بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الصادق (ع) : ما من قلب إلا وله أذنان : على إحداهما ملك مرشد ، وعلى الأخرى شيطان مفتّن ، هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، و هو قول الله عز وجل :
{ عن اليمين و عن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } . ص34
بيان : اعلم أنّ معرفة القلب وحقيقته وصفاته مما خفي على أكثر الخلق ، ولم يبيّن أئمتنا (ع) ذلك إلا بكنايات و إشارات.
قال بعض المحققين : القلب شرف الإنسان وفضيلته التي بها فاق جملة من أصناف الخلق باستعداده لمعرفة الله سبحانه ، التي في الدنيا جماله وكماله وفخره ، وفي الآخرة عدّته وذخره ، وإنما استعدّ للمعرفة بقلبه لا بجارحة من جوارحه ، فالقلب هو العالم بالله وهو العامل لله ، وهو الساعي إلى الله ، وهو المتقرّب إليه ، وإنما الجوارح أتباع له وخدم ، وآلات يستخدمها القلب ، ويستعملها استعمال الملك للعبيد ، واستخدام الراعي للرعية ، والصانع للآلة.
و القلب هو المقبول عند الله إذا سلم من غير الله ، وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقا بغير الله ، وهو المطالَب والمخاطب ، وهو المثاب والمعاقب ، وهو الذي يستسعد بالقرب من الله تعالى فيفلح إذا زكّاه ، وهو الذي يخيب ويشقى إذا دنّسه ودسّاه ، وهو المطيع لله بالحقيقة به ، وإنما الذي ينتشر على الجوارح من العبادات أنواره ، وهو العاصي المتمرّد على الله ، وإنما الساري على الأعضاء من الفواحش آثاره ، وبإظلامه واستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساويه، إذ كل إناء يترشّح بما فيه .
و هو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه ، وإذا عرف نفسه فقد عرف ربه ، وهو الذي إذا جهله الإنسان فقد جهل نفسه ، وإذا جهل نفسه فقد جهل ربه ، ومن جهل بقلبه فهو بغيره أجهل .
وأكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم ، وقد حيل بينهم وبين أنفسهم ، فإنّ الله يحول بين المرء وقلبه ، وحيلولته بأن لا يوفّقه لمشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته ، وكيفية تقلّبه بين أصبعين من أصابع الرحمن ، وأنه كيف يهوى مرة إلى أسفل السافلين ، وينخفض إلى أفق الشياطين ، وكيف يرتفع أخرى إلى أعلى علّيين ، ويرتقي إلى عالم الملائكة المقربين.. ومن لم يعرف قلبه ليراقبه ويراعيه ، و يترصد ما يلوح من خزائن الملكوت عليه وفيه ، فهو ممن قال الله تعالى فيه :
{ و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه أصل الدين وأساس طريق السالكين .ص 35
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح طيب أختي العزيزة قلب أبيض بارك الله فيكِ وجزاكِ الله كل خير موفقين
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة