بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((( دعاء أمير المؤمنين (ع) في طلب العفو )))
المصدر : صحيفة الإمام علي (ع) - تأليف : الشيخ جواد قيومي اصفهاني
دعاء مروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((( دعاء أمير المؤمنين (ع) في طلب العفو )))
المصدر : صحيفة الإمام علي (ع) - تأليف : الشيخ جواد قيومي اصفهاني
دعاء مروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام..
«بسم الله الرحمن الرحيم»
«اللهم صل على محمد وآل محمد»
اَللَّهُمَّ يَا مَن بِرَحمَتِهِ يَستَغيثُ المُذنِبُونَ ، وَ يَا مَن إِلى إحسانِهِ يَفزَعُ المُضطَرُّونَ ، وَ يَا مَن لِخيفَتِهِ يَنتَحِبُ الخاطِئُونَ. يَا أُنسَ كُلِّ مستَوحِشٍ غَريبٍ ، يَا فَرَجَ كُلِّ مَكرُوبٍ كَئيبٍ ، يَا عَونَ كُلِّ مَخذُولٍ فَريدٍ ، يَا عاضِدَ كُلِّ مُحتاجٍ طَريدٍ. أَنتَ الَّذي وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً ، وَ أَنتَ الَّذي جَعَلتَ لِكُلِّ مَخلُوقٍ في نِعمَتِكَ سَهماً ، وَ أَنتَ الَّذي عَفوُهُ أَعلى مِن عِقابِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي رَحمَتُهُ أَمامَ غَضَبِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي إِعطاؤُهُ أَكبَرُ مِن منعِهِ. وَ أَنتَ الَّذي وَسِعَ الخَلائِقَ كُلَّهُم بِعَفْوِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي يَرغَبُ في غِنى مَن أَعطاهُ ، وَ أَنتَ الَّذي لا يَفرُطُ في عِقابِ مَن عَصاهُ ، وَ أَنَا يَا سَيِّدي عَبدُكَ الَّذي أَمَرتَهُ بِالدُّعاءِ فَقالَ : لَبَّيكَ وَ سَعَدَيكَ ، وَ أَنَا يَا سَيِّدي عَبدُكَ الَّذي أَوقرَتِ الخَطايَا ظَهرَهُ ، وَ أَنَا الَّذي أَفنَتِ الذُّنُوبُ عُمرَهُ ، وَ أَنَا الَّذي بِجَهلِهِ عَصاكَ ، وَ لَم يَكُن أَهلاً مِنهُ لِذلِكَ. فَهَل أَنتَ يَا مَولايَ راحِمٌ مَن دَعاكَ فَأجتَهِدَ فِي الدُّعاءِ ، أَم أَنتَ غافِرٌ لِمَن بَكى لَكَ ، فَأُسرِعَ فِي البُكاءِ ، أَم أَنتَ مُتَجاوِزٌ عَمَّن عَفَّرَ لَكَ وَجهَهُ تَذَلُّلاً ، أَم أَنتَ مُغنٍ مَن شَكا إِلَيكَ فَقرَهُ تَوَكُّلاً ، اَللَّهُمَّ فَلا تُخَيِّب مَن لا يَجِدُ مُعطِياً غَيرَكَ ، وَ لا تَخذُلْ مَن لا يَستَغني عَنكَ بِأَحَدٍ دُونَكَ. اَللَّهُمَّ لا تُعرِض عَنِّي وَ قَد أَقبَلتُ عَلَيكَ ، وَ لا تَحرِمني وَ قَد رَغِبتُ إِلَيكَ ، وَ لا تَجبَهني بِالرَّدِّ وَ قَدِ إنتَصَبتُ بَينَ يَدَيكَ. أَنتَ الَّذي وَصَفتَ نَفسَكَ بِالرَّحمَةِ ، وَ أَنتَ الَّذي سَمَّيتَ نَفسَكَ بِالعَفوِ ، فَارحَمني وَ أعفُ عَنِّي ، فَقَد تَرى يَا سَيِّدي فَيضَ دُمُوعي مِن خيفَتِكَ ، وَ وَجيبَ قَلبي مِن خَشيَتِكَ وَ إنتِفاضَ جَوارِحي مِن