بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في مناجاة التائبين للإمام زين العابدين(ع) أنه قال: إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي.
كثيراً ما يكون الحديث منصباً عن علاقة العبد مع ربه، وما هو الطريق والسبيل إلى وصول العبد إلى القرب من الله تعالى، ولذا تقدم الوسائل والعناصر التي يحتاجها العبد حتى يحظى بحالة القرب من الباري سبحانه وتعالى، وقد يعرض أيضاً إلى أن الإنسان يبتعد عن الله تعالى نتيجة ارتكابه جملة من الذنوب والمعاصي، وبالتالي هو بحاجة إلى أن يعود إليه، فيركز على أن الطريق للعودة إلى الله تعالى يكون من خلال التوبة، ويعمد هنا إلى عرض العناصر التي تقوم عليها، والتي لابد من توفرها حتى يتسنى للعبد أن يكون تائباً، وربما ارتقي بالأمر أكثر، ليقال، هناك أمور إضافية ينبغي للعبد الوصول إليها وتحقيقها خارجاً، حتى يحقق التوبة النصوح التي أشير إليها في القرآن الكريم، وكلما ذكر صحيح، وهو حق، يحتاج العنصر البشري إليه، خصوصاً مع وجود حالات الابتعاد عن الله سبحانه.
إلا أن الأمر الذي لا نجد تركيزاً عليه، هو عناصر العودة إلى الله تعالى، وكيف يعود العبد إلى ربه، وما هي آداب العودة له سبحانه، هذه نقاط ينبغي للباحث أن يعرضها، إذ أنه ما لم تتحقق تلك الأمور، فالظاهر أنه لن تكون هناك توبة فعلية حقيقة، فضلاً عن توبة نصوحة، كما أن عناصر التوبة المطلوب توفرها ذات ارتباط وثيق بما يذكر من عناصر العودة لله سبحانه، وهذا يعني أن معرفة آداب العودة إلى الله تعالى، وعناصر هذه العودة بمثابة المقدمة التي يتوقف عليها تحقيق التوبة، ولو في الجملة.
وكما هو معلوم هناك مواسم ومناسبات يمكن أن يعبر عنها بأوقات العودة إلى الله تعالى، حيث جرت العادة أن يراجع الناس أنفسهم فيها، ويستغفرون من ذنوبهم، ويتضرعوا إلى بارئهم، فمن تلك المناسبات والمواسم على سبيل المثال، شهر رمضان المبارك، وأيام عاشوراء، وموسم الحج، ولما كنا على أبواب موسم الحج، فلنعرض للحديث شيئاً ما عن آداب العودة إلى الله تعالى، مستفيدين من هذا الموسم، ولعل من أفضل النماذج التي تضمنت عرض آداب العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وبيان عناصر العودة له سبحانه مناجاة التائبين التي افتتحنا بمقطع منها، ودعاء كميل الذي علمه أمير المؤمنين(ع) كميل بن زياد، ولذا سوف نجعل هذين الدعاءين هما المحور في عرض عناصر العودة إلى الله سبحانه، وبيان آداب رحلة العودة، خصوصاً وأن هذين الدعاءين مما اعتدنا على مداومة قراءتهما دائماً، إذ يدأب المؤمنون على قراءتهما كل ليلة جمعة، ويومها، بل ربما كانت المناجاة تقرأ أكثر من ذلك.
لماذا العودة إلى الله:
هذا وربما عرض سؤال في البين، مفاده: لماذا العودة إلى الله سبحانه، ألم يرتكب العبد ذنوباً، وبالتالي ابتعد عن حظيرة القدس الإلهي، وأغرق في ملذاته وشهواته، فراح يعيش حالة لا يشعر فيها موجباً وداعياً للقرب من الذات المقدسة، فما الذي يدعوه من جديد أن يعود إليه سبحانه وتعالى؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل تتضح جلية من خلال الرجوع لمناجاة التائبين، فقد أجاب الإمام زين العابدين(ع)، عن هذا التساؤل، إذ يقول(ع): فو عزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً.....فإن طردتني عن بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ، فو أسفاه من خجلتي وافتضاحي، ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي....إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه، أم هل يجيره من سخطه أحد سواه....لك العتبى حتى ترضى، إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت توبوا إلى الله توبة نصوحة[1].
إن المستفاد من هذا النص وأضرابه من الأدعية التي تركز على العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أن هناك سببين يدعوان إلى ذلك:
الأول: وعي الإنسان بأنه قد أصبح في مرحلة يستحق بها غضب الله سبحانه ومقته، فلابد له من ملجأ يلجأ إليه، ومن معاذ يعوذ به.
الثاني: وصول الإنسان إلى نتيجة مؤداها أنه لا يوجد ملجأ يمكن اللجوء إليه ومعاذ يمكن العوذ به إلا الله سبحانه وتعالى، بمعنى أنه يصل إلى أن الملجأ منحصر في خصوص الباري سبحانه، فلا ملجأ يمكن اللجوء إليه سواه.
وهذا المعنى يظهر جلياً في دعاء أبي حمزة الثمالي(رض)، إذ يقول(ع): وأنا يا سيدي عائذ بفضلك، هارب منك إليك، منجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظناً[2].
ويعدّ هذا بنظر أهل السير والسلوك من أعلى مراتب التوحيد، الفرار من غضب الله سبحانه إلى الله سبحانه، والعوذ من سخطه تعالى ونقمته به عز وجل، ويمكننا تقريب ذلك بمثال عرفي من واقع حياتنا اليومية، وهو: لو أن طفلاً أقدم على عمل خطأ ما، تسبب ذلك الخطأ في سخط أمه وغضبها عليه، فهددته بالعقاب، فعندها سوف يبحث له عن ملجأ يلجأ له، ومعاذ يعوذ به هرباً من غضبها وعقابها، فتراه يلتفت يمنة ويسرى، يبحث هنا وهناك، وفي نهاية المطاف لا يجد من يمكنه اللجوء إليه إلا حجر أمه، فلا يوجد مكان أكثر أمناً وأماناً له واستقراراً من حجره الدافئ، فيلوذ بها من غضبها، ويعوذ بها من سخطها، هكذا تكون عودة العبد الآبق المخطئ لله تعالى، فيلوذ به سبحانه من غضبه، ويعوذ به عز وجل من سخطه. يقول الإمام زين العابدين(ع): فو عزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً.....فإن طردتني عن بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ[3].
ويقول(ع) أيضاً في السبب الذي دعى العبد للجوء إلى ربه دون غيره: إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت توبوا إلى الله توبة نصوحة[4].
أدب العودة إلى الله:
هذا وبعدما عرفنا أن هناك حاجة ملحة توجب عودة العبد إلى ربه، نجمت من خلال إحساسه بأنه صار محلاً للسخط والغضب الإلهي، فدعاه عقله إلى العودة لله تعالى، فلنسأل كيف تكون عودته إلى ربه، وما هي الآداب التي ينبغي عليه مراعاتها أثناء هذه العودة، فهل يا ترى يعود مزهواً مفتخراً، متكبراً، مظهراً اللامبالاة واللا أهمية لما قد صدر منه، أم أنه يعود بحال من الذل والخضوع والاستكانة والانكسار؟
لقد قدم لنا أمير المؤمنين(ع) في دعاء كميل الذي علمه لكميل بن زياد، الصورة الواضحة التي ينبغي أن يكون العبد عليها أثناء العودة إلى الله تعالى، وكيف ينبغي أن يكون، وما هي الآداب التي يلزم أن يظهرها بين يدي الله عز وجل في هذه الرحلة، قال(ع): وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، معتذراً نادماً، منكسراً، مستقيلاً، مستغفراً، منيباً، مقراً مذعناً، معترفاً، لا أجد مفراً مما كان مني ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري، وإدخالك إياي في سعة رحمتك[5].
إن القراءة التأملية لهذا النص تقدم الصورة التي ينبغي أن يكون العبد عليها في رحلة العودة إلى الله تعالى، وذلك من خلال اتصافه بعدة صفات عددها أمير المؤمنين(ع)، والصفات هي:
1-الاعتراف بالتقصير في حق نفسه.
2-الاعتذار مما صدر عنه.
3-الندم على كل ما فعل وعمل.
4-الانكسار.
5-طلب الإقالة.
6-الاستغفار.
7-الإنابة، وهي مرحلة أعلى من الاستغفار.
8-الإقرار على النفس، والإذعان بكل ما يقع عليها.
9-الاعتراف بالضعف وعدم وجود ملجأ آخر يمكن اللجوء إليه غيره سبحانه.
وغير ذلك. ووفقا لما تقدم يتضح أنه يلزم أن يكون العائد لله تعالى متحلياً بأدب العودة، ولا يكون ذلك إلا من خلال إبرازه العوامل الكاشفة عن ذلك، والتي تمثل هذه الأدب، فلاحظ.
عناصر العودة إلى الله:
ثم إنه بعدما فرغنا عن الحالة التي ينبغي أن يكون عليها العبد العائد إلى ربه، والآداب التي يلزمه مراعاتها أثناء رحلة العودة، يلزمنا الآن أن نتعرف على العناصر التي يحتاج تحقيقها خارجاً حتى يتحقق منه فعلاً العودة إليه تعالى، وإن شئت فقل: ما هي الأمور التي يلزم على العائد إلى الله تعالى أن يوجدها خارجاً كي ما ينطبق عليه أنه عائد لله تعالى، إذ لا ريب أن العودة لا تتحقق بمجرد أن يدعي المكلف أنه عاد إلى ربه، بل لابد وأن يكون لذلك مظهر ومبرز يبرزه في الخارج، فما هي العناصر التي يحتاج إليها حتى يبرز أنه فعلاً قد عاد إلى ربه تعالى؟.
إن الرجوع لأدعية أهل البيت(ع) يعطي صورة واضحة لعناصر العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يبرز لنا موجباً إضافياً لأهمية هذه الأدعية وصدورها عنهم(ع)، ذلك لأنها تمثل وسيلة التعليم التي ينبغي سلوكها حتى يعود العبد إلى ربه من خلال العناصر التي يحتاج إليها في رحلة العودة.
وعلى أي حال، مع أن الأدعية المباركة قد تضمنت تلك العناصر، إلا أن من الطبيعي أنه لن يتسنى لنا إحراز جميعها، لما يستوجب ذلك طولاً في المقام، نعم يمكن للقارئ الرجوع إلى الأدعية، ويقرأها قراءة فاحصة، فيتحصل على جميع تلك العناصر، ونحن سوف نقصر الكلام على عرض جملة منها، ونحيل القارئ إلى البحث عن البقية.
هذا وسوف نعمد إلى استخراج العناصر المذكورة من خلال دعاءين أساسيـين، وهما دعاء كميل بن زياد، ومناجاة التائبين كما أشرنا لذلك في مطلع الحديث، بل سوف نركز كثيراً على مناجاة التائبين كما سيتضح ذلك للقارئ.
الإقرار والاعتراف:
ومعناهما من المعاني العرفية الواضحة التي لا تحتاج مزيد بيان وإيضاح، ويقابلهما الإنكار، وهو من الأمور القبيحة، وقد يعتقد الكثير أن منشأ قبحه يعود إلى أن الله سبحانه وتعالى لما كان مطلعاً ومحيطاً بكل شيء فعلام ينكر العبد، ويدعي عدم الفعل، أوليس الله على إطلاع بما يفعل كل منا، بل هو يعلم السر وأخفى، يقول الإمام زين العابدين في دعاء الحزين: ومن يكون أسوء حالاً مني إذا خلوت بعملي، وسألتني عما أنت أعلم به مني، فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك، وإن قلت لم أفعل قلت ألم أكن الشاهد عليك[6]. ومن المعلوم أن مقصودنا من الاعتراف، اعتراف العبد بين يدي ربه بذنوبه، وهذا أول منازل نزول الرحمات الربانية على العبد، ولعل من أبرز الآثار المترتبة على اعتراف العبد بين يدي الله سبحانه، تحقيق اعترافه بعبوديته بين يدي الله سبحانه، وأنه مفتقر إلى رحمته وعطائه، وقد تضمنت الأدعية المأثورة عنهم(ع) تركيزاً على هذا الجانب، وأولته أهمية واضحة، ففي دعاء كميل، يقول(ع): اللهم عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بعد أملي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها[7]. وكذا تضمنت مناجاة التائبين الإشارة إلى هذا المضمون، إذ يقول(ع): إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي وأمات قلبي عظيم جنايتي[8].
الاعتذار:
بأن يقدم العبد بين يدي ربه سبحانه وتعالى اعتذاره على ما بدر منه، وعلى ما عمل، ويقابل الاعتذار مبدأ التسويغ، وهما وإن كانا يتفقان من جانب، إلا أنهما يختلفان من جانب آخر، ذلك أن الاعتذار عبارة عن توجيه العمل مع الاعتراف بالخطأ، بينما التسويغ توجيه العمل، دونما اعتراف من الفاعل بالخطأ، فهما يشتركان في أن كليهما عبارة عن توجيه العمل الصادر من العامل وتبريره، إلا أن الأول منهما يتضمن اعترافاً بالخطأ وبالتالي يحصل من الفاعل الاعتذار، وهذا بخلافه في ثانيهما، فإنه وإن تضمن تبريراً للفعل، إلا أنه لا يشتمل على اعتذار، وكأنه لا يتضمن اعترافاً بالخطأ. ولذا قيل بأن التسويغ نحو من أنحاء المكابرة والمعنادة واللجاج، والله تعالى لا يرضى بالمكابرة والعناد واللجاج، بل يـبغضها ويـبغض أصحابها. يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعاء أبي حمزة: إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، ولكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي[9].
الاستحياء:
فيعود العبد إلى ربه، ولكن كيف تكون عودته، قد أشرنا قبل قليل عند الحديث عن أدب العودة لله الحالة التي ينبغي أن يكون عليها العبد في عودته، وهنا يتأكد ذلك من خلال عودته بعنصر الاستحياء، خجلاً لا يجد عذراً يقدمه بين يدي الله تعالى غير الاعتراف بسوءاته وسيئاته: فو أسفاه من خجلتي وافتضاحي، ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي[10].
قبول العتبى:
فإن العتاب سبيل إلى امتصاص الغضب، ولا أقل هو إحدى الوسائل التي تخفف من حدته وثورته، فعلى العبد العائد أن يعطي من نفسه لمولاه العتاب، بل ربما حسن منه أن يثيره كي ما يتمكن من امتصاص غضبه، وتخفيف سخطه. ولعله لهذا أشار الإمام زين العابدين(ع)، بقوله: لك العتبى حتى ترضى[11].
الرجاء وحسن الظن بالله:
إذ لا يتصور أن يعود لله سبحانه من لا يملك حسن الظن به، أو يرجو منه رحمة وعفواً. وقد أشير لهذا المعنى في مناجاة التائبين، إذ يقول(ع): يا مجيب المضطر، يا كاشف الضر، استشفعت بجودك وكرمك إليك، وتوسلت بجنابك لديك، فتقبل توبتي[12].
النـــدم:
فلا تصح العودة من دونه، وحقيقته الأسف على صدور الذنب لما يترتب عليه من ضرر عاجل أو آجل. ويتحقق الندم بترك ما كان يفعله من معاصي ومحرمات، وانتهاك للحرمات، أو بفعله ما كان يتركه من طاعات وأوامر إلهية، وقد أشير له في المناجاة، عند قوله(ع): فإن كان الندم على الذنب توبة، فإني وعزتك من النادمين[13].
الاستغفار:
ونقصد منه طلب التجاوز عما سلف في الماضي، والعفو عنه، يقول زين العابدين(ع): وإن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين[14]. وهذا أمير المؤمنين(ع) يعلم كميل بن زياد كيفية طلب الاستغفار، فيقول: اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء[15].
الاضطرار إلى الله:
والافتقار إليه، بحيث يشعر العبد أن لا ملجأ له، ولا مفزع يمكنه أن يتوجه له سواه، فينحصر الطريق في الخلاص والفرار به سبحانه وتعالى فقط: فوعزتك ما أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً، فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ[16].
[1] مفاتيح الجنان المناجاة الأولى من المناجات الخمسة عشر، مناجاة التائبين.
[2] مفاتيح الجنان دعاء أبي حمزة الثمالي.
[3] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشر، مناجاة التائبين.
[4] مفاتيح الجنان المناجاة الأولى من المناجات الخمسة عشر، مناجاة التائبين.
[5] مفاتيح الجنان، دعاء كميل بن زياد.
[6] مفاتيح الجنان
[7] مفاتيح الجناب، دعاء كميل.
[8] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشرة، مناجاة التائبين.
[9] مفاتيح الجنان دعاء أبي حمزة.
[10] مفاتيح الجنان، مناجاة التائبين.
[11] المصدر السابق.
[12] المصدر السابق.
[13] المصدر السابق.
[14] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشر، مناجاة التائبين.
[15] المصدر السابق دعاء كميل.
[16] مع ذي النون في رحلة العودة إلى الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في مناجاة التائبين للإمام زين العابدين(ع) أنه قال: إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي.
كثيراً ما يكون الحديث منصباً عن علاقة العبد مع ربه، وما هو الطريق والسبيل إلى وصول العبد إلى القرب من الله تعالى، ولذا تقدم الوسائل والعناصر التي يحتاجها العبد حتى يحظى بحالة القرب من الباري سبحانه وتعالى، وقد يعرض أيضاً إلى أن الإنسان يبتعد عن الله تعالى نتيجة ارتكابه جملة من الذنوب والمعاصي، وبالتالي هو بحاجة إلى أن يعود إليه، فيركز على أن الطريق للعودة إلى الله تعالى يكون من خلال التوبة، ويعمد هنا إلى عرض العناصر التي تقوم عليها، والتي لابد من توفرها حتى يتسنى للعبد أن يكون تائباً، وربما ارتقي بالأمر أكثر، ليقال، هناك أمور إضافية ينبغي للعبد الوصول إليها وتحقيقها خارجاً، حتى يحقق التوبة النصوح التي أشير إليها في القرآن الكريم، وكلما ذكر صحيح، وهو حق، يحتاج العنصر البشري إليه، خصوصاً مع وجود حالات الابتعاد عن الله سبحانه.
إلا أن الأمر الذي لا نجد تركيزاً عليه، هو عناصر العودة إلى الله تعالى، وكيف يعود العبد إلى ربه، وما هي آداب العودة له سبحانه، هذه نقاط ينبغي للباحث أن يعرضها، إذ أنه ما لم تتحقق تلك الأمور، فالظاهر أنه لن تكون هناك توبة فعلية حقيقة، فضلاً عن توبة نصوحة، كما أن عناصر التوبة المطلوب توفرها ذات ارتباط وثيق بما يذكر من عناصر العودة لله سبحانه، وهذا يعني أن معرفة آداب العودة إلى الله تعالى، وعناصر هذه العودة بمثابة المقدمة التي يتوقف عليها تحقيق التوبة، ولو في الجملة.
وكما هو معلوم هناك مواسم ومناسبات يمكن أن يعبر عنها بأوقات العودة إلى الله تعالى، حيث جرت العادة أن يراجع الناس أنفسهم فيها، ويستغفرون من ذنوبهم، ويتضرعوا إلى بارئهم، فمن تلك المناسبات والمواسم على سبيل المثال، شهر رمضان المبارك، وأيام عاشوراء، وموسم الحج، ولما كنا على أبواب موسم الحج، فلنعرض للحديث شيئاً ما عن آداب العودة إلى الله تعالى، مستفيدين من هذا الموسم، ولعل من أفضل النماذج التي تضمنت عرض آداب العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وبيان عناصر العودة له سبحانه مناجاة التائبين التي افتتحنا بمقطع منها، ودعاء كميل الذي علمه أمير المؤمنين(ع) كميل بن زياد، ولذا سوف نجعل هذين الدعاءين هما المحور في عرض عناصر العودة إلى الله سبحانه، وبيان آداب رحلة العودة، خصوصاً وأن هذين الدعاءين مما اعتدنا على مداومة قراءتهما دائماً، إذ يدأب المؤمنون على قراءتهما كل ليلة جمعة، ويومها، بل ربما كانت المناجاة تقرأ أكثر من ذلك.
لماذا العودة إلى الله:
هذا وربما عرض سؤال في البين، مفاده: لماذا العودة إلى الله سبحانه، ألم يرتكب العبد ذنوباً، وبالتالي ابتعد عن حظيرة القدس الإلهي، وأغرق في ملذاته وشهواته، فراح يعيش حالة لا يشعر فيها موجباً وداعياً للقرب من الذات المقدسة، فما الذي يدعوه من جديد أن يعود إليه سبحانه وتعالى؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل تتضح جلية من خلال الرجوع لمناجاة التائبين، فقد أجاب الإمام زين العابدين(ع)، عن هذا التساؤل، إذ يقول(ع): فو عزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً.....فإن طردتني عن بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ، فو أسفاه من خجلتي وافتضاحي، ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي....إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه، أم هل يجيره من سخطه أحد سواه....لك العتبى حتى ترضى، إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت توبوا إلى الله توبة نصوحة[1].
إن المستفاد من هذا النص وأضرابه من الأدعية التي تركز على العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أن هناك سببين يدعوان إلى ذلك:
الأول: وعي الإنسان بأنه قد أصبح في مرحلة يستحق بها غضب الله سبحانه ومقته، فلابد له من ملجأ يلجأ إليه، ومن معاذ يعوذ به.
الثاني: وصول الإنسان إلى نتيجة مؤداها أنه لا يوجد ملجأ يمكن اللجوء إليه ومعاذ يمكن العوذ به إلا الله سبحانه وتعالى، بمعنى أنه يصل إلى أن الملجأ منحصر في خصوص الباري سبحانه، فلا ملجأ يمكن اللجوء إليه سواه.
وهذا المعنى يظهر جلياً في دعاء أبي حمزة الثمالي(رض)، إذ يقول(ع): وأنا يا سيدي عائذ بفضلك، هارب منك إليك، منجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظناً[2].
ويعدّ هذا بنظر أهل السير والسلوك من أعلى مراتب التوحيد، الفرار من غضب الله سبحانه إلى الله سبحانه، والعوذ من سخطه تعالى ونقمته به عز وجل، ويمكننا تقريب ذلك بمثال عرفي من واقع حياتنا اليومية، وهو: لو أن طفلاً أقدم على عمل خطأ ما، تسبب ذلك الخطأ في سخط أمه وغضبها عليه، فهددته بالعقاب، فعندها سوف يبحث له عن ملجأ يلجأ له، ومعاذ يعوذ به هرباً من غضبها وعقابها، فتراه يلتفت يمنة ويسرى، يبحث هنا وهناك، وفي نهاية المطاف لا يجد من يمكنه اللجوء إليه إلا حجر أمه، فلا يوجد مكان أكثر أمناً وأماناً له واستقراراً من حجره الدافئ، فيلوذ بها من غضبها، ويعوذ بها من سخطها، هكذا تكون عودة العبد الآبق المخطئ لله تعالى، فيلوذ به سبحانه من غضبه، ويعوذ به عز وجل من سخطه. يقول الإمام زين العابدين(ع): فو عزتك لا أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً.....فإن طردتني عن بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ[3].
ويقول(ع) أيضاً في السبب الذي دعى العبد للجوء إلى ربه دون غيره: إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت توبوا إلى الله توبة نصوحة[4].
أدب العودة إلى الله:
هذا وبعدما عرفنا أن هناك حاجة ملحة توجب عودة العبد إلى ربه، نجمت من خلال إحساسه بأنه صار محلاً للسخط والغضب الإلهي، فدعاه عقله إلى العودة لله تعالى، فلنسأل كيف تكون عودته إلى ربه، وما هي الآداب التي ينبغي عليه مراعاتها أثناء هذه العودة، فهل يا ترى يعود مزهواً مفتخراً، متكبراً، مظهراً اللامبالاة واللا أهمية لما قد صدر منه، أم أنه يعود بحال من الذل والخضوع والاستكانة والانكسار؟
لقد قدم لنا أمير المؤمنين(ع) في دعاء كميل الذي علمه لكميل بن زياد، الصورة الواضحة التي ينبغي أن يكون العبد عليها أثناء العودة إلى الله تعالى، وكيف ينبغي أن يكون، وما هي الآداب التي يلزم أن يظهرها بين يدي الله عز وجل في هذه الرحلة، قال(ع): وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، معتذراً نادماً، منكسراً، مستقيلاً، مستغفراً، منيباً، مقراً مذعناً، معترفاً، لا أجد مفراً مما كان مني ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري، وإدخالك إياي في سعة رحمتك[5].
إن القراءة التأملية لهذا النص تقدم الصورة التي ينبغي أن يكون العبد عليها في رحلة العودة إلى الله تعالى، وذلك من خلال اتصافه بعدة صفات عددها أمير المؤمنين(ع)، والصفات هي:
1-الاعتراف بالتقصير في حق نفسه.
2-الاعتذار مما صدر عنه.
3-الندم على كل ما فعل وعمل.
4-الانكسار.
5-طلب الإقالة.
6-الاستغفار.
7-الإنابة، وهي مرحلة أعلى من الاستغفار.
8-الإقرار على النفس، والإذعان بكل ما يقع عليها.
9-الاعتراف بالضعف وعدم وجود ملجأ آخر يمكن اللجوء إليه غيره سبحانه.
