بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعد التفكر والتدبر في كلام الله (عز وجل) من اهم اداب تلاوة القران الكريم التي اوصتنا بها نصوص كتاب الله والسنة النبوية المطهرة وذلك لكي نفوز ببركات المأدبة القرانية العامرة.
لآية الله العارف السيد روح الله الخميني بلورة مهمة لأدب (التفكر) من اداب التلاوة، اورده في كتابه القيم (اداب الصلاة) المراد من التفكر البحث عن المقصد والمقصود في الايات الكريمة وكما تصرح الصحيفة الالهية ذاتها به هو الهداية الى سبل السلام والخروج من كافة مراتب الظلمات الى عالم النور والهداية الى الصراط المستقيم.
ولذلك فعلى الانسان ان يعرف من خلال التفكر في الايات الكريمة مراتب السلام بدءً من مرتبته الدنيا المرتبطة بالقوى الملكية وانتهاءً الى منتهى نهايته المتمثلة بالقلب السليم وفق التفسير الوارد عن اهل البيت (عليهم السلام)
وهو ملاقاة الله (عز وجل) وليس في القلب سواه.
على هذا التوضيح للخميني لمعنى (التفكر) كأحد اداب تلاوة القران الكريم يتضح أن على التالي لكتاب الله ان يبحث فيما يتلوه من ايات الذكر الحكيم عما يوصله لمقصده ويحقق له السلام الذاتي والسكينة الروحية والطمأنينة النفسية.
أي على المومن أن تكون تلاوته للقران الكريم مقرونة بالتفكر بحثاً عما يذهب عنه العوامل المسببة للاضطراب والقلق ويقوده الى ساحل الامن من هذه العوامل والفوز بالسعادة الحقيقية حتى يبلغ مرتبة القلب السليم الذي يلقى الله (عز وجل) وقد صار توحيدياً بالكامل ليس فيه سوى عبودية الواحد القهار ومحبته تبارك وتعالى.
وبعد ان يبين اية الله السيد العارف الخميني (رضوان الله عليه) معنى التفكر بصورة إجمالية يتناول بعض مصاديقه، قال (قدس سره):
روي ان الرسول الخاتم (صلى الله عليه واله) وسلم وعندما نزلت الاية الكريمة: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } آل عمران190
قال صلى الله عليه واله: " ويل لمن قرأها ولم يتفكر بها ".
ثم قال العارف الخميني بعد نقل هذا الحديث الشريف: مما لاشك فيه ان التفكر ممدوح في القران والسنة، غير ان المهم هنا هو ان يعرف الانسان نوع التفكر الممدوح، وأفضل ماورد في توضيح ذلك هو قول الخواجة عبد الله الانصاري (قدس سره) حيث قال: أعلم ان التفكر تلمس البصيرة لإستدراك البقية.
وهذا القول يعني ان التفكر هو بحث البصيرة التي هي عين القلب عما يوصل الانسان الى مقصود وغايته التي فيها كماله وهذا المقصود هو السعادة المطلقة التي تستحصل بالكمال العلمي والعملي.
اذن على الانسان ان يحصل على السعادة وهي نتيجة وغاية سير الانسانية ومقصودها، وذلك من خلال التفكر في آيات الكتاب الالهي وقصصه وحكاياته وأمثاله.
لقد اكدت الاحاديث الشريفة ان التفكر هو حياة قلب البصير فكيف الحال إذا كان هذا التفكر في كتاب الله الذي تنصب جميع اياته بامثالها وقصصها واحكامها وعبرها ومواعظها باتجاه واحد هو هداية الانسان الى مايصلح له أمر دنياه واخرته.
لاشك انه سيكون في هذه الحالة خير وسيلة لحياة قلب الانسان بل وسيره في معارج الرقي والكمال.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وجعلنا الله واياكم من الطالبين بثأره مع إمام منصور من آل محمد عليهم السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية
ناصرة الزهراء
أحسنتِ الاختيار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ موفقين ومسددين
ربي أرَزقنا صبرآ وتوفيقاً من عندگ ... و لا تگلنا لـ غيرگ طرفة عين ♡