كما أن انتسابه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عزَّز من مكانته في قلوب المسلمين
كان هشام يفكر في القضاء على الإمام ، وأخيراً سنحتْ له الفرصة فدسّ له السمّ ، واستشهد الإمام في 7 ذي الحجة سنة 114 هجرية . بعد أن عاش 57 سنة قضاها في التقوى والصلاح وخدمة الإسلام والمسلمين ونشْر علوم أهل البيت ( عليهم السلام )
*** جريمة الإغتيال ***
استشهد الإمام الباقر (ع) بسم دسه له الخليفة الأموي في سرج فرسٍ اركب الإمام (ع) عليه، عندما أرجعه من دمشق ألى المدينة بعدما أشخصه منها إلى الشام . وكان ذلك السلطان علىالأرجح -هشام بن عبدالملك (لع) ، وقد كان الإمام (ع) سميناً ، فسرى السم من السرج إلى لحمه ، فأثر في رجله ثم أمرضه ثلاثة أيام ، وقبض (ع) يوم الأثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام من سنة أربع عشرة ومئة من الهجرة النبوية المباركة بالمدينة المنورة
وقد أوصى (ع) إلى أبنه عبدالله بن جعفر الصادق (ع) بالإمامة بعده ، وأودعه ودائع الإمامة ، وجدد له وصاياه وتعاليمه ، وكان في جملة وصاياه ان يشقوا قبره كما لحد لرسول الله (ص) وعين ثمان مئة درهم لمأتمه ، وكان يرى ذلك من السُّنة المقدسة
ثم اوصى بوقف من ماله لِنوادب يندبنه عشر سنين ، أيام منى من الحج ، واوصى بعمامة وبردٍ وأثواب أخر لكفنه وروي عنه انه قال (( إن الموتى يتباهون بأكفانهم )) ثم قضى نحبه (ع) مظلوماً شهيداً مسموماً ، ودفن في البقيع من المدينة المنورة ، في البقعة التي فيها العباس بن عبد المطلب ، أي حيث دفن أبوه السجاد وعمُّ أبيه الحسن المجتبى (ع) ، بقرب جدته فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع)
قـد مـاتَ مسموماً سليلُ النبي *** رمـزُ الـتـقى و منيتُ الطالبي
عـذراً بـفـعلِ الحاقد الناصبي *** أعـنـي هـشـامَ القاتلَ المجرما
وفي روايه أُوخرى عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبي عليه السلام قال لي ذات يوم في مرضة يا بني أدخل أُناسا من قريش من أهل المدينه حتى أشهدهم , قال : فأدخلت عليه أناسناً منهم , فقال : إذا انا مت فغسلن يوكفني وارفع قبري أربعة أصابع ورشه بماء فلما خرجوا قلت : ياأبتاه لو أمرتني بهذا لصنعته من غير ان تدخل عليك قوماً تشهدهم , فقال : يا بني اردت ان لا تنازع في الإمامه بمعنى لا تختلف فيك الشيعه ولا تنازع لأن من أوصى اليه الساق في أموره الظاهره فهو خليفته في الإمامه ثم قضى نحبه ولقى ربه وكان وفاته يوم الاثنين , فقامت الواعيه في داره وعلا البكاء والنحيب من بيوت الهاشمين ومن الهاشميات والعلوين والعلويات وهن مشققات الجيوب ناشرات الشعور خامشات الوجوه وماجت الدنيا بأهلها و صار كاليوم الذي توفي به رسوال الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وهذا أخ رما وجدناه مسطوراً من وفاة سيدنا وإمامنا العلم الزاهر والبحر الزاخر محمد بن علي الباقر وعلى أبائه الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم مدة الدهور والاعصار على التمام والكمال ونستغفر الله العظيم المنان من الزياده والنقصان واغلط والنسيان إنه غفور منان والحمد لله حتى حمده آمين
سالت إعيوني دموع ودموم ... والجمر حدر الظلع مظروم
بأرض المدينة مهجتي تحوم ... ودلالي بالفاجعة مالوم
راح الباقر أويلي راح مسموم ... وجفن الهواشم فاركَ النوم
عاليوم يوم النايبه هاليوم ... يوم المصايب يوم الهموم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
~~~~~~~~~~~~~~
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لا يجوز نقل الموضوع دون ذكر الكاتب والمصدر منتديات سماحة السيد الفاطمي حفظه الله تعالى .
قام على العمل خدام السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : أنوار الرسالة , إفتخاري إنتمائي لعلي , بريق العباس , دموعي حسينية .