(إقرأ . فكّر . إعمل) كثرة الإستغفار أن أكثر مشاكلنا إنما هي نتيجة ذنوبنا، فماذا نفعل؟ فإنه ما من مشكلة ومن مرض ومصيبة إلا وفي باطن الأمر ذنب يرتكبه الإنسان وإن كان في ظاهر الأمر لكل مشكلة أسبابها الظاهرية فإن المرض له أسبابه الظاهرية ولكن يا ترى هذه الأسباب الظاهرية من أين تتكون .. وإنما يقال ظاهر لكونه له باطن، ويقال باطن لكونه له ظاهر، فمشاكل الحياة ظاهرها أسباب ظاهرية إلا أن من ورائها أسباب باطنية ومن أهمها الذنوب والمعاصي والقبائح والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
فبعد أن عرفنا أن المشاكل من الذنب فما الحيلة بعد أن أذنبنا؟
لا شكّ أنّ الوقاية خير من العلاج، فلابد أن نترك الذنب أولاً: ليكون سبباً لحل المشكلة التي نحن فيها، ولكي لا نبتلى بمشكلة أخرى. وثانياً: لابد من الندم والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه، وتبديل الذنب بالطاعة. وثالثاً: الاستغفار الكثير فتعطروا بالاستغفار لا تفضحنكم روائح الذنوب.
فتعال معي واقرأ وفكر واعمل بهذا الحديث الشريف: في كتاب المواعظ العددية ص 160 قال رسول الله(ص): (من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل همّ وغمّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل خوف أمناً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
ثم نتيجة هذا الاستغفار الكثير:
أولاً: جعل الله بجعل تكويني وتقديري بأن يحل مشاكله ويرفع عنه البلايا والمصائب التي كانت من وراء الذنوب والمعاصي، فيجعل له من كل همّ وغم ـ والهم للمستقبل المجهول، والغم للماضي المحزون ـ فرجاً، فيكون من بعد الشدة الفرج.
وثانياً: يجعل له من كل ضيق في الأخلاق والأسرة والعيش والاقتصاد وكل مجالات الحياة مخرجاً، فلا يكون الطريق أمامه مسدوداً، بل يجد حلاً لمشاكله، ومثل هذا الاستغفار من التقوى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).
وثالثاً: يجعل له من كل خوف أمناً فيكون في أمان الله وأمنه وحصنه الحصين، ونعمتان مجهولتان الصحة والأمان، فمن يستغفر الله يحصل على نعمة الأمان، فيأمن من الأخطار والمهالك كالموت بالمتفجرات كما في عراقنا الحبيب في عصرنا هذا.
ورابعاً: ويرزقه من فضل رحمته ورزقه الموعود من حيث لا يحتسب ولم يتصوره فضلاً عن رزقه المقسوم اليومي والاسبوعي والراتب الشهري، بل يأتيه رزق مادي أو رزق معنوي كحج بيت الله الحرام والزيارات والأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة والعلم والمعرفة من حيث لا يدري ولا يحتسب، أي لم يكن بحسبانه وفكره، فكل هذه الآثار الدنيوية تترتب على الاستغفار والتوبة فضلاً عن الأجر والثواب في الآخرة.فهل تغفل عن كثرة الاستغفار بعد هذا؟
ولكن لترسيخ الفكرة والعقيدة لا بأس أن نذكر جملة من الفوائد والعوائد الدنيوية والأخروية التي تترتب على التوبة والاستغفار، قال سبحانه وتعالى: (ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً)النساء: 11
قال رسول الله(ص): (خير الدعاء الاستغفار) (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير).
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى رب العالمين
جزاكم الله كل خير على هذا الطرح
حفظكم الله تعالى