اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13033
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
[align=center]اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
[/align]
خطبة السيدة زينب (عليها السلام ) في مجلس الطاغية يزيد (عليه اللعنة) (1) - ( الجزء التاسع)-
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : « ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ». (2)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (3) ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً وامتنانا (4) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (5) والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل ) : « ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ، ولهم عذاب مهين » (6) .
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله. ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً.ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر . فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم ، يهتف بأشياخه ـ :لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً----- ولقالوا : يا يزيد : لا تشل ، منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه . لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (7) ، وشمس آل عبد المطلب. وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم صرخت بندائك ، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (8) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ،وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم ، « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ». (9) وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا . وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا ،وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى. فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ، ومن هناك مثلك ما درج (10) .فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!
تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا . تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل. (11 ) . فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد . فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل. ثم كد كيدك ، واجهد جهدك . فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (12) ، لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها.
-* وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد ؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي. والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة -*
ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك. ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ».
فقال يزيد ـ مجيباً لها ـ :
يـا صـيحة تـحمد مـن صوائح------ ما أهون الموت على النوائح
-----------------------------------------------------------------
الشرح الموجزللخطبة المباركة ( الجزءالتاسع):
[align=center] *- « وهل رأيُك إلا فَنَد ، وأيّامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدَد » -*[/align]
فند : الفند : الخطأ في القول والرأي ، وقيل : الفند : هو الكَذِب (13) .
لعلّ المعنى : أنّ رأيك ـ في تخطيطك ومحاولتك للتخلّص من مضاعفات جريمتك ـ خطأ وضعيف .
[align=center]*- « وأيّامك إلا عدد » -*[/align]
العدد : هو الكميّة المتألّفة من الوحدات ، فيختصّ بالمتعدّد في ذاته.
وعدد : للتقليل : أي : معدود ، هو نقيض الكَثرة (14) .
لعلّ المعنى : يا يزيد إنّ أيامك الباقية من عمرك قليلة ، فسوف لا تبقى في هذه الحياة إلا أياماً معدودة ، فأنتَ قريب إلى الموت والهلاك ، وبعد ذلك سوف تلاقي جزاء أعمالك ، فالعذاب منك قريب .
إنّ جريمة قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) أثّرت تأثيراً سلبيّاً في مقدار عمرك ، فجعلته قصيراً جدّاً .
فقد جاء في التاريخ : أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام (15) ، فلم يَتَهنّا بطول الحياة وطول مدّة السلطة ، كما كان يتمنّى ذلك ، وكما كان يُتوقّعه بعد القضاء على منافسه ـ حسب زعمه ـ وهو الإمام الحسين ( عليه السلام ).
[align=center]*- « وجمعك إلا بدَد » -*[/align] بدَد : يُقال بَدّهُ بَدّاً : أي فَرّقَه ، وبَدّدَ الشيء : فَرّقَه (16) والتَبَدّد : التفرُّق (17) .
المعنى : سوف يتفرّق جمعك وجلاوزتك ، وحاشيتك التي كنت تسهرُ معهم على مائدة الخمر والقمار والغناء ،
فسوف يغيبون عن عينك ، لمرض أو موت ، أو تتغيّر نظرتهم بالنسبة إليك ، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل كلّ يوم من الأيام يحمل لك حزناً وهمّاً جديداً ، فلا تتهنّا بمن حولك.
[align=center]*- « يوم ينادي المنادي : ألا لعن الله الظالم العادي » -*[/align]
المعنى : يوم تموت ، وتسمع صوتاً مرعباً لمناد ينادي ـ من عند الله تعالى ـ : « ألا لعن الله الظالم العادي » فأوّل شيء تراه بعد موتك هو : سماعك لهذا الصوت. وكلمة « لعن الله الظالم » أي : أبعده عن رحتمه وعفوه ومغفرته.
ثمّ ... بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تُمهّد لختام خطبتها الخالدة ، فقالت :
[align=center]*- « والحمد لله الذي حَكَم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة » -* [/align]
حَكَم لأوليائه : قضى لهم (18) ، وقدّر لهم ذلك.
أصفيائه : الصفيّ مِن كلّ شيء صَفوُهُ ، وجمعُه : أصفياء (19) .
بقلب مفعم بالإيمان بالله تعالى ، والرضا بما يختاره الله لعباده ، بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تختم خطبتها بحمد الله سبحانه الذي قضى لأوليائه بالسعادة ، وتقصد من الأولياء ـ هنا ـ : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ـ الذي هو سيد أولياء الله تعالى ـ وأصحابه الذي قُتلوا معه يوم عاشوراء ، ونالوا ـ بذلك ـ شرف الشهادة.
إنّ الإنسان الذي يلتزم بالدين ، ويصنع من نفسه وليّاً لله ـ وذلك بأدائه لِلَوازم العبودية لله سبحانه ـ سوف يحظى بنتائج إلهيّة فريدة ، وهي عبارة عن المِنَح المميزة ، والألطاف الخاصّة التي يُفيضها الله عليه ، والتي لا تشمل غيره من الناس ، ومن أبرز تلك الألطاف الخاصة : السعادة الأبدية ، ولعلّ إلى هذا المعنى الرفيع أشار الله تعالى بقوله : « وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء » (20) .
إنّ أولياء الله تعالى كانوا يفكّرون ـ باستمرار ـ في جَلب رضى الله سبحانه. ويتحرّكون في هذا المدار ويدورون حول هذا المحور.
ومن الطبيعي أنّهم كانوا ـ ولا زالوا ـ على درجات ، فهناك مَن يكون وليّاً لله تعالى منذ السنوات الأولى من حياته ، وهناك من يصير ولياً لله تعالى في مرحلة متقدّمة من العمر.
وعلى هذا الأساس يقضي الله ( عز وجل ) لهم بالفوز والتفوّق والسعادة الأبديّة ، بجميع ما لهذه الكلمة من معنى .
وأحياناً يُقدّر الله تعالى لهم بعض المكاره والصعوبات ، وذلك لأسرار وحِكَم يعلمها الله سبحانه ، فترى الأولياء يُظهرون من أنفسهم كلّ إستعداد وتحمّل وتقبّل لتلك المكاره ويستقبلونها بصدر واسع وصبر جميل.
وختم الله تعالى لأصفيائه بالشهادة ، فقد كانت حياتهم كلها خير وبركة منذ البداية إلى النهاية ، فمِن المؤسف ـ حقّاً أن يموت الوليّ ميتةً طبيعية على الفراش ، بل المتوقّع له أن يوفّقه الله تعالى للشهادة والقتل في سبيله ، لكي تكون لموته أصداءٌ تعود للدين بالفائدة ، كما كانت حياته كذلك .
فقتلهم يوقظ الغافلين غير المُلتزمين بالدين ، ويجعلهم يُفكّرون ويتساءلون عن سبب قتله رغم كونه إنساناً طيباً ، ويبحثون عن هويّة القاتل ، وهدفه من قتل هذا الرجل ! فتكون هذا الأصداء سبباً لعودة الكثيرين إلى الإلتزام الشديد بالدين ومبادئه.
ولعلّ أولئك الأولياء هم الذين أرادوا أن يكون ختام حياتهم بالشهادة ، وسألوا من الله ( عزّ وجل ) ذلك ، فاستجاب الله ـ سبحانه ـ لهم دعاءهم ، وقدّر لهم الشهادة في سبيل الله تعالى ، ولعلّ هذا هو معنى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) : « بِبلوغ الإرادة ».
[align=center]*- « نقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة » -*[/align]
المعنى : نَقَلهم إلى عالم يُرَفرف على رؤوسهم رحمة الله الواسعة المخصّصة للشهداء في سبيل الله تعالى ، والرأفة : أي : العاطفة المزيجة باللطف والحنان ، التي لا تَشمَل غير الشهداء الذين باعوا أعزّ شيء لديهم ـ وهي حياتهم ـ للدين ، وفي سبيل المحافظة على روح الدين الذي كان يتجسّد في الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وعدم الرُضوخ لبيعة « يزيد » الكافر .
