بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوادث المرّة ميدان تربية12
إنّ لمعركة "أحد" وما لحق بالمسلمين فيها من هزيمة نتائج وآثارا، ومن نتائجها وآثارها الطبيعيّة أنّها كشفت عن نقاط الضعف في الجماعة والثغرات الموجودة في كيانها، وهي وسيلة فعّالة ومفيدة لغسل تلك العيوب والتخلّص من تلك النواقص والثغرات، ولهذا قال سبحانه: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾13 أي أنّ الله أراد - في هذه الواقعة - أن يتخلّص المؤمنون من العيوب، ويريهم ما هم مبتلون به من نقاط الضعف. إذ يجب لتحقيق الانتصارات في المستقبل أن يمتحنوا في بوتقة الاختبار، ويزنوا فيها أنفسهم كما قال الإمام عليّ عليه السلام: "في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال".
ولهذا قد يكون لبعض الهزائم والنكسات من الأثر في صياغة المجتمعات الإنسانيّة وتربيتها ما يفوق أثر الانتصارات الظاهريّة. والجدير بالذكر أنّ مؤلف تفسير المنار نقل عن أستاذه مفتي مصر الأكبر الشيخ محمّد عبده أنّه قال: " رأيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الخميس الماضية (غرّة ذي القعدة سنة 1320) في الرؤيا منصرفاً مع أصحابه من أحد وهو يقول: "لو خيّرت بين النصر والهزيمة لاخترت الهزيمة" أي لما في الهزيمة من التأديب الإلهيّ للمؤمنين وتعليمهم أن يأخذوا بالاحتياط ولا يغترّوا بشيء يشغلهم عن الاستعداد وتسديد النظر14. وأمّا نتيجة هذه التربية والصياغة الّتي يتلقّاها المؤمنون في خضمّ المحن والمصائب وأتون الحوادث المرّة فهو حصول القدرة الكافية لدحر الشرك والكفر دحراً ساحقاً وكاملاً. وإلى هذا أشار بقوله: ﴿وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾15. فإنّ المؤمنين بعد أن تخلّصوا - في دوّامة الحوادث - من الشوائب يحصلون على القدرة الكافية للقضاء التدريجي على الشرك والكفر، وتطهير مجتمعهم من هذه الأقذار والشوائب، وهذا يعني أنّه لابدّ أوّلاً من تطهير النفس ثمّ تطهير الغير. أي التطهّر ثمّ التطهير. وفي الحقيقة كما أنّ القمر - مع ما هو عليه من النور والبهاء الخاصّين به - يفقد نوره شيئاً فشيئا أمام وهج الشمس وبياض النهار حتّى يغيب في ظلمة المحاق فلا يعود يرى إلّا عندما تنسحب الشمس من الأفق، كذلك يأفل نجم الشرك وأهله وتتضاءل قوّة الكفر وأشياعه كلّما ازداد صفاء المسلمين المؤمنين، وخلصوا من رواسب الضعف والاعوجاج والانحراف. فهناك علاقة متقابلة بين تمحيص المؤمنين وارتقائهم في مدارج الخلوص والطهر، ومراتب الصفاء والتقوى ، وبين انزياح الكفر والشرك واندثار معالمهما وآثارهما عن ساحة الحياة الاجتماعيّة. هذه هي الحقيقة الكبرى والخالدة الّتي يلخصها القرآن في هاتين الجملتين اللتين تشكل الأولى منها المقدّمة والثانية النتيجة:
﴿وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾16.
شبكة المعارف الإسلامية
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وجعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره مع إمام منصور من آل محمد عليهم السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية أختي الكريمة
طرح راقى واختيار مميز كما عوتنا دائما مميزة بمواضيعك وفى انتظار جديدك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح موفق أختي العزيزة فاطمة سراج الدين بارك الله فيكِ جزيت خيراً
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ان لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة ، أحدهم من حكم في نفسه بالحق.