التوبة إلى الله
التوبة هي باب الأوبة إلى الله تعالى، وهي بعدُ تركُ المعاصي في الحال، والعزمُ على تركها في المستقبل، وتدارك ما ارتُكب منها. والتوبة مراتب، فمرّةً تكون من ذنوب الجوارح، وثانيةً من رذائل النفْس، وثالثةً من الغفلة عن ذكر الله جلّ جلالُه.
إعلم أنّ التوبة من المعصية أوّل طريق السالكين إلى الله، ورأسمال الفائزين، ومفتاح استقامة المريدين، وأصل النجاة، وبالتوبة تُجتَنب المهالك، وقد وردت الآيات والأخبار الصحيحة بفضلها. ويكفي قوله جلَّ شأنه: ﴿..إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين ..﴾ البقرة:222، وقول النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «التّائب من الذّنب كَمَنْ لا ذنب له».
والمعنى الفقهيُّ للتوبة هو: تركُ المعاصي في الحال، والعزم على تركها في المستقبل، وتدارك ما كان ارتكبه، ونشر بساط الوفاء، وتُطلق التوبة أيضاً على مُطلَق الندم.
لو علم الإنسان أنّ انحصار السعادة الأبديّة في لقاء الله تعالى في دار القرار، لَعَلِمَ:
1- أنّ المحجوب عنه شقيّ مُحترق بنار الفراق في دار البوار، وأغلظ الحُجُب هو حجاب اتّباع الشهوات وارتكاب السيّئات، لكونها إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة عدوّه الشيطانِ والهوى، بل بعبادتهما في الواقع بمفاد القول: «من أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده».
2- ولَعَلِم أيضاً أنّ الانصراف من طريق البُعد للوصول إلى القرب واجب، ولا يتمّ الانصراف إلاّ بالأمور الثلاثة المذكورة آنفاً في المعنى الفقهي للتوبة.
والسبب في ذلك أنّه كما إذا شرب شخص سمّاً، فإذا كان يريد صحّة بدنه، فيجب عليه فوراً أن يبذل الجهد ليتخلّص من ذلك السمّ بالطريقة الممكنة، وإذا تساهل فسيهلك نفسه فوراً. وسموم المعاصي كذلك، فإذا تساهل العاصي في التوبة، فكثيراً ما تكون النتيجة موته فوراً، ويُختم له بالشرّ، نعوذ بالله تعالى.
الشيخ حسين كوراني
التوبة هي باب الأوبة إلى الله تعالى، وهي بعدُ تركُ المعاصي في الحال، والعزمُ على تركها في المستقبل، وتدارك ما ارتُكب منها. والتوبة مراتب، فمرّةً تكون من ذنوب الجوارح، وثانيةً من رذائل النفْس، وثالثةً من الغفلة عن ذكر الله جلّ جلالُه.
إعلم أنّ التوبة من المعصية أوّل طريق السالكين إلى الله، ورأسمال الفائزين، ومفتاح استقامة المريدين، وأصل النجاة، وبالتوبة تُجتَنب المهالك، وقد وردت الآيات والأخبار الصحيحة بفضلها. ويكفي قوله جلَّ شأنه: ﴿..إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين ..﴾ البقرة:222، وقول النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «التّائب من الذّنب كَمَنْ لا ذنب له».
والمعنى الفقهيُّ للتوبة هو: تركُ المعاصي في الحال، والعزم على تركها في المستقبل، وتدارك ما كان ارتكبه، ونشر بساط الوفاء، وتُطلق التوبة أيضاً على مُطلَق الندم.
لو علم الإنسان أنّ انحصار السعادة الأبديّة في لقاء الله تعالى في دار القرار، لَعَلِمَ:
1- أنّ المحجوب عنه شقيّ مُحترق بنار الفراق في دار البوار، وأغلظ الحُجُب هو حجاب اتّباع الشهوات وارتكاب السيّئات، لكونها إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة عدوّه الشيطانِ والهوى، بل بعبادتهما في الواقع بمفاد القول: «من أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده».
2- ولَعَلِم أيضاً أنّ الانصراف من طريق البُعد للوصول إلى القرب واجب، ولا يتمّ الانصراف إلاّ بالأمور الثلاثة المذكورة آنفاً في المعنى الفقهي للتوبة.
والسبب في ذلك أنّه كما إذا شرب شخص سمّاً، فإذا كان يريد صحّة بدنه، فيجب عليه فوراً أن يبذل الجهد ليتخلّص من ذلك السمّ بالطريقة الممكنة، وإذا تساهل فسيهلك نفسه فوراً. وسموم المعاصي كذلك، فإذا تساهل العاصي في التوبة، فكثيراً ما تكون النتيجة موته فوراً، ويُختم له بالشرّ، نعوذ بالله تعالى.
الشيخ حسين كوراني