وغير ذلك. ووفقا لما تقدم يتضح أنه يلزم أن يكون العائد لله تعالى متحلياً بأدب العودة، ولا يكون ذلك إلا من خلال إبرازه العوامل الكاشفة عن ذلك، والتي تمثل هذه الأدب، فلاحظ.
عناصر العودة إلى الله:
ثم إنه بعدما فرغنا عن الحالة التي ينبغي أن يكون عليها العبد العائد إلى ربه، والآداب التي يلزمه مراعاتها أثناء رحلة العودة، يلزمنا الآن أن نتعرف على العناصر التي يحتاج تحقيقها خارجاً حتى يتحقق منه فعلاً العودة إليه تعالى، وإن شئت فقل: ما هي الأمور التي يلزم على العائد إلى الله تعالى أن يوجدها خارجاً كي ما ينطبق عليه أنه عائد لله تعالى، إذ لا ريب أن العودة لا تتحقق بمجرد أن يدعي المكلف أنه عاد إلى ربه، بل لابد وأن يكون لذلك مظهر ومبرز يبرزه في الخارج، فما هي العناصر التي يحتاج إليها حتى يبرز أنه فعلاً قد عاد إلى ربه تعالى؟.
إن الرجوع لأدعية أهل البيت(ع) يعطي صورة واضحة لعناصر العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يبرز لنا موجباً إضافياً لأهمية هذه الأدعية وصدورها عنهم(ع)، ذلك لأنها تمثل وسيلة التعليم التي ينبغي سلوكها حتى يعود العبد إلى ربه من خلال العناصر التي يحتاج إليها في رحلة العودة.
وعلى أي حال، مع أن الأدعية المباركة قد تضمنت تلك العناصر، إلا أن من الطبيعي أنه لن يتسنى لنا إحراز جميعها، لما يستوجب ذلك طولاً في المقام، نعم يمكن للقارئ الرجوع إلى الأدعية، ويقرأها قراءة فاحصة، فيتحصل على جميع تلك العناصر، ونحن سوف نقصر الكلام على عرض جملة منها، ونحيل القارئ إلى البحث عن البقية.
هذا وسوف نعمد إلى استخراج العناصر المذكورة من خلال دعاءين أساسيـين، وهما دعاء كميل بن زياد، ومناجاة التائبين كما أشرنا لذلك في مطلع الحديث، بل سوف نركز كثيراً على مناجاة التائبين كما سيتضح ذلك للقارئ.
الإقرار والاعتراف:
ومعناهما من المعاني العرفية الواضحة التي لا تحتاج مزيد بيان وإيضاح، ويقابلهما الإنكار، وهو من الأمور القبيحة، وقد يعتقد الكثير أن منشأ قبحه يعود إلى أن الله سبحانه وتعالى لما كان مطلعاً ومحيطاً بكل شيء فعلام ينكر العبد، ويدعي عدم الفعل، أوليس الله على إطلاع بما يفعل كل منا، بل هو يعلم السر وأخفى، يقول الإمام زين العابدين في دعاء الحزين: ومن يكون أسوء حالاً مني إذا خلوت بعملي، وسألتني عما أنت أعلم به مني، فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك، وإن قلت لم أفعل قلت ألم أكن الشاهد عليك[6]. ومن المعلوم أن مقصودنا من الاعتراف، اعتراف العبد بين يدي ربه بذنوبه، وهذا أول منازل نزول الرحمات الربانية على العبد، ولعل من أبرز الآثار المترتبة على اعتراف العبد بين يدي الله سبحانه، تحقيق اعترافه بعبوديته بين يدي الله سبحانه، وأنه مفتقر إلى رحمته وعطائه، وقد تضمنت الأدعية المأثورة عنهم(ع) تركيزاً على هذا الجانب، وأولته أهمية واضحة، ففي دعاء كميل، يقول(ع): اللهم عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بعد أملي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها[7]. وكذا تضمنت مناجاة التائبين الإشارة إلى هذا المضمون، إذ يقول(ع): إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي وأمات قلبي عظيم جنايتي[8].
الاعتذار:
بأن يقدم العبد بين يدي ربه سبحانه وتعالى اعتذاره على ما بدر منه، وعلى ما عمل، ويقابل الاعتذار مبدأ التسويغ، وهما وإن كانا يتفقان من جانب، إلا أنهما يختلفان من جانب آخر، ذلك أن الاعتذار عبارة عن توجيه العمل مع الاعتراف بالخطأ، بينما التسويغ توجيه العمل، دونما اعتراف من الفاعل بالخطأ، فهما يشتركان في أن كليهما عبارة عن توجيه العمل الصادر من العامل وتبريره، إلا أن الأول منهما يتضمن اعترافاً بالخطأ وبالتالي يحصل من الفاعل الاعتذار، وهذا بخلافه في ثانيهما، فإنه وإن تضمن تبريراً للفعل، إلا أنه لا يشتمل على اعتذار، وكأنه لا يتضمن اعترافاً بالخطأ. ولذا قيل بأن التسويغ نحو من أنحاء المكابرة والمعنادة واللجاج، والله تعالى لا يرضى بالمكابرة والعناد واللجاج، بل يـبغضها ويـبغض أصحابها. يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعاء أبي حمزة: إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، ولكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي[9].
الاستحياء:
فيعود العبد إلى ربه، ولكن كيف تكون عودته، قد أشرنا قبل قليل عند الحديث عن أدب العودة لله الحالة التي ينبغي أن يكون عليها العبد في عودته، وهنا يتأكد ذلك من خلال عودته بعنصر الاستحياء، خجلاً لا يجد عذراً يقدمه بين يدي الله تعالى غير الاعتراف بسوءاته وسيئاته: فو أسفاه من خجلتي وافتضاحي، ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي[10].
قبول العتبى:
فإن العتاب سبيل إلى امتصاص الغضب، ولا أقل هو إحدى الوسائل التي تخفف من حدته وثورته، فعلى العبد العائد أن يعطي من نفسه لمولاه العتاب، بل ربما حسن منه أن يثيره كي ما يتمكن من امتصاص غضبه، وتخفيف سخطه. ولعله لهذا أشار الإمام زين العابدين(ع)، بقوله: لك العتبى حتى ترضى[11].
الرجاء وحسن الظن بالله:
إذ لا يتصور أن يعود لله سبحانه من لا يملك حسن الظن به، أو يرجو منه رحمة وعفواً. وقد أشير لهذا المعنى في مناجاة التائبين، إذ يقول(ع): يا مجيب المضطر، يا كاشف الضر، استشفعت بجودك وكرمك إليك، وتوسلت بجنابك لديك، فتقبل توبتي[12].
النـــدم:
فلا تصح العودة من دونه، وحقيقته الأسف على صدور الذنب لما يترتب عليه من ضرر عاجل أو آجل. ويتحقق الندم بترك ما كان يفعله من معاصي ومحرمات، وانتهاك للحرمات، أو بفعله ما كان يتركه من طاعات وأوامر إلهية، وقد أشير له في المناجاة، عند قوله(ع): فإن كان الندم على الذنب توبة، فإني وعزتك من النادمين[13].
الاستغفار:
ونقصد منه طلب التجاوز عما سلف في الماضي، والعفو عنه، يقول زين العابدين(ع): وإن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين[14]. وهذا أمير المؤمنين(ع) يعلم كميل بن زياد كيفية طلب الاستغفار، فيقول: اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء[15].
الاضطرار إلى الله:
والافتقار إليه، بحيث يشعر العبد أن لا ملجأ له، ولا مفزع يمكنه أن يتوجه له سواه، فينحصر الطريق في الخلاص والفرار به سبحانه وتعالى فقط: فوعزتك ما أجد لذنوبي سواك غافراً، ولا أرى لكسري غيرك جابراً، فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ، وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ[16].
[1] مفاتيح الجنان المناجاة الأولى من المناجات الخمسة عشر، مناجاة التائبين.
[2] مفاتيح الجنان دعاء أبي حمزة الثمالي.
[3] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشر، مناجاة التائبين.
[4] مفاتيح الجنان المناجاة الأولى من المناجات الخمسة عشر، مناجاة التائبين.
[5] مفاتيح الجنان، دعاء كميل بن زياد.
[6] مفاتيح الجنان
[7] مفاتيح الجناب، دعاء كميل.
[8] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشرة، مناجاة التائبين.
[9] مفاتيح الجنان دعاء أبي حمزة.
[10] مفاتيح الجنان، مناجاة التائبين.
[11] المصدر السابق.
[12] المصدر السابق.
[13] المصدر السابق.
[14] مفاتيح الجنان المناجاة الخمس عشر، مناجاة التائبين.
[15] المصدر السابق دعاء كميل.
[16] مع ذي النون في رحلة العودة إلى الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين