بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الشّخصيّة الجزوعة؟
المصاعب والمصائب درجات، ومع كلّ درجة منها نحتاج إلى درجة تقابلها من حيث قوّة التحمّل والصّبر. ولكن، هل يوجد مصيبة في الحياة الدّنيا لا تقابلها قوّة أو يحتملها صبر؟ وبذلك يكون الجّزع عندها مقبولًا!
إنّ ما يظهر من بعض الأحاديث المؤيّدة بالوجدان أنّ مصائب أهل البيت عليهم السلام ـ أي مصائب فقدانهم وفقدان هدايتهم الظاهرة في هذا العالم ـ لا يمكن لأيّة نفس أن تتحمّلها. وكيف تتحمّل النّفس فقدان أمرٍ يُعدّ أساس قوّتها؟!فعن الإمام الصّادق عليه السلام: "إِنَّ الْبُكَاءَ وَالْجَزَعَ مَكْرُوهٌ لِلْعَبْدِ فِي كُلِّ مَا جَزِعَ، مَا خَلَا الْبُكَاءَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام، فَإِنَّهُ فِيهِ مَأْجُورٌ"8.
وعَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ: "أَمَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ، يَعْنِي بِالْحُسَيْنِ عليه السلام، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَتَجْزَعُ؟ قُلْتُ: إِي وَاللَّهِ، وَأَسْتَعْبِرُ بِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ: رَحِمَ الله دَمْعَتَكَ، أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَعِ لَنَا وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَيحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا، أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ، وَوَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ الْمَوْتِ بِكَ، وَمَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَل"9.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساعة دُفِنَ: "إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلاَّ عَنْكَ، وَإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلاَّ عَلَيْكَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ، وَإِنَّهُ قَبْلَكَ وَبَعْدَكَ لَجَلَلٌ"10.
ولعلّه إلى هذا الجزع أشار الإمام الصّادق عليه السلام: "إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَجْزَعُ مَا لَمْ تَنْزِلِ الْمُصِيبَةُ، وَإِذَا نَزَلَتْ صَبَرْنَا"11.
والجزع، إمّا أن يبقى في القلب كحالة من الاضّطراب، دون أن يظهر في الأعضاء والجوارح، وإمّا أن يظهر عليها أو يسري إليها، فيؤدّي إلى حالات سلبيّة كثيرة، .
فإذا استفحل الجزع وزاد عن الحدّ الّذي قد يُعفى عنه، يظهر في سلوك الإنسان بصورة الشّكوى العشوائيّة والانهيار العصبيّ والإحباط والكسل والفتور.
وكما نعلم، فإنّ تزلزل القلب غالبًا ما يؤدّي إلى تزلزل البدن وخروجه عن الاعتدال في القول والفعل والحركات. ولهذا، كان لا بدّ من معالجة هذه المشكلة واقتلاعها من جذورها بعد معرفة أسبابها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي
موفقة لكل خير
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه )
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)