زينب الصابرة المتحدية السيدة زينب عليها السلام، هذه المرأة الرسالية الصابرة المتحدية، التي استطاعت من خلال مواقفها في كربلاء مع أخيها الإمام الحسين عليها السلام، أن تبرز الصورة الحقيقة للمرأة الواعية التي تربت في حضن الإسلام، فلم تسيطر عليها عاطفتها، ولم تخضع لضعفها الجسدي، بل كانت الإنسانة القوية الصلبة التي لا تهزمها الآلام حتى لو كبرت، ولا ينال منها كل الذين يملكون السلطة والجبروت ويمارسون الطغيان، بل وقفت امامهم بكل جرأةٍ تكشف منطلقاتهم وأساليبهم والأهداف التي يتحركون من أجلها، وتزيل عنهم غطاء الشرعية الإسلامية التي كانوا يتغطوْن بها.
وقد انطلقت السيدة زينب عليها السلام في بنائها الذاتي ورساليتها، من هذا البيت الرسالي الذي بناه الإمام علي عليه السلام مع السيدة الزهراء عليها السلام، في ظل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أضفى على هذا البيت رعايةً خاصةً، لأنه كان يعيش في عقل أفراد هذا البيت، وفي نبضات قلوبهم، فَهُم تربيته وصناعته.
وهو صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يفكر في مستقبل الإسلام، كان يفكر فيه من خلالهم ومن خلال ذريتهم، فعلي منه وهو من علي، وفاطمة بضعة منه، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والسيدة زينب هو سماها وأحبها، وكان يتوسم فيها شخصيةً تحمل عطر هذا البيت. وهكذا كانت، فهي حملت رسالية رسول الله وأخلاقه، وشجاعة أبيها علي عليهما السلام، وعبادة أمها وعلمَها، وهَدْي أخويها، وانطلقت الى الحياة تحمل طهر البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً.
وبذلك استطاعت أن تبني في داخلها شخصيةً متنوعة المزايا، فكانت العالمة والعابدة التي لا تترك صلاة الليل حتى في أشد الساعات حراجةً، كما في كربلاء، وكانت الموجهة والمعلمة للقرآن، الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، والتي كان صوتها لا يرتفع إلا بالحق في كل الأماكن العامة والخاصة، لتكون بذلك سنداً وقوة للإسلام، ولم تكن تغلق أبوابها عن أي حوار ونقاش هادئ ورصين.
وقد واكبت السيدة زينب خطوات الرسالة، فهي لم تعش سوى سنيها الخمسة الأولى من عمرها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكنها عاشت نتائج جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهده وتضحياته مع أصحابه. وعاشت السيدة زينب العاطفة في كربلاء بأعلى درجاتها، في قلبها ومشاعرها، ولكنها عندما علمت أن دورها الرسالي يقتضي منها ان تصبر، وأن تكون شامخة واعية في خط قيادة المرحلة، وقفت كل المواقف البطولية، فقدمت النموذج الأفضل للرجال والنساء لحساب الموقف الرسالي وقوة الموقف.
وهذا يتناقض مع الأسلوب الذي درج عليه الخطباء وقراء العزاء في تصوير السيدة زينب عليها السلام امرأة باكية، تنتقل من موقعٍ الى موقع، بحيث لا يشعر السامع بأنه امام شخصية أعطت العنفوان الإسلامي قوةً، وقدمتْ الصبر كعنوانٍ للتحدي الكبير للحزن، بل تظهر من خلال هذه الصورة المغلوطة كإنسانةٍ عاديةٍ، بل قد تكون أقل من أمهات كثير من الشهداء! ولذلك، فإننا ندعو الى التدقيق في كثير من الروايات التي تقدم السيدة زينب عليها السلام بهذا المظهر من الضعف، لأن علينا أن نبرز الشخصية الرسالية المتحدية الواعية وهي في قمة حزنها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والعن من آذى فاطمة عليها السلام من الأولين والآخرين
يارب الزهراء بحق الزهراء إشف صدر الزهراء بظهور الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وإياكم من خلص أعوانه وأنصاره المقربين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله ألف خير على الطرح القيم أختي الكريمة أنوار فاطمة الزهراء
حفظكم الله ورعاكم وقضى حوائجكم ويسر أموركم
موفقين لكل خير
يقول الامام علي (عليه السلام) :
' إني أدعو الله في حاجة فإذا أعطاني إياها فرحتُ مره وإذا
لم يعطيني إياها فرحتُ عشر مرات ، لأن الأولى إختياري والثانية اختيار الله "
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. ولا حَولْ ولاقُوة الا بالله العلي العظيم )