بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسرار الباطنية للنية وتكبرة الإحرام
الـــنـــيــــــــة
النية هي من الآداب الباطنية للصلاة، ولعله من أهم آداب الصلاة؛ لأنه لولا هذا العنصر لما بقيت للصلاة قيمة، لأنها تربط الفاني بالباقي؛ أي يا رب عملي هذا عمل بسيط، ولكن جعلته لك وربطته بك..والعمل إذا ارتبط بالأصل، اكتسب خصوصيات الأصل..
- ومن هنا فلنعقد نية، سيظهر أثرها في عرصات القيامة.. فلنقل: يا رب!.. كل ما أقوم به من الآن إلى تلك اللحظة التي أغمض فيها جفناي وأموت، جعلت سعيي في هذه المرحلة كلها لوجهك الكريم، حتى وفاتي أيضاً اجعلها قتلاً في سبيلك.. هذه النية ليست ببدعة غيرمعهودة، فالقرآن الكريم يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}..قل: يا رب!.. نذرت نفسي لك، لأكون في خدمتك أينما كنت: في مقام العمل، أو الكسب، أو غير ذلك.
تكبيرة الأحرام
يستحب قبل الشروع في الصلاة قراءة هذا الدعاء، وهو دعاء التوجه: (اللهم!..إني أتوجه إليك بمحمد وآله، وأقدمهم بين يدي صلاتي، وأتقرب بهم إليك.. فصلِّ عليهم واجعلني عندك وجيهاً بهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ثم تقول: أنت مننت علينا بمعرفتهم.. فاختم لنا بالسعادة أنك على شيء قدير).
- عندما يذهب الإنسان لزيارة المعصوم (ع)، يستحب أن يستأذن قبل الدخول، فيقول: أأدخل يا الله!.. أأدخل يا رسول الله!.. : أأدخل يا بن رسول الله!.. أأدخل يا بن أمير المؤمنين!.. فلا يدخل المشهد -خاصة في الزيارة الأولى- إذا لم تنزل الدموع، وكأنه هذه علامة الإذن في الدخول.. فإذن، إن الجواب هو رقة القلب.. وكذلك في الصلاة يقف قليلاً، ويقول: يا رب!.. أريد أن أكبّر الآن، هل أذنت لي؟.. هل قبلت توبتي؟..هل تسمح لي أن أتكلم معك قليلاً؟.. وهنيئاً لمن جرت دمعته، فرفع يديه قائلاً: الله أكبر!.. هذه التكبيرة تخرق الحجب السبع، وتصل إلى معدن العظمة.. إذ أن رب العالمين يقول لملائكته: أنظروا إلى عبدي، كيف يكبر ودموعه على خديه!..
عن الإمام الصادق -عليه السلام-:(إذا كبرت فاستصغر ما بين العلا والثريا دون كبريائه، فإن الله إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبّر، وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال: يا كاذب!.. أتخدعني، وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري، ولأحجبنك عن قربي والمسارّة بمناجاتي).عندما تقول: الله أكبر،تصور أن كل شيء في هذا الوجود لا وجود له.
- إن الذين يريدون صلاةً خاشعة، فليبدؤوا من التكبير.. لأنه إذا كان الإنسان مؤدباً في الخطوة الأولى، لدخول طاعة السلطان؛ عندئذ يرجى أن يستمر في الأدب.. ومن الممكن أن يغـتفر له سوء الأدب المتقطع، أثناء اللقاء مع السلطان.. أما الذي يدخل، ولا يراعي أدب المثول بين يدي الله -عز وجل- وإن أقبل لاحقاً؛ فإنه يعدّ مقصراً في ذلك.. فإذن، إن التكبيرة هي الأدب الأول للدخول بين يدي الله عز وجل.
فعندما يقول الإنسان: (الله أكبر) أي أنه يقر بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل وصف ، وأنه ليس في مستوى المدح والوصف ، وهذا الذي نعرفه في مناجات أئمة أهل البيت(ع).
و(الله أكبر)هي مفتاح الصلاة ووزنها في الصلاة كوزن التلبية في الحج ، فمن المعلوم أن الحاج إذا لبس الإحرام ثم مات ولم يلب فإنه لا يعد حاجاً أو معتمراً ، فهو عندما يلبي يدخل ساحة العزة الإلهي ، فالمصلي أيضاً عندما يقول: (الله أكبر) فقد دخل في جوهر الصلاة ، فلماذا رب العالمين جعل مفتاح الصلاة تكبيرة الإحرام؟..
إن التكبير بمثابة جرس الإنذار، أي أنه عبارة عن عملية تنبيه للإنسان بأنه في حضرة الله عزوجل ، وأن عليه أن يلتزم بالأدب ويستحي ولا يغفل وهو في الصلاة ، فكم قبيح أن يعاهد الإنسان ربه في بداية الصلاة بأنه أكبر من أن يوصف ، ومن ثم هو يغفل هنا وهناك مستغرقا في توافه الدنيا!..فلهذا فهو بين كل فعل وفعل يكبر الله تعالى ، ليذكر نفسه بعظمة الرب سبحانه وتعالى ويصرفها عن كل شاغلة وواردة..
ومن الملاحظ أن التكبير ذكر متكرر في :الأذان والإقامة، وتكبيرة الإحرام ، وفي أثناء الصلاة ،وبعد التسليم التكبيرات الثلاث..فلو أن الإنسان أنس بذكر الله عزوجل فقد حاز باللذة العظمى ، فلك ان تسال بأن لفظ الجلالة كم مرة يكرر في الصلاة اسماً ظاهراً ووصفاً وضميراً!..
كم من الجميل ان سيتظهر العبد هذا الجلال والكمال الالهي عند كل ذكر لاسمه الشريف !.. ان الذي يرى شيئا من نفحات هذا الجمال الالهي الذي منه كل جمال فى الوجود ، فانه لا يحتاج الى التذكير للالتفات الى صاحب هذا الجمال الخالد!
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسرار الباطنية للنية وتكبرة الإحرام
الـــنـــيــــــــة
النية هي من الآداب الباطنية للصلاة، ولعله من أهم آداب الصلاة؛ لأنه لولا هذا العنصر لما بقيت للصلاة قيمة، لأنها تربط الفاني بالباقي؛ أي يا رب عملي هذا عمل بسيط، ولكن جعلته لك وربطته بك..والعمل إذا ارتبط بالأصل، اكتسب خصوصيات الأصل..
- ومن هنا فلنعقد نية، سيظهر أثرها في عرصات القيامة.. فلنقل: يا رب!.. كل ما أقوم به من الآن إلى تلك اللحظة التي أغمض فيها جفناي وأموت، جعلت سعيي في هذه المرحلة كلها لوجهك الكريم، حتى وفاتي أيضاً اجعلها قتلاً في سبيلك.. هذه النية ليست ببدعة غيرمعهودة، فالقرآن الكريم يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}..قل: يا رب!.. نذرت نفسي لك، لأكون في خدمتك أينما كنت: في مقام العمل، أو الكسب، أو غير ذلك.
تكبيرة الأحرام
يستحب قبل الشروع في الصلاة قراءة هذا الدعاء، وهو دعاء التوجه: (اللهم!..إني أتوجه إليك بمحمد وآله، وأقدمهم بين يدي صلاتي، وأتقرب بهم إليك.. فصلِّ عليهم واجعلني عندك وجيهاً بهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ثم تقول: أنت مننت علينا بمعرفتهم.. فاختم لنا بالسعادة أنك على شيء قدير).
