اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "

المشرفون: عاشق الحسن والحسين،يالثارات الزهراء

صورة العضو الرمزية
دموعي حسينية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4362
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 3:30 pm

يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة دموعي حسينية »

صورة
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى .
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صورة
السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله , ولأمير المؤمنين , والحسن والحسين عليهم السلام , سلام الله العلي العظيم , وسلام ملائكته المقربين , وأنبيائه المرسلين , وأئمته المنتجبين ’ وعباده الصالحين , وجميع الشهداء والصديقين , والزاكيات الطيبات , فيما تغدي وتروح عليك يا مسلم بن عقيل بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته .
صورة
أنتَ شمسُ الحقِ في الطلوعِ ... حـملتَ دينَ اللهِ في الضلوعِ
و سـرتَ للموتِ بلا رجوعِ ... حـللتَ يا زلزالُ في الجموعِ

دعى الامام الحسين عليه السلام مسلم ابن عقيل وقال له سر الي الكوفه ثم كتب معه كتاباً الي أهل الكوفة ومضمونه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين ابن علي ابن ابي طالب الي الملا من أهل الكوفة أما بعد فقد فهمت كل الذي قصصتموه من مقاله جلكم وتسألوني القدوم اليكم وانه ليس لكم أمام غيري لعل الله تعالى يجمعكم على الهدى ودين الحق وان لم اقدر على الوصول اليكم وابعث اليكم رجل من اهل بيتي يحكم فيكم حكم الله تعالى وحكم رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واني باعث اليكم أخي والمفضل عندي وثقتي من أهل بيتي مسلم ابن عقيل( عليه السلام ) وانا قد أمرته باللطف فيكم وان ينفذ الي ويخبرني بحسن رايكم وما انتم عليه و أنا قادم إن شاء الله تعالى ثم وجه مسلم ابن عقيل( عليه السلام ) ومعه دليلان يدلانه على الطريق فسار معا الدليلان فلما صار في اثناء الطريق ضل الدليلان عن الطريق ومات أحدهما من العطشف فتطير مسلم مماهو متوجه اليه قال فاستدعا مسلم بدوات وبياض وكتب الي الحسين ( عليه السلام ) كتاباً يخبره بما هو فيه ومضمونه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يا أبي عبد الله اني خرجت معا الدليلان فضلا عن الطريق وقد ماتا وقد تطيرت من توجهي هذا فان اردت ان تعفى وتبعث غيري فافعل قال فلما وصل الكتاب الي مولانا الحسين ( عليه السلام ) فضه و قرأه بعد ان تناوله ( عليه السلام ) بيديه ونظر الي ما كان مرة وما فيه ثم انه بكى بكاءً شديداً وكتب اليه كتاباً يقول فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين صاحب الخطب الجليل الي ابن عمه مسلم ابن عقيل ( عليهم السلام ) اما بعد يابن العم فاني قد سمعت من جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآلأه وسلم ) يقول ما منا اهل البيت من يتطير به ولايتطير به ثم كتب في اسفل الكتاب هذة الابيات :


مسلم وصّبى دسمع الها ~~~ اذا جيت للكوفة ادخلها
او خذلي البيعة على اهلها ~~~ انجان هي طايعة كلها
وان شفت غدر من اهلها ~~~ اخبرني قبل ما اوصل لها
صورة
صورة

قال صاحب الحديث فما وصل الكتاب الي مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) وقرأه وعرف معناه فلما وقف على هذه الكتاب بكى مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) بكاءص شديداً ووجه بوجهه الي الحسين ( عليه السلام ) ونادى :

نادى ودمع العين بادي ~~~ ابنفذ وصيتك ياعمادي
يمظلوم ذوبتوا فؤادي ~~~ او لو طحت بين الاعادي
او جسمي يظل فوق الوهاد ~~~ أو ينرض صدري بالعوادي
بس الله الله في أولادي ~~~ ترى افراقهم ذوب فؤادي


