*الملاحظة الثالثة: شدّة البلاء عندما يذكر القرآن الكريم، وكذلك الروايات والأحاديث، هذه السيّدات، يتضح عِظم الابتلاء وشدّة الاختبار الذي تعرّضن له في حياتهن، يقول الله تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الكهف: 7).
فعندما يتحدث الله تعالى عن الهدف المباشر لهذه الحياة الدنيا، يتحدث عن الابتلاء والاختبار، وهو ما نجده بوضوح في حياة هذه السيّدات الجليلات.
هذه الملاحظة ـ شدّة البلاء ـ تجمع هذه السيّدات، فالسيّدة آسية تصل إلى مرحلةٍ تقول فيها في دعائها {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ} (التحريم: 11)، فرعون الذي يقول {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} (النازعات: 24)، فيما زوجته مؤمنة. كم هي حياتها صعبة وقاسية.
أما السيّدة مريم (ع)، فبلاؤها مختلف، ذلك أن أصعب شيء في الحياة يمكن أن تتحمله المرأة هو الجوع والعطش أو الأذى. المرأة المؤمنة الطاهرة النقية تتحمل ذلك. أما أن تُتَّهم في عرضها وأن يُقال في حقّها بهتان عظيم ـ كما حصل وقال اليهود في مريم (ع) ـ ويتم السعي لإسقاطها من امرأةٍ مقدّسةٍ في نظر مجتمعها إلى صاحبة تلك الاتهامات القاسية والظالمة، فهذا أقسى شيء يمكن أن يتحمله قلب امرأة. ولكن السيدّة مريم (ع) تحمّلت هذا كله في عين الله وسبيله ورضاه سبحانه وتعالى.
السيّدة خديجة (ع) المرأة الغنية المقتدرة المحترمة تحمّلت في سبيل الله تعالى صعوبات العيش والحصار والسجن في البيت، وأنفقت كل مالها، وتعرّضت حياتها للخطر وللصعوبات من أجل الله جلّ وعلا.
السيّدة الزهراء (ع) مرّ عليها أصعب المحن وهي في الحقيقة من أصعب المحن التي مرّت، ليس فقط على قلب السيّدة الزهراء (ع)، بل أيضاً على قلب أمير المؤمنين (ع) وقلوب المؤمنين والمؤمنات، وهي حادثة وفاة رسول الله (ص) ورحيله عن هذه الدنيا وما جرى بعد وفاته(ص).
هذه المرحلة من أشدّ المراحل صعوبةً وقسوةً، سواء على المستوى العاطفي أو على المستوى النفسي والمعنوي أو على مستوى تحديد مصير ومآل الأمة الإسلامية وإنجازات رسول الله (ص).
السيّدة الزهراء (ع)، طبعاً، كانت حياتها كلها عطاءً وجهاداً وعبادةً وتضحية، ولكن هذا المقطع من حياتها الشريفة كان مقطعاً خاصّاً، حيث عرّضت وجودها الشريف للخطر في هذا الموقع وانتهت هذه «الحركة الفاطميّة» إن صحّ التعبير إلى الشهادة.
إذاً، نجد أن الابتلاء موجود. وهذه السيّدات وصلن إلى ما وصلن إليه لأنهن تعرّضن لامتحاناتٍ شديدةٍ وقاسيةٍ جداً، تهتز فيها الجبال. ففيها الصبر، الإرادة، العزم، التحمل، الرضا، التسليم والقبول.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم .. وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله