[الوجه الرابع] ...
ومنها أنَّ الإمام (عليه السلام) إذا ظهر بسط العدل والحق في الأرض، وارتفع الجور والظلم منها، وهذا نور الإمام (عليه السلام) الذي أشرقت به الأرض، وتزيّنت بظهور البركات، حتى أنّ الأشجار تحمل في كل سنة مرّتين، وتظهر الكنوز، ويستغني الناس، حتى أن الرجل ليحمل زكاة ماله، ويطلب فقيراً يأخذها فلا يجده، ويظهر في الأرض ظاهر قوله تعالى، لأصحاب الزراعات من المؤمنين : { كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِل فِي كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء } ، وكانت الأرض قبل ظهوره (عليه السلام) قد مُلِئَتْ ظلماً وجوراً، والناس في تلك الظلمات، ظلمات الظلم والجور يسعون فيها ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج المؤمن يده لم يكد يراها، فإنهم حينئذٍ لم يجعل الله لهم نوراً، أي لم يظهر لهم إماماً .
وهذه الظلمات المشار إليها، سنة الشمس، وبدع القمر، فإن الشمس والقمر أعرابيّان من المنافقين، أسَّسَا هذه الظلمات التي كان المؤمن لا يبصر فيها يده، وهي أثرهما، ونور الشيء أثره، وكان أصحابهما يسمّونهما بالشمس والقمر، فأنزل الله سبحانه على نبيه (صلى الله عليه وآله) : { الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } ، وحسبان اسم النار، كما قال تعالى : { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا } ؛ أي يرسل عليها ناراً، فلما كانا يسميّان بالشمس والقمر، ويسمّون ما أحدثا من البدع حقّاً وهدى، والحق ضياء كضياء الشمس، والهدى نور كنور القمر، قال (عليه السلام) : (إن العباد كانوا ينتفعون في هذه الدنيا في سعيهم إلى الآخرة، بهذه البدع التي هي { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } )، ويسمّونها ضياءً ونوراً، أي حقاً وهدى، مع أنها ظلمة، فأخبر بأنه إذا قام قائمهم (عليه السلام) أشرقت الأرض بنور عدله، واستغنى العباد بنور عدله عن ضياء ذلك الشمس، ونور ذلك القمر، وذهبت تلك الظلمة .
[الوجه الخامس] ...
ومنها أنّ من حكمة خلق الشمس أنَّها حارّة، فتسخّن العالم بحرارتها، فتصلح بها الزروع والثمار، والأبدان والأرواح، بتقوية الحرارة الغريزية، المصلحة لمطارح الأرواح، وتعين القوى، والطبائع على تجفيف الرطوبات الفضلية، من القلب والدماغ، فيستضيء البدن بإشراق الأنوار المعنوية لارتباطها بها، فتتعلق بها الأرواح والعقول تعلّق التدبير .
ومن حكمة خلق القمر؛ أنه بارد فيبرّد العالم ببرودته، لأن الشمس حارّة، ولو استمرت حرارتها أحرقت ما كانت أصلحته، كما أردت أن تجفّف ثوبك الرطب على النار لتلبسه، فصلاحه منها حتى تجفّ رطوبته، ولو تركته بعدما جفّ أحرقته وفسد، فكما أن الشمس إنما جعلت تعاقب القمر، لتسخّن ما بَرَّدهُ، لأن البرودة لو دامت أفسدت العالم، كذلك القمر يعاقبها ليبرّد ما زاد من حرارتها، على القدر النافع، { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }، فإذا كثرت معاصي العباد أدّبهم سبحانه وروّعهم، بأنْ حجب عنهم نور الشمس في وقت الحاجة إليه، أو حجب عنهم نور القمر في وقت الحاجة إليه، وذلك في الكسوف والخسوف، فينحبس عنهم المدد المصلح، ويقع في العالم أثر فقدان ذلك المصلح، فتحدث مفاسد في زروعهم وأشجارهم، ومواشيهم وأبدانهم، ونفوسهم وإرادتهم، وعقولهم وعزائمهم وأعمالهم، وغير ذلك مما يريد سبحانه على قدر ما استحقوه بعضاً من بعض، أو من كل، فأمرهم حين حبس عنهم المدد الظاهري بذنوبهم، بأن يفزعوا إلى الله سبحانه، ويتوبوا ويستغفروا ويصلوا، ففتح لهم بما أمرهم به باب المدد الباطني، الذي هو أقوى في إصلاح ما فسد بفقدان المدد الظاهري، فكان هذا العمل .