قال صاحب الحديث ثم سار مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) من وقته وساعته قاصداً الي الكوفة الي ان وصلها ليلاً فنزل في دار المختار بن أبي عبيد الثقفي ( رضي الله عنه ) فجعل الناس يختلفون اليه ولا ينقطعون عنه فاقرأهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) فمنهم من بكى ومنهم من تداخله السرور حتى أجتمعوا اليه وبايعوه فقيل بايعوه في اليوم ثمانية عشر ألف رجل فكتب مسلم الي الحسين ( عليه السلام ) يخبرة بمبايعته أهل الكوفة ةانك تعجل بالقدوم الينا فبلغ الخبر الي النعمان بن بشير وكان هو خليفة يزيد بن معاويه ( لعنه الله ) فرقى على المنبر خطيباً وقال في أخر خطبته احذروا مخالفة يزيد بن معاويه ومن اصبح منكم مخالفاً لقولي لاضربن عنه فقام اليه رجل يقال اله عبد الله بن شعبة الخضرمي ( لعنة الله ) وقال ايها الامير الامر لا يكون الا بالغشم والقهر وسفك الدماء وهذا الكلام الذي تكلمت به كلام المستضعفين فقال النعمان اكون من المستضعفين في ذات الله ولا أكون من الظالمين ثم نزل عن المنبر وخرج عبد الله شعبة الخضرمي ( لعنة الله ) وكتب كتاباً الي يزيد بن معاويه ( لعنه الله ) يخبره باجتماع الناس على مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) ونسخته من عبد الله بن شعبة الخضرمي الي يزيد بن معاويه ( لعنهم الله ) أما بعد فاما مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) قد ورد الي الكوفه وقد بايع شيعة الحسين ( عليه السلام ) فان كان لك بالكوفة حاجة فانفذ اليها رجلاً قوياً فان النعمان ضعيف او يتضاعف قال فلم وصل الكتاب الي يزيد بن معاوية ( لعنة الله ) فضه وقرأه وعرف معناه فاستدعى بعبده يقال له سرحون وقال اما تنظر الي الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام ) قد انفذ الي الكوفة ابن عمه عقيل ابن مسلم ( عليه السلام ) وقد بايعة الشيعة من أهل الكوفة فما عندك من الراي قال فأشار عليه بتولية عبيد الله ابن زياد وعزل النعمان ففعل ذلك وضم اليه المصرين البصرة والكوفة وأياك والتواني واطلب مسلم ابن عقيل طلب الخرزو ةاقتله وابعث إلي ولا تبقي من نسل علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) شعرة واحده قال فلما وصل الكتاب الي ابن زياد ( لعنة الله ) فضه وقرأن وعرف مضمونه فتجهز من وقته و ساعته على المسير الي الكوفة فسار ( لعنة الله ) حتى دخل الكوفه مما يلي البر وعليه ثياب بيض وقضيب خيزران ومتلثم راكباً بغله شهباء واصحابه من حوله فجعل ( لعنه الله ) لا يمر بملى من الناس الا ويسلم عليهم بالقضيب فيردون السلام ويقولون قدمة خير مقدم يابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لزعمهم انه الحسين ( عليه السلام ) لأنهم كانوا يتوقعون قدومه قال فلم قرب من قصر الامارة قال لهم مسلم ابن عمرو الباهلي ( لعنه الله ) ويلكم تأخروا عن الامير فليس هذا ظنكم زمطلبكم هذا الامير عبيد الله ابن زياد ( لعنه الله ) قال فأشرف عليه النعمان من اعلى القصر فناداه ابن زياد ( لعنه الله ) يا نعمان حصنة قصرك وتركة مصرك ثم نادى الصلاة جامعة فحضرت الناس في المسجد الاعظم فصلى بهم فلما فرغ من الصلاة رقى المنبر فخطب وقال لهم يا معشر الناس أتعرفوني من أنا فقالوا اللهم نعم انت الامير عبيج الله ابن زياد ( لعنه الله ) فقال لهم انا سيف الامير يزيد ابن معاويه ( لعنه الله ) وان أصبح منكم أحد مخالفاً لقولي لاضربن عنقه قال فجعل الناس ينظر بعضهم الي بعض ويقول مالنا والدخول بين السلاطين وبايعوا يزيد ( لعنة الله ) ونقضوا بيعة الحسين ( عليه السلام ) وكان ذلك اليوم يوم الجمعة وكان مسلم ابن عقيل موعوكاً لم يقدر ان يخرج لصلاة الظهر فلما كان المغرب خرج الي المسجد فبم يرى أحد فأذن وأقام وصلى وحده ولم يصل معه احد فلما فرغ ( عليه السلام ) من صلاته اذا هو بغلام فقال له ما فعل اهل هذا المصر فقال يا مولاي قد عظمت المصيبه على الاسلام لقد بايعوا يزيد ابن معاويه ( لعنه الله ) بلا درهم ولا دينار ونقضوا بيعة الامام الحسين ( عليه السلام ) فطلب لك ملجاً فلما سمع مسلم كلام الغلام صفق يد على يد ونادى وما ميبتاه ثم أدار بوجهه الي جهة الحسين ( عليه السلام ) ونادى :

