الآفات
قال الإمام علی(علیه السلام):
«لکلّ شیء آفة»
الشرح والتفسیر
لکل شیء فی عالم الوجود کما ورد فی هذه الروایة آفة أو آفات; أی أنّ جمیع کائنات العالم عرضة للآفة ولا استثناء فی ذلک. على سبیل المثال ما أعظم الآفات والاضرار التی تصیب أجسامنا نحن الناس. فأنواع الأمراض التی یتجاوز تعدادها الآلاف تهدد صحتنا على الدوام. ومن هنا کانت هنالک عدة فروع طبیة لمعالجتها، حتى أن آفات عضو معین (کالعین مثلاً) على درجة من الکثرة بحیث یتعذر أن نرى فی العالم جمیعاً طبیباً متخصصاً بجمیع أمراض العین; بل هنالک عدّة اختصاصات فی العین. وروح الإنسان کذلک; وهکذا النباتات والحیوانات والمجتمع البشری وبالتالی فلکل شیء آفة.
وعلى ضوء هذا الأصل الکلی والعام لابدّ من مراقبة الآفات فی کل نجاح وموفقیة، وبخلافه یبقى ذلک النجاح والانتصار مهدداً بالأخطار. وقد واصل الإمام(علیه السلام) کلامه فبیّن آفات ما یقارب ثلاثین نعمة، نکتفی هنا بالإشارة إلى أربع منها:
1. «آفة الورع قلة القناعة» الأمر الذی یقذف بالإنسان فی الحرمات، ویجعله حریصاً على استغلال الأموال المشتبهة، والشیء الذی یسوق الأفراد ضعاف الإیمان إلى ترک الخمس والزکاة، والشیء الذی یجعل الإنسان یفعل کل شیء لجنی کثیر من الأموال. ولو اقترنت حیاة الإنسان بالقناعة لسهلت إدارتها. جاء فی سیرة هارون الرشید أنّه کان ینشر فی حفلة زفاف أحد أولاده بعض الأوراق التی کتب على کل منها ملکاً معیناً بدلاً من نشر العملات. ومن الواضح أنّ الشخص إذا أراد أن یفعل هذا الأمر لا یسعه القناعة بالحلال، بل یضطر لممارسة الغصب والسرقة وسائر الأعمال الفاحشة، بینما لا یقارف مثل هذه الأعمال لو عاش القناعة.
2. «آفة القوی استضعاف الخصم» فآفة ذوی القوة والقدرة والمجتمعات المقتدرة الاستخفاف بالأعداء. لا تقل: الغزو الثقافی لیس بمهم! لا أهمیّة لتلک الصحیفة إن مارست الإهانة! لیس هنالک من تأثیر لو انحرف الفلم الفلانی و...; لأنّک إن استصغرت العدو تلقیت صفعته.
3. «آفة الدین الهوى» فآفة الدین شیء باطنی یدعى هوى النفس.
4. «آفة العقل الهوى» فهوى النفس یشل عقل الإنسان ویجعل الإنسان عظیم الزلل. والهوى یصبح حجاباً. فعبادة الهوى وعبادته آفة الدین وآفة العقل. نعم فلکل شیء آفة، ولابدّ من التعرف على الآفات بغیة مواجهتها.
قبسات من السيرة العلوية
قال الإمام علی(علیه السلام):
«لکلّ شیء آفة»
الشرح والتفسیر
لکل شیء فی عالم الوجود کما ورد فی هذه الروایة آفة أو آفات; أی أنّ جمیع کائنات العالم عرضة للآفة ولا استثناء فی ذلک. على سبیل المثال ما أعظم الآفات والاضرار التی تصیب أجسامنا نحن الناس. فأنواع الأمراض التی یتجاوز تعدادها الآلاف تهدد صحتنا على الدوام. ومن هنا کانت هنالک عدة فروع طبیة لمعالجتها، حتى أن آفات عضو معین (کالعین مثلاً) على درجة من الکثرة بحیث یتعذر أن نرى فی العالم جمیعاً طبیباً متخصصاً بجمیع أمراض العین; بل هنالک عدّة اختصاصات فی العین. وروح الإنسان کذلک; وهکذا النباتات والحیوانات والمجتمع البشری وبالتالی فلکل شیء آفة.
وعلى ضوء هذا الأصل الکلی والعام لابدّ من مراقبة الآفات فی کل نجاح وموفقیة، وبخلافه یبقى ذلک النجاح والانتصار مهدداً بالأخطار. وقد واصل الإمام(علیه السلام) کلامه فبیّن آفات ما یقارب ثلاثین نعمة، نکتفی هنا بالإشارة إلى أربع منها:
1. «آفة الورع قلة القناعة» الأمر الذی یقذف بالإنسان فی الحرمات، ویجعله حریصاً على استغلال الأموال المشتبهة، والشیء الذی یسوق الأفراد ضعاف الإیمان إلى ترک الخمس والزکاة، والشیء الذی یجعل الإنسان یفعل کل شیء لجنی کثیر من الأموال. ولو اقترنت حیاة الإنسان بالقناعة لسهلت إدارتها. جاء فی سیرة هارون الرشید أنّه کان ینشر فی حفلة زفاف أحد أولاده بعض الأوراق التی کتب على کل منها ملکاً معیناً بدلاً من نشر العملات. ومن الواضح أنّ الشخص إذا أراد أن یفعل هذا الأمر لا یسعه القناعة بالحلال، بل یضطر لممارسة الغصب والسرقة وسائر الأعمال الفاحشة، بینما لا یقارف مثل هذه الأعمال لو عاش القناعة.
2. «آفة القوی استضعاف الخصم» فآفة ذوی القوة والقدرة والمجتمعات المقتدرة الاستخفاف بالأعداء. لا تقل: الغزو الثقافی لیس بمهم! لا أهمیّة لتلک الصحیفة إن مارست الإهانة! لیس هنالک من تأثیر لو انحرف الفلم الفلانی و...; لأنّک إن استصغرت العدو تلقیت صفعته.
3. «آفة الدین الهوى» فآفة الدین شیء باطنی یدعى هوى النفس.
4. «آفة العقل الهوى» فهوى النفس یشل عقل الإنسان ویجعل الإنسان عظیم الزلل. والهوى یصبح حجاباً. فعبادة الهوى وعبادته آفة الدین وآفة العقل. نعم فلکل شیء آفة، ولابدّ من التعرف على الآفات بغیة مواجهتها.
قبسات من السيرة العلوية
