بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التزكية والتبخير المعنوي للنفس
الإنسان مركب من عنصرين، أو قوتين متقابلتين: الجسمي والروحي، الحيواني والإنساني، السفلي والعلوي
العنصر السفلي يسمى النفس الحيوانية، والعنصر العلوي أو الملكوتي يدعى النفس الناطقة.
الإنسان مكلّف في هذا العالم أن يربّي نفسه الحيوانية ويجعلها نورانية لطيفة كي تتخلّص مما علق بها من شوائب وكَدَر، لتكون ثمة وحدة كاملة بين العنصرين، وتتبدل الثنائية إلى وحدة، ويصل الإنسان بذلك إلى مقام الوصال.
وثمة سؤال يطرح عن النفس الناطقة، هل هي كاملة أم ناقصة؟
يمكن الإجابة بأن النفس الناطقة كاملة ولكن بشرط، فهي تمتلك الكمال الذاتي، لكن تجلّي هذا الكمال مشروط بأن تنهض بواجبها الأصلي والحياتي، وتجعل النفس الحيوانية متجانسة معها. فالنفس الحيوانية مثلها مثل الأغلال التي تقيّد النفس الناطقة وتمنعها من الانطلاق في عالم الملكوت
ولابدّ من فكّ هذه الأغلال بتحويل النفس الحيوانية إلى ما يتجانس ويمتزج بالروح الملكوتية.
تزكية النفس تشبه تصفية ماء بركة، السطح العلوي من مائها صاف خال من الشوائب بسبب ملامسته الهواء الطلق، والماء المجاور لقاعها كدِرٌ بسبب قربه من الطين والرواسب.
الطبقة العلوية من البركة عادة تتبخّر باستمرار وتتخلّص من كل شائبة، مثلها مثل النفس الناطقة التي تتخلص من شوائبها بارتفاعها إلى عالم الملكوت. لكن المشكلة في الطبقة السفلى الكدرة المليئة بالشوائب، فهذه ربّما تؤثّر على الطبقة العليا فتجعل البركة ملوّثة بأجمعها، إلاّ إذا تبخّرت أيضا وتصاعدت، وهذه مثلها مثل النفس الحيوانية التي قد تعمّ على كيان الإنسان وتجعله ملوثًا، والسبيل إلى الوقاية من هذه الحالة تصفية الطبقة السفلى لكي تكون صافية شفافة مثل الطبقة العليا.
وتصفية الطبقة السفلى يمكن أن يتمّ عن طريق التبخير التدريجي الطبيعي لها، وذلك يستغرق وقتًا طويلاً، وقد يكون محفوفًا بالأخطار بسبب إمكان تأثير التلوث على كل البركة، وقد يتمّ عن طريق عمل إنساني تقني يمارس الإنسان فيه التصفية بفكره وعقله وهمته وتدبيره، وتكون التصفية عندئذ أكثر سرعة وضمانًا.
وهكذا الأمر على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة البشرية، يمكن أن تُترك الأمور لمسيرة البشرية التكاملية الطبيعية، عندئذ تكون المسيرة طبعًا محفوفة دائمًا بالأخطار، ويمكن أن تتظافر الجهود لتصفية النفس الحيوانية عن طريق إقامة المؤسسات والقوانين والتنظيمات والعلاقات الدولية الحضارية التي تدفع بالمسيرة إلى مراحلها التكاملية وتنقذ النفس الناطقة من سيطرة النفس الحيوانية، وتجعل العقل حاديًا للمسيرة وموجهًا لها.
الله سبحانه وفّر للبشرية كل إمكانات تكاملها من قدرة على التفكير، ومن إرادة في اتخاذ القرار، ومن عواطف إنسانية تنطلق من طبيعة الفطرة.
علي اللّهوردي خاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التزكية والتبخير المعنوي للنفس
الإنسان مركب من عنصرين، أو قوتين متقابلتين: الجسمي والروحي، الحيواني والإنساني، السفلي والعلوي
العنصر السفلي يسمى النفس الحيوانية، والعنصر العلوي أو الملكوتي يدعى النفس الناطقة.
الإنسان مكلّف في هذا العالم أن يربّي نفسه الحيوانية ويجعلها نورانية لطيفة كي تتخلّص مما علق بها من شوائب وكَدَر، لتكون ثمة وحدة كاملة بين العنصرين، وتتبدل الثنائية إلى وحدة، ويصل الإنسان بذلك إلى مقام الوصال.
وثمة سؤال يطرح عن النفس الناطقة، هل هي كاملة أم ناقصة؟
يمكن الإجابة بأن النفس الناطقة كاملة ولكن بشرط، فهي تمتلك الكمال الذاتي، لكن تجلّي هذا الكمال مشروط بأن تنهض بواجبها الأصلي والحياتي، وتجعل النفس الحيوانية متجانسة معها. فالنفس الحيوانية مثلها مثل الأغلال التي تقيّد النفس الناطقة وتمنعها من الانطلاق في عالم الملكوت
ولابدّ من فكّ هذه الأغلال بتحويل النفس الحيوانية إلى ما يتجانس ويمتزج بالروح الملكوتية.
تزكية النفس تشبه تصفية ماء بركة، السطح العلوي من مائها صاف خال من الشوائب بسبب ملامسته الهواء الطلق، والماء المجاور لقاعها كدِرٌ بسبب قربه من الطين والرواسب.
الطبقة العلوية من البركة عادة تتبخّر باستمرار وتتخلّص من كل شائبة، مثلها مثل النفس الناطقة التي تتخلص من شوائبها بارتفاعها إلى عالم الملكوت. لكن المشكلة في الطبقة السفلى الكدرة المليئة بالشوائب، فهذه ربّما تؤثّر على الطبقة العليا فتجعل البركة ملوّثة بأجمعها، إلاّ إذا تبخّرت أيضا وتصاعدت، وهذه مثلها مثل النفس الحيوانية التي قد تعمّ على كيان الإنسان وتجعله ملوثًا، والسبيل إلى الوقاية من هذه الحالة تصفية الطبقة السفلى لكي تكون صافية شفافة مثل الطبقة العليا.
وتصفية الطبقة السفلى يمكن أن يتمّ عن طريق التبخير التدريجي الطبيعي لها، وذلك يستغرق وقتًا طويلاً، وقد يكون محفوفًا بالأخطار بسبب إمكان تأثير التلوث على كل البركة، وقد يتمّ عن طريق عمل إنساني تقني يمارس الإنسان فيه التصفية بفكره وعقله وهمته وتدبيره، وتكون التصفية عندئذ أكثر سرعة وضمانًا.
وهكذا الأمر على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة البشرية، يمكن أن تُترك الأمور لمسيرة البشرية التكاملية الطبيعية، عندئذ تكون المسيرة طبعًا محفوفة دائمًا بالأخطار، ويمكن أن تتظافر الجهود لتصفية النفس الحيوانية عن طريق إقامة المؤسسات والقوانين والتنظيمات والعلاقات الدولية الحضارية التي تدفع بالمسيرة إلى مراحلها التكاملية وتنقذ النفس الناطقة من سيطرة النفس الحيوانية، وتجعل العقل حاديًا للمسيرة وموجهًا لها.
الله سبحانه وفّر للبشرية كل إمكانات تكاملها من قدرة على التفكير، ومن إرادة في اتخاذ القرار، ومن عواطف إنسانية تنطلق من طبيعة الفطرة.
علي اللّهوردي خاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين