اليسر بعد العسر من الطّبيعيّ أنّ هذه الدّنيا خلقها الله تعالى كدار ممرّ، وهي تعتبر دار امتحان وبلاءات للإنسان، وتأتي هذه الابتلاءات كتكفير عن ذنوبه، وكي يعتبر منها في رحلته الدنيويّة، فيعمل على كسب الحسنات وفعل الخير والبرّ وصقل إيمانه، فالبلاء تجربة يمرّ بها الفرد، فإذا خرج منه وهو قويّ راسخ الإيمان والعزيمة، تقوّى إيمانه، وتكرَّست إرادته، وتعزّزت بعناصر المناعة المطلوبة عند كلّ امتحان.
وينبغي للمرء المخلص المؤمن الواثق من ربِّه، أن ينتظر الفرج بعد الشدَّة، ويثق بالله، ويصبر على بلائه، وأن يحافظ على توازنه النفسيّ والعقليّ، وألا يضعف ويهِن، بل يتحمَّل قدر استطاعته، ولا يؤدِّي به اليأس إلى الانحراف والسّقوط والضّياع.
يقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}[الانشراح: 5-6]، فهذه حقيقة قرآنيَّة؛ أنّ كلّ ما يطرأ على الإنسان من أوضاع في الحياة، لا دوام لها، فربما يكون الإنسان في رخاء وتنقلب شؤونه إلى شدَّة، أو العكس، يكون في شدّة فيأتيه الفرج من حيث لا يحتسب، وفي الحالتين، فإنّ المرء إذا صبر وثبت، وصمد أمام كلّ التحدّيات والمصاعب، يستطيع بنفسه أن يصنع ظروف الفرج ومقدّماته، وأن يربح نفسه ويخرج منتصراً بإذن الله تعالى ورحمته، لأنَّ اليسر دائماً أمرٌ مقارن للعسر، وهو ما الله به عباده، المهمّ أن يحسنوا فهم ظروفهم الموضوعيّة، ويتعاملوا مع أوضاعهم بالشّكل الّذي يحفظ توازنهم وقوّتهم وكرامتهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)