بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من السُّنن المهجورة -عند الكثيرين- الوفاء بالوعد، والذي يُعدُّ من الرّكائز المهمّة التي يُبنى عليها صرح المجتمع الإسلامي، وذلك لأنّ الإسلام يرسِّخ في تصرّفات الإنسان الإستقامة والثبات ليعيش في استقرارٍ دائم. لأجل ذلك، شرّع الدّين الحنيف لزوم الوفاء بالوعد، وحرّم على الناس الخُلف به، لأنّه يفقد الثقة بين أفراد المجتمع، ويودي إلى خللٍ في حياتهم.
لقد وصف القرآن الكريم خلف الوعد، بقولٍ خلافَ الفعل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ } (الصف:2-3)
فالكلام مسوقٌ للتوبيخ للمؤمنين على قولهم ما لا يفعلون.
قال العلّامة الطباطبائي في (تفسير الميزان): «ومورد التوبيخ بحسب ظاهر لفظ الآية هو مطلق تخلّف الفعل عن القول، وخلف الوعد، ونقض العهد، لكونه من آثار مخالفة الظاهر للباطن، وهو النفاق. ومع ذلك فإنّ الذي يفيده ظاهر هذه الآية وآيات أخرى، مثل: { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً.. }(الصف:4)
و { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ.. }(الصف:10)
الذي يفيده ظاهر هذه الآيات: أنّ متعلّق التوبيخ هو تخلُّف بعضهم عمّا وعده من الثبات في القتال وعدم الإنهزام والفرار، أو تثاقلهم أو تخلّفهم عن الخروج للقتال.
وقوله تعالى: { كَبُرَ مَقْتاً.. }(الصف:3)
المقت: البُغض الشديد، والآية هذه تعلّل مضمون الآية المتقدّمة {..لِمَ تَقُولُونَ..}(الصف:2)
فهو تعالى يبغض من الإنسان أن يقول ما لا يفعله لأنّه من النفاق. وأن يقول الإنسان ما لا يفعله، غير أن لا يفعل ما يقوله، فالأوّل من النفاق، والثاني من ضعف الإرادة ووهن العزم، وهو رذيلة منافية لسعادة النفس الإنسانيّة؛ فالله تعالى يبني النفس الإنسانيّة على فعل الخير واكتساب الحسنة من طريق الإختيار ومفاتحه العزم والإرادة. وتخلّف الفعل عن القول معلول وهن العزم وضعف الإرادة، ولا يُرجى للإنسان مع ذلك خير ولا سعادة». [الميزان: ج 19، ص248 – 249، بتصرّف]
تعريفُ الوعد
الوعد يكون في الخير والشرّ، يُقال وعدتُه بنفعٍ أو ضرٍّ وعداً وموعداً وميعاداً، ومن الوعد الحسن قوله تعالى: { أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً..}(القصص:61)
وقوله تعالى: { وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً..}(الفتح:20)
ومن الوعد بالشر، قوله تعالى: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ..}(الحج:47)
وقوله تعالى: {..قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا..}(الحج:72)
وممّا يتضمّن الوعد بالخير والوعد بالشرّ قوله تعالى: {..أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ..}(يونس:55)
فهذا وعد بالقيامة وجزاء العباد؛ إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ. والموعد والميعاد يكونان مصدراً وإسماً، والعِدَة من الوعد وتُجمع العِدَة على عِدات، والوعد مصدرٌ لا يُجمع.
وجوب الوفاء بالوعد
يجب الوفاء بالوعد ويحرم خلفه، وقد دلّ على ذلك الآيات والروايات. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } (الصف:2)
وفي مورد ذمّ الشعراء، قال تعالى: { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ }(الشعراء:226) «يقول السيّد الخوئي (رحمه الله):
والروايات الواردة كثيرة جداً وكلّها ظاهرة في وجوب الوفاء بالوعد وحرمة مخالفته، ومع هذا فقد أفتى الفقهاء باستحباب الوفاء بالوعد وكراهة مخالفته».
ثمّ يقول بعد كلام: «ومع ذلك كلّه، فرفع اليد عن ظهور الروايات وحملها على الإستحباب يحتاج إلى الجرأة، والأوفق بالإحتياط هو الوفاء بالوعد.
إذا،ً الأظهر الحكم بحرمة الإخلاف بالوعد عملاً بالكتاب والسنّة». [الشيخ آصف المحسني، حدود الشريعة: ص 161-162]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين ورحمة الله و بركاته ..
شكراً لكم وجزاكم الله كل خير
على هذا الطرح الرائع الله يعطيكم العافية
وفقكم الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد ورزقكم الشفاء العاجل