هَيبَتِكَ ، كُلُّ ذلِكَ حَيَاءً مِنكَ بِسُوءِ عَمَلي ، وَ خَجَلاً مِنكَ لِكَثرَةِ ذُنُوبي ، قَد كَلَّ لِساني عَن مُناجاتِكَ وَ خَمَدَ صَوْتي عَنِ الجَأرِ إِلَيْكَ. يَا إِلهي فَكُم مِن عَيبٍ سَتَرتَهُ عَلَيَّ فَلَم تَفضَحني ، وَ كَم مِن ذَنبٍ غَطَّيتَ عَلَيَّ فَلَم تَشهَرني ، وَ كَم مِن عائِبَةٍ اَلمَمتُ بِها فَلَم تَهتك عَنِّي سِترَها ، وَ لَم تُقَلِّدني مَكرُوهَ شَنارِها ، وَ لَم تُبدِ عَلَيَّ مُحَرَّماتِ سَوآتِها ، فيمَن يَلتَمِسُ مَعايِبي مِن جيرَتي وَ حَسَدَةِ نِعمَتِكَ عِندي ، ثُمَّ لَم يَنهَني ذلِكَ حَتّى صِرتُ إِلى أَسوَءِ ما عَهِدتَ مِنِّي. فَمَن أَجهَلُ مِنِّي يَا سَيِّدي بِرُشدِكَ ، وَ مَن أَغفَلُ مِنِّي عَن حَظِّهِ مِنكَ ، وَ مَن أَبعَدُ مِنِّي مِنِ إستِصلاحِ نَفسِهِ حينَ أَنفَقتُ ما أَجرَيتَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ فيما نَهَيتَني عَنهُ مِن مَعصِيَتِكَ ، وَ مَن أَبعَدُ غَوراً فِي الباطِلِ ، وَ أَشَدُّ إِقداماً عَلَى السُّوءِ مِنِّي حينَ أَقِفُ بَينَ دَعوَتِكَ وَ دَعوَةِ الشَّيطانِ ، فَأَتَّبِعُ دَعوَتَهُ عَلى غَيرِ عَمىً عَنِ المَعرِفَةِ بِهِ ، وَلا نِسيَانٍ مِن حِفظي لَهُ ، وَ أَنَا حينَئِذٍ مُوقِنٌ أَنَّ مُنتَهى دَعوَتِكَ الجَنَّةُ ، وَ مُنتَهى دَعوَتِهِ النَّارُ. سُبحانَكَ فَما أَعجَبَ ما أَشهَدُ بِهِ عَلى نَفسي ، وَ أُعَدِّدُهُ مِن مَكنُونِ أَمري ، وَ أَعجَبُ مِن ذلِكَ أَناتُكَ عَنِّي ، وَ إِبطاؤُكَ عَن مُعاجَلَتي ، وَ لَيسَ ذلِكَ مِن كَرَمي عَلَيكَ ، بَل تَأَنِّياً مِنكَ بي ، وَ تَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ ، لِأَن أَرتَدِعَ عَن خَطيئَتي ، وَ لِأَنَّ عَفوَكَ أَحَبُّ إِلَيكَ مِن عُقُوبَتي. بَل أَنَا يَا إِلهي أَكثَرُ ذُنُوباً ، وَ أَقبَحُ أثاراً ، وَ أَشنَعُ أَفعالاً ، وَ أَشَدُّ فِي الباطِلِ تَهَوُّراً ، وَ أَضعَفُ عِندَ طاعَتِكَ تَيَقُّظاً ، وَ أَغفَلُ بِوَعيدِكَ إنتِباهاً ، مِن أَن أُحصِيَ لَكَ عُيُوبي ، وَ أَقدِرَ عَلى تَعديدِ ذُنُوبي. وَ إِنَّما أُوَبِّخُ بِهذا نَفسي طَمَعاً في رَأْفتِكَ الَّتي بِها صَلاحُ أَمْرِ المُذنِبينَ ، وَ رَجاءً لِعِصمَتِكَ الَّتي بِها فَكاكُ رِقابِ الخاطِئينَ. اَللَّهُمَّ وَ هذِهِ رَقَبَتي قَد أَرَقَّتهَا الذُّنُوبُ فَأعتِقها بِعَفوِكَ ، وَ قَد أَثقَلَتهَا الخَطايَا ، فَخَفِّف عَنها بِمَنِّك. اَللَّهُمَّ إِنّي لَو بَكَيتُ حَتّى تَسقُطَ أَشفارُ عَينَيَّ ، وَ أنتَحَبْتُ حَتّى يَنقَطِعَ صَوتي ، وَ قُمتُ لَكَ حَتّى تَتَنَشَّرَ قَدَمايَ ، وَ رَكَعتُ لَكَ حَتّى يَنخَلِعَ صُلبي ، وَ سَجَدتُ لَكَ حَتّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتايَ ، وَ أَكَلتُ التُّرابَ طُولَ عُمري ، وَ شَرِبتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهري وَ ذَكَرتُكَ في خِلالِ ذلِكَ حَتّى يَكِلَّ لِساني. ثُمَّ لَم أَرفَع طَرفي إِلى آفاقِ السَّماءِ إستِحيَاءً مِنكَ لَمَا أستَوجَبتُ بِذلِكَ مَحوَ سَيِّئَةٍ واحِدَةٍ من سَيِّئاتي ، فَإِن كُنتَ تَغفِرُ لي بِالإِستِحقاقِ ، وَ لا أَنَا أَهلٌ لَهُ عَلَى الإِستيجابِ إِذ كانَ جَزائي مِنكَ مِن أَوَّلِ ما عَصَيتُكَ النَّارَ ، فَإِن تُعَذِّبني فَإِنَّكَ غَيرُ ظالِمٍ. إِلهي فَإِن تَغَمَّدتَني بِسِترِكَ فَلَم تَفضَحني ، وَ أَمهَلتني بِكَرَمِكَ فَلَم تُعاجِلني ، وَ حَلُمتَ عَنِّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَم تُغَيِّر نِعَمَكَ عَلَيَّ وَ لَمْ تُكَدِّر مَعرُوفَكَ عِندي ، فَأرحَم طُولَ تَضَرُّعي ، وَ شِدَّةَ مَسكَنَتي ، وَ سُوءَ مَوقِفي. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أنقِذني مِنَ المَعاصي ، وَ أستَعمِلني بِالطَّاعَةِ ، وَ أرزُقني حُسنَ الإِنابَةِ ، وَ طَهِّرني بِالتَّوبَةِ وَ أَيِّدني بِالعِصمَةِ ، وَ أستَصلِحني بِالعافِيَة ، وَ أرزُقني حَلاوَةَ المَغفِرَةِ وَ أجعَلني طَليقَ عَفوِكَ. وَ أكتُب لي أَماناً مِن سَخَطِكَ وَ بَشِّرني بِذلِكَ فِي العاجِلِ دُونَ الآجِلِ بُشرىً أَعرِفُها ، وَ عَرِّفني لَهُ عَلامَةً أَتَبَيَّنُها ، إِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُسعِكَ وَ لا يَتَكَأَّدُكَ في قُدرَتِكَ ، وَ أَنتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
«اللهم صل على محمد وآل محمد»
اَللَّهُمَّ يَا مَن بِرَحمَتِهِ يَستَغيثُ المُذنِبُونَ ، وَ يَا مَن إِلى إحسانِهِ يَفزَعُ المُضطَرُّونَ ، وَ يَا مَن لِخيفَتِهِ يَنتَحِبُ الخاطِئُونَ. يَا أُنسَ كُلِّ مستَوحِشٍ غَريبٍ ، يَا فَرَجَ كُلِّ مَكرُوبٍ كَئيبٍ ، يَا عَونَ كُلِّ مَخذُولٍ فَريدٍ ، يَا عاضِدَ كُلِّ مُحتاجٍ طَريدٍ. أَنتَ الَّذي وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً ، وَ أَنتَ الَّذي جَعَلتَ لِكُلِّ مَخلُوقٍ في نِعمَتِكَ سَهماً ، وَ أَنتَ الَّذي عَفوُهُ أَعلى مِن عِقابِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي رَحمَتُهُ أَمامَ غَضَبِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي إِعطاؤُهُ أَكبَرُ مِن منعِهِ. وَ أَنتَ الَّذي وَسِعَ الخَلائِقَ كُلَّهُم بِعَفْوِهِ ، وَ أَنتَ الَّذي يَرغَبُ في غِنى مَن أَعطاهُ ، وَ أَنتَ الَّذي لا يَفرُطُ في عِقابِ مَن عَصاهُ ، وَ أَنَا يَا سَيِّدي عَبدُكَ الَّذي أَمَرتَهُ بِالدُّعاءِ فَقالَ : لَبَّيكَ وَ سَعَدَيكَ ، وَ أَنَا يَا سَيِّدي عَبدُكَ الَّذي أَوقرَتِ الخَطايَا ظَهرَهُ ، وَ أَنَا الَّذي أَفنَتِ الذُّنُوبُ عُمرَهُ ، وَ أَنَا الَّذي بِجَهلِهِ عَصاكَ ، وَ لَم يَكُن أَهلاً مِنهُ لِذلِكَ. فَهَل أَنتَ يَا مَولايَ راحِمٌ مَن دَعاكَ فَأجتَهِدَ فِي الدُّعاءِ ، أَم أَنتَ غافِرٌ لِمَن بَكى لَكَ ، فَأُسرِعَ فِي البُكاءِ ، أَم أَنتَ مُتَجاوِزٌ عَمَّن عَفَّرَ لَكَ وَجهَهُ تَذَلُّلاً ، أَم أَنتَ مُغنٍ مَن شَكا إِلَيكَ فَقرَهُ تَوَكُّلاً ، اَللَّهُمَّ فَلا تُخَيِّب مَن لا يَجِدُ مُعطِياً غَيرَكَ ، وَ لا تَخذُلْ مَن لا يَستَغني عَنكَ بِأَحَدٍ دُونَكَ. اَللَّهُمَّ لا تُعرِض عَنِّي وَ قَد أَقبَلتُ عَلَيكَ ، وَ لا تَحرِمني وَ قَد رَغِبتُ إِلَيكَ ، وَ لا تَجبَهني بِالرَّدِّ وَ قَدِ إنتَصَبتُ بَينَ يَدَيكَ. أَنتَ الَّذي وَصَفتَ نَفسَكَ بِالرَّحمَةِ ، وَ أَنتَ الَّذي سَمَّيتَ نَفسَكَ بِالعَفوِ ، فَارحَمني وَ أعفُ عَنِّي ، فَقَد تَرى يَا سَيِّدي فَيضَ دُمُوعي مِن خيفَتِكَ ، وَ وَجيبَ قَلبي مِن خَشيَتِكَ وَ إنتِفاضَ جَوارِحي مِن هَيبَتِكَ ، كُلُّ ذلِكَ حَيَاءً مِنكَ بِسُوءِ عَمَلي ، وَ خَجَلاً مِنكَ لِكَثرَةِ ذُنُوبي ، قَد كَلَّ لِساني عَن مُناجاتِكَ وَ خَمَدَ صَوْتي عَنِ الجَأرِ إِلَيْكَ. يَا إِلهي فَكُم مِن عَيبٍ سَتَرتَهُ عَلَيَّ فَلَم تَفضَحني ، وَ كَم مِن ذَنبٍ غَطَّيتَ عَلَيَّ فَلَم تَشهَرني ، وَ كَم مِن عائِبَةٍ اَلمَمتُ بِها فَلَم تَهتك عَنِّي سِترَها ، وَ لَم تُقَلِّدني مَكرُوهَ شَنارِها ، وَ لَم تُبدِ عَلَيَّ مُحَرَّماتِ سَوآتِها ، فيمَن يَلتَمِسُ مَعايِبي مِن جيرَتي وَ حَسَدَةِ نِعمَتِكَ عِندي ، ثُمَّ لَم يَنهَني ذلِكَ حَتّى صِرتُ إِلى أَسوَءِ ما عَهِدتَ مِنِّي. فَمَن أَجهَلُ مِنِّي يَا سَيِّدي بِرُشدِكَ ، وَ مَن أَغفَلُ مِنِّي عَن حَظِّهِ مِنكَ ، وَ مَن أَبعَدُ مِنِّي مِنِ إستِصلاحِ نَفسِهِ حينَ أَنفَقتُ ما أَجرَيتَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ فيما نَهَيتَني عَنهُ مِن مَعصِيَتِكَ ، وَ مَن أَبعَدُ غَوراً فِي الباطِلِ ، وَ أَشَدُّ إِقداماً عَلَى السُّوءِ مِنِّي حينَ أَقِفُ بَينَ دَعوَتِكَ وَ دَعوَةِ الشَّيطانِ ، فَأَتَّبِعُ دَعوَتَهُ عَلى غَيرِ عَمىً عَنِ المَعرِفَةِ بِهِ ، وَلا نِسيَانٍ مِن حِفظي لَهُ ، وَ أَنَا حينَئِذٍ مُوقِنٌ أَنَّ مُنتَهى دَعوَتِكَ الجَنَّةُ ، وَ مُنتَهى دَعوَتِهِ النَّارُ. سُبحانَكَ فَما أَعجَبَ ما أَشهَدُ بِهِ عَلى نَفسي ، وَ أُعَدِّدُهُ مِن مَكنُونِ أَمري ، وَ أَعجَبُ مِن ذلِكَ أَناتُكَ عَنِّي ، وَ إِبطاؤُكَ عَن مُعاجَلَتي ، وَ لَيسَ ذلِكَ مِن كَرَمي عَلَيكَ ، بَل تَأَنِّياً مِنكَ بي ، وَ تَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ ، لِأَن أَرتَدِعَ عَن خَطيئَتي ، وَ لِأَنَّ عَفوَكَ أَحَبُّ إِلَيكَ مِن عُقُوبَتي. بَل أَنَا يَا إِلهي أَكثَرُ ذُنُوباً ، وَ أَقبَحُ أثاراً ، وَ أَشنَعُ أَفعالاً ، وَ أَشَدُّ فِي الباطِلِ تَهَوُّراً ، وَ أَضعَفُ عِندَ طاعَتِكَ تَيَقُّظاً ، وَ أَغفَلُ بِوَعيدِكَ إنتِباهاً ، مِن أَن أُحصِيَ لَكَ عُيُوبي ، وَ أَقدِرَ عَلى تَعديدِ ذُنُوبي. وَ إِنَّما أُوَبِّخُ بِهذا نَفسي طَمَعاً في رَأْفتِكَ الَّتي بِها صَلاحُ أَمْرِ المُذنِبينَ ، وَ رَجاءً لِعِصمَتِكَ الَّتي بِها فَكاكُ رِقابِ الخاطِئينَ. اَللَّهُمَّ وَ هذِهِ رَقَبَتي قَد أَرَقَّتهَا الذُّنُوبُ فَأعتِقها بِعَفوِكَ ، وَ قَد أَثقَلَتهَا الخَطايَا ، فَخَفِّف عَنها بِمَنِّك. اَللَّهُمَّ إِنّي لَو بَكَيتُ حَتّى تَسقُطَ أَشفارُ عَينَيَّ ، وَ أنتَحَبْتُ حَتّى يَنقَطِعَ صَوتي ، وَ قُمتُ لَكَ حَتّى تَتَنَشَّرَ قَدَمايَ ، وَ رَكَعتُ لَكَ حَتّى يَنخَلِعَ صُلبي ، وَ سَجَدتُ لَكَ حَتّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتايَ ، وَ أَكَلتُ التُّرابَ طُولَ عُمري ، وَ شَرِبتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ دَهري وَ ذَكَرتُكَ في خِلالِ ذلِكَ حَتّى يَكِلَّ لِساني. ثُمَّ لَم أَرفَع طَرفي إِلى آفاقِ السَّماءِ إستِحيَاءً مِنكَ لَمَا أستَوجَبتُ بِذلِكَ مَحوَ سَيِّئَةٍ واحِدَةٍ من سَيِّئاتي ، فَإِن كُنتَ تَغفِرُ لي بِالإِستِحقاقِ ، وَ لا أَنَا أَهلٌ لَهُ عَلَى الإِستيجابِ إِذ كانَ جَزائي مِنكَ مِن أَوَّلِ ما عَصَيتُكَ النَّارَ ، فَإِن تُعَذِّبني فَإِنَّكَ غَيرُ ظالِمٍ. إِلهي فَإِن تَغَمَّدتَني بِسِترِكَ فَلَم تَفضَحني ، وَ أَمهَلتني بِكَرَمِكَ فَلَم تُعاجِلني ، وَ حَلُمتَ عَنِّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَم تُغَيِّر نِعَمَكَ عَلَيَّ وَ لَمْ تُكَدِّر مَعرُوفَكَ عِندي ، فَأرحَم طُولَ تَضَرُّعي ، وَ شِدَّةَ مَسكَنَتي ، وَ سُوءَ مَوقِفي. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أنقِذني مِنَ المَعاصي ، وَ أستَعمِلني بِالطَّاعَةِ ، وَ أرزُقني حُسنَ الإِنابَةِ ، وَ طَهِّرني بِالتَّوبَةِ وَ أَيِّدني بِالعِصمَةِ ، وَ أستَصلِحني بِالعافِيَة ، وَ أرزُقني حَلاوَةَ المَغفِرَةِ وَ أجعَلني طَليقَ عَفوِكَ. وَ أكتُب لي أَماناً مِن سَخَطِكَ وَ بَشِّرني بِذلِكَ فِي العاجِلِ دُونَ الآجِلِ بُشرىً أَعرِفُها ، وَ عَرِّفني لَهُ عَلامَةً أَتَبَيَّنُها ، إِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُسعِكَ وَ لا يَتَكَأَّدُكَ في قُدرَتِكَ ، وَ أَنتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
والحمد لله تعالى رب العالمين