والمراد هنا الكيف لا الكم كما يوضح معنى الاية مولانا الصادق عليه السلام: ليس يعني أكثر عملاً، ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية اللَّه والنية الصادقة، ثم قال: "الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا اللَّه عزّ وجلّ"4.
الأمر الثاني: التقوى مع العمل
يوصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا ذر قائلاً: "يا أبا ذر كن بالعمل بالتقوى أشدّ اهتماماً منك بالعمل، فإنه لا يقلّ عمل بالتقوى وكيف يقل عمل يتقبّل"5.
وإن قبول الأعمال مرهون بصدورها من المتقين حيث قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾6.
الأمر الثالث: الدوام في العمل
يقول الصادق عليه السلام: "يا حمران.. واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللَّه عزّ وجلّ من العمل الكثير على غير يقين"7 والمراد هنا جوهر العمل مع المثابرة والاستمرار لأنه عليه السلام عبّر بـ(على اليقين) وإلا قد يبتلى بعض الناس بالمداومة على أعمال معينة دون يقين وإنما لتعوّدهم عليها بحيث إذا تركوها استوحشوا فهي لا تقرّبهم زلفى بل يتحمّلون عناءها لا غير.
الأمر الرابع: السداد في العمل
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "سلوا اللَّه السداد، وسلوه مع السداد، سداد العمل".
الأمر الخامس: الإحكام في العمل
كثيراً ما تضيع أعمالنا بسبب عدم الاهتمام والاحكام وإنما نقوم بها دون الاحاطة بالجوانب الضرورية فيها، ولا دراستها بالشكل الذي يجعلنا قادرين على إمساك زمامها، فإذا بها واهية غير مثمرة. في الحديث: "إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن اللَّه يحب عبداً إذا عمل عملاً أحكمه"9.
الأمر السادس: البعث على العمل
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه"10 حيث أن النفس كثيراً ما ترفض بعض الأعمال، للاعتقاد بعدم الأهلية والقدرة على القيام بها، أو للتسويف والتأجيل خاصة مع استحكام الكسل بالشخص أو استضعافه لنفسه بأوهام لا وجود لها في حياته، فالحل هو الحثّ والبعث واكراه النفس على الاقدام لا مطاوعتها والاحجام عن العمل وبالاقدام ينتفي الخوف كما روي عنه عليه السلام: "إذا هبت أمراً فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه"11.
الأمر السابع: إتمام العمل
قال عيسى بن مريم عليه السلام: "يا معشر الحواريين بحق أقول لكم، إن الناس يقولون لكم أن البناء بأساسه وأنا لا أقول لكم كذلك قالوا: فماذا تقول يا روح اللَّه؟ قال: بحق أقول لكم إن اخر حجر يضعه العامل هو الأساس". قال أبو فروة: إنما أراد خاتمة الأمر12.
الأمر الثامن: النظم في العمل
من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى اللَّه ونظم أمركم"13.
وهذا الشرط من أهم أسباب النجاح والفلاح على الصعيدين الفردي والاجتماعي وفي شؤون الدين والدنيا، وطالما كان العمل غير منتظم فإنه لا يؤمل منه خير على الاطلاق، ضرورة أن الإسلام يرفض العشوائية ويدعو إلى التخلص من الفوضى والغوغاء لأنه يحمل في تعاليمه السامية ومثله العليا أرقى مبادىء الحضارة والنظام والعدالة فدعوته إلى نظم الأمور شاملة وعامة إلى سائر الشؤون العبادية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
شبكة المعارف الاسلامية
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وجعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره مع إمام منصور من آل محمد عليهم السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية أختي الكريمة
طرح راقى واختيار مميز كما عوتنا دائما مميزة بمواضيعك وفى انتظار جديدك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة فاطمة سراج الدين بارك الله فيكِ موفقين دومـــــاً
قال الإمام محمد الجواد عليه السلام : توسد الصبر واعتنق الفقر وارفض الشهوات وخالف الهوى واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون.