عن الشيخ محمود العراقي , الذي كان من تلامذة الشيخ مرتضى الانصاري وقد نقل ذلك في أواخر كتاب " دار السلام " ما خلاصته :
إن المرحوم الحاج السيد علي الشوشتري الذي كان من أكابر العلماء , وصاحب الكرامات , ومستجاب الدعوات , ومحبوباً ومراداً من قبل الشيخ الأنصاري , في سنة ( 1260 هج ق ) حيث انتشر مرض الطاعون في ( النجف الأشرف ) , أصاب المرض السيد في أواسط الليل , ولما رأى أبناؤه سوء حاله , خافوا أن يتوفى والدهم قبل أن يطلع الشيخ على مرضه , فأضاؤوا مصباحاً يريدون الذهاب إلى منزل الشيخ يخبروه بمرض والدهم , إذ ذاك ينتبه المرحوم السيد فيسألهم : ماذا تفكرون ؟
قالوا : نريد أن نذهب لنعلم الشيخ بمرضك .
قال : لا حاجة لكم بذلك , فالشيخ سوف يأتي الآن .
ولم تمض برهة من الزمن حتى دق الباب .
قال السيد : إنه الشيخ . افتحوا الباب .
يقول أحد الأبناء : ولما فتحنا الباب إذا بالشيخ ومعه الملا " رحمه الله " .
قال : كيف حال السيد علي ؟
قلنا : لقد أصيب بالمرض , ونسأل أن يشملنا برحمته فلا ...
قال : إن شاء الله لا خوف عليه .
ودخل . ولما رأى السيد مضطرب الحال قال له : لا تضطرب فإن شاء الله تشفى .
فقال السيد : ومن أين لك ذلك ؟
قال الشيخ : لقد طلبت من الله تعالى أن تكون بعدي , وتصلي على جثماني .
قال السيد : ولماذا طلبت ذلك ؟
قال الشيخ : لقد حدث , وحصل هذا الأمر الآن وتمت استجابته أيضاً . ثم جلس وأخذ يسأل السيد , ويجاوبه , ويلاطفه قدراً من الزمن , ثم قام وذهب .
وروى بعضهم أنهم سألوا الشيخ كيف جزم في تلك الليلة بأن السيد سوف يشفى ؟
فقال في الجواب : لقد أمضيت عمراً في العبودية , والطاعة , والخدمة للشريعة المقدسة , وفي تلك الليلة طلبت من الله تعالى تلك الحاجة , وأنا مطمئن للإجابة .
المهم أن الله تعالى شفى السيد بدعاء الشيخ ... إلى أن فارق الشيخ الحياة وفي الليلة الثامن عشر من جمادى الثانية ( سنة 1281 ) واتفق أن السيد لم يكن في تلك الأثناء في النجف , بل كان في زيارة كربلاء .
وفي اليوم الثاني يأتون بجثمان الشيخ , ويضعونه في الصحن المطهر , وهم حائرون في أمر الصلاة عليه , وإذا بصوت يعلو فجأة : جاء السيد .
فيصلي على الجثمان ويبدأ من ثم بالتدريس من على منبر الشيخ . يقولون : كأن الشيخ نفسه هو الذي يدرس . إلى أن فارق السيد الحياة في سنة ( 1283 ) فرحمة الله عليهما .
كرامات الأولياء ومكاشفاتهم