- عندما يذهب الإنسان لزيارة المعصوم (ع)، يستحب أن يستأذن قبل الدخول، فيقول: أأدخل يا الله!.. أأدخل يا رسول الله!.. : أأدخل يا بن رسول الله!.. أأدخل يا بن أمير المؤمنين!.. فلا يدخل المشهد -خاصة في الزيارة الأولى- إذا لم تنزل الدموع، وكأنه هذه علامة الإذن في الدخول.. فإذن، إن الجواب هو رقة القلب.. وكذلك في الصلاة يقف قليلاً، ويقول: يا رب!.. أريد أن أكبّر الآن، هل أذنت لي؟.. هل قبلت توبتي؟..هل تسمح لي أن أتكلم معك قليلاً؟.. وهنيئاً لمن جرت دمعته، فرفع يديه قائلاً: الله أكبر!.. هذه التكبيرة تخرق الحجب السبع، وتصل إلى معدن العظمة.. إذ أن رب العالمين يقول لملائكته: أنظروا إلى عبدي، كيف يكبر ودموعه على خديه!..
عن الإمام الصادق -عليه السلام-:(إذا كبرت فاستصغر ما بين العلا والثريا دون كبريائه، فإن الله إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبّر، وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال: يا كاذب!.. أتخدعني، وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري، ولأحجبنك عن قربي والمسارّة بمناجاتي).عندما تقول: الله أكبر،تصور أن كل شيء في هذا الوجود لا وجود له.
- إن الذين يريدون صلاةً خاشعة، فليبدؤوا من التكبير.. لأنه إذا كان الإنسان مؤدباً في الخطوة الأولى، لدخول طاعة السلطان؛ عندئذ يرجى أن يستمر في الأدب.. ومن الممكن أن يغـتفر له سوء الأدب المتقطع، أثناء اللقاء مع السلطان.. أما الذي يدخل، ولا يراعي أدب المثول بين يدي الله -عز وجل- وإن أقبل لاحقاً؛ فإنه يعدّ مقصراً في ذلك.. فإذن، إن التكبيرة هي الأدب الأول للدخول بين يدي الله عز وجل.
فعندما يقول الإنسان: (الله أكبر) أي أنه يقر بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل وصف ، وأنه ليس في مستوى المدح والوصف ، وهذا الذي نعرفه في مناجات أئمة أهل البيت(ع).
و(الله أكبر)هي مفتاح الصلاة ووزنها في الصلاة كوزن التلبية في الحج ، فمن المعلوم أن الحاج إذا لبس الإحرام ثم مات ولم يلب فإنه لا يعد حاجاً أو معتمراً ، فهو عندما يلبي يدخل ساحة العزة الإلهي ، فالمصلي أيضاً عندما يقول: (الله أكبر) فقد دخل في جوهر الصلاة ، فلماذا رب العالمين جعل مفتاح الصلاة تكبيرة الإحرام؟..
إن التكبير بمثابة جرس الإنذار، أي أنه عبارة عن عملية تنبيه للإنسان بأنه في حضرة الله عزوجل ، وأن عليه أن يلتزم بالأدب ويستحي ولا يغفل وهو في الصلاة ، فكم قبيح أن يعاهد الإنسان ربه في بداية الصلاة بأنه أكبر من أن يوصف ، ومن ثم هو يغفل هنا وهناك مستغرقا في توافه الدنيا!..فلهذا فهو بين كل فعل وفعل يكبر الله تعالى ، ليذكر نفسه بعظمة الرب سبحانه وتعالى ويصرفها عن كل شاغلة وواردة..
ومن الملاحظ أن التكبير ذكر متكرر في :الأذان والإقامة، وتكبيرة الإحرام ، وفي أثناء الصلاة ،وبعد التسليم التكبيرات الثلاث..فلو أن الإنسان أنس بذكر الله عزوجل فقد حاز باللذة العظمى ، فلك ان تسال بأن لفظ الجلالة كم مرة يكرر في الصلاة اسماً ظاهراً ووصفاً وضميراً!..
كم من الجميل ان سيتظهر العبد هذا الجلال والكمال الالهي عند كل ذكر لاسمه الشريف !.. ان الذي يرى شيئا من نفحات هذا الجمال الالهي الذي منه كل جمال فى الوجود ، فانه لا يحتاج الى التذكير للالتفات الى صاحب هذا الجمال الخالد!