ما مدى صحَّة ما يُروى من أنَّ السَّيِّدة زينب (ع) لمَّا رأت رأس الحسين (ع) ضربت رأسها بمقدم المحمل حتَّى نزف الدَّم من تحت برقعها، وهل يصحّ الاستدلال بهذه الرواية على حكم شرعيّ؟
الجواب:
الرواية المذكورة ضعيفة السند، فقد نقلها صاحب البحار(1) مرسلةً عن رجل يدعى مسلم كان يعمل جصاصًا في قصر ابن زياد، فهو رجل مهمل لا ذكر له في كتب الرجال، وعليه فلا يصح الاستناد إلى هذه الرواية في مقام إثبات حكم شرعي أو نفي حكم شرعي. هذا وقد علَّق المحقق القمِّي على الرواية في كتابه منتهى الآمال بقوله: "إنَّ صاحب البحار نقلها عن كتابي منتخب الطريحي ونور العين ولا يخفى حال هذين الكتابين على أهل الحديث".
وثمة مضعِّف آخر للرواية، وهو منافاتها لما هو منقول عن الشيخ المفيد في الإرشاد أن الإمام الحسين (ع) أوصى السيدة زينب والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة وزوجته الرباب ليلة العاشر، فقال (ع): "انظرن إذا قُتلتُ فلا تشققن عليَّ جيبًا، ولا تخمشن وجهًا، ولا تقلن هجرًا"(2).
كما أن الرواية المذكورة منافية أيضًا لما ورد من أن السيدة زينب (ع) بسطت يديها تحت جسد الحسين (ع)، ورفعته نحو السماء، وقالت: "إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان"(3).
ومنشأ المنافاة هو أنَّ هذه الرواية -لو صحَّت- فإنَّها تعبِّر عن رباطة جأشٍ منقطع النظير، فمن يصدر منه هذا الموقف فإنه لا يُتصور في حقه أن يستفزه أيُّ مشهد مهما كان جليلاً، وعليه فهذه الرواية لو صحَّت فإنَّها تسلب الوثوق بوقوع مضمون الرواية المشار إليها في السؤال.
وثمة موقف آخر للسيدة زينب (ع) يرويه الشيخ جعفر بن قولويه في كتابه المعتمد "كامل الزيارات"، فقد روى (رحمه الله تعالى) أنَّ علي بن الحسين (ع) لمَّا نظر إلى أهله مجزَّرين اشتدَّ عليه ذلك، وظهر عليه أثر الحزن فأخذت زينب الكبرى تسلِّيه وتصبِّره، وقالت له فيما قالت: "مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي فوالله إن هذا العهد من الله إلى جدك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرَّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطف علمًا لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضّلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلاّ علوًّا"(4).
إنّ هذا الموقف -وغيره كثير- لا ينسجم مع المضمون الذي اشتملت عليه الرواية المذكورة، لذلك لا يمكن الوثوق بصدور مثل هذا الفعل من السيدة زينب(ع)، وعليه لا يصحُّ الاستناد إلى الرواية المذكورة في مقام الإفتاء.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
.
دعواتنا لكم بالنصره تحت راية الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 45 ص 115.
2- أعيان الشيعة -السيد محسن الأمين- ج 3 ص 485، اللهوف في قتلى الطفوف -السيد ابن طاووس- ص 50.
3- حياة الإمام الحسين (ع) -الشيخ باقر شريف القرشي- ج 2 ص 301.
4- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 28 ص 57
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على أم المصائب ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح القيم المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على جبل الصبر أم المصائب زينب عليها السلام
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
موضوع هادف وقيم جعله الله بميزان حسناتك ننتظر انتقائك المميز للمواضيع دمت بحفظ الله ورعايته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يارب الحُ ـسين بح ـق الحُ ـسين إشفِ صدر الحُ ـسين بظهور الحجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير الجزاء اختي العزيزة ع الطرح القيم
يعطيك العافية في ميزان حسناتك إن شاء الله
حرسكمـ الله بعينه التي لاتنامـ،،
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي