في التّأسيس القرآني للأخلاق العمليّة
مقاربة لخمسة مفاهيم مفهوم التيسر يُعتبر مفهوم التَّيسير أصلاً من أصول المفاهيم القرآنيّة الجوهريّة، وله وجهان؛ عامٌّ وخاصّ. ويتعلّق الوجه الخاص بالتّديُّن، وقد دعا النّبيُّ صلّى الله عليه وآله إلى اليُسرِ بدل العُسرِ، ولَخَّصَ المعنى في قوله: «يَسَّرا ولا تُعَسِّرا». ولهذا الفهم وظيفة إجتماعيّة مُبيَّنة، تدحض تصوّراً يتوهّم أنّ التّشدُّد ورعٌ، وأنّ القسوة على المؤمن رحمةٌ مُدَّخرةٌ. وهي تؤسّس على سلوك اجتماعي لا يَتعالى على الحقيقة البشريّة، ولا يَتنكَّر للحدود الآدميّة، وهي تقتضي التّدرُّج الموضوعي من درجة الإيمان إلى درجة التّقوى، وصولاً إلى الإحسان، وهو كما جاء في حديث جبريل «أن تعبد الله كأنّك تراه». والتّيسير تصوُّر يؤدّي إلى طريقه في السُّلوك والتّصرّف.
مفهوم الإكراه نفت الآية 185 من سورة البقرة الإكراه في الدِّين، وهو الفَرْض والتّعسُّف، بل إنَّ من أبرز مظاهر التّكريم التي يمرّ بها الإنسان، هو تكريم المسؤوليّة الإنسانيّة والإرادة البشريّة، وينُصّ الخطاب القرآني على وظيفة البيان: ﴿الرحمن*علم القرآن*خلق الإنسان*علّمه البيان﴾ الرّحمن:1-4، فجلّى الرّشد والمسالك المؤدِّية إليه، وأفصح عن الغيِّ والسّبل المُفضية إليه، ويبقى الإختيار للإنسان صرفاً، ولا إكراه.
ومن هذه الزّاوية تتّضح الرّسالة القرآنيّة، ولا نظنّ أنّ هذه الآية المتعلّقة بنفي الإكراه خارجة عن اللّفظ/النصّ، وهو كما جاء عند الغزالي في (المستصفى): «ما لا يحتمل التّأويل لشدّة ظهوره». فهل يجوز فَرْض الدِّين بعدما سطَّرت الآية المنهجيّة الملائمة في الدّعوة.
مفهوم الظُّلم يًعتبر الظُّلم في المُعجم القرآني مقولة ذات أهميّة توجيهيّة خطيرة. فدلالة الظّلم مُنَوّطة بالشّرك: ﴿..إنّ الشّرك لظُلمٌ عظيم﴾ لقمان:13. وهي مقترنة بالفساد، باعتباره ازوراراً عن الإعتدال والوسطيّة، إسراعاً إلى الإفراط أو التّفريط. والآية 57 من سورة آل عمران ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ دالّة على المعنى، وفاتحة لأبواب محيطة به واسعة.
مفهوم المشيئة وَرَد فِعْل «شاء» في القرآن وروداً يَنسج نواة دلاليّة بعيدة الأغوار، وقوامها على التّعاضد بين المشيئة الإلهيّة والمشيئة الإنسانيّة ﴿وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله..﴾ الإنسان:30. إنّ الإرادة الإلهيّة هي المُعلِنة للإرادة البشريّة، وهي مقولة قرآنيّة جوهريّة، تدعم فكرة المسؤوليّة، وتجعل للإنسان مساحة للتّدبُّر، والإختيار الواعي، والإضطلاع بآثاره النّافذة. والإختيار في الآية 29 من سورة الكهف ﴿..فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..﴾ مناط المشيئة، وتكريم إلهي للإنسان بما أتاح له من قدرة على الإختيار.
مفهوم الحَرَج من المفاهيم الأساسيّة الواردة في دلالات القرآن الدّعوة إلى رفع الحَرَج، وهو معنى ناجمٍ عن أسبابٍ، نُلخَّصها في عناصر:
الحَرَج درجة قائمة بين ضفَّتَي اليُسر والعُسر، فإذا ألححنا عسفاً على الحَرَج، يتحوّل إلى عسر، وإذا لطفنا في مقتضيات الحَرَج يُسرع نحو اليُسْر. وهو بهذا التّفسير نزوع نحو الإعتدال، وحرص على رفع المشقّة، ولا شكّ في كَونه من معاني الرّحمة والسّماحة. الحَرَج درجة من درجات التّخفيف في صورة تجاوزه، ولعلّ من أبرز الأدلّة على هذا المعنى التدرُّج في فرض الصّلاة من خمسين إلى خمس. ومن مظاهر التّخفيف ما يترتّب على السّفر من رُخَص في الصَّلاة والصَّوم، وما يتّصل بأحكام الحجّ.
كلّ هذه القِيَم تحتاج إلى قراءة متجدِّدة للقرآن، تستأنس بما يتوصّل إليه العقل البشري من المناهج والطُّرق في العلوم الإنسانيّة.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح القيم الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين
اختي الكريمة بارك الله فيكِ في الدنيا والاخرة على هذا الجهد القيم وفقكِ الله ورعاكِ, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم
وصلّي الله على محمّد وآله الطاهرين