ننقل لكم هذه الحكاية من الموقع الرسمي لمسجد صاحب الزمان عليه السلام في جمكران، وهي مثبتة في سجل توثيق الكرامات في المسجد ويرجع تأريخ حصولها الى سنة ۱٤۱۹ للهجرة، تترجم لكم بتلخيص وتصرف وقائعها طبق ماروته صاحبة هذه الحكاية وهي الأخت المؤمنة (نرجس) من أهالي مدينة كرج الإيرانية تقول هذه الأخت:
(ولدت في بلدة (ملارد) التابعة لمدينة كرج سنة ۱۳۹٥ للهجرة، ثم انتقلت للعيش في مدينة رفسنجان بعد زواجي وأنا في الثامنة عشر من عمري وقد رزقني الله من الأولاد محمداً ومريم.
وفي بداية شهر شعبان من سنة ۱٤۱۹ أصبت بآلام شديدة في عنقي فراجعت الطبيب وكتب لي دواءً خفف من آلامي ولكن في التاسع عشر من شهر رمضان شعرت بأن عيني بدأت تصغر وشفتي تنحرف أثناء الكلام ثم أخذت تصيبني حالة من التشنج وحالة الصرع)
ثم تحدثت الأخت نرجس مفصلاً عن مراجعاتها لأطباء طهران ورفسنجان واختلافهم في تشخيص أسباب مرضها وأنواع العلاجات التي أخضعت لها وما قاسته من الآم بدنية وروحية ثم قالت:
(أثناء العلاج، كنت اتوسل الى الله بالأئمة الأطهار –عليهم السلام-، وكان لذلك أثره في تخفيف ما كنت أقاسيه، ولكنني شعرت أن هذا المرض جعلني أقرب الى الله عزوجل...
وفي تلك الأيام رأيت ذات ليلة في عالم المنام سيداً محاطاً بنور أخضر وعلى وجهه قناع، أعطاتي كأساً ذهبياً وقال: اشربي من هذا الماء... ثم نضخ على وجهي شيئاً من ذلك بيده... ووعدني أن يزورني ثانية بعد عشرة أيام فانتبهت وأنا أصرخ: لقد عوفيت لقد شفيت!!)
لم تعرف الأخت نرجس من هو ذلك السيد الذي رأته في رؤياها الصادقة ولكن قلبها كان يحدثها انه مولاه المهدي وقد أحاطها عليه السلام بلطفه، لم تشك أبداً بصدق ما وعدها في المنام من حصولها على الشفاء بعد عشرة أيام رغم أن حالتها ساءت جداً بعد تلك الرؤيا، ولذلك لم تستطع المجيء الى طهران الا بالطائرة، وقد أصابتها حالة الصرع والتشنج ثلاث مرات في الطائرة وقد اضطر أهلها الى الاسراع بنقلها الى مسقط رأسها في بلدة (ملارد) لكي ترقد في فراش المرض عاجزة عن الحركة وقد أصاب الشلل بعض أجزاء بدنها وقال الأطباء ان علاج هذا الشلل فقط يستغرق ستة شهور، ولكن حدث أمرٌ لم تكن تتوقعه وفيه كثيرٌ من الغرابة، تقول أختنا الكرجية (نرجس).
(بعد ثلاثة أيام من رقدتي في فراش المرض، رأت إحدى تلميذات زوجة أخي وهي مديرة مدرسة للبنات وتدير مجالس دينية وقرآنية، رأت تلك التلميذة في منامها من يأمرها بأن تدعوني للذهاب الى مسجد جمكران ليلة الجمعة القادمة الى مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران... ولما حسبت الأيام وجدت ان ليلة الجمعة هذه تصادف اليوم العاشر من تأريخ رؤياي تلك ... فأيقنت ان رؤيا تلك البنت الطيبة صادقة)
وعندما سألت تلك الطالبة عن ملابسات رؤيتها ذكرت أنها رأت إستاذتها في أذىً وإضطراب فسألتها عن ذلك فأخبرتها بمرض الاخت نرجس شقيقة زوجها، فذهبت هذه الطالبة بقلب منكسر الى مسجد جمكران وتضرعت كثيراً في طلب شفاء الأخت نرجس وفاءً لإستاذتها فرأت تلك الرؤيا التي أمرتها فيها إمرأة لم تعرفها بأن تخبر استاذتها بأن يأتوا بمريضتهم الى مسجد جمكران في ليلة الجمعة وليس في ليلة الأربعاء كما هو المألوف.
وبعد هذه الحادثة الغريبة قررت الأخت نرجس أن تذهب الى مسجد صاحب الزمان الذي كانت قد انقطعت عنه سبع سنين بسبب سكنها في مدينة رفسنجان البعيدة عنه، وعندما ذهبت كان لها موعدٌ تنتظره منذ عشرة أيام، تقول هذه الأخت في تتمة حكايتها:
(في يوم الخميس إستأجرنا حافلة توجهنا بها الى مدينة قم وقد سيطرت عليّ حالة من إمتزاج الآلام الشديدة بالرجاء الراسخ برحمة الله وتحقق الوعد... لقد إصبت بحالة التشنج والصرع والإغماء عدة مرات في الطريق ولكنني لم أتردد في مواصلة المسير، ذهبنا أولاً الى حرم السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم –عليهما السلام-، وناجيتها بقلب منكسر وأنا عاجزة عن الشمي الا بصعوبة بالغة وبمساعدة أهلي، ثم توجهنا الى جمكران وقد أصابتني حالات التشنج مرتين في الطريق، وصلنا الى مسجد صاحب الزمان في حدود الساعة العاشرة والنصف مساءً من ليلة الجمعة نزلت من الحافلة وأنا أتكا على أخي وزوجته فقد كان الشلل قد سرى الى يدي ورجلي وعندما دخلنا المسجد قالت لي زوجة أخي: سلمي على الامام... فوضعت يدي بصعوبة على صدري وقلت: السلام عليك يا صاحب الزمان... وإثر ذلك مباشرة لم أعد أعي ما حولي ... أخذتني إغماءة أو سنة فرأيت السيد الجليل نفسه الذي رأيته قبل عشرة أيام بالقناع نفسه وبالنور الأخضر نفسه... قال لي:
أهلاً بك... إمشي على قدميك
قلت: والله يا سيدي ان رجلي قد يبستا ولا أقدر على المشي...
فقال: إركضي...)
ومن جميل الاتفاق أن بعض المصورين العاملين في مسجد صاحب الزمان في جمكران كانوا يقومون بمهمة تصوير أرجاء باحة المسجد، فأثارت حالة الأخت نرجس واهتمام أخيها وزوجته بمساعدتها بتلك الرأفة فصوروا المشهد وقبل أن ينقلوا الكاميرا بأتجاه آخر، كانت حركة السيدة نرجس المفاجئة واستغنائها عن مساعدة أخيها وزوجته في المشي، وقد حفظ هذا الفيلم مع الوثائق الطيبة الأخرى الخاصة بحالة هذه السيدة. تقول الأخت في ختام حكايتها:
(بمجرد أن قال لي ذلك السيد: إركضي.. إنتبهت الى نفسي من تلك السنة وشعرت بقوة جديدة تسري في بدني، وقد استقامت رجلاي، فقلت لزوجة أخي: إنظري ... لقد قال لي مولاي: أهلاً بك ... وأشار إلي الى روضة المسجد وقال: إركضي... ثم ركضت حتى دخلت المسجد..
لقد انتهت آلامي وما قاسيته من عناء طوال ثلاثة شهور، لقد احتضنت ابنتي وابني إذ كنت أشعر برغبتهما في ذلك، فقد عجزت عن إحتضانهما هما طوال تلك الشهور بسبب الشلل والمرض... لم يكن يتوقع أحد شفائي ... لقد يئسوا وأنا أيضاً لم أكن أهلاً للشفاء ولكنها رحمة الله... لقد توسلت الى الله بالصديقة فاطمة والأئمة الأطهار... والحمدلله لم تمض سوى دقائق على وصولي الى مسجد صاحب الزمان حتى شملني لطف مولاي –عليه السلام- ومن الله علي بالشفاء)
شمس خلف السحاب