الأبعاد الكونية لدور العقيلة في واقعة الطف الخالدة (1)
قد بدأ تاريخ الحضارة البشرية على الأرض منذ الوهلة الأولى لبدء الصراع في ذات النوع الإنساني ما بين ماضيه الهلامي المجرد في عالم الأرواح ما قبل النشأة الأولى، وما بين حاضره المتصلب في عالم الوجود والممكن بالمادة المتهيكلة، وقسوة الحدود ومحدودة الكينونة الضيقة في حدود الأجسام والأجساد، بيد ان أشواق الروح المستمرة، وتوقها لحلمية عالمها الغابر، وملائكية طفولتها الاولى، وشدة حنينها للعود لماضي الحرية المطلقة، الذي انفصلت عنه ساعة تحملت الأمانة العظمى.
الخلافة على الارض- التي أشفقت من حملها حتى الجبال، بدخول الرهان الصعب.. بل ما فتأ ذلك التجاذب المستمريضغط على الميول السفلية (الترابية) مادة الكينونة في النفس الأمارة بالسوء ويسحبها، في محاولة للارتقاء بها قدر الإمكان صوب ذرى المتساميات بإتجاه (الروحية) اصل المادة، وما تنفك السفلية هي الأخرى؛ تجرجره بحبائلها وتقيد انطلاقته لسحبه نحو الانحطاط، في محاولة تصب في ذات المسعى.
وتؤدي ذات الدور والرسالة ولكن من جهات مقابلة، لمنعها من بلوغ أزلية حريتها المطلقة، وتقيدها من الصعود صوب اللانهاية، المفتقدة منذ أول لحظات الخروج / الدخول في كينونة الممكن من بعد الانبعاث من الواجب، بشقيه المعنوي والمادي، المحدود الأبعاد مهما اتسعت دوائره، فضلا عن الانسياق خلف إغراءات المادة، بيد ان منافذ خيارالارتقاء المشرعة أبداً أمام الطامحين لبلوغ الغايات السامية بـ( الجهاد الاكبر) سيظل هو الاختيار النبيل، كونه الاختبارالأصعب بالنسبة للخلق أجمعين بالانسلاخ من أدران المادة، من اجل إثبات الأحقية في الخلافة على الأرض من عدمها، ودحض ما لم تحيط بها الملائكة علما" (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) صدق الله العلي العظيم .
فمن ذا الذي يقدر على الإتيان بمصداق المهمة الصعبة وربما المستحيلة، سوى صفوة الصفوة من خلق الله الربانيين، والخيرة من عباده المخلصين ؟ ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ لكي يكون الله جل جلاله حجة على أهل البيت سلام الله وصلواته عليهم أجمعين ؛ ليكونوا بدورهم حجته على العالمين، وحلقة الوصل مابين الأرضي من جهة، والسماوي من الجهة الأكثر أهمية بالمنظور الكوني، كصورة حية من صور الارتقاء بأسمى تجلياته، وصوت الحقيقة الأزلية،تأكيدا لمثالية القيم، وسمو تعاليمها الإلهية .
ولكن هل تراه تقليديا موقف سيدتنا الحوراء زينب الكبرى بنت علي المرتضى سلام الله عليها، ومعدنه معدن أي موقف آخر في القيمة الماديه والمعنوية ؟ وعلى وجه الدقة بعد كل تلك التفاصيل المريرة التي لم يشهد تاريخ البشرية لها نظير، بفواجع الواقعة الرهيبة وقد بكتها دماً عيون الخلائق ؛ حتى الحيتان في البحر.. بل وبكتها عيون السماء دما، فلم يرفع ساعتها حجر ومدر إلا ووجد تحته دم عبيط !
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يارب الحُ ـسين بح ـق الحُ ـسين إشفِ صدر الحُ ـسين بظهور الحجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله بكِ غاليتي ع الطرح المميز
يعطيك العافية في ميزان حسناتك إن شاء الله
ننتظر جديدك المميز دائما
حرسكمـ الله بعينه التي لاتنامـ،،
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني