بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيّ شخصيّةٍ هي زينب، وأيّ إيمانٍ عظيمٍ تمتلكه؛ تَرَى أجساد أخوتها وأولادها وأبناء أخوتها وأصحاب الحسين... أجساداً وأشلاءً مطروحةً على رمضاء كربلاء ، والعدوّ متربّص شامت والمسؤولية جسيمة، تشدّ العزيمة، وتحدّق بالهدف الّذي ينتظرها؛ أن لا تضيع هذه الدّماء، وأن لا تذهب هدراً .
جمعت الأطفال والنّساء، لمـّت الشّمل لرحلةٍ أرادها ابن زياد أن تكون رحلة إذلال، وأرادتها زينب رحلة عزّةٍ وعنفوان، وتبيانٍ للحقيقة التي أُريد إخفاؤها وطمسها...كانت زينب تُدركُ أنَّ المسؤوليَّة باتت على عاتقها، وعليها أن لا تُغيِّب عن ناظرها أيّاً من التّفاصيل. لهذا عندما دخلت السّبايا الكوفة، ومن بينهنّ زينب، وبعد كلّ المسافة الّتي قطعنها من كربلاء، بالقيود والسّلاسل، وراح أهلها يناولون الأطفال الخبز والجبن والتّمر والجوز شفقةً عليهم، كانت زينب(ع) تردّها إليهم وموقفها يقول: لا نريد خبزكم ولا طعامكم.. لا نقبل أن تعوِّضوا خزية خذلانكم للحسين وأصحابه بالمال والطّعام: "الصّدقة علينا حرام...".
هزّت كلماتها المشاعر والنّفوس، حتّى قال أحد الرّواة: "لقد رأيت النّاس يومئذٍ حيارى يبكون، ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلّت لحيته، وهو يقول للسّبايا: بأبي أنتم وأمّي، كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشّباب، ونساؤكم خير النّساء"...
وعند ابن زياد، كان جواب زينب (ع) جاهزاً لا تردّد فيه، عندما سألها شامتاً: "كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟". قالت: "ما رأيت إلا جميلاً..هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاجّون إليه وتختصمون عنده".
وبعد الكوفة، انطلق موكب السّبايا يقطع آلاف الأميال في الفيافي والصّحارى، مكبّلين بالأغلال والقيود، وفقد الأحبّة وبكاء الأطفال… تخيّلوا المشهد، وستقولون من الطّبيعيّ أن ترهق زينب (ع) وتنهار وتضعف وينتهي الأمر. لكنّ زينب بقيت زينب، وما زادها العذاب إلا قوّةً وشجاعةً وإصراراً. وقفت أمام يزيد بكلّ كبرياء، وقالت قولها الّذي كان أمضى من السّيف على رأسه ورؤوس الحاضرين: "إنّي لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكبر توبيخك... فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تُميت وحينا ... ولا تدرك أمرنا. وهل رأيك إلا فند، وأيّامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد... يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظّالمين...".
واستمرّ صوت زينب (ع) يتردَّد صداه في المدينة، وبعد ذلك في الشّام ومصر وفي كلّ الأرجاء، بحيث استطاعت أن تزرع من خلال عمرها القصير بعد واقعة الطّفّ، في كلّ أفقٍ من آفاق العالم الإسلاميّ، بذور العنفوان والثّورة، وفجّرت نهراً متدفّقاً من العواطف الحقّة تجاه الحسين وأهل بيته وأصحابه، وزرعت حبّ الشّهادة في سبيل الله ومقاومة الطّغاة والجهاد في سبيله... وتحقّق مشروع زينب، مشروع الحسين، مشروع الإسلام، مشروع رسول الله..
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل .. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم اختي الكريمة
دمتم موفقين في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار