بسم الله العلي رب محمد و علي
بِـسـر الأسـرار عـلـي 110
اللهم صلِ على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
و لعن الله قاتليهم و ظالميهم من الأوليين و الأخريين
لـعــنـــــــة أبديــــة مـتـجـــددة إلى يــــوم الـــديــــــن
وعجل اللهم فرج ولي زماننا الإمام الحجة إمام المتقين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام على الدماء السائلات ، السلام على الأعضاء المقطعات ، السلام على الرؤوس المشالات ، السلام على النسوة البارزات
عظّم الله تعالى أجوركم بحلول عاشوراء الأسى و مصاب سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات ربي و سلامه عليه
يــــا عــلــي
السلام على من لها خُلق كـ الفجر عمّت ظلالهُ و مُكرمة باتت على الناس تشرفُ ، السلام على من قاست خطوباً و هي مهضومة الحشا كما هضم المظلوم و المتحيفُ. السلام على من لها مصاب غدت تبكي العيون له دما و كل محب دمعه متوكفُ. السلام الصابرة الباكية عقيلة بني هاشم زينب الحوراء أرواحنا لها الفداء!
بـ أبي التي ورثت مصائب أمها ......... فـ غدت تقابلها بصبر أبيها
**************
أيها الشباب الزينبي المتشرب بالحب الحسيني تعالوا معنا نحلق بأرواحنا نحو رمضاء كربلاء عبر جناح حملتنا العاشورائية المسددة حملة (آه... يا زينب) ،، نقف أمام خيمة فتى علوي طاهر في عمر الزهور ، بل زهرة لم تنفتح بعد ، إختار الشهادة و اللحاق بـ إبن عمه الأكبر عليه السلام على متاع الدنيا و شهواتها ، رسم طريقاً للشباب المسلم ، و خط بحناء دمائه منهجاً لمعنى الإباء. إنه القاسم سيف من سيوف الحسين عليه السلام ، جُرّد من غمده و سُل من قرابه فـ لمع كالشهاب المضيء في ذلك اليوم المظلم ؛ يوم كربلاء! لـ يُشع بالنور الوهاج الساطع الذي أحرق أوتاد الشرك و النفاق و الضلال. أحباب الحسين و عشاق الحوراء عليهما السلام .... هلموا معنا اليوم لنتوسل أمام خيمة عريس كربلاء ، عريس السماء!
أصحاب الحوائج المستعصية ،، أيها العازبون و العازبات ،، أصحاب الآهات الصادقة شاركونا بـ (آه يا زينب)!!
ورد عن الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الناحية عند ذكر القاسم ابن الحسن المجتبى: "السلام على القاسم ابن الحسن المضروب على هامته، المسلوب لامته، الذي نادى عمّه الحسين فجلّى عليه كالصقر فرآه يفحص بيديه ورجليه، فقال: يعزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك أو يجيبك فلا يعينك أو يعينك فلا يغني عنك، بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك و أبوك، هذا والله يومٌ كثر واتره وقلّ ناصره".
القاسم سلام الله عليه ترّبى في حجر الحسين عليه السلام فغدا كاملاً في أخلاقه و إيمانه و ثباته، و قدوة للعارفين و السالكين إلى الله في عشقه للشهادة، يسأله الحسين عليه السلام عندما أراد القاسم أن يعرف هل هو في جملة من يرزقوا الشهادة- كما بشّر بها الإمام الحسين أصحابه ليلة عاشوراء- فقال له الحسين: ولدي قاسم كيف تجد طعم الموت؟ قال: يا عمّاه، والله الموت بين يديك عندي أحلى من العسل، فبشَّره الحسين بالشهادة وأنّه في جملة من يكون لهم هذا الفوز وهذه السعادة معه من الشهداء....
::همسة للمشتركين:: هنيئاً لمن شارك معنا في سلسلة حملة (أه يا ينب) المسددة طوال الأسابيع الماضية ؛؛ تــذكــروا أحبتي أنــكـم فـــي ضــيـافــة الـحــوراء زيــنــب (عليها السلام) فألحوا بالدعاء و التوسل!! هذا التوسل عظيم جداً و له أثر عجيب فـ توكلوا على الله تعالى و أطلبوا حوائجكم بيقين فأنتم أمام فلذة كبد الحسن كريم أهل البيت عليه ،، فتى علوي طاهر شيمته الكرم كـ والده ،، باب من أبواب الحوائج العظمى هو باب عريس الطفوف القاسم ابن الحسن المجتبى أرواحنا لهما الفداء!!
حملتنا اليوم ستكون مخصصة للعزاب الذين يطلبون الإرتباط المقدس بشكل خاص و لنيل الحوائج الأخرى بشكل عام بشفاعة هذا الشهيد المظلوم الذي حُرم العرس كـ بقية الشبان و آثر أن يكون شهيداً صريعاً بين يدي إمامه عليه السلام! لأجل موقفه النبيل هذا شرّفه الله تعالى بأن يكون عريس السماء حيث بعد أن قتل أصحاب الحسين عليهم السلام يوم عاشوراء وبرز للقتال أبطال بني هاشم الذي ارتضعوا من ثدي الفتوّة و لبان الشجاعة، و قتل عليّ الأكبر و جملة من شباب بني هاشم، و سمع القاسم نداء عمّه الحسين واغربتاه، واقلّة ناصراه، أما من معين يعيننا؟! أما من ناصر ينصرنا؟! أما من ذابٍّ يذبّ عنّا؟! جاء القاسم إلى عمه يطلب الإذن للذب عن حرم رسول الله (صلى الله عليه و آله). لكن إمامنا ابا عبدالله سلام الله عليه كان يكن لهذا الفتى حباً عميقاً ، وكان يتسلى به ويراه علامة اخيه الحسن ، لأنه كان للحسن المجتبى عليه السلام عظيم الحب في قلوب المسلمين ، فكيف بقلب الحسين ( سلام الله عليه )؟ هكذا لما نظر الى القاسم تداعت في نفسه علائم الحسن سلام الله عليه ، كيف يأذن للقاسم بأن تقطعه حراب بني امية أمام عينيه! و لعله لذلك قال للقاسم حسب الرواية : يا ابن الأخ ؛ أنت من أخي علامة ، و أريد أن تبقى لي لأتسلى بك .
كـــل شـــمــايــل بـــني هاشم بيك يا جسام تظهر
الهـــيــبه مــن هيبة محمد والعزم من عزم حيدر
وارث مـــن الحسن عـــلمه والحسن للعلم مصدر!
أصحاب الحوائج ،، العازبون و العازبات لـ نقرأ زفة القاسم بـ بدموع هاملة مع طلب حوائجكم و إن شاء الله يفتح لكم عريس كربلاء و عروسته سكينة عليهما السلام أبواب الإجابة!
اما القاسم الذي كان من جهة متعبداً بولاية عمه وامامه الحسين سلام الله عليه ، ومن جهه ثانية كان متحفزاً للبراز والجهاد بين يديه وطالباً للشهادة في سبيل الله ونصرة عمه الحسين سلام الله عليه ؛ فقد انتحى جانباً وجلس مهموماً مغموماً ، باكي العين ، حزين القلب ، و وضع رأسه على رجليه ثم تذكر ان أباه قد ربط له عوذةً في كتفه الايمن ، وقال له اذا اصابك ألماً وهماً ، فعليك بحل العوذة وقراءتها وفهم معناها ، و اعمل بكل ما تراه مكتوباً فيها. فحل العوذة و فضّها و نظر إلى كتابتها واذا فيها : يا ولدي اوصيك انك اذا رأيت عمك الحسين (عليه السلام ) في كربلاء و قد أحاطت به الاعداء فلا تترك الجهاد و البراز لأعداء الله و أعداء رسول الله ، و لا تبخل عليه من روحك و من دمك ، و كلما نهاك عن البراز عاوده ليأذن لك للبراز لتحظى بالسعادة الابدية. فقام القاسم من ساعته و اتى الحسين وعرض ما كتب الحسن على عمه الحسين (عليهما السلام ) ، فلما قرأ الحسين العوذة بكى بكاءاً شديداً ، و قال : يا ولدي اتمشي برجلك الى الموت ؟
قال : فكيف لا يا عم؟! و انت بين الاعداء بقيت وحيداً فريداً لم تجد حامياً و لا صديقاً . روحي لروحك الفداء ،و نفسي لنفسك الوقاء .فبكى إمامنا الحسين و مسك على يد القاسم و أدخله الخيمة و طلب عوناً و عباساً و قال لأم القاسم .. هل للقاسم ثياب جدد ؟؟..قالت لاااا .. فقال لأخته زينب (عليها السلام) .. عليّ بالصندوق الفلاني الذي فيه ثياب أخي الحسن (عليه السلام) فأتت به و قالت : ما تريد يا أخي أن تصنع به؟؟ قال إني عزمت أن أزوج القاسم على سكينة فـ أمضي لها و هيئيها و خضبي كفوفها. فـ بكت زينب و هملت عيناها بالدموع و قالت له: يا أخي ما عهدتك تمزح بي! فقال: ليس أمزح بك و إنما هي وصية متقدمة من أخيك الحسن (عليه السلام) و لا بد من إنفاذها. ثم بكى و بكت زينب (عليها السلام) و قالت:
يا أخي هذه أيام قتل و قتال و ليست بأيام فرح وسرور ، فأسألك بالله أن تؤخر عرسهم حتى نرجع الى مدينة جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) و نقيم فيها الفرح وأما هذه الأيام فإننا مشتغلين بجنازة أبا الفضل العباس! فقال الحسين عليه السلام: لا بد من ذلك يا زينب، فمضت مولاتنا زينب عليها السلام الى سكينة و قالت لها: قومي يا بنية فإن أباك قد عزم على أن يزفك على إبن عمك القاسم (عليه السلام) ، فقالت يا عمة وما تريدين ؟؟ .. فقالت لها بنية أن أباك الحسين (عليه السلام) قد أمرني بأن أخضب كفيك و أزينك حتى نزفك على إبن عمك القاسم (عليه السلام) فلما سمعت سكينة بذلك انضمت إلى عمتها أم كلثوم و نادت يا عمة شيري على والدي الحسين (عليه السلام) أن يعفيني من هذا العرس! فقالت لها: لا بد من ذلك يا سكينة ، فبكت بكاءاً شديداً ولطمت على رأسها. فبكت زينب (عليها السلام) حتى خنقتها العبرة و ارتفع منها البكاء و ضجت الحرم و الأطفال.. كل تنادي وامحنتاه.. و نحن ننادي واحسيناه! ثم أن زينب ضمت سكينة الى صدرها و قبلت ما بين عينيها وقالت لها: يا سكينة صبراً صبراً فإن أباك الحسين(عليه السلام) أمرنا بذلك و أمره مطاع. ثم أخذت بيدها و اقبلت بها الى الحسين (عليه السلام) فقام أبا عبدالله و ألبس القاسم ثياب أبيه الحسن (عليه السلام) و لف رأسه عمامة الحسن و مسك بيد ابنته المسمات للقاسم و عقد له عليها عقد النكاح و أمر أن تفرد لهما خيمة نائية عن الخيام. ثم أخذ بيد ابن أخيه القاسم و ادار بطرفه الى نحو المعركة و نادى أخي عباس حبيب قلبي حبيب ، هلال زهير برير مسلم بن عوسجة قوموا نزف اليتيم فبكى ونادى يقول :
عريس حنونه .. نسوان يزفونه
كبش الكتيبة قوم .. بس عاد من هالنوم
زف مهجة المسموم .. على زوجته اسكينه
دنهض يبو فاضل .. يالضغيم الباسل
هذا مهو قابل .. نسوان يزفونه
عريس بعده شاب.. طيب وابن أطياب
هذا يصير امصاب .. نسوان ايزفونه
بالمجتبى ناداى .. والوجد بفؤاده
يا سيد السادة .. ابنك بيعرسونه
فأضطربت الأجساد و ارتجت أرض كربلاء و اهتزت أعمدة الخيام و بكت النساء و الأيتام! قال فما وجد حركة منهم فأدار بطرفه نحو الخيام و دمعه بإنسجام و قلبه باضطرام ونادى أُخَيّه زينب .. أم كلثوم .. رباب .. رمله .. يا ليلى .. يا عاتكة.. يا بنات محمد (صلى الله عليه وآله) و يا بنات علي و فاطم .. قوموا نزف اليتيم على اليتيمة ، ثم بكى بكاءاً شديداً. فلما سمعت زينب (عليها السلام) ذلك نادت برفيع صوتها وامحمداه واعلياه واحسناه واغربتاه وامحنتاه. فلما سمع الحسين كلام زينب بكا ؛ ثم إن زينب التفتت إلى أخيها الحسين (عليه السلام) و قالت له : إعلم يا ابن والدي أن القاسم ابن ملوك الدنيا و الآخرة و عشيرته أكبر العشائر فكيف تزفه حرم و أطفال ثم أنها لطمت بيدها على رأسها و حثت التراب على وجهها.
فـ زُف القاسم على ابنة عمه سكينة جملة النسوة و هن في ضجة و صراخ و عويل و نياح و زينب تنادي: يا حسن يا مسموم هذا ولدك زف على ابنة أخيك الحسين (عليه السلام) وهي سكينة فليتك و جميع بني هاشم و أولاد بني عبد المطلب حاضرين .فتقدم الحسين (عليه السلام) أمام النساء و قبض على يد القاسم ابن الحسن و جعل في يد سكينة. فنادت الحرم والأطفال وامحمداه واعلياه واغربتاه وامحنتاه. و نحن ننادي واحسيناه واقاسماه!
فدخل القاسم (عليه السلام) في الخيمة مع ابنة عمه و خرج عنهم الإمام الحسين لعلمه سلام الله عليهم أن القاسم بعد ساعة يقتل. ثم أن العقيلة زينب لمت الحرم و الأيتام و أقبلت بهم إلى تهنئة القاسم فمروا على خيمة زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) فسمع صوت زينب فصاح بها يا عمة إلى أين قاصدة ؟؟ قالت له: إلى القاسم كي أهنئه بعرسه! فإفتجع زين العابدين (عليه السلام) و إنحنت من الأحزان ضلوعه و جرت من العينان دموعه و بكى بكاءاً شديداً. ثم أقبلت زينب (عليها السلام) و معها اليتامى و الحريم إلى خيمة القاسم و كان القاسم جالساً مع سكينة كل واحد منهم إلى طرف من الخيمة و هم يبكون إلى أن وقع نظر القاسم على فخر المخدرات زينب (عليها السلام). فلما وصلت زينب إلى خيمة القاسم سلمت عليه ، فرد عليها السلام و تقدمت إليه و أبلغته رسالة زين العابدين (عليه السلام) فافتجع القاسم و بكى بكاءاً شديداً ، ثم خرجت زينب (عليها السلام) مع الأطفال و الحريم عنهم و هم يبكون. و عاد القاسم ينظر إلى إبنة عمه و يبكي إلى أن سمع الأعداء ينادون البراز و سمع الحسين عليه السلام ينادي (( أما من معين .. أما من مغيث.. أما من ناصر .. أما من ذاب يذب عن حرم الرسول الأنجاب ))
فتحسر القاسم و رمى بيد زوجته و أراد الخروج فجذبت ذيله و مانعته عن الخروج و هي تقول له:
ما الذي خطر ببالك و ما الذي تريد أن تفعله؟! فقال لها: أريد ملاقاة الأعداء فإنهم يطلبون البراز ؛ فلزمت ذيله ، فقال خلي ذيلي فإن عرسنا أجلناه إلى يوم القيامه! فقالت له: يا قاسم أنت تقول عرسنا أجلناه إلى يوم القيامة و في يوم القيامة بأي شيئ أعرفك؟ فمسك القاسم (عليه السلام) على ردنه فقطعها و قال : أعرفيني بهذا الردن المقطوعة ، ولكن انتي بأي شيء أعرفك يا بنت العم ؟؟ فمدت يدها إلى جيبها فشقته و إلى شعرها فجزته ، و قالت له يا بن العم و انت أعرفني بهذا الجيب المقدود وهذا الشعر المجزوز.
فنفجع اهل البيت لفعل القاسم و لفعل سكينة و نادوا بالويل و الثبور و عظائم الأمور و أما سكينة بنت الحسين (عليهما السلام) فإنها لطمت بيدها على رأسها و نادت وامصيبتاه واقاسماه وامعرساه .
خرج القاسم إلى عمّه الحسين قائلاً: لبّيك سيّدي يا عمّ يا أبا عبد الله، فلمّا نظر إليه الحسين عليه السلام وكان أشبه بأبيه الحسن عليه السلام ، قطع عمامة القاسم نصفين ثم ادلاها على وجهه كأنه اراد ان يصون وجه القاسم ، ثم البسه ثيابه وشد سيفه وسط القاسم ، ثم اعتنقه وجعلا يبكيان حتّى غشي عليهما (ولعلّ هذا الوداع لم يحصل إلّا مع القاسم)..فلمّا أفاقا طلب القاسم المبارزة فقال له الإمام الحسين عليه السلام : ولدي قاسم أبرز (ولكن قبل ذلك ودّع أمّك وأخواتك) و ما أصعبها من ساعة ، رحم الله الشاعر يصوّر هذا المشهد:
لزمت ركابه سكينة وعمته بحلقه تشمه
ومن الخيم مدهوشة طلعت تنادي أمه
يبني يا جاسم هالوقت حالك لعمك ضمه
لها اليوم أنا ذاخرتك مالك تخيب ظنوني
(قالها) أوصيك يمه وصيه تسمعين لفظ اجوبي
شبان لو شفتيهم بالله ذِكري شبابي
محروم من شمّ الهو من دون كل صحابي
عطشان أنا يا والده حين الشرب ذكريني
ثمّ انحدر القاسم نحو الميدان ودموعه جارية على خدّيه، وهو يقاتل قتال الرجال الأبطال الشجعان، فأنكره بعضهم و صاروا يتساءلون من هذا الفتى الذي يقاتل قتال الأبطال ، فأنشأ يقول:
إِنْ تُنْكِرُونِي فَأَنا نَجْلُ الحَسَنْ سِبْطِ النَّبِيِّ المُجْتَبَى والمُؤْتَمَنْ
هَذا حُسَيْنٌ كَالأَسِيرِ المُرْتَهَنْ بَيْنَ أُناسٍ لا سُقُوا صَوْبَ المُزُنْ
يقول حميد ابن مسلم: خرج علينا القاسم ووجهه كفلقة قمر طالع، بيده السيف يضرب به قُدماً قُدماً، و عليه قميص و ازار وفي رجليه نعلان، فبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله و لا أنسى أنَّها اليسرى، فوقف ليشدّها (وكأنَّه لا يحسب حساباً للجيش من حوله من شجاعته العظيمة..) و كان عمر بن سعد بن نفيل الأزديّ إلى جانبه، فقال: والله لأشدّنّ على الغلام، و لأثكلنَّ به أمّه، قلت: يا هذا يكفيك ما به و قد احتوشوه من كلّ جانب ومكان، قال: والله لأفعلن، فشدّ على الغلام فما ولّى حتّى ضرب الغلام بالسيف على رأسه، ففلق هامته فخرّ إلى الأرض صريعاً ينادي: عليك منّي السلام يا عمّاه أدركني.. فجاءه الحسين كالصقر المنقضّ على فريسته، فرّق الأعداء عن مصرع ابن أخيه (رحم الله المنادي واقاسماه وا مظلوماه) وجده يفحص بيديه و رجليه، نادى: بُني قاسم عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يُغني عنك، بُعداً لقومٍ قتلوك، و من خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك، هذا يومٌ والله كثر واتره و قلّ ناصره.
بكى اوناداه يا جاسم اشبيدي يريت السيف قبلك حزّ وريدي
هان الكم تخلوني اوحيدي او على اخيمي يعمي القوم تفتر
ثمّ أنّ الحسين عليه السلام وضع صدره على صدر القاسم، وحمله إلى المخيّم -ساعد الله قلبك أبا عبد الله- (تقول الرواية: احتمله ورجلاه تخطّان في الأرض)، لم يُطق الحسين أن يحمل القاسم مستوياً لأنَّ المصائب التي مرَّت عليه خاصّة مصيبة القاسم أحنت ظهره. جاء بالقاسم إلى الخيمة التي فيها عليّ الأكبر، وضعه إلى جنبه، فجعل ينظر تارةً إلى وجه الأكبر وإلى وجه القاسم تارةً أخرى، وهو يكفكف دموعه بكمّه، وتمدّد بينهما وأخذ يقبّلهما وينادي (واولداه واعليّاه، واقاسماه وابن أخاه).
شاله لخيمته ويسكِب دمع عينه وقعد ما بين شِبله الأكبر وبينه
نِده وصاح يا رمله وسكينه تعالن للعزيز واشوفن اشحاله
وقيل إنّ الحسين ندب القاسم بهذه الأبيات:
غَرِيبُونَ عَنْ أَوْطانِهِمْ وَدِيارِهِمْ تَنوحُ عَلَيْهِمْ فِي البَرارِي وُحُوشُها
وَكَيْفَ لا تَبْكِي العُيونُ لِمَعْشَرٍ سُيوفُ الأَعادِي فِي البَرارِي تَنُوشُها
بُدورٌ تَوارَى نُورُها فَتَغَيَّرتْ مَحَاسِنُها تُرْبُ الفَلَاةِ نُعُوشُها
صار الحسين ينظر إلى ولده عليّ الأكبر وقتلى حوله من أهل بيته، ورفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم أحصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً، صبراً يا بني عمومتي، صبراً يا أهل بيتي، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً. ساعد الله أمّه رمله لمّا نظرت إلى ولدها الوحيد مشقوق الهامة مخضّباً بدمه ألقت نفسها عليه منادية: واولداه، واقاسماه:
ليالي اسهرت برباتك وعدلك و احَسِّب للعرس يبني وعدلك
أتاري النوب تاليها وعدلك تعوف العرس وآنه ابقى ابعزيه
أيها المهمومين ، المغمومين ، المكروبين ، المحتاجين ، الحيارى! هلموا معنا نطرق باب الحوراء عليها السلام الطرقة الثانية عشر مستشفعين بـ فلذة كبد الحسن عليه السلام ، العريس الذي قضى نحبه عطشان و قطّع جسده العدوان ،، نقسم على الحوراء بحق القاسم أن تشفع لنا عند الله تعالى في قضاء حوائجنا و تزويج شبابنا!
مـدة الحملة : يوم واحد فقط و سوف يتم اغلاق الموضوع ليلة (9) من شهر محرم الحرام بعد صلاة المغرب بمشيئة الله تعالى
العدد : المجال مفتوح لكافة المؤمنين و المؤمنات للإشتراك بهذه الحملة المباركة ، تأدية الأعمال تكون لمرة واحدة فقط و من أراد الإستزادة فله الأجر و الثواب.
**************
بـ شـبـاب الـقـاسـم يـا زيـنـب تـقـبـلّـي مـنـا هـذا الـقـربـان :
اللهم صل على محمد و آل محمد بعدد 100 مرة
سورة الفاتحة مرة واحدة
سورة الإخلاص 3 مرات
((من ثم تهدي ثواب هذه الأعمال للقاسم و سكينة عليهما السلام قربة لله تعالى رب العالمين))
اللهم اني أهدي ثواب هذه الأعمال للقاسم ابن الحسن و سكينة بنت الحسين عليهما السلام نيابة عن شهداء شباب شيعة أمير المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها قربة لله تعالى ، اللهم أسألك بحقك وبحق محمد وآله الطاهرين أن تتقبل منا هذا القليل بأحسن قبول ولاتجعله آخر العهد منا ياكريم
زيارة القاسم بن الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحَسَنِ المَسمُوم، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ ...السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيّدِي ومَوْلاي القَاسِمُ بنُ الإِمَامِ الحَسَنِ المُجْتَبَى ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه .
تقرأ هذه الأوراد بكل توجه و خضوع و خشوع....
يا غياث المستغيثين أغثني بـ عريس كربلاء القاسم بن الإمام الحسن أدركني بعدد 3 مرات
يا غياث المستغيثين أغثني بـ ريحانة الإمام الحسن المجتبى القاسم بن الإمام الحسن المجتبى أدركني بعدد 3 مرات
***************
يا غياث المستغيثين أغثني بـ عزيزة الإمام الحسين السيدة سكينة أدركني بعدد 3 مرات
يا غياث المستغيثين أغثني بـ مظلومية سكينة بنت الإمام الحسين أدركني بعدد 3 مرات
دعاء التوسل بـ القاسم بن الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و زد و بارك على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين.
وا قاسماه..وا قاسماه.. وا معرساه.. أين ملائكة السماء.. أين رسول الله .. أين حيدر الكرار.. أين فاطمة الزهراء.. أين أنت يا أبا القاسم أيها الحسن المجتبى.. هذا أبا عبدالله في بوغاء كربلاء ينادي و يندب أين أنتم يا أهل الكساء .. أين أنصاري .. أين أبا الفضل العباس حامل اللواء .. أين من أرتمى على المشرعه و كسر ظهري.. قومي و أجمعي الأحباب.. قومي قبل تعفر الورد على التراب.. يا أبا عبدالله اننا بارواحنا معك نادبون صارخون أمام خيمة الشباب.. أمام خيمة القاسم .. خيمة العريس.. آه على شبابك يا ابن الحسن.. آه على قلب أمك المتحسر .. نحن شيعتك نندبك بقلب حزين و نتوسل بك عند الله و أهل البيت الطاهرين في يومك العظيم في يومك العظيم الذي هز قلوب المؤمنين..