والصلاة مغنية عن ضوء الشمس ونور القمر، مع أنها فرع من فروع الإمام (عليه السلام)، وباب لبعض بيوت ولايته ومساكنها، لأنها هي وجميع الأعمال مبنيّة على ولايته، ومحبته وطاعته، والإقرار بفضائله، والامتثال لأمره، والانزجار عند نهيه، فإذا ظهر إنما يظهر بإقامة الأعمال الصالحة، التي هي قوام المدد الباطني، الذي به صلاح الدنيا والآخرة، على أكمل وجهٍ يريده الله سبحانه من عباده، فبظهوره وبما أقام من دين الله تصلح الشمس والقمر، وجميع الأفلاك، والعالم العلوي والسفلي، وجميع الخلائق من الحيوانات والنباتات، والمعادن والجمادات، فتستغني العباد بنوره عن ضوء الشمس، ونور القمر، لأنهما في الحقيقة آلتان لنوره، وأقوى من هذه الآلة، فإن نور الشمس أقوى من نور القمر بسبعين مرة، ونور الإمام (عليه السلام) أقوى من نور الشمس في كل ما خلقت الشمس له، وما يراد منها ألف ألف ألف مرّة، وأربعة آلاف ألف مرة، وسبعمائة ألف مرة، وعشرة آلاف مرة، كما أشارت إليه رواية علي بن عاصم، في باب الرؤية، عن الصادق (عليه السلام) : (نور الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسي جزءٌ من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزءٌ من سبعين جزءاً من نور الحجاب، والحجاب جزءٌ من سبعين جزءاً من نور الستر)
والحجاب هم الكروبيون، وهم شيعتهم من الخلق الأول، خلق الله تعالى أنبياءه على صورهم، فنوح (عليه السلام) على صورة أحدهم واسمه، يعني نوح، وسمي باسمه، وإبراهيم (عليه السلام) على صورة أحدهم واسمه، وموسى (عليه السلام) على صورة أحدهم واسمه، وهذا هو الذي تجلى للجبل حين سأل موسى ربه ما سأل فجعله دكاً، وعيسى (عليه السلام) على صورة أحدهم واسمه، وبنور الكروبي كان عيسى (عليه السلام) يبرء الأكمه والأبرص، ويحي الموتى .
فإذا عرفت ما ذكرنا تبين لك أن العباد يستغنون عن ضوء الشمس، ونور القمر بنورهم (عليهم السلام) إذا رجعوا إلى الدنيا، ومكَّنهم الله في الأرض لإظهار دينه .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد بارك الله فيكِ اختي علي الموضوع وفي إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم
جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أخواتي العزيزات بارك الله فيكم يا هلا ومرحبــــا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على سلطان العصر والزمان ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح القيم الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ نورتي صفحتي
بعض النفوس مثل الينابيع الصافية ، ترى فيها نفسك أجمل مما أنت عليه ، وتشعر حينما تجلس إليها بإنسياب روح ملائكية في عروقك ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين
اختي الكريمة بارك الله فيكِ في الدنيا والاخرة على هذا الجهد القيم وفقكِ الله ورعاكِ, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم
وصلّي الله على محمّد وآله الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أخواتي العزيزات بارك الله فيكم يا هلا ومرحبــــا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة روحي زينبية بارك الله فيكِ أسعدني تواجدكِ
قال الرسول صلى الله عليه وآله : قراءة القرآن خير من الذكر، والذكر افضل من الصدقه والصدقه افضل من الصوم والصوم جنة من النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة خادمة ام البنين بارك الله فيكِ أسعدني تواجدكِ
قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... إن لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن