عن الامام علي الهادي عليه السلام أنه قال للمتوكل في جواب كلام دار بينهما:
"لا تطلب الصفاء ممن كَدّرت عليه، ولا الوفاء ممن غَدرت به، ولا النُصحَ ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له"
المعاملة بالمثل
عنوان موعظة الامام الهادي عليه السلام الأساس هو في مبدأ المعاملة بالمثل، فيجب أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك، ولا تطلب من شخص أن يعاملك بالحسنى وأنت تُسيء إليه، او أن يعتني بك وأن لا توليه أي اهتمام.
1- لا تطلب الصفاء ممن كَدّرت عليه طبع هذا الإنسان أن يبادل الإساءة بالإساءة، نعم يجب على الإنسان أن يتغلّب على هذا الطبع بأن يسعى للتخلق بخلق العفو عمن ظلمه والتجاوز عن الإساءة، ولكن هذا لا يرفع عنه الظلم الذي يتعرض له، والأذى الذي يلحق به. ليس من حقك أن تطلب ممن أسأت له مادياً او معنوياً أن يبادل إساءتك بالإحسان، وأن تلومه إن لم يحسن إليك، أو إن أعرض عنك، فأنت لم تكن معه كما تريده أن يكون معك. إذاً لك الحق في أن تطلب من الآخرين ما تعطيهم، لا أن تمنعهم الشيء ثم تطالبهم بمثله.
2- ولا الوفاء ممن غدرت به الغدر صفة الخائن العاجز، الذي لا يجد وسيلة للوصول إلى مآربه إلا من خلال الخيانة، ولذا كان الغدر صفة اللئام بل وأقبح الخيانة، كما ورد وصف الأئمة له بذلك. وهنا يشير الامام عليه السلام إلى أن الشخص الذي يلجأ إلى الغدر ليس له أن يتوقع من الآخرين الوفاء له، وهذا لا يعني إطلاقا أن الامام عليه السلام يحثّ الآخرين على الغدر، او يشجعهم عليه، أو يبرر لهم ذلك، لأن الغدر قبيح سواء صدر إبتداءاً او كردة فعل، ولكن عادة الناس أن تبادل من يغدر بعدم الوفاء.
إن الذي يقع في الغدر هو الذي يفتح الباب أمام مبادلة الآخرين له بذلك، فعليه أن يلوم نفسه، وأن يعلم عاقبة فعله، فإنه إن صدر الغدر منه اليوم قد يقع الغدر عليه في الغد.
3- ولا النصح فيمن صرفت سوء ظنك إليه مهما بلغ الإنسان من الكمال العلمي ومن التجربة الحياتية فإنه لا يستغني عن نصيحة من حوله، إذ قد تخفى عليه بعض الأمور فيتخذ القرار غير الصائب، بل ما هو متعارف في زماننا من جعل الحكام وأصحاب المناصب العليا مستشارين حولهم إنما هو للاستنصاح منهم، فليست النصيحة عيبا يجب أن يتجنبه الإنسان، بل هو أمر ممدوح حثت عليه روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام، وحثت على الاستماع إلى النصيحة والقبول بها، فقد ورد عن الامام علي عليه السلام: "طوبى لمن أطاع ناصحاً يهديه، وتجنب غاويا يرديه ".
ولكن عندما تطلب النصيحة من أحد فعليك أن تحسن اختيار من تطلب نصيحته، فكما لا ينبغي أن تختار من لا يكون حاسداً لأن الحاسد لا يريد لك الخير، بل يتمنى النعمة له دونك، وكما لا تطلب النصيحة من الجاهل لأنه يرديك وهو لا يدري، فكذلك لا تطلب النصيحة من شخص لديك سوء ظن به، في كونه يريد الخير لك أو لا يريده.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح موفق أختي العزيزة أنوار فاطمة الزهراء بارك الله فيكِ جزاكِ الله كل خير
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا