بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الناس كثيري العناية بأمر الرُّؤى والمنامات منذ عهود قديمة، وكان لكلّ قَوْم قوانين وموازين متفرِّقة متنوِّعة يزِنون بها المنامات، ويُعبّرونها بها، ويَكشفون رموزها، ويَحلّون بها مُشكلات إشاراتها، فيتوقّعون بذلك خيراً أو شرّاً، أو نفعاً أو ضرّاً بزعمهم.
وقد اعتنى القرآن الكريم بشأنها كما حكى الله تعالى فيه عن رؤيا إبراهيم (ع) في ابنه { فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر..}
إلى أن قال: { ونديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا }
ومنها ما حكاه تعالى من رؤيا يوسف (ع): { إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكباً.. }
ومنها رؤيا صاحبي يوسف في السجن، قال أحدهما:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا }
ومنها رؤيا الملك وَقَالَ الْمَلِكُ: { إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }
ومنها ما ذُكر من رُؤى رسول الله (ص): { إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ }
{ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }
وقد وردت من طريق السمع روايات كثيرة عن النبيّ وأئمّة أهل البيت(ع) تُصدّق ذلك وتُؤيّده
لكنّ الباحثين من علماء الطبيعة من أوروبا لا يَرون للمنامات حقيقة، ولا لِلبَحث عن شأنها وارتباطها بالحوادث الخارجيّة وزناً علميّاً، إلا جماعة من علماء النفس ممّن اعتنى بأمرها، واحتجّ عليهم ببعض المنامات الصحيحة التي تُنبئ عن حوادث مستقبليّة أو أمور خفيّة إنباءً عجيباً، لا سبيل إلى حمله على مجرّد الإتّفاق والصدفة، وهي منامات كثيرة جداً مرويّة بِطُرُق صحيحة لا يُخالطها شكّ، كاشفة عن حوادث خفيّة أو مستقبليّة أو ردوها في كتبهم.
للرُّؤيا حقيقة
وليس منّا أحدٌ، إلا وقد شاهد من نفسه شيئاً من الرُّؤى والمنامات دلّه على بعض الأمور الخفيّة، أو المشكلات العلميّة، أو الحوادث التي ستستقبله من الخير أو الشرّ، أو قَرع سمعه بعض المنامات التي من هذا القبيل، ولا سبيل إلى حمل ذلك على الإتّفاق وانتفاء أيّ رابطة بينها وبين ما ينطبق عليها من التأويل، وخاصّة في المنامات الصريحة التي لا تحتاج إلى تعبير.
نعم ممّا لا سبيل أيضاً إلى إنكاره، أنّ الرُّؤيا أمرٌ إدراكيٌّ وللخيال فيها عَمَل، والمتخيّلة من القوى الفعّالة دائماً، ربّما تَدوم في عملها من جهة الأنباء الواردة عليها من ناحية الحسّ كاللّمس، والسمع، وربما تأخذ صُوَراً بسيطة أو مركّبة من الصُّوَر والمعاني المخزونة عندها فتُحلِّّل المُركّبات، كتفصيل صورة الإنسان التامّة إلى رأس ويَد ورِجل وغير ذلك، وتُركِّب البسائط كتركيبها إنساناً ممّا اختُزن عندها من أجزائه وأعضائه. فربّما ركّبته بما يُطابق الخارج، وربّما ركّبته بما لا يطابقه، كتخيُّل إنسانٍ لا رأس له، أو له عشرة رؤوس.
تأثير العوامل الخارجيّة والنفسيّة
وبالجملة، فإنّ للأسباب والعوامل الخارجيّة المحيطة بالبَدَن، كالحرّ، والبرد، ونحوها، والداخليّة الطارئة عليه، كأنواع الأمراض، والعاهات، وانحرافات المزاج، وامتلاء المعدة، والتعب وغيرها، تأثير في المُتخيّلة، ولها -بالتالي- تأثير في الرُّؤيا.
فترى أنّ مَن عملت فيه حرارةٌ أو برودة بالغة يَرى في منامه نيراناً مؤجّجة، أو الشتاء والتّجمُّد ونزول الثلوج، وأنّ مَن عملت فيه السخونة فألجمه العرق، يرى الحمّام وبُرَك الماء ونزول الأمطار ونحو ذلك، وأنّ مَن انحرف مزاجه أو امتلأت معدته، يرى رؤيا مُشوَّشة لا ترجع إلى طائل.
وكذلك الأخلاق والسجايا الإنسانيّة شديدة التأثير في نوع تَخيُّله، فالذي يحبّ إنساناً أو عملاً لا ينفكّ يتخيّله في يقظته ويراه في نومته، والضعيف النفس الخائف المذعور إذا فوجئ بصوت، يتخيّل إثرَه أموراً هائلة، وكذلك البُغض والعداوة والعُجب والكِبر والطمع ونظائرها، كلٌّ منها يجرُّ الإنسان إلى تخيّله صُوَراً مُتسلسلة تُناسبه وتلائمه، وقَلّما يسلم الإنسان من غَلَبة بعض هذه السجايا على طبعه.
ليست كلُّ الرُّؤى ذات حقيقة
بناءً على ما تقدّم، فإنّ أغلب الرُّؤى والمنامات هي من التخيُّلات النفسانيّة التي ساقها إليها شيء من الأسباب الخارجيّة والداخليّة، الطبيعيّة أو الخُلقيّة ونحوها، فلا تَحكي النفس -بحسب الحقيقة- إلا كيفية عمل تلك الأسباب وأثرها فيها فحسب، ولا حقيقة لها وراء ذلك.
وهذا ما ذَكره مُنكرو حقيقة الرُّؤيا من علماء الطبيعة، وهو لا يَزيد على تعداد هذه الأسباب المؤثّرة في الخيال، العمّالة في إدراك الإنسان.
وما أَوْردوه حقٌّ مسلَّم، غير أنّه لا يُنتج إلا هذه النتيجة " ليست كلّ الرُّؤى ذات حقيقة "
وهو غير ما يدّعيه منكرو حقيقة الرؤيا من الأساس وكلّياً، إنهم يدّعون أنّ كل الرُّؤى والمنامات باطلة وليست ذات حقيقة
فالصحيح، أنّ هناك منامات صالحة وأحلاماً صادقة تَكشف عن حقائق، ولا سبيل إلى إنكارها، كما لا سبيل إلى نفي الرابطة بينها وبين الحوادث الخارجيّة والأمور المستكشَفة كما تقدّم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ على الطرح الطيب انار الله دروبكم الايمان وطاعة الرحمن
كل الاشياء ترحل ولا تعود ! إلا الدعاء يرحل محملاً بالرجاء ويعود بعطايا مملوءة بالفرح يا رب سر خاطرهم بكل ما هو جميل...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ على الطرح الطيب انار الله دروبكم الايمان وطاعة الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على هذا الطرح
يعطيكم الف عافية وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين ورحمة الله و بركاته ..
جزاكم الله كل خيرعزيزتي
على هذا الطرح الله يعطيكم العافية