اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

دعاء أمير المؤمنين (ع) في جوف الليل

"تختص الروضـة بـطـرح الأدعيـة الواردة عن الـرسـول و آل البيت عليهم السـلام"
صورة العضو الرمزية
فاطمة شجرة مباركة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3580
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 1:41 pm
مكان: عند باب الله ،،

دعاء أمير المؤمنين (ع) في جوف الليل

مشاركة بواسطة فاطمة شجرة مباركة »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


((( دعاء أمير المؤمنين (ع) في جوف الليل )))

المصدر : صحيفة الإمام علي (ع) - تأليف : الشيخ جواد قيومي اصفهاني
دعاء مروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام..

عن أبي الدرداء قال: شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام بشويحطات النّجار، وقد إعتزل عن مواليه و أختفى ممّن يليه و أستتر بمغيلات النخل ، فأفتقدته و بعد عليَّ مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجّى، وهو يقول:

اِلهي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَلُمْتَ عَنِّي فَقابَلْتُها بِنِقْمَتِكَ، وَكَمْ مِنْ جَريرَةٍ تَكَرَّمْتَ عَنْ كَشْفِها بِكَرَمِكَ. اِلهي إِنْ طالَ في عِصْيانِكَ عُمْري، وَعَظُمَ فِي الصُّحُفِ ذَنْبي، فَما أَنَا مُؤَمِّلٌ غَيْرَ غُفْرانِكَ، وَ لا أَنَا بِراجٍ غَيْرَ رِضْوانِكَ.
فشغلني الصَّوت و أقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام بعينه، فأستترت له فأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فرغ إلى الدعاء و البكاء و البثّ و الشكوى، فكان ممّا به الله ناجى أن قال: إِلهي أُفَكِّرُ في عَفْوِكَ فَتَهُونُ عَلَيَّ خَطيئَتي ، ثُمَّ أَذْكُرُ الْعَظيمَ مِنْ أَخْذِكَ فَتَعْظُمُ عَلَيَّ بَلِيَّتي. ثم قال: آهْ إِنْ أَنَا قَرَأْتُ فِي الصُّحُفِ سَيِّئَةً أَنَا ناسيها و أَنْتَ مُحْصيها، فَتَقُولُ خُذُوهُ، فَيا لَهُ مِنْ مَأْخُوذٍ لا تُنْجيهِ عَشيرَتُهُ، ول ا تَنْفَعُهُ قَبيلَتُهُ، يَرْحَمُهُ الْمَلَأُ إِذا أُذِنَ فيهِ بِالنِّداءِ. ثم قال: آهْ مِنْ نارٍ تُنْضِجُ الْأَكْبادَ و الْكُلى، آهْ مِنْ نارٍ نَزَّاعَةٍ لِلشَّوى، آهْ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ لَهَباتِ لَظى.

قال: ثم أنغمر في البكاء، فلم أسمع له حسَّاً و لا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول الحرّ أوقظه لصلاة الفجر. قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركّته فلم يتحرّك، و زويته فلم ينزو، فقلت: إنّا للّه و إنا إليه راجعون ، مات واللّه علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصّته؟ فاخبرتها الخبر، فقالت: هي واللّه يا أبا الدرداء الغشية الّتي تأخذه من خشية اللّه.
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق و نظر إليَّ و أنا أبكي، فقال: ممّا بكاؤك يا أبا الدرداء ؟ فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك. فقال: يا أبا الدرداء و لو رأيتني و دُعي بي إلى الحساب و أيقن أهل الجرائم بالعذاب، و أحتوشتني ملائكة غلاظ و زبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبَّار، قد أسلمني الأحبّاء و رحمني أهل الدّنيا، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية. فقال أبو الدرداء: فواللّه ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله.

والحمد لله تعالى رب العالمين.
صورة

العودة إلى ”روضــة نـفحـات الـرسول وآل البيت عليهم السلام“