اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الأول
لقد تقطعت أسباب الأمل فذهبتُ (المؤلف) إلى المستشفى لرؤية المهندس المريض وتقدمت بالنصيحة إلى زوجته لتتوجّه إلى السيدة زينب (ع) وإمام الزمان (عج) وتتوسل بهما إلى الله سبحانه وتعالى.. وكان ذلك حيث كان قبر المهندس معداً لاستقباله ميتاً، وكان ذووه يتوقعون تسلم جنازته في صباح كل يوم حينما يذهبون إلى المستشفى
والآن: تعالوا لنقرأ باقي القصة على لسان زوجه المهندس...
قالت: إنني أعمل في قسم التعليم وأضطر إلى الحضور في المدرسة في كل صباح لكن مهمتي الآن أصبحت التوجه إلى مدينة تبريز لأبقى بالقرب من زوجي حتى وقت متأخر من عصر اليوم نفسه كما كنت عاجزة عن عمل أي شيء يذكر
ذات يوم تدهورت صحة زوجي أكثر من أي وقت مضى وكنت أبكي منذ الصباح وحينها تنبهت إلى نفسي وقد ازداد قلقي تجاة ولدي الصغيرين اللذين كنت أضعهما في بيت أمي فقد أصل إلى البيت متأخرة ولكني كنت أحرص على أن لا يصابون باليأس وكنت حين أنيمهما أبقى إلى ساعة متأخرة من الليل أدعو ربي وأتوسل إليه، وأتذكر وصية خالي (المؤلف) الذي زرع في نفسي الأمل بالأئمة الأطهار (ع) لا سيما الإمام المهدي (عج) الشريف والسيدة زينب (ع) فإنه سيشفي زوجي بإذن الله تعالى
نعم حينما خرجت في ذلك اليوم من المستشفى رأيت الثلوج تهطل بشدة وكان البرد قارساً فأوصلت نفسي بسيارة أجرة إلى مركز تجمع السيارات الخاصة بمدينة شبستر فقلت في نفسي: لعلني أجد مسافراً أذهب وإياه إلى المدينة خوفاً من أكون المسافرة الوحيدة، ومن حسن المصادفة رأيت سيارة نقل عمومية تشرف على الانطلاق وحينما رآني السائق توقف وأركبني فاستغرقت رحلتنا حوالي ثلاث ساعات بينما هي لا تطول حتى ساعة واحدة ولكن الثلوج والظلام وخطورة الانزلاق شاركوا في التأخر
وصلت إلى البيت عند الساعة الثانية عشرة فأصابني حالة من الانزعاج والألم النفسي الفظيعين وكنت أتذكر ما كان يوصيني به زوجي المهندس من قبل بأن لا أبقى خارج المنزل بعد فترة العصر ولكنني كنت كاليتيمة في تلك الليلة إذ لم يكن لي ملجأ أقصده.. فرأيت نفسي أصرخ وأصرخ:
يا محمد - زوجي المهندس - أين أنت لترى زوجتك خارج المنزل حتى منتصف الليل حيث العواصف الثلجية
ولترى أولادك حزينين ينتظرون عودة أمهم
لقد بكيت طويلاً بينما كانت أمي تهدئ من روعي فقلت في نفسي بعزم إن ما يجب أن أحصل عليه من الله وأهل البيت (ع) يجب أن أناله الليلة.. الليلة فحسب!!
كانت الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل فنهضت من فراشي ولا أدري بماذا لففت بدني وتقدمت إلى ساحة البيت التي كانت كلها مغطاة بالثلج فصليت ركعتين ثم أخذت أحدق بالثلج المفروش على الأرض وغاب عني كم ساعة مضت على وقوفي هناك، ولم أكن أشعر بالبرد الشديد أو الثلج المتهاطل أبداً...
وإنما كنت متأكدة بأنني كنت أستغيث بالإمام المهدي بصوتٍ عال مع انشغال تفكيري بأن أطفالي سيعجزون عن تحمل مصيبة اليتم وفقدان الأب
هكذا انقضت تلك اليلة وعدت إلى غرفتي إذ كان بدني قد تجمد تماماً ولكن روحي تملكتها حالة عجيبة وكان قلبي قد غمره هدوءٌ عجيب!
لم يطرأ أي تغيير على حالة زوجي الصحية علماً بأنني قد بقيت على حالتي تلك مدة إحدى وعشرين ليلة فلم يصبني اليأس ويشهد الله على أنني في الليلة الثانية والعشرين - يصادف ذلك بقاء زوجي في المستشفى أربعة أشهر وخمسة عشر يوماً - وفي تلك الليلة وهي الجمعة كنت أتوسل بالإمام المهدي والسيدة زينب (ع) وأقسم عليه باسمه الشريف حتى استولى عليّ النوم دون إرادة مني أبداً فرأيت في منامي المسجد الذي يقع مقابل بيتنا، وفيه مجلس مكتظ بالناس ورجلاً يجلس على منبر، ويقرأ على الحاضرين قصة وداع الإمام الحسين (ع) مع أفراد عائلته في يوم عاشوراء حتى وصل إلى قصة جلوس السيدة زينب (ع) عند مصرع أخيها سيد الشهداء (ع)... كنت أرى موضع استشهاد الإمام الحسين (ع) وكانت سيدة واقفة على مرتفع وكان شخص يحمل خنجراً نحو الإمام (ع) فأخذت السيدة الواقفة تمسك بحافة الخنجر الماضية حتى سال الدم من كفها وكذلك رأيتني أصرخ وأبكي وأردد اسم إمام الزمان (ع) وأتوسل إليه، ثم أطلب منه شفاء زوجي
وفجأة رأيت الرجل الذي كان جالساً على المنبر يلتفت بوجهه نحوي وينادي باسمي فرفعت رأسي صوبه وأخذت أنظر إليه بعيني الباكيتين فيما كنت أكاد أعجز عن التنفس!
يشهد الله على أنني لم أر طيلة عمري مثل ذلك الجلال والجمال ولم أسمع صوتاً أكثر حسناً من ذلك الصوت
قال الرجل: يا ابنتي لقد استجاب الله دعاءك في زوجك اذهبي وادعي لعمتي زينب
فأخذت أصرخ وأقول مراراً: يا زينب...
وبكيت حتى سمعت أمي صراخي واستغاثني، فقامت بإيقاضي وتحريكي حتى قمت من نومي فرأيت بدني قد غطاه العرق فسألتها معاتبةً: لماذا أيقظتني؟
فقالت: إنّ صراخك واستغاثتك بإمام الزمان هما اللذان أيقضاني
وفي صباح اليوم التالي كشفتُ للطبيب ومسؤولي المستشفى عن رغبتي في نقل زوجي إلى المنزل، وبعد الرفض الأولي انصاعوا لإصراري بعد تحميلي مسؤولية ماقد يصيب زوجي فنقلته إلى البيت بين أفراد عائلته..
والآن حيثُ تمرُ على تلك الحادثة سنتان تقريباً ها هو زوجي يتمتع بصحة جيدة جداً بفضل رحمة وإعجاز الإمام المهدي والسيدة زينب (ع) وهو يقود سيارة بنفسه إلى المعمل ويزاول نشاطه دون مساعدة أحد
لم يكن زوجي - فيما سبق - ذا إعتقادٍ بهذهِ المسائل ولكن أصبح اليوم يؤمن إيماناً راسخاً بقدرة ومنزلة الأئمة (ع) حتى أننا تشرفنا في هذهِ السنة بزيارة الإمام الرضا (ع) وأصبحت حياتنا رائعة بفضل الإمام المهدي والسيدة زينب (ع)
وما أروع أن يرى العشاق والمحبون إمام زمانهم ويروا فيه الجمال والهيبة ويتلقون بأنفسهم إجابة مطالبهم فيشفي المريض ويكشف السوء عن المضطر
أبو الفضل الكاشاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين