الاعتقاد بأنَّ الأئمة (ع) محدَّثون ليس غلواً
المسألة:
يعتقد الشيعة الإمامية انَّ أئمة أهل البيت (ع) محدَّثون أي ان الملائكة تُحدِّثهم، ألا يعدُّ ذلك من الغلو؟
الجواب:
نعم يعتقد شيعة أهل البيت (ع) انَّ الأئمة الاثني عشر (ع) من آل الرسول (ص) محدَّثون، كما يعتقدون في السيدة فاطمة بنت النبي (ص) انَّها محدَّثة، وليس ذلك من الغلوِّ في شيء، إذ هو مقام لا يختص به الأنبياء (ع) وقد نصَّ على ذلك القرآن الكريم وروايات كثيرة وردت من طرقنا بل ومن طرق العامة أيضاً.
فمما ورد في القرآن الكريم هو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ / يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾. وقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾.
فالآيات صريحة في ان الملائكة كانت تُحدِّث السيدة مريم (ع) رغم انَّها لم تكن نبيَّاً بإجماع المسلمين. وممن نصَّ القرآن الكريم على انَّ الملائكة حدَّثتهم رغم انَّهم لم يكونوا من الأنبياء هي السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم (ع). قال تعالى يحكي قصة الملائكة الذين حلَّوا ضيوفاً عند إبراهيم (ع): ﴿وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ / فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ / وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ / قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ / قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾.
وأما ما ورد في الروايات من طرق العامة فروايات عديدة فيها ما هو صحيح السند بحسب ضوابطهم:
منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "لقد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدَّثون...".
ومنها: ما أخرجه البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال النبي (ص): "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكلَّمون من غير ان يكونوا أنبياء".
وأفاد جلال الدين السيوطي في تنوير الحلك قال: وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن يحيى بن سعيد القطان قال: ما قدم علينا البصرة من الصحابة أفضل من عمران بن حصين، أتت عليه الملائكة ثلاثون سنة تسلِّم عليه من جوانب بيته.
ومنها: ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده عن حذيفة بن اليمان انه أتى النبي (ص) فقال: بينما أنا أصلِّي إذ سمعت متكلِّماً يقول: اللهم لك الحمد كلُّه، ولك الملك كلُّه، بيدك الخير كلُّه، إليك يرجع الأمر كله علانية وسره، فأهلٌ ان تُحمد، انَّك على كل شيء قدير...، فقال النبي (ص): "ذلك ملَك أتاك يُعلِّمك تحميد ربك".
وثمة روايات أخرى عديدة وردت من طرق العامة صريحة في انَّ الملائكة كانت تُحدِّث غير الأنبياء، وحينئذٍ فما هو المحذور في ان يلتزم الشيعة الإمامية بأنَّ الأئمة (ع) من أهل البيت (ع) كانت تُحدِّثهم الملائكة بعد ان نصَّت الروايات المعتبرة عندنا انهم قد منحوا هذا المقام من الله تعالى. منها رواية رواها الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "إنَّ علياً (ع) كان محدَّثاً"، فقلتُ: فتقول نبي؟، قال: فحرِّك بيده هكذا ثم قال (ع): "أو كصاحبِ سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أَوَ ما بلغكم انه قال: وفيكم مثلُه".
وروى بسنده عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال: قلتُ: ما منزلتكم؟ ومن تُشبهون ممن مضى؟، قال (ع): "صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين".
والمقصود من صاحب سليمان هو آصف بت برخيا الذي حكى عنه القرآن في قوله: ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي﴾ فصاحب سليمان جاء بعرش بلقيس من أرض سبأ إلى الشام قبل انْ يرتدَّ إلى سُليمان طرفه، ولم يكن صاحب سليمان نبيَّاً وإنما كان وليَّاً من أولياء الله تعالى.
والمقصود من صاحب موسى هو الخضر الذي قال الله تعالى عنه: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ إلى ان قال: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾.
وأما ذو القرنين فهو من ذكره القرآن بقوله: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾.
فهؤلاء الثلاثة لم يكونوا أنبياء ولكنَّ الله تعالى منحهم من فيض كرمه فظهرت الخوارق على أيديهم بإذنه جلَّ وعلا، وحينئذٍ كيف يُستوحش في انْ يجعل الله تعالى في أمة خاتم الأنبياء (ص) وأفضلهم من يكونون مثلهم أو يزيدون.
روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ / بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ بسنده عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن رسول الله (ص): "سُبَّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين عليُّ بن أبي طالب وصاحبُ آل ياسين ومؤمنُ آل فرعون، فهم الصدِّيقون، وعليٌّ أفضلهم".
وروى جلال الدين السيوطي في الدرِّ المنثور في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال: "السابقون من كلِّ أمة، وأخرج عن ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال: نزلتْ في حزقيل مؤمنِ آل فرعون وحبيبِ النجار الذي ذكر في (ياسين) وعليِّ بن أبي طالب، وكلُّ رجل منهم سابقُ أمته، وعليُّ أفضلهم سبقاً".
فإذا كان عليٌّ (ع) أحد الثلاثة الذين سبقوا الأمم كلَّ الأمم فهم السابقون السابقون وعليٌ أفضلهم كما نصَّت الروايات، وإذا كان عليٌّ أحد الصدِّيقين الثلاثة الذين هم صفوةُ الصدِّيقين على امتداد تاريخ الرسالات فما وجه الاستيحاش من ان يكون محدَّثاً. نعم قد يكون المنشأ لذلك هو ما أفاده القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
الشيخ محمد صنقور
المسألة:
يعتقد الشيعة الإمامية انَّ أئمة أهل البيت (ع) محدَّثون أي ان الملائكة تُحدِّثهم، ألا يعدُّ ذلك من الغلو؟
الجواب:
نعم يعتقد شيعة أهل البيت (ع) انَّ الأئمة الاثني عشر (ع) من آل الرسول (ص) محدَّثون، كما يعتقدون في السيدة فاطمة بنت النبي (ص) انَّها محدَّثة، وليس ذلك من الغلوِّ في شيء، إذ هو مقام لا يختص به الأنبياء (ع) وقد نصَّ على ذلك القرآن الكريم وروايات كثيرة وردت من طرقنا بل ومن طرق العامة أيضاً.
فمما ورد في القرآن الكريم هو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ / يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾. وقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾.
فالآيات صريحة في ان الملائكة كانت تُحدِّث السيدة مريم (ع) رغم انَّها لم تكن نبيَّاً بإجماع المسلمين. وممن نصَّ القرآن الكريم على انَّ الملائكة حدَّثتهم رغم انَّهم لم يكونوا من الأنبياء هي السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم (ع). قال تعالى يحكي قصة الملائكة الذين حلَّوا ضيوفاً عند إبراهيم (ع): ﴿وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ / فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ / وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ / قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ / قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾.
وأما ما ورد في الروايات من طرق العامة فروايات عديدة فيها ما هو صحيح السند بحسب ضوابطهم:
منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "لقد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدَّثون...".
ومنها: ما أخرجه البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال النبي (ص): "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكلَّمون من غير ان يكونوا أنبياء".
وأفاد جلال الدين السيوطي في تنوير الحلك قال: وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن يحيى بن سعيد القطان قال: ما قدم علينا البصرة من الصحابة أفضل من عمران بن حصين، أتت عليه الملائكة ثلاثون سنة تسلِّم عليه من جوانب بيته.
ومنها: ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده عن حذيفة بن اليمان انه أتى النبي (ص) فقال: بينما أنا أصلِّي إذ سمعت متكلِّماً يقول: اللهم لك الحمد كلُّه، ولك الملك كلُّه، بيدك الخير كلُّه، إليك يرجع الأمر كله علانية وسره، فأهلٌ ان تُحمد، انَّك على كل شيء قدير...، فقال النبي (ص): "ذلك ملَك أتاك يُعلِّمك تحميد ربك".
وثمة روايات أخرى عديدة وردت من طرق العامة صريحة في انَّ الملائكة كانت تُحدِّث غير الأنبياء، وحينئذٍ فما هو المحذور في ان يلتزم الشيعة الإمامية بأنَّ الأئمة (ع) من أهل البيت (ع) كانت تُحدِّثهم الملائكة بعد ان نصَّت الروايات المعتبرة عندنا انهم قد منحوا هذا المقام من الله تعالى. منها رواية رواها الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "إنَّ علياً (ع) كان محدَّثاً"، فقلتُ: فتقول نبي؟، قال: فحرِّك بيده هكذا ثم قال (ع): "أو كصاحبِ سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أَوَ ما بلغكم انه قال: وفيكم مثلُه".
وروى بسنده عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال: قلتُ: ما منزلتكم؟ ومن تُشبهون ممن مضى؟، قال (ع): "صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين".
والمقصود من صاحب سليمان هو آصف بت برخيا الذي حكى عنه القرآن في قوله: ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي﴾ فصاحب سليمان جاء بعرش بلقيس من أرض سبأ إلى الشام قبل انْ يرتدَّ إلى سُليمان طرفه، ولم يكن صاحب سليمان نبيَّاً وإنما كان وليَّاً من أولياء الله تعالى.
والمقصود من صاحب موسى هو الخضر الذي قال الله تعالى عنه: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ إلى ان قال: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾.
وأما ذو القرنين فهو من ذكره القرآن بقوله: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾.
فهؤلاء الثلاثة لم يكونوا أنبياء ولكنَّ الله تعالى منحهم من فيض كرمه فظهرت الخوارق على أيديهم بإذنه جلَّ وعلا، وحينئذٍ كيف يُستوحش في انْ يجعل الله تعالى في أمة خاتم الأنبياء (ص) وأفضلهم من يكونون مثلهم أو يزيدون.
روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ / بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ بسنده عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن رسول الله (ص): "سُبَّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين عليُّ بن أبي طالب وصاحبُ آل ياسين ومؤمنُ آل فرعون، فهم الصدِّيقون، وعليٌّ أفضلهم".
وروى جلال الدين السيوطي في الدرِّ المنثور في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال: "السابقون من كلِّ أمة، وأخرج عن ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قال: نزلتْ في حزقيل مؤمنِ آل فرعون وحبيبِ النجار الذي ذكر في (ياسين) وعليِّ بن أبي طالب، وكلُّ رجل منهم سابقُ أمته، وعليُّ أفضلهم سبقاً".
فإذا كان عليٌّ (ع) أحد الثلاثة الذين سبقوا الأمم كلَّ الأمم فهم السابقون السابقون وعليٌ أفضلهم كما نصَّت الروايات، وإذا كان عليٌّ أحد الصدِّيقين الثلاثة الذين هم صفوةُ الصدِّيقين على امتداد تاريخ الرسالات فما وجه الاستيحاش من ان يكون محدَّثاً. نعم قد يكون المنشأ لذلك هو ما أفاده القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
الشيخ محمد صنقور