ناداه ودمع العين بداد ~~~ الله او لحد يبو السجاد
خانوك هالانذال الاوغاد ~~~ تره بايعو الطاغي ابن زياد
والكل منهمم ما كر او راد ~~~ يمظلوم لا توصل هلبلاد
صورة
قال صاحب الحديث ثم ان مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) اقبل وهو خائفاً وهارباً على وجهه فجعل يخترق السكك والأمكنه حتى انتهى الي دار هانى بن عروة ( رضي الله عنه ) فوقف على الباب وضربه بيده فخرجت اليه جارية هانى فقالت من بالباب فأجابها يقول :

ياجارية قولي لهانى ~~~ مسلم لفاك اليوم عاني
تجيرة من اولاد الزواني ~~~ اتبدل دهرنا وصار ثاني
صورة
قال صاحب الحديث اقبلت الجارية الي هانى ودموعها جاريه على خديها ونادت :

يهاني توعه للحكي زين ~~~ على باب دارك واقف حزين
واقف ومنه تهمل العين ~~~ قلها دقولي له انته امنين
قالت سألته وقال بالحين ~~~ انا مسلم ابن عم الحسين
نادى اومنه تهمل العين ~~~ هلا ومرحبه بشامة الحسين
احمله من راسي او على العين ~~~ ان كان هوه ابن عم الحسين
احمله على راسي او على العين ~~~ خلوه يجي بالعجل ليه
وش جايبه الكوفه الدعيه ~~~ يدري هل الكوفه رديه
ساقه الى حياض المنيه

صورة
قال صاحب الحديث ثم أقبلت الجاريه وفتحت له الباب فدخل مسلم ابن عقيل فلما نظره هانى قام قائماً على فدميه وفتح باعه اليه وضمه الي صدره وقبل ما بين عينيه ونادى :

نادى ودمعاته ذروفه ~~~ ويش جايبك مسلم الكوفة
تدري هل الكوفه خلوفه ~~~ غالوا علي وضاعت اضيوفه
صورة
قال صاحب الحديث فلما سمع مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) كلام هانى بن عروه ( رضي الله عنه ) انحنيت من من الاحزان ضلوعه وجرت من العينان دموعه وانتحب باكياً ونادى عليه وأكثر ونينه ارسلني سلطان المدينه .

روى المجلسي عليه الرحمه انه لما خانوا أهل الكوفة بمسلم بن عقيل ( عليه السلام ) خرج وهو لا يدري اين يذهب ويتوجه حتى اتى ار بني جبلة من بني كنــده فوقف على باب دار طوعة رآها واقفه على الباب فاستسقاها شربة من الماء فأتت اليه بشربه فشرب ثم دخلت وخرجت فرأته جالساً فقالت له عبد الله ألم تشرب الماء قال بلى قالت فانصرف الي حال سبيلك فأعادت عليه القول ثانية وثالثة فقالت يا سبحان الله قم فأذهب الي أهلك عافاك الله فانه لا يصلح لك الجلوس على باب دون بابك ولا يحل لك ان تنظر الي حرم غير حرمك فبكى ( عليه السلام ) وقال لها أعلمي يا أمة الله انه ليس لي في هذا المصر أهل ولا عشيرة فهل لك من أجر ومعروف و لعلي انا أكافيك يوم غير هذا اليوم فضيفيني الي الليل ثم بكى مسلم ( عليه السلام ) .

قال صاحب الحديث فقالت له من انت قال انا مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) كذبني أهل هذا المصر وغروني واخرجوني فقالت له أدخل على الرحب والسعه قال فأدخلته في دار غير البيت الذي هي تأوي اليه وفرشت له فراشا وعرضت عليه الطعام والشراب فلم يأكل ولم يشرب حتى جن عليه الليل فلم تكن الا هنيئه اذ جاء ابنها فرآها تكثر الدخول والخروج الي ذاك المخدع فأنكر حالها وقال لها أماه انه ليبريني كثرة دخولك وخروجك الي هذا المخدع وان لك لشان عظيم فقالت له اعرض عن هذا يا أبني فقال لها والله لتخبرني فألح عليها فقالت له آخذ عليك عهد الله وميثاقه انك لا تخبر به أحد فقال لها نعم فأخذت عليه العهود والمواثيق والايمان المغلظة فحلف لها بذلك فأخبرته بالحال وأطلعته عليه فقال لها يا أماه اطعميه من أحسن الطعام واسقيه من بارد الماء ثم انه بات تلك الليلة على جمر الغضا فلما طلع الفجر اذا بالامراة واقفه وفي يدها اناء فيه ماء فناولته مسلم فأخذه من عنها فقالت له سيدي مارايتم رقدت هذة الليلة فقال لها أعلمي اني رقدت هنيئة فرأيت عمي علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) في منامي وهو يقول الوحا الوحا العجل العجل وما اظن هذا اليوم إلا انه اخر ايامي من الدنيا قال واما ما كان من امر ولدها اللعين انه لما أصبح الصباخ خرج مسرعاً حتى أتى الي قصر الاماره وهو ينادي النصيحة النصيحة ايها الامير فخرج اليه أبوه وقال واي نصيحة أتيت بها قال انه امي صاررت تجير الاعداء في بيتنا وقال واي عدو أجارته قال مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) في دارنا فسمع كلامه ابن زياد ( لعنه الله ) وقال ما يقول الفتى فقال انه يقول انه مسلم بن عقيل في منزله فقام اليه وطوقه بطوق من الذهب وتوجه تاج من الجين وأركبه على سباق الخيل ثم التفت الي محمد بن الاشعت ( لعنه الله ) وقال له امض معا هذا الغلام الي منزله واتى بمسلم بن عقيل ( عليه السلام ) أسيراً أم قتيلاً قال ثم عقد له رايه على خمسمائة فارس قال فمضى ابن الاشعت ( لعنه الله ) مع من معه حتى وصلوا قريباً من دار طوعه فسمعت صهيل الخيل مع قعقعة اللجم وزعقات الرجال واصطكاك الاسنه وخفقات الرايات كأجنحة الطيور فأقبلت الي مسلم وأخبرته بذلك قال لها علي بسيفي ودرعي ولامة حربي واتت اليه بالسيف والدرع ولامة حربه فعمد الي الباب واقلعه وكان ضخم الساعدين وكان اذا التقى معا الفرسان يقوم شعر بدنه فقالت له العجوز ياسيدي أراك تأهبت للموت وقال نعم ما طلبت القوم غيري فأخاف ان يهجموا علي في الدار ولا يكون لي فسحة ولا مجال فأكون قتيلاً فقالت العجوز يا مسلم ان قتلت لاقتلن نفسي دونك ثم انه خرج اليهم وحمل عليهم في السكة مصلتا سيفه وهو مرتجز ويقول :

اقسمت الا اقتل الا حرا
وان رايت الموت كاساً مرا
اخاف ان اخدع او اغرا
رد شعاع الشمس فاستقــرا
اضربكم ولا اخـاف ضـرا
ضرب غــلام قط لن يفــــرا
وكل ذي غدر سيلقى غدرا
ايضا ويصلى في لجحيم حرا
صورة
صورة
قال صاحب الحديث فصال عليهم يمنة ويسرة ثم حملوا عليه في أوساطهم وخرج من اعراضهم حتى قتل منهم مقتلة عظيمة حتى انهزموا من بين يديه يدق بعضهم بعضا فلما نظرابن الاشعت ( لعنه الله ) الي شجاعة مسلم انفذ الي ابن زياد ( لعنه الله ) يقول أدركني بالخيل والرجال فأرسل اليه ابن زياد ( لعنه الله ) يقول ثكلتك أمك وعدموك قومك بعثتك الي رجل لتأتيني به أسيراً أم قتيلاً يقتل منكم هذه المقتله العظيمة فكيف يابن الاشعت لو ارسلك من هو أشد منه باساً وأعظم مراساً يعني بذلك الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) فكتب اليه محمد بن الاشعت أتظن أبها الامير انك بعثتني الي بقال من بقاقيل الكوفة او الي جرمقاني من جرامقة الحيره انما وجهتني الي اسد ضرغام وبطل هجام وليث همام لا يخاف ولا يخشى من الاقوام وسيف من أسياف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال فلما قرأ ابن زياد الكتاب ارسل اليه خمسمائة فارس فرجع مسلم الي الدار وغير لثامه ثم خرج اليهم منتضياً حسامه وحمل عليهم وحملوا عليه فجعل يقاتلهم مقاتلة عظيمة حتى قتل منهم خلق كثير وفروا من بين يديه مالجراد المنتشر يدق بعضهم بعض قال وأرسل ابن الاشعت الي ابن زياد لعنه الله ادركني بالخيل والرجال فبعث اليهابن زياد ( لعنه الله ) خمسمائه فارس وقال لهم ياويلكم أعطوه الامان والا افناكم عن أخركم فصاحوا به يا مسلم لك الامان فقال لا أمان لكم يا أعداء الله واعداء رسوله ايها الغدرة المكره ثم حمل عليهم وحملوا عليه فلعب فيهم كما تعلب النار في الحطب وقد فرقهم بسيفه .

قال صاحب الحديث فلما نظروا الي شجاعة مسلم ( عليه السلام ) أشرفوا على السطوح وجعلوا يلهبون النيران في اطناب القصب ويلقونها عليه ويرمونه بالحجارة وهو لم يكترث بما فعلوا بل انه هز جسامه وضيق لثامه وحمل عليهم حملات ممتابعه وهو يقول يالله يالله يا جبرائيل يا جبرائيل يا محمد يا محمد حتى قتل منهم مقتله عظيمة وفروا من بين يديه يدق بعضهم بعضها قال صاحب الحديث فأقبل عليهم رجل ملعون قد تلبس الشيطان في جوفه وقال لهم ايها الاقوام أسمعوا مني الكلام الرأي عندي فقالوا له وما عندك من الرأي فاخبرنا به فقال لهم انتم تشتغلون بالحرب معه وانا احفر له بئراً في وسط الطريق ونطمها بالدغل والتراب الكثير ونخفي ذلك ثم يحمل عليه وننهزم قدامه وارجو ان لايفلت منها قال الراوي فحفروا حفيرة عميقه في وسط الطريق وأخفوا رأسها بالدغل والتراب عميقه في وسط الطريق ثم حملوا عليه وعمل مسلم عليهم وهو لا يعلم بما فعلوه من المكر والاحتيال قال فأقبل يهددهم بسيفه وقد أخذ منه حيفه فانطردوا من بين يدبه فوقع مسلم في تلك الحفيره أي وا مسلما وامصيبتاه فاستدارات عليه القوم من كل ناحيه و مكان فأقبل اليه ابن الاشعت ( لعنة الله ) فضربه بالسيف على محاسن وجهه فجذع انفه وقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى وقلعت وثناياه ثم انتزعوا سيفه من يده وأوثقوه كتافاً فبكى بكاءً شديداً وادار بطرفه الي الحسين ( عليه السلام ) ونادى يقول :

نادى ودمعاته نثيره ~~~ اسمح لي يا سلطان العشيره
ترانا طحت وسط الحفيره
صورة
قال صاحب الحديث ثم القوم المارقين اوثقوا مسلم بن عقيل كتافاً واركبوه على بغل واقبلوه به الي ابن زياد ( لعنه الله ) حتى وصلوا الي قصر الاماره وا مصيبتاه . فلما وصلوا به الي قصر الاماره نظر مسلم الي براده فيها ماء وكان له ثلاثة أيام ما شرب الماء لأنه كان ( عليه السلام ) ليله ساجد ونهاره يجاهد فقال لساقي ياشيخ أسقني الماء فان عشت كافيتك وان مت كان الله المكافي الله ورسوله فدع اليه قدحاً فيه ماء فأخذه ذلك القدح ليشرب فلما قرب من فمه احس ببرودة وحرارة الدم فسقطت اسنانه في ذالك القدخ وامتلأدماً عبيطاً فبكى مسلم ورده اليه وقال له خذه فلو كان من الرزق المقسوم لشربته .

قال صاحب الحديث ثم وقفوا به على باب القصر يطلبون الاذن من عند ابن زياد ( لعنة الله ) فعند ذلك امر ابن زياد بالدخول اي يدخلوه عليه قال فادخلوه عليه فنظر مسلم الي تجره فقال مسلم السلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى واطاع الملك الاعلى فضحك ابن زياد ( لعنه الله ) فقال له بعض جلسائه أما ترى الامير ضاحكاً عليم او قلت السلام عليك أيها الامير فقال له مسلم يا ويحك اسكت فليس لي هو بأمير والله ما علمت ان ل يامير غير سيدي ومولاي الحسين ( عليه السلام ) وانما يسلم عليه بالاماره من يخاف الموت فقال له ابن زياد ( لعنه الله ) سواء عليك سلمت ام لم تسلم مقتول في هذا اليوم لا محاله فقال له اذا عزمت على قتلي فدعني اوصي بما شئت فنظر مسلم جلساء ابن زياد ( لعنه الله ) فرا فيهم عمر بن سعد ( لعنه الله ) فقال له ياعمر اني رجل من قومك ولست اعرف احداً من اهل هذا المصر الا انت ولي اليك حاجة وهي سر فامتنع ابن سعج فالتفت اليه ابن زياد ( لعنه الله ) وقال له لا عليك ان تقضي حاجة ابن عمك فقام عمر بن سعد مع مسلم وجلسا بحيث ينظر اليهما ابن زياد ( لعنه الله ) فقال له مسلم ياعمر ان علي ديناً استدنته منذ قدمت مصركم هذا وهي ستمائة درهم فبع سيفي ودرعي واقضها عني والثانيه اذا انا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد ( لعنه الله ) والثالثه تبعث الي سيدي الحسين ( عليه السلام ) ان يرجع عنكم الي مدينة جده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال عمر بن سعد ( لعنه الله ) أما دينك ان شئنا قضيناه وان شئنا لم نقضه واما جثتك فانا لا نبالي اذا قتلناك ما نصنع بها واما الحسين ( عليه السلام ) فلابد ان يقدم علينا ونذيقه الموت غصه بعد غصه وجرعه بعد جرعه .

قال صاحب الحديث فلمع سمع ابن زياد ( لعنه الله ) كلام الللعين عمر بن سعج قال له قبحك الله من مستودع سراً و الله لو انه أباح الي سره لكتمت عليه سره وقضيت حاجته ولكنك أفشيت سره فلا يخرج الي حرب الحسين ( عليه السلام ) أحد غيرك ثم التفت لعنه الله الي مسلم ابن عقيل ( عليه السلام ) وقال يابن عقيل اتيت الناس وهم مجتمعين فشتت لبستهم وفرقت كلمتهم فقال له مسلم مالهذا اتيت انما أهل هذا المصر زعموا انه أباك ( لعنه الله ) قتل خيارهم وسفك دمائهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر فجئناهم لنأمر فيهم بالعدل وندعوهم الي حكم الكتاب قال جرى بينه وبين ابن زياد ( لعنه الله ) كلام غليظ ثم انا ابن زياد شتم مسلم وأباه وعلي ( عليهم السلام ) والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال مسلم ( عليه السلام ) أنت وأبوك أولى بالشتم قال فالتفت ابن زياد ( لعنه الله ) الي رجل من أصحابه أصعد به الي اعلى القصر وأضرب عنقه وأرمى بجثته من أعلى القصر الي الارض قال صعد به ومسلم يهلل ويسبح ويكبر فهم ان يضربوا عنقه فبكى مسلم وأشار اليه يقول :
يها الناس خلوني بصلي ~~~ أو بالصوت الي ربي بعلي
بلكي الخبر يوصل الي أهلي ~~~ او يسرع أخو زينب يفز لي
يحضر لتجهيزي أو لغسلي ~~~ بوصي عليه يتكفل أهلي
والله ياخو زينب اسمح لي ~~~ بموت في غربه عن أهلي
صورة
قال صاحب الحديث فقال له مسلم دعني أصلي لله ركعتين فلما فرغ من صلاته رفع راسه الي السماء وقال اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا واخرجونا وخذلونا ثم ان ذلك اللعين عمد الي مسلم وصرب عنقه ورماه من اعلى القصر واتبع راسه وجثته وأين الصارخ وا مسلماه وامصيبتاه وا قتيلاه وا شهيداه .
صورة
ألف حيف يامسلم يامغوار ~~~ وحدك طحت مابين لشرار
ولا حضرك حيدر الكرار ~~~ ولا حمزه الفارس المغوار
ليت حضر لك المختار ~~~ ويا الحسن و حسين لطهار
ايكفوا الك من قوم لشرار ~~~ لحد يحيدر حامي الجار
مسلم قضى عطشان محتار ~~~ دنهض او جرد سيف لفقار
مع دولتك سلمان او عمار ~~~ واصحابك الاكرام لفخار
جوادك دركبه وأطلب الثار ~~~ الثار يامهيوب الثار
لا يفوت ياكرار ذا الثار ~~~ ثار الذي سحبوه بلوعار
مسلم قضى في دار غربه ~~~ وشرب غصايص كل كربه
ابن زياد فعله غضب ربه ~~~ من فوق عالي القصر ذبه
صورة
يا مسلم بن عقيل يا سفير الحسين أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وآمرت بالمعروف ونهيت عن النكر وجاهدت في الله حق جهاده , وقُتلت على منهاج المجاهدين في سبيله , حتى لقيت الله عزوجل وهو عنك راضٍ , وأشهد أنك وفيت بعهد الله وبذلت نفسك في نصرة حُجته , وإبن حجته حتى أتاك اليقين , أشهد لك بالتسليم والوفاء , فجزاك الله أفضل الجزاء , بما صبرت و احتسبت واعنت , فنعم عقبى الدار , لعن الله من قتلك , ولعن الله من أمر بقتلك , ولعن الله من ظلمك , ولعن الله من إفترى عليك , ولعن الله من جهل حقك , واستخف بحرمتك , ولعن الله من بايعك وغشك , وخلك واسلمك , ومن البَّ عليك , ومن لم يعنك , الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود , أشهد أنك قُتلت مظلوماً , والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
صورة

هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
لا يجوز نقل الموضوع دون ذكر الكاتب والمصدر منتديات سماحة السيد الفاطمي حفظه الله تعالى .


قام على العمل خادم السيدة فاطمة الزهراء :

أنوار الرسالة , إفتخاري إنتمائي لعلي , بريق العباس , دموعي حسينية .

صورة
لقد أشتقــــــــــت لكم أحبتــــــــــــي
صورة العضو الرمزية
دعاء الكاظم (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3750
اشترك في: الجمعة يناير 23, 2009 7:55 pm
مكان: دولة الامام المنتظر

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة دعاء الكاظم (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
عظم الله اجورنا واجوركم
انا لست افضل عضو باالمنتدى و لكنني اسعى جاهدا كي اكون كذلك
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخواتي العزيزات خادمات آل البيت عليهم السلام أنوار الرسالة , إفتخاري إنتمائي لعلي , بريق العباس , دموعي حسينية يعطيكم العافية على المجهود الطيب ، وفقكم الله تعالى ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام


صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

بارك الله بكم ورحم والديكم لطرحكم
ووفقكم ورعاكم لكل خير

وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
ولعنة‌ الله‌ على أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الان‌ إلى قيام‌ يوم‌ الدين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
دموعي حسينية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4362
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 3:30 pm

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة دموعي حسينية »

صورة
لقد أشتقــــــــــت لكم أحبتــــــــــــي
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49872
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيكم أخواتي
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
أم فاطمة البتول
مشاركات: 12220
اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة أم فاطمة البتول »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكم الف عافية
سلمت اناملكم الطيبة
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)


نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
شجـون الزهـراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 27275
اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة شجـون الزهـراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
طرح رائع ,
الله يعطيكِ العافية .
صورة
صورة العضو الرمزية
دموعي حسينية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4362
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 3:30 pm

Re: يا مسلم الحسين ... تبكيك كل عين .. مأجورين .

مشاركة بواسطة دموعي حسينية »

صورة
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة

نورتونا وشرفتونا .. حياكم الله .
ما قصرتوا على الردود العطرة والدعوات المباركة .
جزاكم الله خير الجزاء ..
وقضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين (ع)
رزقكم الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نسأل الله لكم دوام الموفقية والسداد
في أمان الكريم

صورة
لو هذا العشق لو بعد ما نهوى .. دنيا بغير حب حسيـــــــن ما تسوى
لقد أشتقــــــــــت لكم أحبتــــــــــــي

العودة إلى ”روضــة الـمـنـبـر الـحـسـيـنـي“