بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الغفلات.. أي أن يعيش الإنسان حالة السهو.. هنالك درجة يصل إليها الإنسان سميناه (س)، ومعالم (س) إجمالاً هي أن يصل الإنسان إلى درجة يكون فيها في أنس دائم: عندما يجلس مع الناس، ومع نفسه.. في الخلوات، وفي الجلوات، يعيش المعية الإلهية.. فليلة الزفاف كليلة ما قبل الزفاف، لم يتغير شيء كثير في الحياة، فقط حياة زوجية.. وساعة الاحتضار، لا تختلف كثيرا عن ساعة الفرح والسرور.. فهو يعيش حالة من حالات المعية المؤنسة جداً.. فمثلا: لو كان الإنسان في محضر مرجع من مراجع التقليد، ثم يقول له المرجع: تعال نذهب إلى غرفة أخرى، أو تعال نتعشى سوية، أو تعال نذهب للمسجد.. فإن هذا الإنسان لا يكاد يرى فرقاً في الأماكن، لأنه مشغول بهذه الهيبة، وهذا الجلال، وهذا المقام.. والمؤمن يصل إلى هذه الدرجة بعد مجاهدة!..
إن هذا البيت من الشعر من أروع أبيات الشعر في اللغة الفارسية أنا للعالم عاشق حيث منه الكون أجمع.. أي أنا عاشق الوجود، وكل ما في الوجود جميل.. فأنا عاشق لهذا الحنظل لأنه خلقة الله عز وجل، فلا فرق عندي بين الحنظل والورد.. فالورد نبتة من نباتات الله، فلأنها صنع ربي، أحب الورد.. وهذا الحنظل أيضا أحبه، لأنه من خلقة الله، وصنع ربي.. ولهذا أحدهم وقف أمام سيد الشهداء (ع) يقسم عليه بأشد الأقسام، ويقول له: إياك أن تشفع لشمر يوم القيامة!.. إنا نخشى أن تشمل شفاعتكم أمثال هؤلاء.. من المؤكد أن الشفاعة لا تنالهم، ولكن هذا الرجل، كأنه يريد أن يقول: أن الإمام الحسين (ع) يرى كل ما في الوجود جميلاً.
- إن تحول رعب الموت إلى الأنس، يكون بالعمل الدائب، ولكن المشكلة هي في الخلط في المفاهيم.. فمفهوم الاستغفار -مثلا- مفهوم خاطئ: إن كان المعنى في القلب، ولا لفظ على اللسان، فلا ضير.. وإن لم يكن المعنى في القلب، فإن مليون لفظة لا تنفع أبداً.
إن مسألة الحروب أيام النبي وأمير المؤمنين والحسنين (ع)، تختلف عن الحروب في أيامنا هذه، فالقتال كان صعباً للغاية، يضرب الإنسان بالسيف ويترك ينزف حتى الموت.. أما هذه الأيام فإن انفجارا واحدا يودي بالمئات، ويصبح الإنسان في عداد الموتى.. ومع ذلك فإن أصحاب الحسين (ع) كانوا يمزحون قبل قتال الأقران، من شدة أنسهم بهذا الموت.. وهذا أمير المؤمنين (ع) كان يقول: (والله!.. لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، ومن الطفل بأبيه وعمه).. فهذه هي كلمة الفصل في هذا المجال....