« والرضوان والمغفرة » إنّ القرآن الكريم يُصرّح بأن أعلى وأغلى وألذّ نعمة يتنعّم بها بعض أهل الجنّة ـ وفي طليعتهم شهداء فاجعة كربلاء ـ هو شعورهم وإحساسهم بأنّ الله تعالى راض عنهم ،
قال تعالى : « وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » (21) .
هذا سوى ما يُعيّن لهم من أنواع النِعَم والكرامة والإحترام اللائق ... الذي لا مَثيل له في عالم الدنيا !
يُضاف إلى ذلك : أنّ الرجل الذي يُقتَل في سبيل الله بنيّة خالصة سوف يمرّ نسيم العفو والمغفرة على ما صدر منه من مخالفات ، فيصير ملفّه أبيض لا سواد فيه .
إنّنا نقرأ في دعاء صلاة يوم عيد الفطر والأضحى : « ... اللهم وأهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة » ، وهذا لجميع المؤمنين التائبين ، ولكنّ الشهيد يمتاز بمزايا وتسهيلات خاصّة قرّرها الله تعالى للشهداء فقط .
هذا إذا كان الشهيد إنساناً عادياً غير معصوم من الذنوب ، أمّا إذا كان معصوماً فلا توجد في صحيفة أعماله ذنوب أو معاصي ، فيكون معنى « المغفرة » بالنسبة إليه علوّ درجته في الجنّة ، واختصاصه بمنح فريدة كالشفاعة للآخرين ، وغير ذلك من المميّزات.
وأمّا سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقد خاطبه الله تعالى ـ بقوله ـ : « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي » ،
فقد روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّ المقصود والمُخاطب بهذه الآية : هي نفس الإمام الحسين ( عليه السلام ) (22) .
وكم تتضمّن هذه الآيات من كلمات وضمائر عاطفيّة !! ___________________________________________________________________
(1) خطبة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) في كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ،
(2) سورة الروم ، الآية 10.
(3) وفي نسخة : حيث أخذت...
(4) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا. المحقق
(5) لعل الأصح : مستوثقة .المحقق
(6) سورة آل عمران ، الآية 178.
(7) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(8) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .
(9) سورة آل عمران ، الآية 169 ـ 170.
(10) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(11) وفي نسخة : الفراعل.
(12) وفي نسخة : والإنتجاب
(13) كتاب « تاج العروس » للزبيدي ، و « العَين » للخليل بن أحمد.
(14) كما يُستفاد ذلك مِن كتاب « تاج العروس » للزبيدي.
(15) ذكر ذلك الطبري ـ المتوفى عام 310 هـ ـ في تاريخه ، طبع لبنان ، ج 5 ، ص 499.المحقق
(16) المعجم الوسيط.
(17) العين للخليل .
(18) المعجم الوسيط.
(19) المعجم الوسيط.
(20) سورة البقرة ، الآية 105.
(21) سورة التوبة ، آية 72.
(22) كتاب ( تفسير البرهان ) للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية 27 ـ 30 من سورة الفجر. المحقق
________________________________________________________________
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ، ت1415_____________________________________________________________
[/align]
خطبة السيدة زينب (عليها السلام ) في مجلس الطاغية يزيد (عليه اللعنة) (1) - ( الجزء التاسع)-
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : « ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ». (2)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (3) ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً وامتنانا (4) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (5) والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل ) : « ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ، ولهم عذاب مهين » (6) .
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله. ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً.ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر . فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم ، يهتف بأشياخه ـ :لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً----- ولقالوا : يا يزيد : لا تشل ، منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه . لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (7) ، وشمس آل عبد المطلب. وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم صرخت بندائك ، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (8) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ،وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم ، « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ». (9) وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا . وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا ،وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى. فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ، ومن هناك مثلك ما درج (10) .فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!
تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا . تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل. (11 ) . فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد . فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل. ثم كد كيدك ، واجهد جهدك . فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (12) ، لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها.
-* وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد ؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي. والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة -*
ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك. ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ».
فقال يزيد ـ مجيباً لها ـ :
يـا صـيحة تـحمد مـن صوائح------ ما أهون الموت على النوائح
-----------------------------------------------------------------
الشرح الموجزللخطبة المباركة ( الجزءالتاسع):
[align=center] *- « وهل رأيُك إلا فَنَد ، وأيّامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدَد » -*[/align]
فند : الفند : الخطأ في القول والرأي ، وقيل : الفند : هو الكَذِب (13) .
لعلّ المعنى : أنّ رأيك ـ في تخطيطك ومحاولتك للتخلّص من مضاعفات جريمتك ـ خطأ وضعيف .
[align=center]*- « وأيّامك إلا عدد » -*[/align]
العدد : هو الكميّة المتألّفة من الوحدات ، فيختصّ بالمتعدّد في ذاته.
وعدد : للتقليل : أي : معدود ، هو نقيض الكَثرة (14) .
لعلّ المعنى : يا يزيد إنّ أيامك الباقية من عمرك قليلة ، فسوف لا تبقى في هذه الحياة إلا أياماً معدودة ، فأنتَ قريب إلى الموت والهلاك ، وبعد ذلك سوف تلاقي جزاء أعمالك ، فالعذاب منك قريب .
إنّ جريمة قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) أثّرت تأثيراً سلبيّاً في مقدار عمرك ، فجعلته قصيراً جدّاً .
فقد جاء في التاريخ : أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام (15) ، فلم يَتَهنّا بطول الحياة وطول مدّة السلطة ، كما كان يتمنّى ذلك ، وكما كان يُتوقّعه بعد القضاء على منافسه ـ حسب زعمه ـ وهو الإمام الحسين ( عليه السلام ).
[align=center]*- « وجمعك إلا بدَد » -*[/align] بدَد : يُقال بَدّهُ بَدّاً : أي فَرّقَه ، وبَدّدَ الشيء : فَرّقَه (16) والتَبَدّد : التفرُّق (17) .
المعنى : سوف يتفرّق جمعك وجلاوزتك ، وحاشيتك التي كنت تسهرُ معهم على مائدة الخمر والقمار والغناء ،
فسوف يغيبون عن عينك ، لمرض أو موت ، أو تتغيّر نظرتهم بالنسبة إليك ، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل كلّ يوم من الأيام يحمل لك حزناً وهمّاً جديداً ، فلا تتهنّا بمن حولك.
[align=center]*- « يوم ينادي المنادي : ألا لعن الله الظالم العادي » -*[/align]
المعنى : يوم تموت ، وتسمع صوتاً مرعباً لمناد ينادي ـ من عند الله تعالى ـ : « ألا لعن الله الظالم العادي » فأوّل شيء تراه بعد موتك هو : سماعك لهذا الصوت. وكلمة « لعن الله الظالم » أي : أبعده عن رحتمه وعفوه ومغفرته.
ثمّ ... بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تُمهّد لختام خطبتها الخالدة ، فقالت :
[align=center]*- « والحمد لله الذي حَكَم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة » -* [/align]
حَكَم لأوليائه : قضى لهم (18) ، وقدّر لهم ذلك.
أصفيائه : الصفيّ مِن كلّ شيء صَفوُهُ ، وجمعُه : أصفياء (19) .
بقلب مفعم بالإيمان بالله تعالى ، والرضا بما يختاره الله لعباده ، بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تختم خطبتها بحمد الله سبحانه الذي قضى لأوليائه بالسعادة ، وتقصد من الأولياء ـ هنا ـ : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ـ الذي هو سيد أولياء الله تعالى ـ وأصحابه الذي قُتلوا معه يوم عاشوراء ، ونالوا ـ بذلك ـ شرف الشهادة.
إنّ الإنسان الذي يلتزم بالدين ، ويصنع من نفسه وليّاً لله ـ وذلك بأدائه لِلَوازم العبودية لله سبحانه ـ سوف يحظى بنتائج إلهيّة فريدة ، وهي عبارة عن المِنَح المميزة ، والألطاف الخاصّة التي يُفيضها الله عليه ، والتي لا تشمل غيره من الناس ، ومن أبرز تلك الألطاف الخاصة : السعادة الأبدية ، ولعلّ إلى هذا المعنى الرفيع أشار الله تعالى بقوله : « وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء » (20) .
إنّ أولياء الله تعالى كانوا يفكّرون ـ باستمرار ـ في جَلب رضى الله سبحانه. ويتحرّكون في هذا المدار ويدورون حول هذا المحور.
ومن الطبيعي أنّهم كانوا ـ ولا زالوا ـ على درجات ، فهناك مَن يكون وليّاً لله تعالى منذ السنوات الأولى من حياته ، وهناك من يصير ولياً لله تعالى في مرحلة متقدّمة من العمر.
وعلى هذا الأساس يقضي الله ( عز وجل ) لهم بالفوز والتفوّق والسعادة الأبديّة ، بجميع ما لهذه الكلمة من معنى .
وأحياناً يُقدّر الله تعالى لهم بعض المكاره والصعوبات ، وذلك لأسرار وحِكَم يعلمها الله سبحانه ، فترى الأولياء يُظهرون من أنفسهم كلّ إستعداد وتحمّل وتقبّل لتلك المكاره ويستقبلونها بصدر واسع وصبر جميل.
وختم الله تعالى لأصفيائه بالشهادة ، فقد كانت حياتهم كلها خير وبركة منذ البداية إلى النهاية ، فمِن المؤسف ـ حقّاً أن يموت الوليّ ميتةً طبيعية على الفراش ، بل المتوقّع له أن يوفّقه الله تعالى للشهادة والقتل في سبيله ، لكي تكون لموته أصداءٌ تعود للدين بالفائدة ، كما كانت حياته كذلك .
فقتلهم يوقظ الغافلين غير المُلتزمين بالدين ، ويجعلهم يُفكّرون ويتساءلون عن سبب قتله رغم كونه إنساناً طيباً ، ويبحثون عن هويّة القاتل ، وهدفه من قتل هذا الرجل ! فتكون هذا الأصداء سبباً لعودة الكثيرين إلى الإلتزام الشديد بالدين ومبادئه.
ولعلّ أولئك الأولياء هم الذين أرادوا أن يكون ختام حياتهم بالشهادة ، وسألوا من الله ( عزّ وجل ) ذلك ، فاستجاب الله ـ سبحانه ـ لهم دعاءهم ، وقدّر لهم الشهادة في سبيل الله تعالى ، ولعلّ هذا هو معنى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) : « بِبلوغ الإرادة ».
[align=center]*- « نقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة » -*[/align]
المعنى : نَقَلهم إلى عالم يُرَفرف على رؤوسهم رحمة الله الواسعة المخصّصة للشهداء في سبيل الله تعالى ، والرأفة : أي : العاطفة المزيجة باللطف والحنان ، التي لا تَشمَل غير الشهداء الذين باعوا أعزّ شيء لديهم ـ وهي حياتهم ـ للدين ، وفي سبيل المحافظة على روح الدين الذي كان يتجسّد في الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وعدم الرُضوخ لبيعة « يزيد » الكافر .
« والرضوان والمغفرة » إنّ القرآن الكريم يُصرّح بأن أعلى وأغلى وألذّ نعمة يتنعّم بها بعض أهل الجنّة ـ وفي طليعتهم شهداء فاجعة كربلاء ـ هو شعورهم وإحساسهم بأنّ الله تعالى راض عنهم ،
قال تعالى : « وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » (21) .
هذا سوى ما يُعيّن لهم من أنواع النِعَم والكرامة والإحترام اللائق ... الذي لا مَثيل له في عالم الدنيا !
يُضاف إلى ذلك : أنّ الرجل الذي يُقتَل في سبيل الله بنيّة خالصة سوف يمرّ نسيم العفو والمغفرة على ما صدر منه من مخالفات ، فيصير ملفّه أبيض لا سواد فيه .