السلام على شمعة نينوى.. السلام على عريس كربلاء.. السلام على من استجاب إلى النداء.. السلام على رمز الفداء.. السلام على الزهرة اليانعة .. السلام على يتيم الحسن.. السلام على الناصر في المحن .. السلام على إبن الإمام المؤتمن.. السلام على القاسم ابن الحسن..
اسمع حنين و أنين و بكاء مريع من بقعة البقيع .. صوت الحسن الكريم .. أبا القاسم العريس منادياً يا ولدي و يا قرة عيني.. وا قاسماه.. وا قاسماه.. وا قاسماه.. شيعتي أنا المسموم.. شيعتي أنا المظلوم.. شيعتي أنا من بالبقيع مدفون .. أنا معكم.. أنا بينكم أصرخ بصوت حزين ولدي مذبوح.. ولدي مقتول .. ولدي شباب عفروه على التراب...
يا مولاي يا أبا القاسم نسألك بحق قلبك المفطور على شبابك الراحل عريس كربلاء أن تيسر أمورنا و تقضي حوائجنا و تنجي شبابنا و تثبت قلوبنا على ديننا و تحفظ أبنائنا من الضياع و تجعلهم رمزا للفداء.. إلهي بحق مقام أهل البيت عندك أقضي حاجة كل مؤمن و كل مؤمنة و كل شاب طالب حاجة واقف على باب خيمة الشباب عريس كربلاء المعفر بالتراب و لا تردنا خائبين..
إلهي أسالك بوداع رملة لولدها القاسم و هي منادية الوداع..الوداع يا ولدي و يا فلذة كبدي..إلهي أسألك ببكاء الأم الفاقدة أم القاسم و تحسرها على جنينها و هي تنادي أرحم غربتي و ضيعتي يا ولدي.. إلهي أسألك بشموع القاسم التي أطفئت بدموع رملة و هي لاطمة خدها متعفرة في خيمتها تتحسر على زفاف ولدها البدر الساطع و شباب ولدها الألمع .. إلهي أسألك بالحسين متعفراً على جسد العريس و هو ملقاً على التراب و خضاب زفافه الدماء.. يملأ جسده السهام.. إلهي أسألك بالحسين حاملاً نعش العريس.. متقدماً للخيام صارخاً أين الهاشميات؟ أين العلويات؟ أين غرباء الغاضريات؟ أين زينب و رملة؟ أين عروس القاسم المسماة ؟ قوموا و نثرو الزهور على الشهيد المعفور..الذي قطع غصنه الرطيب .. و حسر قلب كل حبيب.. قومي يا رملة و إنعي الحبيب.. أسألك بحق أم القاسم رملة و هي تتأمل جسد جنينها و هو طريح على الثرى و هي تنادي وا معرساه.. وا قاسماه .. وا حرة قلباه.. عفروا قلبي عليك يا ولدي أوحدتني يا معرسي.. أي قلب ينبض بعدك يا حبيبي كيف لي أن أرى شباباً يذكرني بشبابك.. و كيف لي أن أرى معرساً يذكرني بطولك .. و كيف أجلس في الدار و قد قصفت وردته يا ولدي و حبيبي أمسيت ذكرى في القلوب .. كيف أنسى جمالك يا أبن الأحرار .. يا ولدي هل نسيت تربيتي و سهر الليالي.. هل نسيت حناني و حليب صدري .. يا جنيني.. يا ولدي كيف أنساك و أنت تربيت بين الأحضان .. و شربت صدري الحنان .. يا من ناغيته و لا تغمض لي الأجفان.. كيف يا ولدي عفت الزفاف و أحببت الأكفان .. و تركتني بدموع الأحزان .. آه على زهرة زماني التي أطفأت.. و لم يبقى إلا ذكراها في قلبي يشتعل بالنيران ..
يا الله أسألك بحق جد القاسم المصطفى و بجد العريس حيدر المرتضى و بفاطمة سيدة النساء و بالحسن المسموم المجتبى.. و بالحسين الشهيد الغريب رمز الهدى..و بالحوراء زينب سليبة العدى و با ابا الفضل ساقي العطاشى حامل اللواء .. إلهي يا من تجبر القلوب أجبر قلب كل مهموم و مغموم بحق أهل البيت و عريس أهل البيت العريس المظلوم المقتول الملقى ثلاثاً على التربان ناصر الحسين العطشان.. أجعل النور في شمعة كل بيت.. و أتمم فرحة كل شاب.. و أجبر قلب كل أم على ضناها.. و جنينها و لا تحسر قلب أم على ولدها.. يا الله يا أرحم الراحمين.. و صلى الله على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ..
ثم تقول : (اللهم العن عمر بن سعد بن نُفَيل الأزديّ ما بقي الليل والنهار) بعدد 3 مرات
ثم تقرأ هذه الأبيات المفجعة مواساة لقلب رملة سلام لله عليها :
يمة ذكريني من تمر زفة شباب.. من العرس محروم وحنتي دم المصاب
شمعة شبابي من يطفوها..حنتي دمي والكفن دار التراب
يمة ذكريني يمة ذكريني من تمر زفة شباب
من ثدي النيبا راضع بصافي الحليب..وبهالشهادة صار الي قسمة ونصيب
حوفتي بدمي خلها يفرشوها .. حنتي دمي والكفن ذار التراب
يوم المبارك أصبح لديني شهيد ..وافزع لعمي من يظل بالطف وحيد
رملة بمصابي خل يواسوها .. حنتي دمي والكفن ذار التراب
اهلي وصوني بالوفا يوم الطفوف.. ومن دم وريدي يصبح خضاب الجفوف
هذي وصيتي يا التسمعوها .. حنتي دمي والكفن دار التراب
دهري يتّمني والتزم عمي برباي.. ما اعز عنه مهجتي وروحي ودماي
رملة بمصابي خل يفجعوها .. حنتي دمي والكفن دار التراب
والوفا شانه ينعدم بيه الوجود.. وآنه وجداني يغتنم جنة خلود
نيتي بديوان جدي كتبوها .. حنتي دمي والجفن ذار التراب
(( مـلاحظـة هــامـــة ))
الأعمال العبادية تقرأ على طهارة ووضوء...
أما ذوي العذر الشرعي فعليهن الإكتفاء بـ :
ـ اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد (1000) مـرة يُهدى ثوابها لـِ عريس كربلاء القاسم عليه السلام
ـ قراءة المجلس العاشورائي
- التوسل بالقاسم ابن الحسن سلام الله عليه
ـ اللطمية
ثم إطلبوا حوائجكم و أول الحاجات و أهمها هي (تعجيل فرج مولانا صاحب العصر و الزمان روحي و أرواح العالمين لتراب نعله الطاهر الفداء) و أن يجعلنا الله و إياكم من خلص أعوانه و أنصاره و المستشهدين بين يديه تحت لوائه... ثم إدعو للمؤمنين و المؤمنات بقضاء حوائجهم ، بعدها إطلبوا حاجاتكم تقضى إن شاء الله تعالى.
\\\\ سيدي أيها القاسم يا ابن رسول الله يا عريس الطفوف يا من تجرعت مر الحتوف ، أيها الظمآن العطشان نقسم عليك بحق ابنة عمك سكينة و عطشها و غربتها و سبيها أن تقضي لنا حوائجنا يا مهجة قلب رملة إنا توجهنا و أستشفعنا و توسلنا بك إلى الله و قدمناك بين يدي حاجاتنا في الدنيا و الآخرة يا وجيهاً عند الله أشفع لنا عند الله. يا سيدتي و مولاتي يا زينب ،، بحق العريس الذي تخضب من دم نحره ،، المفلوق هامته ،، بحق عزيزك و فلذة كبدك عزيزك تشّفعي لنا عند الله ىفي قضاء حوائجنا للدنيا و الآخرة ؛ يا وجيهة عند الله إشفعي لنا عند الله! \\\\
--- سأذكركم بدعائي فرداً فرداً فلا تنسوا سماحة الأب الروحي أعلى الله مقامه و سماحة المعلم الجليل أدام الله بركاته و والدايّ من دعائكم الطاهر أحبتي! ---
((نـسـألـكـم الـدعـاء))
في حفظ الله و عنايته أستودعكم
موالية لعلي