اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
طالبت لياليكم وسعد أيامكم ؛ بمناسبة الذكرى الميمونة لميلاد مولانا الإمام محمد الجواد صلوات الله وسلامه عليه ؛ فكل عام وأنتم وذويكم مرفلين باليمن والخير والبركة
أعزائي المنتظرين للظهور المقدس...
قال تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(19) ﴾ ( سورة الحشر )
وفيما روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال : (( حاسبواأنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر))
هل أعددت العدة لساعة الموت ..؟
هل أعددت العدة يوم تنتقل من بيت إلى قبر ..؟
هل أعددت العدة حينما تنقطع الشهوات كلها..؟
وهل جوابك حاضر حينما تُسأل من قبل خالق السماوات والأرض، عبدي منحتك نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى والرشاد، ماذا فعلت ..؟
أعزائي المؤمنين؛؛
كم غرت الدنيا من مخلد إليها، و كم صرعت من مكب عليها، فلم تنهضه من عثرته، ولم تنقذه من صرعته، ولم تشفه من ألمه، ولم تبرئه من سقمه، ولم تخلصه من وصمه.
إذ بكى على ما سلف من خطاياه، وتحسر على ما خلف من دنياه، واستغفر حتى لا ينفعه الاستغفار، ولا نجيه الاعتذار عند هول المنية، ونزول البلية.
فحتى متى على الدنيا إقبالنا..؟ وبشهواتها اشتغالنا؟ وقد خطنا القتير وأتانا النذير، ونحن عما يراد بنا ساهون، وبلذة يومنا وغدنا لاهون، وقد رأينا انقلاب أهل الشهوات، وعاينا ما حل بهم من المصيبات.
دعونا نقف هُنيئة أحبتي للتفكر!! والنظر إلى الأمم الماضية، والملوك الفانية، كيف اختطفتهم عقبان الأيام ووافاهم الحمام، فامحت من الدنيا آثارهم، وبقيت فيها أخبارهم، وأصبحوا رمماً في التراب إلى يوم الحشر والمآب.
ولنخاطب النفس بهذا الخطاب --->(يا نفس حتى متى إلى الدنيا سكونك، وإلى عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، ومن وارته الأرض من ألاّفك..؟ ومن فجعت به من إخوانك، ونقل إلى الثرى من أقرانك..؟ فهم في بطون الأرض بعد ظهورها، محاسنهم فيها بوال دواثر)
حقاً .. ما عسى أن ينال صاحب الدنيا من لذتها، ويتمتع به من بهجتها مع صنوف عجائبها وقوارع فجائعها، وكثرة عذابه في مصابها وفي طلبها، وما يكابد من أسقامها وأوصابها وآلامها.
فهل ياترى نحرص عليها ، أو نسر بها ..؟ ونحن على ثقة من فنائها، وغير طامعين في بقائها، أم كيف تنام أعيننا من خشية البيات، وتسكن النفس وهي تتوقع في جميع أمورها الممات!!
فالنحذر كل الحذر من الدنيا ومكايدها، وما نصبت لنا من مصايدها وتحلت لنا من زينتها، وأظهرت لنا من بهجتها، وأبرزت لنا من شهواتها، وأخفت عنا من غوائلها وهلكاتها....
والبدار، البدار لـ تهذيب النفس والسعي الجاد لإصلاحها !! وغرس النزعات الكريمة فيها والتزود إلى دار الآخرة التي هي المقر الدائم والحقيقي للإنسان، وذلك بعمل الخير والتوجه إلى حبيب قلوب الصادقين الذي هو أنبل مقصد في هذه الحياة فإنه ينجي الإنسان من كل شر وإثم...
أما علمتم إن الموت يأتي بغتة من غير خيار وهو أقرب إليكم من أي قريب ؛ فما لكم لا تستعدون له ..؟
لنبدأ استعدادنا لهذا اليوم من الآن بتخصيص وقتاً في يومنا أو ليلتنا نُحاسب فيها أنفسنا بموازنة طاعاتنا ومعاصينا فالإنسان لا يكون من أهل التقوى والورع حتى يحاسب نفسه؛ فتأمــل!!
اضغط هنا للإطلاع على نموذج كيفية المحاسبة في الجدول :
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?id=12033
مُلاحظــة :
يمكنكم انشاء جدول لـِ أربعة أسابيع على غرار هذا النموذج !!
أما خانة الموضوع فـ أنت من تدونه من طاعات ومعاصي ماجنيته في يومك !!
وبعد انتهاء الشهر يمكن للمتلحق في الحملة عرض جدوله علينا لنرى ان كان بحاجة الى مساعدة لتتم خدمته بصورة طيبة بمشيئة رب العالمين
نلتمسكم الدعاء في المجالس الحسينية المباركة لنا وللأب الروحي ولجميع المؤمنين
رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ
الله أعلم واستغفره من الزيادة والنقصان والسهو والخطأ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
اَلْمُعَلِّــمْ
...............................
إذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف -وهو نادرٌ جداً- فذلك مصباح الطريق ونور الهداية
(العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده)
أما الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لإكتناز الاصطلاحات -هو حاصل- أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه
(العلم هو الحجاب الأكبر)
{{{ آية الله العرفاني الخميني قدس سره الشريف }}}