إنّنا نقرأ في دعاء صلاة يوم عيد الفطر والأضحى : « ... اللهم وأهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة » ، وهذا لجميع المؤمنين التائبين ، ولكنّ الشهيد يمتاز بمزايا وتسهيلات خاصّة قرّرها الله تعالى للشهداء فقط .
هذا إذا كان الشهيد إنساناً عادياً غير معصوم من الذنوب ، أمّا إذا كان معصوماً فلا توجد في صحيفة أعماله ذنوب أو معاصي ، فيكون معنى « المغفرة » بالنسبة إليه علوّ درجته في الجنّة ، واختصاصه بمنح فريدة كالشفاعة للآخرين ، وغير ذلك من المميّزات.
وأمّا سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقد خاطبه الله تعالى ـ بقوله ـ : « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي » ،
فقد روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّ المقصود والمُخاطب بهذه الآية : هي نفس الإمام الحسين ( عليه السلام ) (22) .
وكم تتضمّن هذه الآيات من كلمات وضمائر عاطفيّة !! ___________________________________________________________________
(1) خطبة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) في كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ،
(2) سورة الروم ، الآية 10.
(3) وفي نسخة : حيث أخذت...
(4) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا. المحقق
(5) لعل الأصح : مستوثقة .المحقق
(6) سورة آل عمران ، الآية 178.
(7) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(8) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .
(9) سورة آل عمران ، الآية 169 ـ 170.
(10) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(11) وفي نسخة : الفراعل.
(12) وفي نسخة : والإنتجاب
(13) كتاب « تاج العروس » للزبيدي ، و « العَين » للخليل بن أحمد.
(14) كما يُستفاد ذلك مِن كتاب « تاج العروس » للزبيدي.
(15) ذكر ذلك الطبري ـ المتوفى عام 310 هـ ـ في تاريخه ، طبع لبنان ، ج 5 ، ص 499.المحقق
(16) المعجم الوسيط.
(17) العين للخليل .
(18) المعجم الوسيط.
(19) المعجم الوسيط.
(20) سورة البقرة ، الآية 105.
(21) سورة التوبة ، آية 72.
(22) كتاب ( تفسير البرهان ) للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية 27 ـ 30 من سورة الفجر. المحقق
________________________________________________________________
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ، ت1415_____________________________________________________________
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 2578
- اشترك في: السبت يونيو 07, 2008 3:10 am
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
[align=center]بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم يا كريم وأهلك اعدائهم الى يوم الدين
السلام على سيدتنا
ومولاتنا بطلة كربلاء
ومن صاغت بالتاريخ أروع صور التضحية والفداء
اخيتي يعطيك العافيه وفي ميزان الاعمال
دمتي بود
شجن[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم يا كريم وأهلك اعدائهم الى يوم الدين
السلام على سيدتنا
ومولاتنا بطلة كربلاء
ومن صاغت بالتاريخ أروع صور التضحية والفداء
اخيتي يعطيك العافيه وفي ميزان الاعمال
دمتي بود
شجن[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49875
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
[font=Courier New][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بوركت جهودك
أختي يا لثارات الزهراء
دمت بحمى الرحمن ولا حرمك الله من الأجر
السلام عليكِ يا زينب الحوراء يا روح الزهراء ويا بطلة كربلاء الحافظة لأيتام عاشوراء ,,يا رداء الحياء وعفة الكبرياء ,,يا زينب الحنان يا من حملت الأهوان ورحمة الله وبركاته[/align][/font]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بوركت جهودك
أختي يا لثارات الزهراء
دمت بحمى الرحمن ولا حرمك الله من الأجر
السلام عليكِ يا زينب الحوراء يا روح الزهراء ويا بطلة كربلاء الحافظة لأيتام عاشوراء ,,يا رداء الحياء وعفة الكبرياء ,,يا زينب الحنان يا من حملت الأهوان ورحمة الله وبركاته[/align][/font]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم[/font][/align]
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 8887
- اشترك في: الأحد مارس 02, 2008 5:49 pm
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على عقيلة الطالبين ورحمة الله وبركاته
بوركتم وجزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله تعالى بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على عقيلة الطالبين ورحمة الله وبركاته
بوركتم وجزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله تعالى بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13033
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشرفت بهذ الزيارة المباركة
اخواتي الطيبات
وبارك الله فيكم
وقضى حوائجكم بمحمد وآل محمد
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشرفت بهذ الزيارة المباركة
اخواتي الطيبات
وبارك الله فيكم
وقضى حوائجكم بمحمد وآل محمد
[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 1432
- اشترك في: الاثنين فبراير 15, 2010 5:01 pm
- مكان: انتظار الامام الحجة (عج)
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليك يا ام المصائب
السلام عليك يا زينب الكبرى
السلام على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الابية، واللبوة الطالبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية، والوديعة الفاطمية. السلام على من اطاعت الله تعالى في السر والعلن، وتحدث بمواقفها اهل النفاق والفتن. السلام على من ارهبت الطغاة في صلابتها، وادهشت العقول برباطة جأشها، ومثلت اباها علياً بشجاعتها، واشبهت امها الزهراء في عظمتها وبلاغتها...
السلام على من حباها الجليل جل اسمه بالصفات الحميدة، وزادها قوةً وثباتاً على الدين والعقيدة، وشد الله عزمها في مواطن المحن الشديدة، والهمها جميل الصبر، واكرمها جزيل الاجر
الزينبية
ماذا تقولون إذ قـال النـبيُّ لكـم = ماذا صنعتم وأنـتم آخـر الأُمـمِ
بأهـلِ بيتـي وأولادي وتكرمتـي = منهم أُسارى ومنهم ضُرِّجوا بـدمِ
ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم = أن تُخْلفوني بسوءٍ في ذوي رَحِمي
ماذا تقولون إذ قـال النـبيُّ لكـم = ماذا صنعتم وأنـتم آخـر الأُمـمِ
بأهـلِ بيتـي وأولادي وتكرمتـي = منهم أُسارى ومنهم ضُرِّجوا بـدمِ
ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم = أن تُخْلفوني بسوءٍ في ذوي رَحِمي
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13033
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
اختي الكريمة عابدين
بارك الله فيك
سلمت يداك على هذه الأبيات الشعرية الرائعة
قضى حوائجك للدنيا والآخرة
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
اختي الكريمة عابدين
بارك الله فيك
سلمت يداك على هذه الأبيات الشعرية الرائعة
قضى حوائجك للدنيا والآخرة
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 16729
- اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am
Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج9
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
اختنا الفاضلة يالثار ات الزهراء,
لَكُم الْشُّكْر الْجَزِيل لِمُشَارَكَتِكُم الْقَيِّمَة وَالْطَّرْح الْرَّائِع
احْسَنْتُم كَثِيْرا بَارَك الْلَّه فِيْكُم وَرَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم وَرَزَقَكُم الْلَّه الْصِّحَّه وَالْعَافِيَة
وَجَزَاكُم الْلَّه خَيْرا وَنُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
وَصَلَّى الْلَّه عَلَى مُحَمّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
دُمْتُم فِي حِفْظ وَرِعَايَة الْلَّه .... وَفَقَّكُم الْلَّه لِكُل خَيْر
نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء
وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
اختنا الفاضلة يالثار ات الزهراء,
لَكُم الْشُّكْر الْجَزِيل لِمُشَارَكَتِكُم الْقَيِّمَة وَالْطَّرْح الْرَّائِع
احْسَنْتُم كَثِيْرا بَارَك الْلَّه فِيْكُم وَرَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم وَرَزَقَكُم الْلَّه الْصِّحَّه وَالْعَافِيَة
وَجَزَاكُم الْلَّه خَيْرا وَنُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
وَصَلَّى الْلَّه عَلَى مُحَمّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
دُمْتُم فِي حِفْظ وَرِعَايَة الْلَّه .... وَفَقَّكُم الْلَّه لِكُل خَيْر
نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
إذا كنا مع الحق فلا نبالي